عناصر الخطبة
1/أشد الساعات همًّا وغمًّا 2/التفكر في هلاك الظالمين من الأمم السابقة 3/فوائد وعبر من المرور على الصراط 4/الحث على الأعمال الصالحات للنجاة من الهلكاتاقتباس
أتعلمون أشدَّ الساعات كربًا، وأعظمَ الساعاتِ خوفًا ورُعبًا، وأكثرَ الساعات قلقًا وهمًّا، وضيقًا وغمًّا؟! إنها الساعة التي تزيغ عندَها الأبصارُ، وتبلغ القلوبُ الحناجرَ، ويتزلزل كلُّ عضو في الإنسان، من أهوال ما يرى ويُشاهِد من الأمور العِظَام... إنها الساعةُ التي يُنصَب فيها الصراطُ على متن جهنم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، صلاةً وسلامًا كبيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].
أما بعدُ: فاتقوا الله -سبحانه-، فتقوى الله أعظم الأسباب للفوز بأعظم الثواب، ونيل رضوان الله الغفور التواب، والنجاة من أليم العقاب.
يا أيها الناسُ: أتعلمون أشدَّ الساعات كربًا، وأعظمَ الساعاتِ خوفًا ورُعبًا، وأكثرَ الساعات قلقًا وهمًّا، وضيقًا وغمًّا؟! إنها الساعة التي تزيغ عندَها الأبصارُ، وتبلغ القلوبُ الحناجرَ، ويتزلزل كلُّ عضو في الإنسان، من أهوال ما يرى ويُشاهِد من الأمور العِظَام، وما يُلاقِي من الأحوال التي تتفطَّر منها الأجسام؛ إنها الساعةُ التي يُنصَب فيها الصراطُ على متن جهنم، فليس بعدَ الصراطِ إلا الفوزُ العظيمُ، وأنواعُ النعيمِ الأبدي السرمدي، ورضوان الله -تعالى-، فيا بُشرى من اجتازه ونجا، ويا خسارة مَنْ زلَّت قدمُه عن الصراط فهوى في جهنم وتردَّى!، قال الله -تعالى-: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)[الْمَعَارِجِ: 6-7]، وقال -تعالى-: (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ)[النَّحْلِ: 77]، وكل آت قريب، والبعيد ما مضى من الأيام؛ لأنَّه لن يعود، قال -تعالى-: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ في غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 1].
وما أسرع طي الدنيا وزوالها؛ لأن الله خلقها لأجل محدود، كل يعمل فيها للجزاء بالأعمال، قال -تعالى-: (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)[الْحَجِّ: 56-57]، وقال -تعالى-: (وَلِلَّهِ مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)[النَّجْمِ: 31].
وما هذه الحياة الدنيا من أولها إلى آخِرها إلا كساعة في أبديَّة الآخرة، قال -تعالى- وهو المحيط بكل شيء علمًا، وهو أصدق القائلينَ: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)[يُونُسَ: 45]، وقال -تعالى-: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ)[الْأَحْقَافِ: 35]، وقال -تعالى-: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ)[الرُّومِ: 55]، فماذا قَدِمَ به عاد وثمود، وقوم إبراهيم، وقوم لوط، وأصحاب مدين، وفرعون وهامان، وقوم تبع، وملوك فارس، وملوك الروم، والقرون الخالية وغيرهم ممن أجروا الأنهار، وغرسوا الأشجار، وتمتعوا بأطيب الثمار، وملكوا البحار، ونالوا كل ما أرادوا من الملذات والشهوات، ماذا قدم به هؤلاء في هذه الساعة على ربهم التي هي مدة الدنيا؟! إنهم قدموا على ربهم بأسوأ الأعمال، وشر الآجال، ولمن ينجوا من الهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة إلا من عدل وآمن بالله ذي العزة والجلال.
وإن ساعة الكرب الذي ليس مثله كربًا، أمام الناس لا مفر منها لأحد، قال -تعالى- في الجسر المنصوب على متن جهنم: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا)[مَرْيَمَ: 71-72]، وهذه ساعة المرور على جسر جهنم، هي التي كانت تملأ قلوب الصحابة خوفًا ورعبا، وتملأ قلوب من بعدهم ممن هم على نهجهم خوفًا من الله -تعالى-، وتحجزهم عن المعاصي والذنوب رجاءً من الله -تعالى- أن يمروا على هذا الصراط إلى الجنة برحمة الله -تعالى- ناجين، عن عائشة -رضي الله عنها- أَنَّهَا ذَكَرَتِ النَّارَ فَبَكَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: ذكرت النَّار فَبَكَيْت فَقَالَ رَسُول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- مَا يبكيك قلت ذكرت النَّار فَبَكَيْت فَهَل تذكرُونَ أهليكم يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ أما في ثَلَاثَة مَوَاطِن فَلَا يذكر أحدٌ أحدًا: عِنْد الْمِيزَان حَتَّى يعلم أيخف مِيزَانه أم يثقل وَعند تطاير الصُّحُف حَتَّى يعلم أَيْن يَقع كِتَابه في يَمِينه أم في شِمَاله أم وَرَاء ظَهره وَعند الصِّرَاط إِذا وضع بَين ظَهْري جَهَنَّم حَتَّى يجوز"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ).
بكى عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- فقالوا: "ما يبكيك يا بن رواحة؟ فقال: أما والله ما بي حب في الدنيا، ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ آية من كتاب الله، يذكر فيها النار: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا)[مَرْيَمَ: 71]، فكيف لي بالصَّدَر بعد الوُرُودِ؟"(رواه الطبراني).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "يجمع الله -تعالى- الناس، فيقوم المؤمنون حتى تُزلَف لهم الجنةُ، فيأتون آدمَ، فيقولون: يا أبانا، استفتِحْ لنا الجنةَ، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئةُ أبيكم، لستُ بصاحب ذلك، اذهبوا إلى نوح، فيقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى إبراهيم فيقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى موسى، فيقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى عيسى فيقول: نفسي نفسي، اذهبوا إلى محمد -صلى الله عليه وسلم-، فأنطلق فآتي تحت العرش، فأخر ساجدًا لربي، وأحمده بمحامد وحسن ثناء عليه، لم يفتحه على أحد قبلي، ثم يقول الرب -جل وعلا-: يا محمد، ارفع رأسك، وسل تعطه، واشفع تشفع، ويضرب الجسر وهو الصراط على متن جهنم، وترسل الأمانة والرحم، فيقومان جنبي الصراط يمينًا وشمالًا، فيمر أولكم كالبرق، قلتُ: بأبي وأمي، أي شيء كالبرق؟ قال: ألم تروا كالبرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين، ثم كمرِّ الطيرِ، وشدِّ الرجالِ تجري بهم أعمالُهم، ونبيُكُم -صلى الله عليه وسلم- قائمٌ على الصراط يقولُ: ربِّ سَلِّمْ سَلِّمْ، حتى تعجزَ أعمالُ العبادِ، حتى يجيءُ الرجلُ فلا يستطيعُ السيرَ إلَّا زحفًا"(رواه البخاري ومسلم).
وفي الأحاديث الأخرى: "ومن الناس يُخَرْدَلُ في النار -يعني يسقط من الصراط-، وأهل النار يُساقُونَ إليها سَوْقًا، ويُلقَوْنَ فيها فوجًا فوجًا، بعد فوج -والعياذ بالله-"، فأَعِدُّوا لهذه الساعة تقوى الله، والأعمال الصالحة، واحذروا الذنوبَ والمعاصيَ، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الْحَجِّ: 1-2].
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، ونفَعَنا بهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ، ولي الصالحين، أحمده -سبحانه- وأشكره على نعمه، وفضله المبين، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا الأمين، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد، المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم أما بعدُ: فاتقوا اللهَ بالمسارَعة إلى الخيرات، ومجانَبة المحرَّمات، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[الْحَشْرِ: 18-19]، وقال -تعالى-: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281]، وقال عمر -رضي الله عنه-: "حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنُوا، وتأهَّبوا للعرض الأكبر على الله"، فاتقوا ما أمامكم من الأهوال، بالتقوى وصالح الأعمال.
عن شدَّاد بن أوس -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفسَه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني"(رواه الترمذي)، وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"(رواه أحمد والترمذي)، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إيَّاكُم ومحقرات الذنوب؛ فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه"(رواه الطبراني والبيهقي)؛ فافتدوا أنفسكم بالإيمان، والعمل الصالح، قال -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا في الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)[الزُّمَرِ: 47].
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، فصلُّوا وسلِّمُوا على سيِّد البشر، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ، وعلى آلِ إبراهيمَ، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
اللهمَّ ارضَ عن الخلفاء الراشدينَ، الأئمة المهديينَ؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعن سائر الصحابة أجمعينَ، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ، وعنَّا معهم برحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الكفرَ والكافرينَ، والشرك والمشركين، والمنافقين، وانصر كتابك، وسُنَّة نبيِّكَ، وعبادك المتقين المؤمنين، اللهمَّ اغفر لنا ذنوبنا، دقها وجلها، أولها وآخرها، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأَجِرْنا من خزيِ الدنيا وعذابِ الآخرةِ، واجعل خير أعمالنا خواتمها، وخيرها أواخرها، وثبتنا على سُنَّة نبيِّكَ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأرضنا وارض عَنَّا، واغفر لموتانا وموتى المسلمين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهمَّ تول أمر كل مؤمن ومؤمنة، وكل مسلم ومسلمة، وأصلِح لنا شأنَنا كلَّه، أوله وآخره، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهمَّ أعذنا وذرياتنا من إبليس وذريته وأوليائه وخطواته، اللهمَّ احفظ هذه البلاد المباركة حصن الإسلام، بحدودها وجنودها وأمنها ورخائها وازدهارها، ووفق خادمَ الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، وفِّقه وليَّ عهده لكل خير، ولما فيه خير الإسلام والمسلمين، وأعنهما على كل خير يا ربَّ العالمينَ، اللهمَّ اكشف الكربات والشدائد عن المسلمين، وأَعِذْهُم من مُضِلَّات الفتن ما ظهر منها وما بطن، يا ربَّ العالمينَ، ويسر أمورهم، واشرح صدورهم، يا ربَّ العالمينَ.
اللهمَّ انصر أهل فلسطين، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا، ويضعفوا، ولا تكلهم إلى الناس فينسوهم، ويخذلوا، ولا إلى أحد من خلقك، اللهمَّ لا تسلط الصهاينة المعتدين الغاصبين على المسجد الأقصى، ولا على البلاد المقدَّسة، واجعل للمؤمنين من أهل فلسطين فرجًا، واكفهم شرارهم، وأطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، برحمتك يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم