الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابرِكُمْ (تعميم)

يوسف العوض
1447/03/10 - 2025/09/02 08:48AM

الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَالإِحْسَانِ إِلَى الْكِبَارِ وَالضُّعَفَاءِ، وَنَهَى عَنِ الْعُقُوقِ وَالْكِبْرِ وَالْجَفَاءِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.ِِ

عِبَادَ اللهِ: اِتَّقَوْا اللهَ وَتَزَوِّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، واتقونِ يَا أَوََلِي الْأَلْبَابِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:إِنَّ مِنْ أَسَاسَاتِ الْخُلُقِ الْإِسْلَامِيِّ: تَوْقِيرَ الْكِبَارِ، وَاحْتِرَامَ أَهْلِ السِّنِّ وَالْوَقَارِ، وَقَدْ جَاءَ فِي شَرِيعَتِنَا الْغَرَّاءِ تَرْبِيَةٌ عَالِيَةٌ عَلَى ذَلِكَ، تَظْهَرُ فِي الْأَدَبِ مَعَ الْكِبَارِ، وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَإِكْرَامِ الْمُسْنِّينَ.

قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَلَا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ» فَمَنْ أَكْرَمَ كَبِيرًا فِي السِّنِّ، فَقَدْ أَكْرَمَ نَفْسَهُ، وَوَقَّرَ دِينَهُ، وَعَظَّمَ رَبَّهُ، وَاحْتَرَمَ خُبْرَةَ مَنْ سَبَقَهُ فِي الحَيَاةِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:قَدْ كَانَ سَيِّدُ الْخَلْقِ ﷺ يُكْرِمُ كِبَارَ الصَّحَابَةِ، وَيُقَدِّمُهُم فِي الْمَجَالِسِ وَالْكَلَامِ، فَيَقُولُ:«لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى» فَهَذَا تَوْقِيرٌ لِأَهْلِ السِّنِّ وَالْعَقْلِ وَالْحِكْمَةِ، وَفِيهِ تَرْبِيَةٌ عَلَى تَقْدِيمِ الْكِبَارِ وَتَعْظِيمِ مَكَانَتِهِمْ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:كِبَارُ السِّنِّ هُمْ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا، وَأَجْدَادُنَا، وَمَنْ لَهُمْ فَضْلٌ عَلَيْنَا فِي التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ وَالْخِبْرَةِفَاحْفَظُوا لَهُمْ قَدْرَهُمْ، وَلَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عَلَيْهِم، وَلَا تُشْعِرُوهُمْ بِأَنَّهُمْ عِبْءٌ عَلَى الْحَيَاةِ، بَلْ هُمْ بَرَكَةٌ وَذُخْرٌ،فَمَنْ أَكْرَمَ كَبِيرًا فِي السِّنِّ، فَقَدْ أَكْرَمَ نَفْسَهُ، وَوَقَّرَ دِينَهُ، وَعَظَّمَ رَبَّهُ، وَاحْتَرَمَ خُبْرَةَ مَنْ سَبَقَهُ فِي الحَيَاةِوَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ» دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْخَيْرَ وَالسَّدَادَ وَالتَّوْفِيقَ يَكُونُ مَعَ مَنْ كَبُرَ سِنُّهُ، وَعَظُمَ عَقْلُهُ، وَتَرَسَّخَ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ، فَلَا تُهْمَلُوا آراءَهُمْ، وَلَا تَسْتَصْغِرُوا تَجَارِبَهُمْ، فَإِنَّ فِي كَلِمَاتِهِمْ نُورًا، وَفِي نَصَائِحِهِمْ بَرَكَةً، وَفِي مَجَالِسِهِمْ سَكِينَةً وَوَقَارًا.

الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ اتَّبَعَ هُدَاهُ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:إِنَّ إِكْرَامَ الْكِبَارِ دَلِيلٌ عَلَى رُقِيِّ الْمُجْتَمَعِ، وَصَلَاحِ الْقُلُوبِ، وَحُسْنِ الْأَدَبِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ» فَلْنَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ، نُرَبِّي أَبْنَاءَنَا عَلَى تَوْقِيرِ الْكِبَارِ، وَنُعَلِّمُهُم أَنَّ فِي ذَلِكَ خَيْرًا وَبَرَكَةً وَرِضَى الرَّحْمٰنِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْبَارِّينَ بِآبَائِنَا، الْمُحْسِنِينَ إِلَى كِبَارِنَا، الْخَافِضِينَ جَنَاحَ الذُّلِّ لِمَنْ سَبَقَنَا فِي الْخَيْرِ وَالْعَمَلِ.
اللَّهُمَّ ارْزُقْهُم الصِّحَّةَ وَالْعَافِيَةَ، وَاخْتِمْ لَهُم بِالْخَيْرِ، وَارْحَمْ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ، وَأَدْخِلْهُم جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

 

المشاهدات 376 | التعليقات 0