الْزَمْ غَرْزَ النَّبِيِّ ﷺ(مختصرة)
يوسف العوض
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِلإِسْلَامِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَتْبَاعِ خَيْرِ الْأَنَامِ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَنَشْكُرُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
عِبَادَ اللَّهِ: اتَقُوا اللهَ فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ اللَّهِ لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، قَالَ تَعَالَى:﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:إِنَّ أَعْظَمَ مَا نَتَمَسَّكُ بِهِ فِي هَذَا الزَّمَانِ الْمُتَقَلِّبِ، وَمَعَ كَثْرَةِ الْفِتَنِ وَالشُّبُهَاتِ، هُوَ الِاعْتِصَامُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالِاهْتِدَاءُ بِهَدْيِ النَّبِيِّ ﷺ فِي كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، فِي الِاعْتِقَادِ، وَالْعِبَادَاتِ، وَالْمُعَامَلَاتِ، وَالْأَخْلَاقِ، وَالسُّلُوكِ، قَالَ تَعَالَى:﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾،وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ :«تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ، لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي».
عِبَادَ اللَّهِ: وَإِنَّ مِمَّا يَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الْخَيْرَ كُلَّ الْخَيْرِ فِي اتِّبَاعِ النَّبِيِّ ﷺ، وَأَنَّ كُلَّمَا أَحْدَثَ النَّاسُ فِي الدِّينِ أَمْرًا لَيْسَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ وَلَا أَصْحَابُهُ، فَهُوَ مَرْدُودٌ وَبَاطِلٌ ، الْهُدَى لَيْسَ بِكَثْرَةِ الْأَقْوَالِ، وَلَا بِحُسْنِ النِّيَّةِ فَقَطْ، بَلْ بِاتِّبَاعِ الْمَنْهَجِ الصَّحِيحِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، قَالَ تَعَالَى:﴿ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مِمَّا يُبْتَلَى بِهِ الْمُسْلِمُونَ الْيَوْمَ هُوَ الْبِدَعُ الْمُحْدَثَةُ فِي الدِّينِ، الَّتِي مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» وَقَالَ أَيْضًا:«وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ».
وَمِنْ أَمْثِلَةِ ذَلِكَ: الِاحْتِفَالُ بِمَا يُسَمَّى بِالْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ، فَهَذَا لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَا فِي عَهْدِ أَصْحَابِهِ، وَلَا فِي الْقُرُونِ الْمُفَضَّلَةِ.
فَلَوْ كَانَ خَيْرًا لَسَبَقُونَا إِلَيْهِ!
أَفَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِي اللهُ عَنْهم؟
أَفَنَحْنُ أَشَدُّ حُبًّا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ عَائِشَةَ وَخَدِيجَةَ رَضِي اللهُ عَنْهنَّ؟
كَلَّا وَاللَّهِ ! بَلِ الْحُبُّ الْحَقِيقِيُّ لِلنَّبِيِّ ﷺ هُوَ فِي اتِّبَاعِهِ، لَا فِي مُخَالَفَتِهِ ،قَالَ تَعَالَى:﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾.
فَلْيَكُنْ شِعَارُنَا: «سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا»، وَ«عَلَى بَصِيرَةٍ»، لَا نَتَّبِعُ الْأَهْوَاءَ، وَلَا نُقَلِّدُ النَّاسَ فِي غَيْرِ هُدًى، بَلْ نَرْجِعُ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، نَفْهَمُهُمَا كَمَا فَهِمَهُمَا الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
عِبَادَ اللَّهِ:الدِّينُ كَامِلٌ، وَالنِّعْمَةُ تَمَّتْ، فَلَا نَزِيدُ فِيهِ مَا لَمْ يَأْتِ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَلَا نَبْتَدِعُ مَا لَمْ يُشْرَعْهُ اللَّهُ ،قَالَ تَعَالَى:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾.
فَكَيْفَ نَزِيدُ فِي الدِّينِ وَاللَّهُ قَدْ أَكْمَلَهُ؟
أَيَكُونُ الْبِدْعَةُ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنَ السُّنَّةِ؟
أَيَكُونُ الْهَوَى مُقَدَّمًا عَلَى الْوَحْيِ؟
اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَى السُّنَّةِ، وَأَحْيِنَا عَلَيْهَا، وَتَوَفَّنَا عَلَيْهَا، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ﷺ.
المرفقات
1756270608_غرزه.docx