الــرحــمــة
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الهويمل
الــرحــمــة
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَسِعَتْ رحمته كلَّ شيءٍ ، وعَمّت كلَّ حيٍّ ، كتبهَا اللهُ للمتقينَ ، وأَدْنَى مِنْهَا المحسنينَ ، أحمده سبحانه وأشكره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، بعثه الله رحمة للعالمين ، صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ :-
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ، فإنها وصية الله للأولين والآخرين : ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) .
عِبَادَ اللهِ : الرحمة صفة من صفات ربنا الكريم ، كَتَبَها على نفسه ، قَالَ تَعَالَى : ﴿ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ ، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ : ( أَوْجَبَهَا عَلَى نَفْسِهِ الكَرِيمَةِ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَإِحْسَانًا وَامْتِنَانًا ) ، فَوَسِعَ بها كلَّ شيء ، كتبهَا اللهُ لِعِبَادِهِ المتقينَ : ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ (الأعراف: 156) ، وَقَرَّبَ مِنْهَا عِبَادِهِ المحسنينَ : ﴿ إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ . ولولا رحمة الله لعُوقِبْنا على ذنوبنا ومعاصينا في حينها : ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأنعام:54] ، سبقت رحمته غضبه ، كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ : إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي ، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ ) ، وفي رواية : ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ ، كَتَبَ في كِتَابِهِ ، فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ : إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي ) أخرجه البخاري ومسلم . فما أرحم الله ؛ كيف لو غضبه يسبق رحمته ؛ ما ترك على ظهر الأرض من دابة ، قال تعالى : ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴾ [سورة فاطر: 45] ، وقال تعالى : ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [سورة النحل:61] ، سبحانَهُ هو القادِرُ على أنْ يُعَجِّلَ العقوبةَ للعاصِين ، لكنَّهُ يُمْهِلهم ؛ ليتوبوا ويؤخِّرهم ليعودُوا ويرحمهم لعلمِهِ بضعفِهِم . اخْتَصَّ برحمته مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ ، هِيَ منجاةُ الخائفينَ ، ورَجَاءُ المؤمنينَ ، بَشَّرَ اللهُ بها المتقينَ ، وطَمْأَنَ بِهَا التَّائبينَ ، وتَوَدَّدَ بِهَا إلى العُصَاةِ والمذنبينَ ، وجَعَلَهَا شِعَارًا للخلائقِ أجمعينَ . فبرحمةِ اللهِ نَجَا الناجُّون ، واهتدَى المهتدونَ ، وبرحمتِهِ سبحانه يفرحُ المؤمنونَ : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }. هُوَ أرحمُ بِنَا من أنفسِنَا وأمهاتِنَا ، وَمِنْ عَجَائِبِ رَحْمَةِ اللهِ بِنَا مَا ذَكَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا حِينَـمَا رَأَى امْرَأَةً وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ : « أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ » قَالُوا : لاَ ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ . فَانْظُرُوا إِلَى عِظَمِ رَحْمَةِ اللهِ ، حَتَّى بَيَّنَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللهَ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ مِنْ وَالِدٍ بِوَلِدِهِ . فَإِذَا كَانَتْ آثَارُ رَحْمَتِهِ نَالَ بِهَا الْوَلَدُ رَحْمَةَ وَالِدَيْهِ ؛ فَكَيْفَ بِرَحْمَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكَ ؟ فَثِقْ بِأَنَّ اللهَ أَرْحَمُ بِكَ مِنْ وَالِدَيْكَ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ .
إِنَّ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا أَنَّهُ يَرْزُقُ مَنْ آذَوْهُ ، وَادَّعُوا لَهُ الشَّرِيكَ وَالنِّدَّ ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ ، يَدَّعُونَ لَهُ الوَلَدَ ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ . سُبْحَانَ اللهِ ! أَدْرَكَتْ رَحْمَتُهُ مَنْ أَشْرَكُوا بِهِ ، وَنَالَهَا مَنْ كَفَرُوا بِهِ ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ أَحَبَّهُ وَأَطَاعَهُ ؟! فَمِنْ رَحْمَتِهِ بِالتَّائِبِينَ أَنَّهُ يُحِبُّهُمُ وَيَفْرَحُ بِتَوْبَتِهِمْ . وَمِنْ رَحْمَتهِ أَنَّهُ يُضَاعِفُ الْحَسَنَاتِ ، وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا ، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً ، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ ) صحيح مسلم . فرحمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ ليستْ قَاصِرَةً على الدُّنْيَا فقط ، بل يَنْشُرُهَا اللهُ عزّ وجلّ لعبادِهِ يومَ القيامةِ ، قال ﷺ : ( يَدْنُو أحَدُكُمْ مِن رَبِّهِ حتّى يَضَعَ كَنَفَهُ عليه فيَقولُ : أعَمِلْتَ كَذا وكَذا ؟ فيَقولُ : نَعَمْ ، ويقولُ : عَمِلْتَ كَذا وكَذا ؟ فيَقولُ : نَعَمْ فيُقَرِّرُهُ ، ثُمَّ يقولُ : إنِّي سَتَرْتُ عَلَيْكَ في الدُّنْيا ، وأَنا أغْفِرُها لكَ اليومَ ) أخرجه البخاري ومسلم ، فما أَعْظَمَ رحمة اللهِ عزَّ وجلَّ ، وما أَغْبَنَ مَنْ حُرِمَهَا . اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء ، ولا تخزنا يوم العرض عليك ، وارحم ضعفنا وذلنا وانكسارنا بين يديك ، أنت ربنا ، وأنت أرحم الراحمين . بارك الله لي ولكم في القرآن والسُّنَّة ، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه كان غفارا .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحمد لله على إحسانه ، والشُّكرُ له على توفيقهِ وامتنانِهِ ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسولُهُ الدّاعي إلى رضوانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أمَّا بَعْدُ :-
فإن دين الإسلام دين سماحة ورحمة ، وسلام للبشرية ، دعا إلى التراحم ، وجعله من دلائل كمال الإيمان ، ففي السنن الكبرى للنسائي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا } ، قالوا : يا رسول الله ، كلنا رحيم ، قال : { إنه ليس برحمة أحدكم خاصته ، ولكن رحمة العامة ، ولكن رحمة العامة } . نعم يا عباد الله إنها الرحمة العامة التي تَسَعُ الخلقَ كلَّهم ، وهي من أعظم أسباب رحمة الله تعالى للعبد ، كما أن عدمها سببٌ للحرمان من رحمة الله ، فعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله ﷺ : " مَنْ لا يَرْحَمْ الناسَ ، لا يَرْحَمْهُ اللهُ " متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَبَّلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعِنْدَهُ الأقْرَعُ بنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا ، فَقَالَ الأقْرَعُ : إنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ ما قَبَّلْتُ منهمْ أحَدًا ، فَنَظَرَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ قَالَ : { مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ } متفق عليه . قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ : ( فِيهِ الْحَضُّ عَلَى اسْتِعْمَالِ الرَّحْمَةِ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ فَيَدْخُلُ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ وَالْبَهَائِمُ الْمَمْلُوكُ مِنْهَا وَغَيْرُ الْمَمْلُوكِ ، وَيَدْخُلُ فِي الرَّحْمَةِ التَّعَاهُدُ بِالْإِطْعَامِ ، وَالسَّقِيُ ، وَالتَّخْفِيفُ فِي الْحِمْلِ ، وَتَرْكُ التَّعَدِّي بِالضَّرْبِ ) . وإن أولى الناس بالرحمة وأحقهم وأولاهم بها الوالدان ؛ فبالإحسان إليهما تكون السعادة ، وببرهما تُستجلب الرحمةُ ، وخاصة عند كِبَرِهما : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) . والعلاقة الزوجية مبنية على المودة والرحمة ، قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) . وإذا كان للقريب نصيب وحق من الرحمة ؛ فالغريب كذلك له حظ ونصيب ، خاصة كبار السن والضعفاء وذوي الحاجات ، فتخَلَّقُوا بخُلُق الرحمة ، وارحموا مَنْ ولَّاكم الله عليهم ، وتراحموا فيما بينكم ، تفوزوا برحمة أرحم الراحمين . ففي سنن الترمذي بسند صحيح ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ . ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ } . والرحمة خلق عظيم ، ووصف كريم ، أُوتيه السعداء ، وحُرمه الأشقياء . والإسلام حثّ على رحمة الصغير والكبير والضعيف ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ } رواه أحمد والترمذي . بل حتى الحيوان إنْ رحمناه رحمنا الله ، فكيف برحمة إنسان ، بل كيف إنْ كان هذا الإنسان الذي رحمناه مؤمنًا بالله وباليوم الآخِر . وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم : أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إني لَأذبحُ الشاةَ فأرحمُها ، أو قال : إِنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ أَنْ أَذْبَحَهَا ، فَقَالَ : { وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ ، وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ } . وعن أبي أمامة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { مَنْ رَحِمَ وَلَو ذَبِيحَةَ عُصْفُورٍ رَحِمَهُ اللهُ يومَ القيامَةِ } صحيح الجامع . فتراحموا فيما بينكم ، تفوزوا برحمة أرحم الراحمين .. وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين . اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم ، اللهم أصلح لهم بطانتهم ، واحفظهم بحفظك يا ذا الجلال والإكرام . اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، اللهم ادفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين . اللهم أمّن حدودنا واحفظ جنودنا . اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين . { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } . وأقم الصلاة .
( خطبة الجمعة 7/2/1447هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل للتواصل جوال و واتساب / 0504750883 ) .
المرفقات
1753883230_الــرحــمــة.docx