عناصر الخطبة
1/المفتاح الأول للقلوب المغلقة 2/أقصر طريق إلى القلوب 3/أهمية الابتسامة وتأثيرهااقتباس
ما أحوجنا إلى تبسم المسلم لأخيه المخالف له في المذهب والحزب والمنطقة بدل التنافر والتباغض الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. ما أحوجنا إلى تبسم الرجل في وجه زوجته، والزوجة في وجه زوجها في زمنٍ كثرت فيه المشاكل الاجتماعية فلا ترى إلا عبوس الوجه وتقطيب الجبين وكأنك في حلبة صراع من أجل البقاء..
الخطبةُ الأولَى:
الحمد لله، الحمد لله الذي لم يزل بالنعم منعمًا، وبالمعروف معروفًا، وبالإحسان مُحسنًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يكشف كربًا، ويغفر ذنبًا، ويغيث ملهوفًا، ويجبر كسيرًا، ويجير خائفًا، ويرسل بالآيات تخويفًا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى عليه الله ما قَطْرٌ نزل، وما تعالى ذِكْره من الأزل، وآله وصحبه أهل الوفا، معادن التقوى وينبوع الصفا.
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس ونفسي- بتقوى الله، فالسعيد مَن اتقى ربه، وتدبَّر أمره، وأخذ حذره، واستعد ليومٍ لا تُقال فيه عثرة، ولا تنفع فيه عبرة.
أيها المسلمون: أُحدثكم اليوم عن سرٌّ من الأسرار، عن إحدى لغات هذا الجسد، أُحدثكم عن المفتاح الأول للقلوب المغلقة، عن بَلْسَم الألم ودواء الحزن، أقصر طريق إلى القلوب، وأقرب باب إلى النفوس، بل هي عبادة يُؤجَر عليها المسلم.
أُحدثكم اليوم عن السحر الحلال ترياق الحياة، وجمال الروح... أنتم تمارسون هذه العبادة يوميًّا في الصباح والمساء.
إنها الابتسامة دعوةٌ بلا حروف الرسول، تغزو القلوب بلا استئذان.
إنها الابتسامة حركةٌ بسيطة تحدث في ومضة عين، ولكن يبقى ذِكْرها دهرًا.
الابتسامة تخرج من القلب وترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة، وتنشر نسائم المحبة وتستلّ الضغينة والبغضاء لتحل ّ الألفة والإخاء قال ابن عيينة -رحمه الله-: "البشاشة مصيدة القلوب".
الابتسامة سرٌّ آسر، وسلطان قاهرٌ، أدرك الطفل بفطرته البريئة سِحْرها، فهو يبثُّها بين الحين والآخر، وأمام ابتسامة الطفل ينحني أقسى الناس، وفي مواجهة ابتسامة الصبي يرقُّ أغلظ الناس.
عباد الله: ليس من الضروري أن تكون الابتسامة بالفعل؛ فأحيانًا تبتسم الحروف حينما تكتب؛ لأنها تكون من قلوب صادقة، وتبتسم الهدايا عندما تُهدى؛ لأنها مليئة بالحبِّ والوفاء.
الابتسامة إشراقة روح، وإطلالة نَفْس، وصورة فؤاد.
الابتسامة بَلْسَم الألم ودواء الحزن، والمبتسمون أحسن الناس مِزاجًا، وأهنؤهم عيشًا، وأطيبهم نفسًا.
الابتسامة هي إعلان الإخاء، وعربون الصفاء، ورسالة الود، وخطاب المحبة.
بتبسُّمي أطفأتُ ألف ضَغينة *** وزرعْتُ في قلب العَليل وِدادا
مُتجهِّم القسَمات كم لاطفتُه! *** لأسلَّ مِن أضلاعه الأحْقادا
أيها المؤمنون: الإسلام دين الفطرة يحرص على رسم الابتسامة الدائمة على شفاه المسلمين، سُئل عبد الله بن عمر: هل كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحكون؟ قال: "نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل".
ولقد جاءت آيات القرآن الكريم معبرة عن الطبيعة البشرية وخصائصها، فقال -تعالى-: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)[النجم: 43]، وقد وصف الله -سبحانه- وجوه المؤمنين يوم القيامة بالضحك والاستبشار، قال -تعالى-: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ)[عبس: 38- 39].
عباد الله: أكثر ما يُدْخِل الإنسان الجنة، ويحجز صاحبه مقعداً بجوار المصطفى في الجنة: حُسن الخلق، وما هو حُسن الخلق: "البر شيء هيّن وجهٌ طليق، وكلامٌ ليّن".
أيها الإخوة المسلمون: ما بال أقوام يظنون أن الإسلام عبارة عن تقطيب الجبين وإصدار الأحكام على الناس، والبعض تراه عبوساً ومتجهماً، ولن يحصد العابسون وهم يشمخون بأنوفهم على الناس غير بغض الناس وازدرائهم لهم؛ فالعبوس والغلظة والفظاظة كلها مترادفات لا تجلب لصاحبها إلا الفُرقة والنفور، وفي الذكر الحكيم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[آل عمران: 159].
أخي الكريم: اضْفِ على حياتك في سفرك وإقامتك ابتسامة عريضة، واغمر قلبك بالبهجة والفرحة، وتأسَّ بخير الخلق الذي قال عنه الصحابي عبد الله بن الحارث: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-".
بعض الناس مع الناس بشوش مبتسم عند المنافع والمصالح بشوش، بينما مع أهله عبوساً قمطرياً، ولم يكن رسول الله، بل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل على أهله ضاحكاً باسماً يمازح زوجاته ويلاطفهن، كذلك تقول زوجته عائشة: «كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكًا بسّامًا»(أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده).
قد يقول قائل: لماذا أبتسم والهموم كثيرة والديون عظيمة والأمة تشكو جراحاً في كل مكان؟!
نقول له: نبتسم تفاؤلا وأملاً في صلاح الحال وتفريج الكروب.
نبتسم لأن نبينا محمد المصطفى كان في أحلك الظروف والأزمات يتفاءل ويبتسم راجيًا رحمة الله.
قالَ: «السماءُ كئيبةٌ!» وتجهَّما *** قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهُّمُ في السما!
قالَ: الصِّبا ولَّى! فقلتُ لهُ: ابتسمْ *** لن يُرجعَ الأسفُ الصبِّا المتصرِّما!
قال: العِدى حولي علتْ صيحاتُهُمْ *** أَأُسَرُّ والأعداءُ حولي في الحِمَى؟
قلتُ: ابتسمْ لم يطلبوك بذمِّهمْ *** لو لم تَكُنْ منهمْ أجلَّ وأعظما!
قال: المواسمُ قد بدتْ أعلامُها *** وتعرَّضتْ لي في الملابسِ والدُّمى
وعليَّ للأحبابِ فرضٌ لازمٌ *** لكنّ كفِّي ليسَ تملكُ درهما
قلتُ: ابتسمْ يكفيك أنَّك لم تزلْ *** حياً، ولستَ من الأحبَّةِ مُعدما!
لماذا نبتسم؟
• نبتسم لنسعد أنفسنا ومَن حولنا.
• نبتسم لنتغلَّب على تيار الضغوط اليوميَّة التي جلبت الكثير من الأمراض: كالسكري والضغط والتوتر والقلق والأزمات القلبيَّة.
• نبتسم لنزيد رصيدنا من الحسنات؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة"(أخرجه الترمذي من حديث أبي ذر في كتاب البر والصلة من السنن (1956)، وقال: "حديث حسن غريب"، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 572)، وكأنما يريد -صلى الله عليه وسلم- أن يُدرِّبنا على الابتسامة؛ لتكون سجيةً لنا، فكلما ابتسمت، أُهديت إليك صدقة، فزِدْ من رصيدك من الصدقات؟!
أخي الحبيب: ابتسم فلستَ الوحيد الذي لسعته الأيام.
ابتسم في وجه المصيبة ولا تسأم لأنك مؤمن والجزع ليس من سماتك، والأمر كله خير لك، ابتسم ولا تسأم وكن قوياً في الشدائد.
ابتسم فالابتسامة عند النعمة شكر، وعند البلاء رضاً بالقضاء. ولم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكتفيًا بأمر أصحابه بالابتسامة، وحثّهم عليها فحسب، بل كانت سمة بارزة له يقول جرير بن عبد الله البجلي أحد صحابته -رضي الله عنه-: «ما رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ابتسم في وجهي»(الطبراني في معجمه الكبير ج 2/ ص 352 حديث رقم: 2480، السلسلة الصحيحة: 3193).
إخواني: مواقف كثيرة ضحك فيها النبي المصطفى، وجاءتنا في السنة النبوية ومنها ما جاء عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأعرف آخر أهل النار خروجًا من النار، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة؛ يؤتى برجل فيقول: سلوا عن صغار ذنوبه وخبئوا كبارها، فيقال له: عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا، عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا، قال: فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة. قال: فيقول يا رب لقد عملت أشياء ما أراها ها هنا. قال: فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه"(رواه الترمذي وصححه الألباني).
وكان -صلى الله عليه وسلم- يدعو أصحابه إلى الطلاقة والبشاشة، وحُسن اللقاء فكان يقول: «لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق»(أخرجه مسلم: 2626)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحُسن الخلق»(قال الحافظ في فتح الباري 10/459: إسناده حسن).
عباد الله: لقد ظلت ابتسامته الرسول -صلى الله عليه وسلم- تضيء الدروب والقلوب، ولم تنطفئ يومًا، بل إنها لم تنطفئ عن وجهه الكريم حتى في آخر لحظات حياته، وهو مريض في بيته والصحابة يتشوقون إليه فبينما المسلمون في صلاة الفجر لم يفجأهم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كشف سِتْر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك"(أخرجه البخاري ومسلم).
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[البقرة: 128].
عباد الله: لقد اكتشف العلماء، والباحثين والأطباء أن للابتسامة (23) فائدة طبية؛ فلها آثار إيجابية على وظيفة القلب والبدن والمخ، وتزيد الوجه جمالاً وبهاءً، وتعمل على التخفيف من حموضة المعدة، كما أنها تقهر الأرق والكآبة، بل إن العضلات التي تتحرك عند الابتسامة أقل من العضلات التي تتحرك عند العبوس والكآبة، وأترك السؤال لكم: كم عدد العضلات في الوجه التي تتحرك عند الضحك؟ وكم هي عند العبوس والتجهم؟
أيها الإخوة: قد تقولون لمن نبتسم؟
أولاً: نبتسم لأنفسنا؛ فمن حقها علينا أن نبتسم لها ونسعدها وندخل السرور عليها. وإذا كان نبي الله سليمان قد تبسم لنملة صغيرة في وادٍ مترامي الأطراف عندما سمعها تحذر قومها من جيشه كما قال -تعالى-: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)[النمل: 19].
ثانيًا: ما أحوجنا إلى تبسم الأخ في وجه أخيه، والجار في وجه جاره في زمنٍ طغت فيه المادة وقلّت فيه الألفة وكثُرت فيه الصراعات.
ثالثًا: ما أحوجنا إلى تبسم المسلم لأخيه المخالف له في المذهب والحزب والمنطقة بدل التنافر والتباغض الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
رابعًا: ما أحوجنا إلى تبسم الرجل في وجه زوجته، والزوجة في وجه زوجها في زمنٍ كثرت فيه المشاكل الاجتماعية فلا ترى إلا عبوس الوجه وتقطيب الجبين وكأنك في حلبة صراع من أجل البقاء، وما أحوجنا إلى تلك الابتسامة من مدير في وجه موظفيه فيكسب قلوبهم ويرفع من عزائمهم بعيداً عن العنجهية والتسلط والكبرياء.
خامسًا: ما أحوجنا إلى تبسم المعلم في وجه تلاميذه يحبب إليهم العلم، ويغرس في قلوبهم حُسن الخلق، فالتربية قبل التعليم.
سادسًا: ما أحوجنا إلى البسمة وطلاقة الوجه وانشراح الصدر ولطف الروح ولين الجانب من عالم رباني وداعية إلى الله منصف يسعى لجمع الكلمة ووحدة الصف.
سابعًا: ما أحوجنا إلى الابتسامة الصادقة من ذلك الحاكم والمسؤول في وجه من يقوم برعايتهم وخدمتهم من غير ما خداع أو كذبٍ أو تزوير، أو وعيد أو تهديد فتحبه قلوبهم وتلهج بالثناء الحسن والدعاء له ألسنتهم...
يأتي رجل فقير من المسلمين إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال:
يا عمر الخير جُزيت الجنة *** اكْسُ بُنياتي وأُمهنه
وكُن لنا في ذا الزمان جُنة *** أُقسم بالله لتفعلنه
فتبسّم عمر قائلاً: وإذا لم أفعل يكون ماذا؟ قال الرجل:
أبا حفصٍ غداً عني لتُسألنه *** يوم تكون الأُعطيات منة
وموقف المسؤول بينهنّ *** إما إلى نار وإما إلى جنة
فخلع عمر الجلباب الذي كان يلبسه، وقال: خذ هذا ليومٍ تكون الأُعطيات منّة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
أما بعد: عباد الله: ثامنًا: ما أجمل أن نبتسم في وجوه الأيتام والأرامل والمعوزين والمحتاجين في أُمتنا فندخل السرور إلى نفوسهم ونمد يد العون لهم، ونرسم البسمة على شفاههم وإن ذلك لمن أحب الأعمال وأعظمها أجراً عند الله.
فقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أحب الأعمال إلى الله سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا"(أخرجه الطبراني وحسنه الألباني).
خامساً: ما أحوجنا إلى الابتسامة من ذلك التاجر فيكسب القلوب وتحل عليه البركة ويكثر رزقه وتدركه رحمة ربه؛ فقد روى البخاري دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرحمة حيث قال: «رحم الله عبداً سمحا إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا قضى سمحاً إذا اقتضى»(أخرجه أحمد عن جابر. وصححه الألباني في صحيح الجامع، حديث رقم: 4162).
بل يقول الصينيون في حكمة يرددونها: "إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجراً"، بل تقوم كثير من الدول المتقدمة والشركات العالمية بإنفاق ملايين الدولارات من أجل تدريب موظفيها على الابتسامة في وجه الزبائن والعملاء، وهم بذلك يرجون ثواب الدنيا فكيف بالمسلم عندما يتخلق بهذا الخلق فيجمع بين ثواب الدنيا والآخرة.
أخي الحبيب: كلما عشت بالابتسامة عشت الأسعد والأفضل والأجمل.
من منكم يريد أن يتصدق في هذه اللحظة فلينظر إلى مَن بجواره نظرة أخوة وصفاء ويقول في نفسه: «اللهم اغفر لي ولأخي».
من منكم يريد أن تتساقط ذنوبه فبعد الصلاة اطلب من كل واحد منا أن يصافح على الأقل عشرون مصليًا ويقول مبتسمًا: «اللهم اغفر لي ولأخي». لعل الله يرحمنا في هذا اليوم وفي هذه الساعة.
اللهم حسّن أخلاقنا وقوي إيماننا وأرفع درجاتنا وطهر قلوبنا وزكي نفوسنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
ألا وصلوا -عباد الله- على رسول الهدى؛ فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم