زمان الغربلة

الشيخ محمد سليم محمد علي

2025-08-08 - 1447/02/14 2025-08-10 - 1447/02/16
عناصر الخطبة
1/صعوبة الحياة في هذا الزمان 2/كثرة الابتلاءات والفتن في هذا الزمان 3/الحث على لزوم الطاعة والتقوى والإيمان 4/طوبى للغرباء 5/عظم أجر المتقين في زمن الغربلة 6/عزة القابض على دينه في هذا الزمان 7/الوصية بالمسجد الأقصى المبارك

اقتباس

لم يَعِشِ المسلمونَ غربةً أشدَّ من هذه الغربة التي نعيشها، ولا بلاءً ولا كربًا كالبلاء والكرب الذي يتخطفنا، فهذا زمان فتنة وبلاء، وشدة ومشقة، الظلم فيه طائش، والبغي فيه نافش، والطغيان فيه متوسد بردته في ظلال الأمم، التي لا تعرف معروفًا، والتي لا تنكر مُنكَرًا...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، اختار محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ليكون أفضلَ خَلقِه، واختار أصحابَه ليكونوا أفضلَ الناسِ بعدَه، وجعَل العاملَ منكم لِدِينِه له مثلُ أجرِ خمسينَ رجلًا يعملون مثل أعمال صحابة رسوله، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، امتَدَح أصحابَ محمد فقال: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التَّوْبَةِ: 100].

 

وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، سأله الصحابة فقالوا له: "أحدٌ خير منا؟ أَسلَمْنا معكَ. فقال -صلى الله عليه وسلم-: نعم، قوم يكونون من بعدكم، يؤمنون بي ولم يروني"، فأبشروا يا مسلمون، إن كان الصحابة سبقوكم بالإيمان، ومشاهدة الرسول، والدعوة معه، فأنتم إخوانه، الذين بشر بكم، فقال: "وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"، فاللهمَّ اجعلنا من خيرتهم إيمانًا، اللهمَّ اجعلنا من خيرتهم عملًا، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على قرة عيوننا محمد، وارث الأقصى، وصاحب المسرى، وذو القبلتين، اللهمَّ احشرنا في زمرته، واجعلنا من أهل شفاعته، وأحينا على سنته، وتوفنا على ملته، وأوردنا حوضه، وصل اللهمَّ على آله، وعلى خيرة الخلق بعده، صحابته الذين ما بدلوا تبديلا، وصل اللهمَّ على من تبعهم قابضًا على دينه، كالقابض على الجمر، إلى أن تقوم القيامة.

 

أمَّا بعدُ، أيها المؤمنون: نعيش في زمان وصَفَه لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدة أوصاف، منها: أنَّه زمان الغربلة، ومنها أنَّه زمان القبض على الدين كالقبض على الجمر، ومنها أنَّه زمان الغربة في الدين.

 

أيها المسلمون: وهذه الأوصاف كلها تجتمع في زمانكم، ترونها رأي العين، وتعيشون غربتها، وتذوقون صلي جمرها، وترون غربلتها للناس.

 

أيها المؤمنون: ها أنتم ترون الغربلة للرجال والنساء جميعًا، التي تغربلها الفتن والمحن والابتلاءات، التي تدور رحاها فينا وبيننا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة، وتبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فكانوا هكذا"، وشبك بين أصابعه.

 

يا مؤمنون: أمَا ترون الناسَ يجتمعون على الباطل وينصرونه؟ ويلتقون على المنكر ويُعظِّمونه؟ ويرفعون الظلمَ ويحملونه؟ انظروا حولكم، مَنْ تجدون؟ جارُكَ عدوٌّ لكَ، وقريبك ينتظر يومًا تساء به، إن دعوتَ الناس إلى الخير وقفوا لكَ بالمرصاد، كأنك تريد قطع لحم من جسمهم، وإن رأيتهم على المنكر ونهيتهم عنه صرت عدوًّا لهم، وبادروا إلى الهروب من وعظك ومجلسك، فهؤلاء المغربَلون؛ غربلهم الإيمان بغرباله، فمن كان مؤمنًا حقًّا بقي في الغربال، ومن كان منافقًا أو محبًّا للدنيا وعاملا لها ومن كان متخاذلا، ومن كان لا يقر معروفًا، ولا ينكر منكرًا، سقط من الغربال، فهؤلاء حثالة، كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله باله، لا وزن لهم عند الله، ولا يعبأ بهم، فلا تكونوا من هذه الحثالة، وكونوا من الغرباء، وكونوا من القابضين على دينهم كالقابض على الجمر.

 

يا عبادَ اللهِ، يا مسلمون: تفقَّدوا إيمانكم، وجدِّدُوه في قلوبكم، وحياتكم؛ لأنَّ العاملَ منكم بدينه في زماننا هذا مثلُه كمثل القابض على الجَمْر؛ إنَّ الجمرَ يَحرِق يديه، يَلسَع أطرافَ أصابعه، وهو لا يريد إسقاطَ الجمر منها، خوفًا على دينه، وهذا مثل أحدكم وهو يصطلي بالفتن والابتلاءات والمكاره والشرور، وهو صابر محتسب، لا يريد أن يرتد على عقبيه، ولا يريد أن يتنازل عن دينه، وهو يعلم أن صبره على جمر الفتن ونار البلايا أحب إليه وأهون عليه من ردة يخسر فيها الدنيا والآخرة؛ لذلك كان له الأجر المضاعف، خمسين ضَعفًا، عن أجر الصحابة، على ما للصحابة من فضل ومكانة، لم نصل إليها، ولن نصل إليها؛ لأنهم انفردوا بها عمن بعدهم من المسلمين.

 

أيها المؤمنون: القابض على دينه منكم والعامل به يتربص به الكفار الدوائر، يودُّون لو يغورون في الأرض، ولا يرونه بينهم، ولهذا قال رسولنا -صلى الله عليه وسلم- مُبشِّرًا القابضَ على دينه زمنَ الفتنة والبلاء، قال: "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود كما بدأ غريبًا، فَطُوبَى للغرباء"، فقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فَطُوبَى للغرباء"؛ لأن الذين على نهج الغرباء هم الذين تفردوا بالتقوى في زمانهم دون أهل زمانهم من المسلمين.

 

أيها المسلمون: هذه الأيام من أيام الصبر، الصبر الذي ينهض فيه المسلم ليعمل بدينه، ويعض عليه بالنواجذ، فهذا يبشره -صلى الله عليه وسلم- أن له كأجر خمسين من أجر الصحابة على صبره؛ حيث قال: "إن من ورائكم أيام الصبر"؛ أي: من أماكم وقدامكم، ثم بين -صلى الله عليه وسلم- أن الأجر المضاعَف هو للصابر على دينه، هو للعامل منكم بدينه؛ حيث قال: "للعامل فيها مثلُ أجرِ خمسينَ منكم"، فهذا هو القابض على دينه، وهذا الذي مثله مثل القابض على الجمر، وهذا هو الغريب في زمن الفتن، وهذا الذي في زمن الغربلة لم تغربله الابتلاءات في الدين، فهو الغريب الثابت على دينه، لا يتردى في الفتن، ولا يسقط من غربال المحن، فقوموا يا مسلمون إلى دينكم، واقبضوا عليه مثل القابض على الجمر، وأجمَعُوا يا مؤمنون أمركم؛ فأنتم الغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس، فالله الله فيمن قبض منكم على دينه، واصطلى بابتلاءاته، ذلك الرجل حين تفقد الرجال، الله الله فيمن تمسك بالغربال، وقت الشدائد والمحن والفتن، فلم يقع على وجهه، ولم يسقط كما تسقط حثالة الناس، فهذا الذي له البشارة بالأجر المضاعف، وهذا الذي له التهنئة بالخيرية بعد الصحابة الكرام.

 

أيها المؤمنون: لم يَعِشِ المسلمونَ غربةً أشدَّ من هذه الغربة التي نعيشها، ولا بلاءً ولا كربًا كالبلاء والكرب الذي يتخطفنا، فهذا زمان فتنة وبلاء، وشدة ومشقة، الظلم فيه طائش، والبغي فيه نافش، والطغيان فيه متوسد بردته في ظلال الأمم، التي لا تعرف معروفًا، والتي لا تنكر مُنكَرًا، والمنكَر منتشر، ولا مُنكِر له، والمعروف سوقه كاسدة، والآمر به كالبعير الأجرب بين أهل الشر والفساد، فأنتم في أيام لا طريق لكم فيها إلا الصبر، أن تصبروا على الطاعات، وأن تصبروا عن المحرمات، وأن تصبروا على البليات، وأن تصبروا عن الأمر بالمعروف، وأن تصبروا على النهي عن المنكر، فهذا هو الصبر المحمود؛ لأن الفتن فينا غالبة، وشوكة المسلمين بيننا محاصرة، ولا ناصر لأهل الحق والدين إلا الله، وكفى به نصيرًا وناصرًا، فمَنْ تمسَّكَ منكم بدينه واعتصم به فهنيئًا له، يضاعف أجره بأجر خمسين من الصحابة.

 

يا مؤمنون: الصحابة كانوا يجدون على الخير أعوانًا، فيشهدون الوحي يتنزل على رسولنا -صلى الله عليه وسلم- وكانوا يرون المعجزات رأي القلب والعين، وأمَّا أنتم فلا تشاهدون ذلك ولا ترونه، لا ناصر لكم ولا باكي عليكم، والصحابة كان فيهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وكانت فيهم سوق الإسلام قائمة، كلهم قلب واحد، ويد واحدة، وصف واحد، وأمَّا أنتم فلا عمر فيكم ولا علي، ولا أبو بكر ولا عثمان، فمن يقمع الردة إذن؟ ومن يسوي الطريق حتى لا يتعثر فيها ماش أو راكب، ودينكم ملاحق، والمسلمون متفرقون، لا وحدة تجمعهم، ولا تكافل يتناصرون به، وذلك هو البلاء المبين، الذي اختاركم له لتفوزوا بأجر خمسين من صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن من ورائكم أيامًا الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم"، وفي رواية: "قيل يا رسول الله، أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم".

 

يا مؤمنون، يا مسلمون، يا عبادَ اللهِ: هذا الحديث الشريف يخص القابض منكم على دينه، ويمثل الغريب في دينه منكم، في زمان الغربلة، فأنتم والناس عليكم شهود قابضون على دينكم كالقابض على الجمر، وما دام أن القابض منكم على دينه مثل القابض على الجمر فإن أجر أحدكم بأجر خمسين من الصحابة، لا يناله منافق، لا يناله مخاذل، لا يناله مرتد على عقبيه.

 

فاللهمَّ ثبِّتْنا على دِينِكَ، اللهمَّ صبِّرْنا على طاعتِكَ، اللهمَّ ارفع عَنَّا البلاء، اللهمَّ تولنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

عبادَ اللهِ: جاء في الحديث الشريف: "إن الله لا يستجيب دعاءً مِنْ قلبٍ غافلٍ ساهٍ لاهٍ"، فادعوا اللهَ وأنتم موقنون بالإجابة.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ، جعل أمتنا خير أمة، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه، وعلى آله الطاهرين، وعلى أصحابه الذين نصروا الدين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة.

 

أمَّا بعدُ، أيها المؤمنون: أمامكم وقُدَّامكم زمنٌ القبض فيه على الدين، كالقبض على الجمر؛ لأنَّه قد أُنكر المعروفُ، ولأنَّه زمن الغربة في الدين، ولأنَّه زمن الغربلة، غربلة أهل الباطل، وسقوطهم، وغربلة أهل الحق وعلو شأنهم، فنعم القابض على دينه، ونعم الغريب المتمسك بدينه، في زمن الغربلة.

 

أيها المسلمون: والصحابة وإن زادوا عليكم بالفضل فإن القابض منكم على دينه يزيد عليهم في الأجر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء؛ لأنكم غرباء بين الناس، بتمسككم بالسنة، وهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، لأنكم لا تجدون معينًا ومساعدًا على الحق، فالأعوان على الخير قليلون، وأهل الشر منتشرون، فالحافظ منكم لدينه هو الرجل الذي يشار إليه بالبنان.

 

يا عبادَ اللهِ: غربة أحدكم في دينه، وقبضه عليه كمثل القابض على الجمر، هو عزة لكم، قال الله -سبحانه-: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)[الْمُنَافِقُونَ: 8]، فأنتم بعزة الله تقهرون أهل الشر والفساد والضلال، وأنتم بعزة رسولكم -صلى الله عليه وسلم- تظهرون بدينكم، وأنتم بذلك تنالون عزة المؤمنين، التي بها تظهرون، فابتغوا يا مؤمنون أجر خمسين من أجر الصحابة، واطلبوا العزة من جناب الله -تعالى-، وكونوا في القابضين على الجمر، وكونوا من الغرباء الذين يبقون في غربال الإيمان، ولا يسقطون من ثقوبه حينها تكونون في معية الله، ونعم المعية معية الله، ومن كان في معية الله لا يغلب، ومن كان في معية الله لا يضام، يقول الله -عز وجل-: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)[فَاطِرٍ: 10]، فاعتزُّوا بدِينكم كما اعتزَّ الصحابةُ بدِينِهم، فالله مع القابض على الدين دائمًا، والله مع الغرباء في دينهم، لا يتركهم نهبا للفتن، وإنَّما هي أيام محنة وفتنة وابتلاء، ثم ينتهي أجلها، والله وحده هو الغالب، ولا غالب غيره، والله وحده له الأمر من قبل ومن بعد، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

يا مؤمنون: إنَّ أجرَ أحدِكم الذي يكون بأجر خمسين من صحابة رسوله -صلى الله عليه وسلم- يبتدئ حين تحسنون مجاورتكم لبيت المقدس وأكنافه، فهلموا إلى أقصاكم، شدًّا للرحال إليه، وبادِرُوا إلى إعماره بغدوكم ورواحكم إلى رحابه، فالأقصى أقصاكم، والمسرى مسراكم، والقبلة قبلتكم، والله وليكم ومولاكم؛ فاللهمَّ أحسن رباطنا، وأتم علينا شد الرحال إلى المسجد الأقصى، وارزقنا مجاورته ما بقينا.

 

اللهمَّ اكتبنا من القابضين على دينهم كالقابضين على الجمر، اللهمَّ واجعلنا من الغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس، اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من الفتن والمحن، اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من النفاق والفجور والعصيان، اللهمَّ اجعل أقصانا آمِنًا بأمانك، عزيزًا بعزك، منصورًا بنصرك المبين، اللهمَّ انصر الإسلام والمسلمين، وأعل كلمة الحق والدين، اللهمَّ لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا أسيرًا إلا وإلى أهله رددته، ولا ميتًا إلا رحمته.

 

اللهمَّ تولَّ أمرَنا، وفرِّجْ كربَنا، ورُدَّ عَنَّا ظلمَ الظالمينَ، وأحسِنْ خلاصَنا يا أرحمَ الراحمينَ، اللهمَّ اصحبنا الصحةَ في أبداننا، والعصمةَ في ديننا، وأَحسِنْ منقلَبَنا، وارزقنا طاعتَكَ وعافيتَكَ ما أبقيتَنا، واغفر لنا وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

 

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا اللهَ يذكركم، واشكروه يزدكم، واستغفروه يغفر لكم، وأنتَ يا مقيمَ الصلاةِ أَقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].

المرفقات

زمان الغربلة.doc

زمان الغربلة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات