عناصر الخطبة
1/الحث على إصلاح القلب 2/قسوة القلب من أخطر أمراض القلوب 3/بعض أسباب رقة القلب وخشوعه 4/الموت موعظة وعبرة 5/بعض آداب وأحكام زيارة القبور 6/التحذير من تقديس القبوراقتباس
إنَّ القلبَ هو محلُّ نظرِ الربِّ، فَمَنْ لَقِيَ اللهَ بقلبٍ سليمٍ فقد أفلَح وأنجَح، ومَنْ لَقِيَهُ بقلبٍ مريضٍ فقد خاب وخسر، وأمراضُ القلوب كثيرة، ومن أخطرها مرضُ القسوة؛ فصاحبُ القلبِ القاسي يُعرِض عن التوبةِ والإنابةِ حتى عند نزولِ الابتلاء والمصيبة...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي يَعفو ويَصفح، ويغفر الذنوبَ، ويُجازي أهلَ الإحسان، ويدفع عنهم الشدائدَ والكروبَ، وهو الذي يُملي ويُمهل لعلَّ العاصيَ يتوب.
وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، القائلُ وهو المنزَّهُ عن النقائص والعيوب: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا في سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ)[ق:38].
وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، ذو الحوضِ المورود، والمقامِ الموهوب، من أطاعه نَجَا، ومن عصاه في النار مكبوب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومٍ تَرجِع فيه الخلائقُ إلى ربِّها وتَؤوب، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعد، فيا معاشرَ المؤمنين: أوصي نفسي وإيَّاكم بتقوى الله، فاتقوا اللهَ -تعالى- وأطيعوه، واعلموا أن أمامَكم موتًا وقبرًا، ونشرًا وحشرًا وجزاءً، فمُنعَّمٌ مسرورٌ، ومعذَّبٌ -أجارَنا اللهُ وإيّاكم- مثبور؛ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ في جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)[الْقَمَرِ:54-55].
أُمَّةَ الإسلام: إنَّ القلبَ هو محلُّ نظرِ الربِّ، فَمَنْ لَقِيَ اللهَ بقلبٍ سليمٍ فقد أفلَح وأنجَح، ومَنْ لَقِيَهُ بقلبٍ مريضٍ فقد خاب وخسر، وأمراضُ القلوب كثيرة، ومن أخطرها مرضُ القسوة؛ فصاحبُ القلبِ القاسي يُعرِض عن التوبةِ والإنابةِ حتى عند نزولِ الابتلاء والمصيبة، فيصبحُ قلبُه مرتعًا للشيطان، ولا يستجيبُ لمواعظِ القرآن؛ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الْأَنْعَامِ:43]، وقال -جلَّ جلاله-: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ في ضَلَالٍ مُبِينٍ)[الزُّمَرِ:22].
وإنَّ من أسبابِ رقّة القلب وخشوعِه: المداومةَ على ذكر الله، وتدبُّرَ آياته، وتذكُّرَ الموت وسكراتِه، والقبرِ وضمّتِه وظلمتِه، وزيارةَ المقابر، والتفكرَ في أحوالِ اليوم الآخِر؛ ففي طبقات الحنابلة، قال رجلٌ للإمام أحمد: كيف يرقّ قلبي؟ فقال: "ادخلِ المقبرةَ، وامسح رأسَ اليتيمِ".
إخوةَ الإيمان: الحياةُ قصيرةٌ مهما طالت، وأيامُها قليلةٌ مَهمَا كَثُرَتْ، والموفَّقُ من عاش فيها على طاعةِ ربِّه، وتزوّد منها ليوم لقاء خالقه، والخاسرُ مَنْ أَتبَع نفسَه هواها وتمنَّى على الله الأمانيَّ حتى يَفجَأَهُ الموتُ وهو على غفلته، فلم يتهيَّأْ بعملٍ صالحٍ يكون سببًا لنجاته؛ فالمرتحلون من هذه الحياة صنفان: ميتٌ يستريحُ من تعبِ هذه الدار، ويفضي إلى راحةِ دارِ القرار، وميتٌ يستريحُ منه العبادُ والبلاد، ويفضي إلى سوءِ المصير وبئس المهاد؛ ففي صحيح مسلم، عن أبي قتادة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُرَّ عليه بجنازة، فقال: "مستريحٌ ومستراحٌ منه". قالوا: يا رسول الله، ما المستريحُ والمستراحُ منه؟ فقال: "العبدُ المؤمنُ يستريحُ من أذى الدنيا ونَصَبِها إلى رحمةِ اللهِ، والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدوابُّ".
إخوةَ الإيمان: إذا مات الإنسانُ فقد قامت قيامتُه، فالقبرُ أولُ منازلِ الآخرةِ، جعَلَه اللهُ موعظةً وعِبرةً يرقُّ لها القلب، وتدفع الغفلةَ، وتُعين على الاجتهاد في الطاعة، فلا ينفعُ الإنسانَ في قبره إلا عملُه؛ ففي الصحيحين قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَتبَع الميتَ ثلاثةٌ، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد: يتبعه أهلُه ومالُه وعملُه، فيرجع أهلُه ومالُه، ويبقى عملُه"؛ فلذا كان عثمانُ -رضي الله عنه وأرضاه- إذا وقف على قبرٍ بكى حتى يبلَّ لحيته، فقيل له: تذكُر الجنةَ والنارَ فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "القبرُ أولُ منازلِ الآخرةِ، فإن ينجُ منه فما بعدَه أيسرُ منه، وإن لم يَنْجُ منه فما بعدَه أشدُّ منه"، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما رأيتُ منظرًا قطُّ إلَّا والقبرُ أفظعُ منه"(رواه الترمذي في سُنَنِه).
القبرُ أفظعُ منه؛ لأنَّ المرءَ يبقى فيه وحيدًا فريدًا، لا صاحبَ، ولا حبيبَ، ولا أنيسَ، ولا جليسَ، وفيه ضمَّةٌ لو نَجَا منها أحدٌ لنجا منها سعدُ بنُ معاذٍ -رضي الله عنه وأرضاه-.
والقبرُ أفظعُ منه؛ لأنَّ فيه فتنةً كفتنةِ الدجّال أو أشدّ، والقبرُ أفظعُ منه؛ لأنَّه إمَّا أن يكونَ روضةً من رياض النعيم، أو -أجارنا اللهُ وإيّاكم- حُفرةً من حفر الجحيم، فَمَنْ كان مُحسنًا كان قبرُه عليه سعةً وسرورًا، ومن كان مُسيئًا كان عليه وحشةً وحُزنًا وسوءًا؛ ففي الصحيحين، قال -صلى الله عليه وسلم-: "العبدُ إذا وُضع في قبره وتولَّى عنه أصحابُه -حتى إنَّه لَيسمعُ قرعَ نعالهم- أتاه مَلكانِ فأقعداه فيقولانِ له: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؛ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-؟ فيقول: أشهد أنّه عبدُ الله ورسولُه. فيُقال: انظر إلى مقعدِكَ من النار، أبدلكَ اللهُ به مقعدًا من الجنة. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "فيراهما جميعًا". وأمَّا الكافرُ أو المنافقُ فيقول: لا أدري، كنتُ أقولُ ما يقولُ الناس، فيُقال: لا دَرَيتَ ولا تَلَيتَ، ثم يُضربُ بمطرقةٍ من حديدٍ ضربةً بين أذنيه، فيصيحُ صيحةً يسمعُها من يليه إلا الثَّقلين"؛ فلذا كان من هديِه -صلى الله عليه وسلم- الاستعاذةُ من عذاب القبر في كلِّ صلاة، كما في صحيح مسلم، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا تشهَّد أحدُكم فليستعِذ بالله من أربع، يقول: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من عذابِ جهنمَ، ومِنْ عذابِ القبرِ، ومِنْ فتنةِ المحيا والمماتِ، ومِنْ شرِّ فتنةِ المسيحِ الدجَّالِ".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)[الْمُؤْمِنَونَ:99-103].
بارك اللهُ لي ولكم في القرآنِ والسُّنَّة، ونفعني وإيَّاكم بما فيهما من الآياتِ والحكمة.
أقول ما تسمعون، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِروه إنَّه كان غفورًا رحيمًا.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، الحمدُ لله مُثبّتِ القلوبِ، غفّارِ الذنوبِ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، كاشفُ الكروب، وأشهد أن نبيَّنا وسيّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ، فيا معاشرَ المؤمنين: إنَّ في زيارةِ المقابر من التذكُّرِ والتفكُّرِ ما يبعثُ المرءَ على الخوفِ والوَجَل، والمسارَعةِ إلى الطاعةِ والعملِ، ومَنْ خافَ أَدلَجَ، ومَنْ أَدلجَ بلغَ المنزلَ؛ فلذا حثَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على زيارةِ القبور للعِظةِ والتذكُّرِ، ففي مسند الإمام أحمد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنِّي كنتُ نهيتُكم عن زيارةِ القبور، فزُورُوها؛ فإنَّها تُذكِّر الآخرةَ".
ولزيارةِ المقابر أحكامٌ وآدابٌ؛ منها الدعاءُ للأموات، فالقُبورُ ممتلئةٌ ظُلمَةً، يُنيرها اللهُ بدعاءِ الصالحين من عبادِه؛ ففي صحيح مسلم، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه-: أنَّ امرأةً سوداءَ كانت تَقُمُّ المسجد، ففَقَدَها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأل عنها، فقالوا: ماتت. قال: "أفلا كنتُم آذنتموني؟ ". قال: فكأنهم صغَّروا أمرَها، فقال: "دلّوني على قبرِها"، فدلّوه، فصلّى عليها، ثم قال: "إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظُلمةً على أهلها، وإنَّ الله -عز وجل- يُنوّرها لهم بصلاتي عليهم".
وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى المقبرةَ يقول: "السّلامُ على أهلِ الدِّيار من المؤمنين والمسلمين، ويرحمُ اللهُ المستقدَمين منَّا والمستأخِرينَ، وإنَّا إن شاء الله بكم لَلَاحِقُونَ"(رواه مسلم).
معاشرَ الإخوة: إنَّ للقبورِ حُرْمةً، فلا يجوزُ وَطؤها ولا الجلوسُ عليها؛ ففي صحيح مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَأَنْ يجلسَ أحدُكم على جمرةٍ فتحرقَ ثيابَه فتخلصَ إلى جِلدِه، خيرٌ له من أن يجلسَ على قبرٍ"، كما نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاةِ إلى القبور، واتخاذِ المقابرِ مساجدَ؛ ففي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها-: أنَّ أمَّ حبيبةَ وأمَّ سلمةَ ذكرَتَا كنيسةً رأينَها بالحبشةِ فيها تصاويرُ، فذكرَتَا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "إنَّ أولئك إذا كان فيهم الرجلُ الصالحُ فمات، بنوا على قبرِه مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصُّورَ، فأولئك شرارُ الخلقِ عند الله يوم القيامة"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ألَا وإنَّ مَنْ كان قبلَكم كانوا يتخذون قبورَ أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألَا فلا تتخذوا القبورَ مساجدَ، فإنِّي أنهاكم عن ذلك"(رواه مسلم)؛ وذلك لأنَّ الغلوَّ في قبور الصالحين يُفضي إلى الشرك بالله؛ فهذا حبرُ الأمة وترجمانُ القرآن عبدُ الله بن عباسٍ -رضي الله عنهما- قال في تفسير قول الرب -تبارك وتعالى-: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا)[نُوحٍ:23]، قال: "هي أسماءُ رجالٍ صالحينَ من قوم نوح، فلمَّا هلكوا أوحى الشيطانُ إلى قومِهم أنِ انصِبوا إلى مجالسِهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا -أي: أصنامًا على صُوَرِهم-، وسمُّوها بأسمائهم، ففعلوا، فلم تُعبدْ، حتى إذا هلك أولئك وتَنَسَّخَ العلمُ -أي ونُسِيَ العلم- عُبدت"(رواه البخاري)؛ فلذا -يا عبادَ الله- لا يجوزُ تعظيمُ قبور الصالحين والبناءُ عليها، فضلًا عن الطوافِ حولَها، أو الذبحِ والنذرِ لها، ودعاءِ أصحابِها، والاستغاثةِ بهم، وطلبِ الحوائجِ وتفريجِ الكُرُباتِ منهم.
ألا فلنتَّقِ اللهَ أيها المسلمون: ولنقتصِرْ على ما سُنَّتْ له زيارةُ المقابر؛ من الاتِّعاظِ والتذكُّرِ والسلامِ على الأموات والدعاءِ لهم، ولا نُحدِثْ عندها ما يُسخِطُ الربَّ -سبحانه-؛ فقد جاء في مسند الإمام أحمد، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "نهيتُكم عن زيارةِ القبور، فزوروها، ولا تقولوا ما يُسخِطُ الربَّ"، وفي روايةٍ أخرى: "ولا تقولوا هُجرًا"؛ أي كلامًا باطلًا.
ولا ينبغي لمن أتى المقبرةَ أن يتحدَّثَ بأمرِ الدنيا، أو يُظهِرَ الضحكَ والمِزاحَ، وعليه أن يتفكّرَ بحالِ أهلِها، بل يتفكر في حالِه ومآله، وأنَّه صائرٌ إلى مثلِ ما صاروا إليه.
ثم اعلموا -معاشرَ المؤمنين- أنَّ اللهَ أمركم بأمرٍ كريمٍ بدأ فيه بنفسِه، فقال عزَّ من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ:56].
اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما صليتَ على آلِ إبراهيم، وبَارِكْ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما باركتَ على آلِ إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين: أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ والتابعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معَهم بعفوكَ وكرمكَ وجودكَ يا أرحم الراحمين.
اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واجعلْ هذا البلدَ آمنًا مطمئنًّا، سخاءً رخاءً، وسائرَ بلادِ المسلمين.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأَصلِحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّدْ بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرِنا، اللهمَّ وفِّقْ إمامَنا خادمَ الحرمين الشريفين ووليَّ عهدِه الأمينَ إلى مَا فيه عزُّ الإسلامِ وصلاحُ المسلمينَ، وإلى ما فيه خيرٌ للبلادِ والعباد، وجميعَ وُلاةِ أمورِ المسلمين.
اللهمَّ احفظْ علينا دينَنا وقيادتَنا وأمنَنا، اللهمَّ وفِّق رجالَ أمنِنا والمرابطينَ على حدودِنا وثغورِنا.
اللهمَّ حقِّقْ لإخوانِنا في فلسطين الأمنَ والأمانَ والاستقرارَ والاطمئنانَ برحمتكَ يا منَّانُ يا ذا الجلالِ والإكرام، اللهمَّ احفظِ المسجدَ الأقصى، واجعلْه شامخًا عزيزًا إلى يومِ الدين.
اللهمَّ فَرِّجْ همَّ المهمومين من المسلمين، ونَفِّسْ كربَ المكروبين، واقضِ الدَّينَ عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهمَّ اجعلْ قبورَنا خيرَ منازلِنا بعدَ الممات، واجعلْها روضةً من رياضِ الجنَّاتِ، برحمتكَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ.
اللهمَّ اغْفِرْ للمسلمينَ والمسلماتِ، والمؤمنينَ والمؤمناتِ، الأحياءِ منهم والأمواتِ.
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ:201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ:127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ:128].
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ:180-182].
                            
                            
            
            
            
            
                                
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم