المعصية السهلة

الشيخ هلال الهاجري

2025-11-21 - 1447/05/30 2025-12-09 - 1447/06/18
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/معنى المعصية السهلة 2/بعد الصحابة عن المعاصي السهلة 3/كثرة المعاصي السهلة في زماننا 4/التحذير من التحايل لفعل المعاصي

اقتباس

هَل سَمِعتُم بِالمَعصِيَّةِ السَّهلَةِ؟ إنَّهَا تِلكَ المَعصِيَّةُ التي تَأَتِي دُونَ جُهدٍ أَو تَعَبٍ، وتَتَيَّسَرُ دُونَ مَشَقَّةٍ أَو نَصَبٍ، بَل أَحيَانَاً لا تَحتَاجُ إلى دِرَاسَةٍ أو تَخطِيطٍ، بَل يَجِدهَا الإنسَانُ أَمَامَهُ فِي مُتَنَاوَلٍ بَسِيطٍ، لَكِنْ السُّؤالُ الأَهَمُ: مَا هُوَ المَقصَدُ مِن هَذِهِ المَعَاصِي السَّهلَةِ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71]، أما بعد:

 

هَل سَمِعتُم بِالمَعصِيَّةِ السَّهلَةِ؟ إنَّهَا تِلكَ المَعصِيَّةُ التي تَأَتِي دُونَ جُهدٍ أَو تَعَبٍ، وتَتَيَّسَرُ دُونَ مَشَقَّةٍ أَو نَصَبٍ، بَل أَحيَانَاً لا تَحتَاجُ إلى دِرَاسَةٍ أو تَخطِيطٍ، بَل يَجِدهَا الإنسَانُ أَمَامَهُ فِي مُتَنَاوَلٍ بَسِيطٍ، لَكِنْ السُّؤالُ الأَهَمُ: مَا هُوَ المَقصَدُ مِن هَذِهِ المَعَاصِي السَّهلَةِ التِي يُقَابِلُهَا الإنسَانُ أَحيَانَاً فِي حَيَاتِهِ؟.

 

اسمَعُوا إلى هَذِهِ الآيَةِ لِتَعلَمُوا الإجَابَةَ، يَقُولُ اللهُ -تَعَالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ)[المائدة: 94]، اللهُ أَكبَرُ، إنَّهُ اختِبَارُ الخَوفِ مِنَ اللهِ -تَعَالى-، فَكَانَ الصَّيْدُ يَغْشَى الصَّحَابَةَ فِي رِحَالِهِمْ وَهُمْ مُحْرِمُونَ، وَيَتَمَكَّنُونَ مِنْ أَخْذِ صِغَارِهِ بِالْأَيْدِي وَكِبَارِهِ بِالرِّمَاحِ سِرًّا وَجَهْرًا، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْ قَتْلِهِ؛ لِيُظْهِرَ طَاعَةَ مَنْ يُطِيعُ مِنْهُمْ فِي سِرِّهِ وَجَهْرِهِ، فَمَاذا كَانَتْ نَتِيجَةُ اختِبَارِ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُم-؟.

 

يَقُولُ أَبُو قَتَادَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-: "كُنْتُ يَوْمًا جَالِسًا مَعَ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، وَالقَوْمُ مُحْرِمُونَ، وَأَنَا غَيْرُ مُحْرِمٍ، فَأَبْصَرُوا حِمَارًا وَحْشِيًّا، وَأَنَا مَشْغُولٌ أَخْصِفُ نَعْلِي، فَلَمْ يُؤْذِنُونِي بِهِ، وَأَحَبُّوا لَوْ أَنِّي أَبْصَرْتُهُ، وَالتَفَتُّ فَأَبْصَرْتُهُ، فَقُمْتُ إِلَى الفَرَسِ فَأَسْرَجْتُهُ ثُمَّ رَكِبْتُ، وَنَسِيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي السَّوْطَ وَالرُّمْحَ، فَقَالُوا: لاَ -وَاللَّهِ- لاَ نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ، فَغَضِبْتُ فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُهُمَا، ثُمَّ رَكِبْتُ فَشَدَدْتُ عَلَى الحِمَارِ فَعَقَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ"، فَسَأَلَهُم النَّبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَمِنكُم أَحَدٌ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَليهَا، أَو أَشَارَ إليهَا؟"، قَالُوا: لا، قَالَ: "فَكُلُوا مِنهَا"، فَحَتَى الأمرُ بالصَّيدِ والإشَارَةُ لَم تَقَعْ مِنهُم حَالَ الإحرَامِ؛ خَوفَاً بِالغَيبِ مِنَ اللهِ ذِي الجَلالِ والإكرَامِ.

 

تَخَيَّلْ أَنَّكَ وَجدَتَ نَفسَكَ فَجأةً أَمَامَ امرأَةٍ جَميلَةٍ، فِي مَكَانٍ مُحكَمِ الإغلاقِ، قَد تَهيَأتْ لَكَ بالزِّينَةِ واللِّبَاسِ، وهِي تَدعُوكَ لِنفسِهَا بُكلِّ وَسَائلِ المُغرَيَاتِ، فَمَاذا يَكُونُ مَوقِفُكَ؟ تَعَالُوا لِنسمَعَ مَوقِفَ القُدُواتِ الأَنبياءِ، عِندَمَا تَعَرَّضُوا لِمثلِ هَذَا الابتِلاءِ، فَهَا هُوَ يُوسُفُ -عَليهِ السَّلامُ- وهُو شَابٌّ، قَويٌّ، أَعزَبٌ، غَريبٌ، رَقِيقٌ، تَدعُوهُ سَيِّدَتُهُ امرأَةُ العَزِيزِ ذَاتُ المَنصِبِ والجَمَالِ، وقَد جَهَزَّتْ المَكَانَ، وغَلَّقَتْ الأَبوابَ، وتَهيَّأتْ لَهُ بَأجمَلِ صُورَةٍ، تَحتَ التَّهدِيدِ والمُرَاوَدَةِ، فَمَاذا كَانَ مَوقِفُه: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)[يوسف: 23]، هَكَذا يَكونُ الخَوفُ مِنَ اللهِ؛ ولِذَلِكَ هُوَ مِن أَولِ مَن يُظلِّهُم اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ فِيمَن ذَكرَهُم رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الحَدِيثِ: "وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ".

 

اليَومَ مَعَ وَسَائلِ الإعلامِ المَرئيةِ والأَجهِزَةِ الذَّكيَّةِ، قَد تَظهَرُ لَكَ صُورَةٌ مَحَرَّمَةٌ عَلَّى الشَّاشَةِ، ولا أَحدَ يَراكَ ونَفسُكَ تَدعُوكَ لِلنَّظَرِ والتَّلَذُّذِ بِهَا، فَمَا أسهَلَهَا مِن نَظرَةٍ، فَهَل تَنجَرِفُ خَلفَ الهَوَى، أَم تَغُضُ بَصَرَكَ وتَعصِي نَفسَكَ وشَيطَانَكَ؟ وتَتَذَكَّرْ قَولَهُ -تَعَالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)[غافر: 19]، يَقُولُ ابنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-: "هُوَ الرَّجُلُ يَدخُلُ عَلَى أَهلِ بَيتٍ وَفِيهُم المَرأَةُ الحَسنَاءُ فَتَمُرُّ بِهِ، فَإذَا غَفِلُوا لَحَظَ إليهَا، وَإذَا ‌فَطِنُوا ‌غَضَّ ‌بَصَرَهُ عَنهَا"، فَأينَ هَذا والخَوفُ مِنَ اللهِ بِالغَيبِ، بَل كُنْ كَالْأَسْوَدِ ‌بْنِ ‌كُلْثُومٍ، كَانَ إِذَا مَشَى لَا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ قَدَمَيْهِ، فَكَانَ يَمُرُّ بِالنِّسْوَةِ والجِدرَانُ يَومَئذٍ قَصِيرَةٌ، وَلَعَلَّ إِحْدَاهُنَّ أَنْ تَكُونَ وَاضِعَةً ثَوْبَهَا أَوْ خِمَارَهَا، فَإِذَا رَأَيْنَهُ رَاعَهُنَّ الرَّجُلَ، ثُمَّ يَقُلْنَ: "كَلَّا إِنَّهُ ‌الْأَسْوَدُ ‌بْنُ ‌كُلْثُومٍ".

 

لَو كُنتَ فِي مَجلِسٍ وَذُكِرَ رَجُلٌ بالسُّوءِ، مِمَن بَينَكَ وبَينَهُ عَدَاوةٌ وخُصُومَةٌ، وَوَجَدَتْ فِي نَفسِكَ رَغبَةً فِي الكَلامِ فِيهِ والانتِقَامِ مِنهُ، فَمَا أَسهَلَهَا مِن كَلِمَاتٍ تُذهِبُ غَيظَ الصَّدرِ، وَأَنتَ تَرى الآذَانَ صَاغِيَّةً لِلغِيبَةِ والبُهتَانِ والشَّرِّ، فَهَل تَتَذَكَّرُ قَولَهُ -تَعَالى-: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[الملك: 13]، وَتَخَافُ اللهَ بَالغَيبِ، فَيَدعُوكَ ذَلِكَ الخَوفُ إلى أنْ تَكونَ كَلِمَاتُكَ فِي الدِّفَاعِ عَنهَ، والذَّبِّ عَن عِرضِهِ، وَقَد جَاءَ فِي الحَديثِ: "‌مَنْ ‌رَدَّ ‌عَنْ ‌عِرْضِ ‌أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ -عز وجل- أَنْ يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، اختِبَاراتٌ عَظِيمَةٌ تَمُرُّ عَلينَا فِي اليَومِ واللَّيلَةِ، فَمَن ذَا المُوفَّقُ وَمَنِ ذَا المَخذُولُ؟.

 

أَقُولُ قَولي هَذَا، وَأَستَغفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُم وَلِسَائرِ المُسلِمِينَ؛ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الْأَتْقِيَاءِ وَإِمَامِ الصَّالِحِينَ الْأَوْلِيَاءِ، وَخَيْرِ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ صَلَاةً دَائِمَةً مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الأَحِبَّةُ: أَحيَاناً البَعضُ يَحتَالُ لِلوُقُوعِ فِي المَعَاصِي السَّهلَةِ، فَهُو لا يُريدُ أَن تَفُوتَهُ الفُرصَةَ، ويَهرُبُ عَن تَأنيبِ الضَّمِيرِ، وَهَذا فِي الحَقِيقَةِ ارتَكبَ جَرِيمَتينِ: الوُقوعَ فِي المَعصيَّةِ، والاحتِيالَ عَلى الحَرامِ، كَمَا جَاءَ فِي الحَديثِ: "لَا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللهِ -تَعَالى- ‌بِأَدْنَى ‌الْحِيَلِ"، وقَد اختَبَرَهُم اللهُ -تَعَالى- بالصَّيدِ فَاحتَالُوا فِي صَيدِهِ، ولَم يكُونُوا كَالصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُم- فِي الطَّاعَةِ والاستِجَابَةِ، كَمَا أَخبَرَ اللهُ -تَعَالى- عَنهُم: (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ)[الأعراف: 163]، عَلَى شَاطِئِ البَحرِ، (إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ)، يُخَالِفُونَ أَمرَ اللهِ -تَعَالى- بِصَيدِهِم السَّمَكَ يَومَ السَّبتِ، وَقَد حَرَّمَ اللهُ -تَعَالى- عَلِيهم ذَلِكَ، (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا)، ظَاهِرَةً عَلى سَطحِ المَاءِ، (وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ)، لا تَأَتِيهِم في غَيرِ يَومِ السَّبتِ، (كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)؛ اختِبَاراً مِنَ اللهِ تَعَالى لَهُم بِهَذِهِ المَعصِيَّةِ السَّهلَةِ.

 

فَمَاذا فَعَلُوا؟ احْتَالُوا عَلَى اصْطِيَادِ السَّمَكِ يَوْمَ السَّبْتِ، بِوَضعِ الحَبَائلِ وَحَفرِ البِرَكِ يَومَ الجُمعةِ، فَإذَا جَاءَتْ الأَسمَاكُ في يَومِ السَّبتِ نَشَبَتْ في الحَبَائلِ وَسَقَطَتْ في البِرَكِ، ثُمَّ يَجمَعُونَهَا يَومَ الأَحَدِ، فَكَأنَّهُم لَم يَصطَادوا يَومَ السَّبتِ، فَمَاذا كَانتِ العُقُوبَةُ؟ (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)[البقرة: 65].

 

فَيَا أيَّهَا الحَبِيبُ: قَد تُصَادِفُ يَومَاً مَعصيَّةً سَهلَةً، فلا تَظُنُّهَا صُدفَةً غَريبَةً، بَل هُو اختِبارٌ وابتِلاءٌ، فَهَل تَستَجِيبُ لِدَاعِي الهَوى والشَّيطَانِ، أو تَبحَثُ عَنِ الحِيَلِ لِلوُقُوعِ فِيهَا، أو تَقُولُ: إنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ؟.

 

اللَّهُم َّاكْفِنَا بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنَا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، اللَّهُمَّ إنا نَسألُكَ عَيْشاً قَارَّاً، وَرِزقَاً دَارَّاً، وَعَمَلاً بَارَّاً، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضبِ وَالرِّضَا، وَنسْألُكَ الْقَصدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَنسْألُكَ نَعيماً لا يَنْفَدُ، وَقُرًّةَ عَيْنٍ لا تَنْقَطِعُ، وَنسْألُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَنسْألُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَنسْألُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَنسْألُكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةً، وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ، اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمَّتَنا وولاةَ أُمورِنا، واجعلِ اللهمَّ ولايتَنا فيمن خَافَكَ واتَّقاكَ، واتَّبَع رِضاكَ، اللهمَّ أيِّد بالحقِّ والتَّوفيقِ والتَّسديدِ إمامَنا ووليَّ أَمرِنا، اللهمَّ احفظنا من شَرِّ الأشرارِ، وكَيدِ الفُجَّارِ، وشرِّ طوارِقِ الليلِ والنهارِ يا ربَّ العَالمينَ.

المرفقات

المعصية السهلة.doc

المعصية السهلة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات