تنبيه

تم تحويل رابط المقال من https://khutabaa.net/ar/discussions/احذر-الديون   إلى رابط جديد
https://khutabaa.net/ar/discussions/احذر-الديون-مختصرة
يرجى استخدام الرابط الجديد لمشاركة هذا الموضوع


احذر الديون ! (مختصرة)

يوسف العوض
1447/01/26 - 2025/07/21 09:42AM

الخُطْبَةُ الأُولَى

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ الإِنسَانَ وَعَلَّمَهُ البَيَانَ، وَأَرْشَدَهُ إِلَى سُبُلِ الرَّشَادِ، وَنَهَاهُ عَنِ الإِسْرَافِ وَالفَسَادِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ".

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: نَعِيشُ فِي زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ المُغْرِيَاتُ، وَتَنَوَّعَتْ أَسَالِيبُ التَّسْوِيقِ وَالدِّعَايَةِ، حَتَّى غَزَتِ البُيُوتَ وَالعُقُولَ وَالقُلُوبَ ، فَصَارَ النَّاسُ يَشْتَرُونَ مَا لَا يَحْتَاجُونَ، وَيُنْفِقُونَ فَوْقَ طَاقَتِهِم، وَيَتَسَابَقُونَ إِلَى الكَمَالِيَّاتِ وَالتَّرَفِ، اغْتِرَارًا بِالإِعْلَانَاتِ، وَتَأَثُّرًا بِمَا يُعْرَضُ فِي الشَّاشَاتِ وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ ، فَكَمْ مِن نَاسٍ حَمَلَهُم حُبُّ المَظَاهِرِ، وَاللَّهَاثُ وَرَاءَ الجَدِيدِ، إِلَى أَنْ اسْتَدَانُوا فَوْقَ قُدْرَتِهِم، وَتَكَبَّدُوا دُيُونًا أَثْقَلَتْ كَوَاهِلَهُمْ، لَا لِحَاجَةٍ ضَرُورِيَّةٍ، بَلْ لِمَلْبَسٍ فَاخِرٍ، أَوْ جِهَازٍ حَدِيثٍ، أَوْ مُنَاسَبَةٍ اسْتِعْرَاضِيَّةٍ!، أَلَا فَلْيَتَأَمَّلِ المُؤْمِنُ هَذَا الحَالَ، وَلْيُرَاجِعْ نَفْسَهُ، فَإِنَّ الدَّيْنَ هَمٌّ بِاللَّيْلِ، وَمَذَلَّةٌ بِالنَّهَارِ.

يَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: قَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ التَّهَاوُنِ فِي الدَّيْنِ، فَعَن مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ:" كُنَّا جُلُوسًا عِندَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ التَّشْدِيدِ!» فَقَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟،قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، ثُمَّ أُحْيِيَ، ثُمَّ قُتِلَ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، مَا دَخَلَ الجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ» .

وَقَالَ ﷺ:«مَن أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا، أَدَّى اللهُ عَنْهُ، وَمَن أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلَافَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ».

فَاتَّقُوا اللهَ، وَلَا تَتَسَاهَلُوا فِي الدُّيُونِ، وَلَا تَسْتَدِينُوا إِلَّا لِحَاجَةٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ القَنَاعَةَ كَنْزٌ لَا يَفْنَى.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَة

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ أَمَانَةً، وَالقَضَاءَ حَقًّا، وَنَهَى عَنِ المُمَاطَلَةِ وَالظُّلْمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ الدُّيُونَ لَا تُؤْخَذُ هَوْنًا، وَلَا تُؤَدَّى تَسْوِيفًا، بَلْ عَلَى المُؤْمِنِ أَنْ يُحْسِنَ الطَّلَبَ وَيُحْسِنَ القَضَاءَ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾ وَفِي ذَلِكَ حِفْظٌ لِلْحُقُوقِ، وَمَنْعٌ لِلنِّزَاعِ، وَتَوْثِيقٌ لِلتَّعَامُلَاتِ ،وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: " إنَّ اللهَ معَ الدَّائنِ حتَّى يَقْضيَ دَينَه"، وفي روايةٍ: "إنَّ اللهَ تبارك وتعالى معَ الْمَدينِ حتَّى يَقضِيَ دَينَه".

وَأَنْتَ أَيُّهَا الدَّائِنُ: فَكُنْ رَحِيمًا، فَإِنَّ فِي إِنْظَارِ المُعْسِرِ، أَوِ التَّوَاسُعِ عَلَيْهِ، أَجْرًا عَظِيمًا ، قَالَ ﷺ:"مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ" وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:« اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ»، فَإِذَا سُئِلَ عَن ذَلِكَ قَالَ:« إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ، حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ» ، فَاتَّقُوا اللهَ، وَأَدُّوا مَا عَلَيْكُمْ، وَتَحَلَّوْا بِالصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ، فَإِنَّ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ، وَالآخِرَةَ خَيْرٌ وَأَبْقَى.

اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى قَضَاءِ الدُّيُونِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَمْوَالِنَا، وَاغْنِنَا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِعِينَ الرَّاضِينَ.

 

المرفقات

1753095831_الديون.docx

المشاهدات 120 | التعليقات 0