الغَيْرَةُ عَلَى الأَعْرَاضِ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ؛ أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ، وَأَنَّهُ صَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ خَطَبَهُمْ؛ وَأَنَّهُ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: (يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا).
وَفِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ أَيْضًا أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ)
وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: (إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: (أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي) [مُتَّفَقِ عَلَيهِ]
عِبَادَ اللهِ: الغَيْرَةُ عَلَى الأَعْرَاضِ مَكْرُمَةٌ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ؛ وَشِيمَةٌ مِنْ شِيَمِ الرِّجَالِ؛ بَلْ إِنَّهَا فِطْرَةٌ فُطِرَ عَلَيْهَا العُقَلَاءُ الأَسْوِيَاءُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.
تَغَارُ المَرَأَةُ عَلَى عِرْضِهَا، وَيَغَارُ عَلَيْهَا وَلِيُّهَا، وَيَغَارُ المُسْلِمُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمَةٍ أَيًّا كَانَتْ أَرْضُهَا، بَلْ كَانُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ؛ يَغَارُونَ عَلَى أَعْرَاضِهِمْ، وَيَدْفَعُونَ نُحُورَهُمْ دُونَ حُرُمَاتِهِمْ؛ ثُمَّ جَاءَ الإِسْلَامُ بِإِتْمَامِ هَذَا الخُلُقِ الكَرِيمِ، وَأَعْلَى شَأْنَهُ، وَأَثْنَى عَلَى أَهْلِهِ، كَمَا جَاءَ بِالذَّمِّ الشَّدِيدِ لِمَنْ لَا غَيْرَةَ لَهُ، وَمَنْ يَرْضَى الخَبَثَ فِي أَهْلِهِ.
جَاءَ الإِسْلَامُ بِحِفْظِ الضَّرُورِيَّاتِ الخَمْسِ؛ وَهِيَ: [الدِّينُ وَالنَّفْسُ وَالعَقْلُ وَالعِرْضُ وَالمَالُ] جَاءَ بِحِفْظِ الأَعْرَاضِ وَحِمَايَتِهَا، وَبِالوِقَايَةِ وَالبُعْدِ عَنْ كُلِّ مَا يَمَسُّهَا.
فَأَمَرَ المَرْأَةَ بِالقَرَارِ فِي بَيتِهَا، وَنَهَاهَا عَنْ التَّبَرُّجِ، وَعَنْ إِبْدَاءِ زِينَتِهَا، وَعَنْ خُرُوجِهَا مُتَطِيِّبَةً، وَعَنْ خُضُوعِهَا بِالقَوْلِ، وَأَوْجَبَ الحِجَابَ عَلَيهَا، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب 59- 60]
وَحَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مِنْ دُخُولِ الرِّجَالِ غَيْرِ المَحَارِمِ عَلَى النِّسَاءِ؛ فَقَالَ: (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ) [رَوْاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
وَأَمَرَ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ أَنْ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ، وَهَكَذَا المُؤْمِنَاتِ أَنْ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ، وَحَرَّمَ عَلَيهِمْ إِطْلَاقَ
أَبْصَارِهِمْ فِيمَا لَا يَحِلُّ لَهُمْ.
وَنَهَى النَّبِيُّ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ خَلْوَةِ الرَّجُلِ بِالمَرْأَةِ، وَبَيَّنَ خَطَرَهُ، وَحَرَّمَ كَذَلِكَ سَفَرَ المَرْأَةِ بِلَا مَحْرَمٍ.
يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ يَقُولُ: (لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلاَّ وَمَعَهَا مَحْرَمٌ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً، قَالَ: اذْهَبْ، فَاحْجُجْ مَعَ امْرَأَتِكَ) [رَوْاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
وَبِذَلِكَ نَعْلَمُ الخَطَأَ العَظِيمَ مِنْ بَعْضِ النِّسَاءِ وَأَوْلِيَائِهِنَّ، وَالمُخَالَفَةَ الصَّرِيحَةَ لِهَذَا الحَدِيثِ؛ فِي التَّسَاهُلِ بِالسَّفَرِ دُونَ مَحْرَمٍ، وَبِالخَلْوَةِ دُونَ مَحْرَمٍ؛ فَلَيْسَ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ عَنْهُ أََنْ يَخْلُوا بِبَعْضٍ؛ لَا فِي بَيْتٍ، وَلَا سَيَّارَةٍ، وَلَا مَحَلٍ تِجَارِيٍّ، وَلَا عِيَادَةِ طَبِيبٍ، وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ، وَلَيْسَ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَخْضَعَ لِأَجْنَبِيِّ عَنْهَا بِالقَوْلِ أَوْ تُمَازِحَهُ وَتُبَادِلَهُ النَّظَرَاتِ وَالضَّحَكَاتِ؛ سَوَاءً كَانَ بِائِعًا أَوْ سَائِقًا أَوْ زَمِيلًا، أَوْ غَيْرَهُمْ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ غَيْرَةَ الرَّجُلِ عَلَى المَرْأَةِ؛ لَهِيَ مِنْ كَرِيمِ خُلُقِهِ، وَكَمَالِ رُجُولَتِهِ، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الإِحْسَانِ إِلَيهَا، وَمِنْ تَمَامِ نُصْحِهِ، وَكَمَالِ مَحَبَّتِهِ، وَ حُسْنِ عِشْرَتِهِ لَهَا.
غَيْرَةُ الرَّجُلِ؛ تَكْرِيمٌ لِلْمَرْأَةِ وَحِمَايَةٌ، وَقِيَامٌ بِالمَسْؤُولِيَّةِ الَّتِي تَحَمَّلَهَا وَالأَمَانَةَ، لَا شَكًّا فِيهَا وَتَخْوِينًا لَهَا وَإِسَاءَةَ ظَّنِّ بِهَا.
عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ تَمَامِ غَيْرَةِ الرَّجُلِ أَلَّا يُعَرِّضَ مَحَارِمَهُ لِلْفِتَنِ؛ يَفْتِنَّ أَوْ يُفْتَنَّ، وَأَلَّا يَتَسَاهَلَ أَبَدًا فِيمَا يَخْدِشُ حَيَاءَهَنَّ، وَيُفْسِدُ شَرَفَهُنَّ، وَيُطْمِعُ مَرْضَى القُلُوبِ فِيهِنَّ.
مِنْ تَمَامِ غَيْرَةِ الرَّجُلِ، وَكَمَالِ قَوَامَتِهِ: تَرْبِيَةُ أَبْنَائِهِ وَبَنَاتِهِ مُنْذُ الصِّغَرِ عَلَى الحِشْمَةِ وَالحَيَاءِ وَلُزُومِ الأَدَبِ فِي أَقْوَلِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ، تَرْبِيَتُهُمْ عَلَى النُّفْرَةِ مِنَ الفَوَاحِشِ، وَإِبْعَادُهْمْ عَنْ أَصْحَابِ السُّوءِ، وَالتَّجَمُعَاتِ المَشْبُوهَةِ، وَتَحْذِيْرُهُمْ وَالحَذَرُ عَلَيْهِمْ مِنَ القُدُوَاتِ السَّيِّئَةِ؛ مِنْ صُحْبَتِهِمْ أَوْ مُتَابَعَتِهِمْ عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ.
يُرَبِّي أَوْلَادَهُ عَلَى التَّأَسِّي بِالصَّالِحِينَ، وَبَنَاتَهُ عَلَى التَّأَسِّي بِالصَّالِحِات؛ مِنْ نِسَاءِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى يَوْمِنَا؛ وَلَا يَزَالُ الخَيْرُ فِي النَّاسِ بَاقٍ، وَالصَّالِحُونَ وَالصَّالِحَاتُ فِيهِمْ كَثِيرٌ؛ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أمَّا بَعدُ: وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الغَيْرَةَ فِطْرَةٌ فُطِرَ الإِنْسَانُ عَلَيْهَا إِلَّا أَنَّهَا قَدْ تَضْعُفُ، وَقَدْ تَزُولُ؛ وَلِذَلِكَ أَسْبَابٌ يَجِبُ الحَذَرُ مِنْهَا.
وَمِنْ أَعْظَمِهَا: الجَهْلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ، وَتَعَالِيمِهَا، وَحُدُودِهَا؛ فِيمَا يَخُصُّ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ، وَفِيمَا يَخُصُّ اللِّبَاسَ وَالزِّينَةَ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَالجَهْلُ كَذَلِكَ بِخُطُورَةِ مَوْتِ الغَيْرَةِ، وَمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ المُنَكَرَاتِ وَالعَوَاقِبِ الوَخِيمَةِ.
وَمِنْ أَسْبَابِ قِلَّةِ الغَيْرَةِ: كَثْرَةُ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّهَا تُمِيتُ القُلُوبَ وَتُغَطِّيهَا؛ فَلَا يَعْرِفُ صَاحِبُهَا مُعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا.
وَمِنْ ذَلِكَ مُخَالَطَةُ أَهْلِ الفِسْقِ وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُمْ، وَذَهَبَتْ غَيْرَتُهُمْ؛ وَهَكَذَا مُتَابَعَتُهُمْ عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ؛ فَمُجَالَسَةُ العُصَاةِ، وَكَثْرَةُ رُؤْيَةِ المَعَاصِي تُؤَثِّرُ وَتُغَيِّرُ.
وَمِنْ أَسْبَابِ ضَعْفِ الغَيْرَةِ: الْحِرْصُ الشَّدِيدُ عَلَى المَالِ، وَحُبُّهُ حُبًّا يُعْمِي البَصِيرَةَ؛ حَتَّى أَصْبَحَ هَمُّ بَعْضِ النِّسَاءِ وَبَعْضِ أَوْلِيَائِهِنَّ جَمْعُ المَالَ؛ فَرَضِيَ لِأجْلِ المَالِ بِمَا لَمْ يَكُنْ يَرْضَى بِهِ، وَتَغَاضَى عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا كَانَ يَنْتَقِدُهُ ويُنْكِرُهُ، وَيَعْلَمُ خَطَرَهُ عَلَى مَحَارِمِهِ.
عِبَادَ اللهِ: يَا مَنْ جَعَلَ اللهُ لَكُمُ القَوَامَةَ، وَأَوْجَبَ عَلَيْكُمُ الرِّعَايَةَ؛ إِنَّ الأَمَانَةَ فِي رِقَابِكُمْ عَظِيمَةٌ، وَإِنَّكُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْهَا يَوْمَ القِيَامَةِ؛ فَفِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) وَقَالَ: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ).
أَلَا فَلْيَتَّقِ اللهَ كُلُّ رَاعٍ فِيمَا اسْتَرْعَاهُ اللهُ؛ وَلْيَعْلَمْ أَنَّ المَسْؤُولِيَّةَ عَظِيمَةٌ؛ وَأَنَّهَا قَدْ تَكُونُ فِي زَمَانِنَا هَذَا أَعْظَمُ مِنْهَا قَبْلَهُ.
وَأَبْشِرُوا يَا مَنْ رَبَّيْتُمْ فَأَحْسَنْتُمُ التَّرْبِيَةَ؛ أَبْشِرُوا يَا مَنْ رَبَّيْتُمْ عَلَى العِفَّةِ وَالحَيَاءِ وَالأَخْلَاقِ الفَاضِلَةِ؛ أَبْشِرُوا يَا مَنْ اِجْتَهَدْتُمْ وَصَبَرْتُمْ وَصَابَرْتُمْ.
نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَحْفَظَ وَيُصْلِحَ لَنَا دِيْنَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَدُنْيَانَا الَّتِي فِيْهَا مَعَاشُنَا، وَآخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيْمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب 56 ]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــــ
وتجدون هذه الخطبة وغيرها على قناة التليجرام (احرص على ما ينفعك)
https://t.me/benefits11111/2948
المرفقات
1761781805_الغَيْرَةُ عَلَى الأَعْرَاضِ.pdf
1761781816_الغَيْرَةُ عَلَى الأَعْرَاضِ.docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق