عناصر الخطبة
1/حِكم الله البالغة في تفاوت أحوال العباد وأوضاعهم 2/يكفي من الحسد شناعة أنه يتهم الله في عدله وفضله وحكمته 3/بعض صفات الحاسد وبيان ضرر الحسد 4/أمثلة لبعض الحاسدين المعتدين 5/العلاج الناجع لداء الحسد 6/الفرق بين الحسد والغبطةاقتباس
إِنَّ الْمُتَفَحِّصَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْكِلَاتِ الْأُسَرِيَّةِ وَالْمُجْتَمَعِيَّةِ، وَالْمُتَتَبِّعَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْقَضَايَا الْمُنْتَشِرَةِ بَيْنَ الزُّمَلَاءِ وَالْأَقْرَانِ وَالْمُوَظَّفِينَ فِي أَسْوَاقِ الْعَمَلِ وَالدِّرَاسَةِ وَالتِّجَارَةِ وَغَيْرِهَا يَجِدُ أَنَّ سَبَبَهَا الْحَسَدُ، وَلَوْ أَنَّا تَخَلَّصْنَا مِنْ هَذِهِ الْمُشْكِلَةِ لَأَوْقَفْنَا سَيْلَ هَذِهِ الْمَشَاكِلِ الْمُتَدَفِّقَةِ، وَأَقْفَلْنَا كَثِيرًا مِنْ مِلَفَّاتِهَا الْمُعَقَّدَةِ..
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ خَلَقَ الْخَلْقَ، وَبِالْعَدْلِ حَكَمَ، مُرْتَجَى الْعَفْوِ وَمَأْلُوهُ الْأُمَمِ، كُلُّ شَيْءٍ شَاءَهُ رَبُّ الْوَرَى، نَافِذُ الْأَمْرِ بِهِ جَفَّ الْقَلَمُ، فَلَهُ الْحَمْدُ رَبِّي سَابِغِ الْفَضْلِ وَمُولِي النِّعَمِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ لِهَدِيهِ سَابَقَ وَاغْتَنَمَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَلَا تَعْصُوهُ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1].
عِبَادَ اللَّهِ: خَلَقَ اللَّهُ الْعِبَادَ وَفَاوَتَ بَيْنَهُمْ فِي الْأَلْوَانِ وَالْهَيْئَاتِ، وَالْقُدُرَاتِ وَالْمَهَارَاتِ، وَالْأَفْهَامِ وَالْعُقُولِ، وَالْأَذْوَاقِ وَالتَّصَوُّرَاتِ، وَالْأَرْزَاقِ وَالنَّجَاحَاتِ، وَحَتَّى فِي جَزَائِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَعَلَ النَّارَ دَرَكَاتٍ، وَالْجَنَّةَ دَرَجَاتٍ.
وَهُوَ -سُبْحَانَهُ- الْخَالِقُ الْمُدَبِّرُ، الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ الْمُتَفَضِّلُ، يَفْعَلُ يَشَاءُ وَيَقْضِي مَا يُرِيدُ، لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، لَا رَادَّ لِحُكْمِهِ وَلَا مُعَقِّبَ لِقَضَائِهِ، لَهُ فِي تَدْبِيرِهِ حِكَمٌ بَالِغَةٌ، وَمِنْ وَرَاءِ اخْتِيَارِهِ أَسْرَارٌ نَافِعَةٌ، وَلَيْسَ أَمَامَ الْعِبَادِ إِلَّا أَنْ يُسَلِّمُوا لِأَمْرِهِ دُونَ سَخَطٍ، وَيَرْضَوْا بِحُكْمِهِ مِنْ غَيْرِ اعْتِرَاضٍ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِيمَانُنَا بِالْقَضَاءِ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، لَا يَعْنِي بِحَالٍ أَلَّا نُعْمِلَ عُقُولَنَا فِي اخْتِيَارِ مَا هُوَ أَفْضَلُ وَأَسْلَمُ، أَوْ نَجْتَهِدَ بِحَوَاسِّنَا فِي الْبَحْثِ عَمَّا هُوَ أَنْفَعُ وَأَصْلَحُ؛ فَهَذَا لَا يُعَارِضُ مَا قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا، وَلَا يُنَافِي مَا كَتَبَهُ لَنَا؛ لِأَنَّ مَا كَتَبَهُ اللَّهُ هُوَ فِي عِلْمِهِ الْخَاصِّ، وَلَا عِلْمَ لَنَا بِهِ، وَمَا عَلِمَهُ وَكَتَبَهُ لَيْسَ بِمُلْزِمٍ لَنَا؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ".
بَيْدَ أَنَّ قَوْمًا رَكِبُوا الصَّعْبَ، وَجَانَبُوا الصَّوَابَ؛ فَاتَّخَذُوا طَرِيقًا خَاطِئًا لِتَحْقِيقِ رَغَبَاتِهِمْ، وَسَلَكُوا مُنْحَنًى خَطِرًا لِبُلُوغِ أُمْنِيَاتِهِمْ؛ طَرِيقًا الْمَخَاطِرُ بِهِ مُحْدِقَةٌ، وَسَبِيلًا الْأَشْوَاكُ فِيهِ مُنْبِتَةٌ؛ أَلَا وَهُوَ طَرِيقُ الْحَسَدِ.
وَالْحَسَدُ -يَا عِبَادَ اللَّهِ- انْزِعَاجُ قَلْبِ الْمَرْءِ، وَضِيقُ صَدْرِهِ تُجَاهَ نِعَمِ الْآخَرِينَ، وَتَمَنِّي زَوَالِهَا مِنْهُمْ، وَهُوَ خُلُقٌ رَدِيءٌ، وَسُلُوكٌ خَاطِئٌ، وَتَعَامُلٌ أَنَانِيٌّ، يُنْبِئُ عَنْ تَفْكِيرٍ مُتَسَخِّطٍ، وَتَصَوُّرٍ مُعْتَرِضٍ؛ لِأَنَّ الْحَاسِدَ يُعَارِضُ اللَّهَ فِي قِسْمَتِهِ، وَيُكَذِّبُهُ فِي عَدْلِهِ، وَيُسِيءُ لَهُ فِي حِكْمَتِهِ، وَيَتَّهِمُهُ فِي تَدْبِيرِهِ، وَبِهَذَا فَالْحَاسِدُ يَسْتَعْدِي اللَّهَ عَلَى نَفْسِهِ بِسَخَطِهِ وَعُقُوبَتِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَيَا حَاسِدًا لِي عَلَى نِعْمَتِي *** أَتَدْرِي عَلَى مَنْ أَسَأْتَ الْأَدَبْ
أَسَأْتَ عَلَى اللَّهِ فِي حُكْمِهِ *** لِأَنَّكَ لَمْ تَرْضَ لِي مَا وَهَبْ
فَأَخْزَاكَ رَبِّي بِأَنْ زَادَنِي *** وَسَدَّ عَلَيْكَ وُجُوهَ الطَّلَبْ
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: الْحَاسِدُ لَا يَسُلُّ سَيْفَ حِقْدِهِ عَلَى الْآخَرِ، وَلَا يَقْتَصِرُ ضَرَرُ سِهَامِهِ عَلَى الْغَيْرِ، بَلِ الْحَاسِدُ يَدُكُّ ذَاتَهُ أَوَّلًا؛ فَيَهِدُّ قَلْبَهُ، وَيُهْلِكُ نَفْسَهُ، وَيُشَتِّتُ مَشَاعِرَهُ، وَيُوغِلُ صَدْرَهُ، الْحَسَدُ شُعُورٌ مُدَمِّرٌ، يَقْضِي عَلَى رُوحِ الْحَاسِدِ وَحَيَاتِهِ، وَيُفْسِدُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ، وَأَفْضَلُ مَا فِي الْحَسَدِ إِنْصَافُهُ؛ حَيْثُ بَدَأَ بِصَاحِبِهِ فَقَتَلَهُ، وَصَدَقَ الْقَائِلُ:
اصْبِرْ عَلَى حَسَدِ الْحَسُوِ *** دِ فَإِنَّ صَبْرَكَ قَاتِلُهْ
فَالنَّارُ تَأْكُلُ بَعْضَهَا *** إِنْ لَمْ تَجِدْ مَا تَأْكُلُهْ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الْحَسَدُ خُلُقٌ ذَمِيمٌ، وَمَرَضٌ مُهْلِكٌ، الْحَسَدُ يَقْضِي عَلَى إِنْجَازَاتِ الْحَاسِدِ وَطُمُوحَاتِهِ، وَيُدَمِّرُ هِمَّتَهُ وَعَزِيمَتَهُ، الْحَسَدُ يُوَلِّدُ الضَّعْفَ وَالْكَسَلَ، وَيَجْلِبُ الْعَجْزَ وَالْمَلَلَ، صَاحِبُهُ لَا يُؤْمِنُ بِالْحَظِّ وَالنَّصِيبِ، وَلَا يَقْتَنِعُ بِالتَّخْطِيطِ وَالتَّجَارِبِ، وَلَا يُفَكِّرُ فِي الْأَسْبَابِ وَالْوَسَائِلِ.
الْحَاسِدُ عَلَى كُلِّ صَاحِبِ نِعْمَةٍ نَاقِمٌ، وَهُوَ بِحَسَدِهِ عِنْدَ اللَّهِ آثِمٌ، لَا يَرْضَى عَلَى صَاحِبِ نِعْمَةٍ، وَلَا تَطِيبُ نَفْسُهُ عَلَى ذِي مِنَّةٍ، هَمُّهُ إِنْجَازُ الْآخَرِينَ وَمُكْتَسَبَاتُهُمْ كَيْفَ يُدَمِّرُهَا؟ وَشُغْلُهُ طُمُوحُ الْآخَرِينَ وَأَحْلَامُهُمْ كَيْفَ يُجْهِضُهَا؟ لَا يَسْعَدُ إِلَّا فِي شَقَاءِ الْآخَرِينَ، وَلَا يَرْضَى إِلَّا فِي سَخَطِهِمْ، لَا يَتَعَافَى إِلَّا فِي عَنَاءِ الْآخَرِينَ، وَلَا يَبْسَتِمُ إِلَّا فِي حُزْنِهِمْ؛ فَهُوَ يَخْسَرُ الْأَصْحَابَ وَيَصُدُّ الْأَحْبَابَ.
الْحَاسِدُ لَا رَضِيَ بِاللَّهِ، وَلَا رَضِيَ لِعِبَادِ اللَّهِ، شَابَهَ الْكُفَّارَ فِيمَا وَصَفَهُ اللَّهُ بِهِمْ؛ (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ)[الْبَقَرَةِ: 105].
أَيُّهَا النَّاسُ: وَالْحَسَدُ لَيْسَ عَزِيزًا نَادِرًا؛ بَلْ هُوَ فِي صُدُورِ الْكَثِيرِ، حَاضِرٌ لَا يَغِيبُ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَحَالٍ وَمَكَانٍ؛ فَالْحَسَدُ لَا يَسْلَمُ مِنْهُ أَحَدٌ، لَكِنَّ الْكَرِيمَ يُخْفِيهِ، وَاللَّئِيمَ يُبْدِيهِ، الْكَرِيمُ يَدْفَعُهُ وَاللَّئِيمُ يُنَمِّيهِ؛ قَالَ ابْنُ رَجَبٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الْحَسَدُ مَرْكُوزٌ فِي طِبَاعِ الْبَشَرِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ سَعَا إِلَى دَفْعِهِ".
وَالْحَسَدُ لَا يَكُونُ عَلَى دُنْيَا؛ بَلْ عَلَى الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَالْحَسَدُ لَا يَجْلِبُ نِعَمًا، وَلَا يُحَوِّلُ نِقَمًا، كَمَا لَا يَدْفَعُ نِعَمَ الْآخَرِينَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ الْقَوِيُّ الْمَتِينُ، وَلَا يَسْتَحْوِذُ عَلَى فَضْلِهِمْ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
الْحَسَدُ -يَا عِبَادَ اللَّهِ- يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِ إِيمَانِ صَاحِبِهِ، وَخُبْثِ قَائِلِهِ وَغِلِّ حَامِلِهِ؛ قَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ: الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ"(رَوَاهُ النَّسَائِيُّ).
الْحَاسِدُ مُنْتَقِمٌ مُخَاصِمٌ، يَكْذِبُ وَيُزَوِّرُ، نَمَّامٌ وَمُغْتَابٌ، مُثَبِّطٌ وَمُخَذِّلٌ، الْحَاسِدُ كَرِيهُ النَّفْسِ خَبِيثُ الطَّبْعِ، مُبَالِغٌ فِي ذَمِّ الْآخَرِينَ، مُدَقِّقُ النَّظَرِ فِي سُلُوكِهِمْ، يَعُدُّ زَلَّاتِهِمْ وَيَتَتَبَّعُ عَثَرَاتِهِمْ، لَا يَغْفِرُ وَلَا يَتَغَافَلُ، وَصَدَقَ مَنْ قَالَ:
كُلُّ الْعَدَاوَاتِ قَدْ تُرْجَى مَوَدَّتُهَا *** إِلَّا عَدَاوَةَ مَنْ عَادَاكَ عَنْ حَسَدِ
الْحَاسِدُ أَشْقَى أَيَّامِهِ حِينَ يَرَى فِي الْآخَرِينَ نِعْمَةً، وَيَسْهَرُ إِنْ وَجَدَ فِي أَحَدِهِمْ مِنَّةً، يَتْعَبُ إِنْ شَاهَدَ نَجَاحًا، وَيَتَأَلَّمُ إِذَا سَمِعَ تَفَوُّقًا، يَضِيقُ صَدْرُهُ إِنْ لَمَسَ تَيْسِيرًا؛ فَلَا غَرَابَةَ إِنْ قِيلَ عَنِ الْحَسَدِ: إِنَّهُ أَحَدُ أَسْبَابِ التَّعَاسَةِ الشَّخْصِيَّةِ الذَّاتِيَّةِ.
عِبَادَ اللَّهِ: الْحَاسِدُ مَنْزُوعُ الرَّحْمَةِ، مَسْلُوبُ الشَّفَقَةِ، مَحْرُومُ الْحِكْمَةِ، مُضْطَرِبُ الْمَشَاعِرِ، لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ كَبِيرٍ وَلَا صَغِيرٍ، وَلَا يَكْتَرِثُ لِقَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ، وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ عَدُوٍّ وَلَا صَدِيقٍ، وَانْظُرْ إِلَى مَنْ تَلَوَّثَتْ قُلُوبُهُمْ بِهَذَا الدَّاءِ، وَتَلَطَّخَتْ صُدُورُهُمْ بِهَذَا الْوَبَاءِ! كَيْفَ أَفْسَدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ حَيَاتَهُمْ وَدَمَّرُوا مَصَالِحَهُمْ! وَكَيْفَ قَضَوْا عَلَى مَصَالِحِ الْآخَرِينَ وَأَفْسَدُوا عَلَيْهِمْ سَعَادَتَهُمْ! الْحَاسِدُ يَنْسَى مَوْقِعَهُ وَيَتَجَاوَزُ حُدُودَهُ.
فَإِبْلِيسُ لَمَّا اسْتَوْطَنَ قَلْبَهُ الْحَسَدُ رَأَى نَفْسَهُ خَيْرًا مِنْ آدَمَ؛ فَرَفَضَ السُّجُودَ لَهُ؛ إِذْ كَيْفَ يَسْجُدُ الْأَفْضَلُ -فِي تَصَوُّرِهِ- لِلْأَدْنَى؛ (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)[الْأَعْرَافِ: 12]؛ فَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ طَرْدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَحِرْمَانَهُ الْكَرَامَةَ الَّتِي كَانَ يَنْعَمُ بِهَا، وَالْقُرْبَ الَّذِي كَانَ يَحْظَى بِهِ، بِسَبَبِ حَسَدِهِ آدَمَ عَلَى مَنْزِلَتِهِ الَّتِي تَبَوَّأَهَا.
وَمِنْ لَحْظَتِهَا عَزَمَ الْخَبِيثُ الْحَاسِدُ جَاهِدًا مُقْسِمًا قَاطِعًا لَيَعْمَلَنَّ جُهْدَهُ لَيْلًا وَنَهَارًا عَلَى إِغْوَائِهِمْ، وَإِضْلَالِهِمْ؛ فَلَا يَبْقَوْا عِنْدَ اللَّهِ كُرَمَاءَ وَلَا فِي الْجَنَّةِ نُزَلَاءَ؛ (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 16-17]؛ فَيَشْقَوْنَ كَمَا شَقِيَ.
وَفِعْلًا قَامَ بِمُهِمَّتِهِ؛ فَزَيَّنَ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- الْأَكْلَ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَتَسَبَّبَ فِي خُرُوجِهِمَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَلَيْتَ الْأَمْرَ وَقَفَ عِنْدَ هَذَا؛ بَلِ اسْتَمَرَّ مِطْوَاعًا لِحَسَدِهِ، مُنْقَادًا لِحِقْدِهِ عَلَى آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ؛ فَمَا إِنْ هَبَطَ إِلَى الْأَرْضِ، رَمْزُ الْفَضِيلَةِ آدَمُ وَحَوَّاءُ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-، وَرَمْزُ الرَّذِيلَةِ إِبْلِيسُ حَتَّى زَيَّنَ لِوَلَدِهِمَا قَابِيلَ قَتْلَ أَخِيهِ هَابِيلَ حَسَدًا مِنْهُ عَلَى زَوَاجِهِ مِنْ أُخْتِهِ الْجَمِيلَةِ؛ رَافِضًا التَّشْرِيعَ الرَّبَّانِيَّ، وَالتَّوْجِيهَ النَّبَوِيَّ، غَيْرَ آبِهٍ بِتَبِعَاتِ هَذِ الْجَرِيمَةِ النَّكْرَاءِ الَّتِي أَقْدَمَ عَلَيْهَا؛ (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْمَائِدَةِ: 30].
وَلَمَّا مَلَأَ الْحَسَدُ قُلُوبَ إِخْوَةِ يُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، تَجَاهَلُوا مَاذَا يَعْنِي هَذَا الطِّفْلُ لَهُمْ، وَنَسُوا بَرَاءَتَهُ مِمَّا يَدَّعُونَهُ؛ لَكِنَّ الْحَسَدَ تَمَكَّنَ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَتَوَغَّلَ فِي صُدُورِهِمْ؛ فَأَعْمَاهُمْ وَأَسْقَطَهُمْ فِي مَكِيدَةٍ وَحْشِيَّةٍ، فَمَا رَحِمُوا الصَّغِيرَ وَلَا تَرَكُوا الْبَرِيءَ؛ (يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا)[يُوسُفَ: 5].
وَهَكَذَا مَنَعَ الْحَسَدُ كُفَّارَ قُرَيْشٍ أَنْ يُؤْمِنُوا بِرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ قَالَ الْأَخْنَسُ بْنُ شُرَيْقٍ لِأَبِي جَهْلٍ: "يَا أَبَا الْحَكَمِ، مَا رَأْيُكَ فِيمَا سَمِعْتَ مِنْ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: مَاذَا سَمِعْتُ؟ تَنَازَعْنَا نَحْنُ وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ الشَّرَفَ؛ أَطْعَمُوا فَأَطْعَمْنَا، وَحَمَلُوا فَحَمَلْنَا، وَأَعْطَوْا فَأَعْطَيْنَا، حَتَّى إِذَا تَجَاثَيْنَا عَلَى الرُّكَبِ وَكُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ. فَمَتَى نُدْرِكُ هَذِهِ؟ وَاللَّهِ لَا نُؤْمِنُ بِهِ أَبَدًا، وَلَا نُصَدِّقُهُ، فَقَامَ عَنْهُ الْأَخْنَسُ وَتَرَكَهُ".
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: الْحَسَدُ مَرَضٌ يُصِيبُ قَلْبَ الْحَاسِدِ وَعَقْلَهُ وَشُعُورَهُ، فَهُوَ يَنْتَقِصُ كُلَّ جَمِيلٍ فِي نَفْسِهِ، وَيُحَارِبُ كُلَّ جَمِيلٍ فِي الْآخَرِينَ، الْحَسَدُ لَا يُرِيدُ لِصَاحِبِهِ أَنْ يَرْتَقِيَ إِلَى حَيْثُ وَصَلَ الْآخَرُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يَهْبِطَ بِهِمْ إِلَى مُسْتَوَاهُ؛ (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)[النِّسَاءِ: 89].
قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَلِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ...
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَبَعْدُ:
مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: الْإِسْلَامُ لَمْ يَغْفُلْ فِي تَشْرِيعَاتِهِ عَنِ الْحَسَدِ؛ بَلْ وَرَدَتْ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ نُصُوصٌ كَثِيرَةٌ فِي سِيَاقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ؛ فَتَارَةً يَصِفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ذَامًّا لَهُمْ بِهِ؛ (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)[النِّسَاءِ: 54]، (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)[الْبَقَرَةِ: 109].
وَتَارَةً يَأْمُرُ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْهُ فَيَقُولُ: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)[الْفَلَقِ: 1-5]، وَذَلِكَ لِعُمُومِ خَطَرِهِ وَشَرَرِهِ، وَعَظِيمِ فِتْنَتِهِ وَبَلَائِهِ.
كَمَا أَنَّ النَّبِيَّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- حَذَّرَنَا مِنْهُ فِي سُنَّتِهِ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ دَاءٌ فَتَّاكٌ تَلَقَّفَتْهُ أُمَمٌ سَابِقَةٌ فَجَرَّهُمْ إِلَى حَتْفِهِمْ؛ إِذْ قَالَ: "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ"، وَقَالَ: "... لَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا".
عِبَادَ اللَّهِ: الْحَسَدُ دَاءٌ فِي الْفِكْرِ، وَفَسَادٌ فِي الْقَلْبِ، وَانْحِرَافٌ فِي السُّلُوكِ، الْحَسَدُ فَتِيلُ الْخِلَافَاتِ، وَمُسَبِّبُ النِّزَاعَاتِ، وَمُكَدِّرُ الْعَلَاقَاتِ، وَآكِلُ الْحَسَنَاتِ، وَجَالِبُ السَّيِّئَاتِ؛ كَمْ نَغَّصَ مِنْ رَاحَةٍ! وَفَوَّتَ مِنْ لَذَّةٍ! وَأَوْرَثَ مِنْ غُمَّةٍ! وَجَلَبَ مِنْ أَزْمَةٍ!
إِنَّ الْمُتَفَحِّصَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْكِلَاتِ الْأُسَرِيَّةِ وَالْمُجْتَمَعِيَّةِ، وَالْمُتَتَبِّعَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْقَضَايَا الْمُنْتَشِرَةِ بَيْنَ الزُّمَلَاءِ وَالْأَقْرَانِ وَالْمُوَظَّفِينَ فِي أَسْوَاقِ الْعَمَلِ وَالدِّرَاسَةِ وَالتِّجَارَةِ وَغَيْرِهَا يَجِدُ أَنَّ سَبَبَهَا الْحَسَدُ، وَلَوْ أَنَّا تَخَلَّصْنَا مِنْ هَذِهِ الْمُشْكِلَةِ لَأَوْقَفْنَا سَيْلَ هَذِهِ الْمَشَاكِلِ الْمُتَدَفِّقَةِ، وَأَقْفَلْنَا كَثِيرًا مِنْ مِلَفَّاتِهَا الْمُعَقَّدَةِ، سُئِلَ إِعْرَابِيٌّ جَاوَزَ عُمْرُهُ الْمِائَةَ وَعِشْرِينَ عَنْ سِرِّ بَقَائِهِ مَعَ تَمَتُّعِهِ بِالصِّحَّةِ، فَقَالَ: "تَرَكْتُ الْحَسَدَ فَبَقِيتُ".
الْحَسَدُ -يَا عِبَادَ اللَّهِ- لَا يَمُتُّ لِلْغِبْطَةِ بِصِلَةٍ؛ إِذِ الْغِبْطَةُ تَعْنِي رِضَاكَ عَنْ نِعَمٍ مَنَحَهَا اللَّهُ غَيْرَكَ دُونَ تَمَنِّي زَوَالِهَا عَنْهُمْ، مَعَ رِضَاكَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ؛ بِخِلَافِ الْحَسَدِ فَهُوَ تَمَنِّي زَوَالِ نِعَمِ الْآخَرِينَ وَرَغْبَتِكَ فِي اسْتِئْثَارِهَا.
الْغِبْطَةُ شَرَفٌ، بَيْنَمَا الْحَسَدُ خِسَّةٌ، الْغِبْطَةُ قَنَاعَةٌ، بَيْنَمَا الْحَسَدُ تَذَمُّرٌ، الْغِبْطَةُ مُرُوءَةٌ لَكِنَّ الْحَسَدَ دَنَاءَةٌ، الْغِبْطَةُ كَرَمٌ وَشِيمَةٌ، لَكِنَّ الْحَسَدَ بُخْلٌ وَعَدِيمَةٌ، الْغِبْطَةُ تَسَابُقٌ وَتَنَافُسٌ لَكِنَّ الْحَسَدَ تَخْذِيلٌ وَتَقَاعُسٌ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الْحَسَدُ دَاءٌ يَجِبُ عِلَاجُهُ، وَلَا يَكُونُ إِلَّا بِاعْتِقَادِكَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّازِقُ الْمُعْطِي، فَاقْصُدْهُ بِحَاجَتِكَ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَهُ لَكَ وَلِغَيْرِكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ وَأَسْعَدَهُمْ، وَإِذَا رَأَيْتَ نِعْمَةً فِي غَيْرِكَ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ وَزِدْهُ، وَتَذَكَّرْ أَنَّكَ بِحَسَدِكَ تَعْصِي اللَّهَ -تَعَالَى- بِاعْتِرَاضِكَ عَلَى قِسْمَتِهِ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَصِلَ إِلَى كَمَالِ الْإِيمَانِ حَتَّى تُحِبَّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبُّ لِشَخْصِكَ، وَعَلَيْكَ بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّ الْحَسَدِ، وَدَاوِمْ عَلَى أَذْكَارِكَ؛ فَهِيَ حِصْنٌ لَكَ وَلِغَيْرِكَ، وَجَاهِدْ نَفْسَكَ فِي تَزْكِيَةِ قَلْبِكَ، وَعَدِّدْ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْكَ، وَصَاحِبِ الرَّاضِينَ، وَاشْتَغِلْ بِإِصْلَاحِ نَفْسِكَ، وَادْعُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يُعَافِيَكَ مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَأَهْلِينَا وَأَمْوَالِنَا.
اللَّهُمَّ يَا كَاشِفَ الضُّرِّ عَنْ أَيُّوبَ، وَيَا كَاشِفَ الضُّرِّ عَنْ يَعْقُوبَ، اكْشِفْ عَنِ الْمُسْلِمِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مَا نَزَلَ بِهِمْ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.
اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبَنَا مِنَ الْحَسَدِ وَالرِّيَاءِ، وَأَلْسِنَتَنَا مِنَ الْكَذِبِ، وَأَعْيُنَنَا مِنَ الْخِيَانَةِ.
عِبَادَ اللَّهِ: صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ؛ فَقَدْ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ بِذَلِكَ فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم