المحسنون والإحسان

مالك البوم
1447/02/12 - 2025/08/06 14:47PM

الحمد لله له الملك : ( أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركتن)

وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له : ( ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون، إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون.)

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله من قال الله فيه: ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار(

صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه: ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولائك هم المفلحون.

 وصف ربنا العظيم نفسه بالإحسان، فقال جل شأنه: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِتن)

الإحسان وصية الله لك ) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)

وأعظمُ الإحسانِ إحسانُك مع الله )فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا(

حياؤك من ربك العظيم يجعلك من المحسنتن قال رسول الله ﷺ: الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء

إحسانك هو دليل على جمال روحك «إن الله جميل يحب الجمال»

لمن يكون الإحسان:( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِتنِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)

وأجدر الناس والله بإحسانك:(  وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

ما وضعك مع جارك  "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ"

أعظم الإحسان أرفع الإحسن أجل الإحسان ما هو (وَالْكَاظِمِتنَ الْغَيْظَ وَالْعَافِتنَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) )وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(

الإحسان إلى الناس يساوي أحسِنْ إلى الناس تستعْبِدْ قلوبَهُمُ ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ.

ابذل مالك في سبيل الله (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِتن)

كلنا غارقون في أعمالنا وأشغالنا (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ)

كلنا غارقون في النعم )وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ(

من الذين ذكر الله أنه يحبهم )فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِتن ) ( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِتن )

رحمة الله بك هي رأس مالك وهدفك الأسمى فكيف تصل لها(وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِتنَ)

تريد حفظ الله وعنايته ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾

دعاءك لا يستجاب خذ الدواء ﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾

تريد مثالاً لشخص محسن انظر الى السجتن المسكتن: وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ  قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ  نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ  إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِتنَ ) تغير ذلك السجتن ووصل إلى كرسي الملك  ) قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِتن)

قبل أن نتعرف على الإحسان أكثر في الخطبة الثانية أقول:

قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: "إنَّما بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ، وَأَبْتَلِيَ بكَ" والله تعالى ابتلى أهل العزة اليوم وابتلى بهم

ابتلاهم الله بكل خبيث من (اليهود الغاصبتن، والصليبيتن الحاقدين، والمنافقتن الفاجرين).

ابتلى بهم كل طيب من (الأمراء، والعلماء،والأقوياء، والضعفاء  والمطلوب أن ينجح أهل غزة في اختبار الصمود والثبات على الذي ابتلاهم الله به ضد أعدائهم ونشهد أنهم نجحوا.

وأن ينجح الطيبون في اختبار النصرة والإغاثة والاستعداد للإلتحام مع إخوانهم.

وإلا فلا يلومن أحدٌ إلا نفسه .. ومن يرسب فإن العواقب وخيمة في الدارين

 

الخطبة الثانية

تَكَلَّمْنَا فِي الْخُطْبَةِ الْأُولَى عَنْ فَضْلِ الْإِحْسَانِ. فَأَيُّ شَيْءٍ هُوَ الْإِحْسَانُ؟ هُوَ أَنْ تُؤَدِّيَ حَقَّ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فإن لم تكن تراه فإنه يراك(

، وَأَنْ تُعَامِلَ النَّاسَ بِمَا تُحِبُّ أَنْ يُعَامِلُوكَ بِهِ. هُوَ أَنْ تَبْذُلَ الْمَالَ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ، وَأَنْ تَبْسُطَ الْيَدَ بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تَمْسَحَ دَمْعَةَ مَكْرُوبٍ، وَأَنْ تُطْعِمَ جَائِعًا، وَأَنْ تُؤْنِسَ وَحِيدًا، وَأَنْ تَقُولَ كَلِمَةً طَيِّبَةً تَدْخُلُ بِهَا السُّرُورَ عَلَى قَلْبٍ. هُوَ أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وَتُصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ. هُوَ أَنْ تُتْقِنَ عَمَلَكَ، وَتُحْسِنَ إِلَى جَارِكَ، وَتُبَرَّ وَالِدَيْكَ. هُوَ بِاخْتِصَارٍ: ترجمة إيمانك عل شكل أفعال.

أين إحساننا ونحن لا نعرف شيئاً عن ديننا ويزيد بعدنا عنه شيئا فشيئا مع مرور الزمن

أين إحساننا حين عرضنا أنفسنا لغضب الله وحربه من أجل سيارة

أين إحساننا حين جعلنا الأجهزة تربي أولادنا

أين هذا الإحسان في تعاملاتنا في شوارعنا في لباس بناتنا ... أين أين أين

فلتحسن بجعل أسرتك أسرة إسلامية بكل تفاصيلها

أحسن بأن تعلق قلبك ببيت الله

أحسن بأن تصرف عمرك في ما يرضي ربك وفي الهدف الذي خلقك لأجله... أحسن

إن جعلت نهجك أن تحسن سيحسن الله إليك (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى( )هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ)

ماذا أعد الله لك إن كنت محسناً (إِنَّ الْمُتَّقِتنَ في جنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتاهُمْ ربُّهُمْ إنَّهُم كانُوا قبْلَ ذلكَ مُحْسِنتنَ * كانُوا قَلِيلاً مِن اللَّيْلِ مَا يهْجَعُون * وَبِالْأسْحَار هُمْ يستغْفِرُونَ * وفى أمْوالِهِمْ حقٌّ للسائلِ وَالْمَحْرُومِ)

ماذا أعد الله لك إن كنت محسناً ﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِتنَ ﴾

ماذا أعد الله لك إن كنت محسناً (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِتنَ)

 

 

 

 

المرفقات

1754480653_الإحسان.doc

1754557070_الإحسان.doc

1754557070_الإحسان.pdf

المشاهدات 282 | التعليقات 1
مالك البوم
عضو نشط

خطبة الجمعة في الأردن : 8/8/2025