الولي ّ جلّ جلاله

الخطبة الأولى

الحمدُ للهِ الوليِّ الحميدِ، ذي العرشِ المجيدِ، الفعّالِ لما يريدُ، أحمدُه سبحانه وأشكرُه، وعدَ الشاكرينَ بالمزيدِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةَ الإخلاصِ والتوحيدِ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أفضلَ الأنبياءِ وخيرَ العبيدِ، صلى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آلهِ وأصحابِهِ وأزواجِهِ وذريتِهِ إلى يومِ المزيدِ،

أمّا بعد: ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ 102ﵞ.  

بعد نهايةِ غزوةِ أُحُدٍ، وبعد أن أُصيبَ المسلمون في هذه الغزوةِ؛ أقبل أبو سفيان ـــ وكان حينها مشركًا ـــ فأشرف على القومِ، فجعل ينادي سفيان: "أفي القومِ محمَّدٌ؟"  فقال ﷺ: «لا تجيبوه»، فقال: "أفي القومِ ابنُ أبي قحافةَ؟" قال: «لا تجيبوه»، فقال: "أفي القومِ ابنُ الخطابِ؟"فلم يرد عليه أحد،  فقال: "أما هؤلاءِ فقد قُتِلوا، فلو كانوا أحياءً لأجابوا" ، هنا لم يملِكْ عمرُ نفسَه، فقال: "كذبتَ عدوَّ اللهِ، أبقى اللهُ عليك ما يُخزيكَ"، ثم قال أبو سفيان بحميّةِ الجاهلية: "اعْلُ هُبَلُ"، فقال النبي ﷺ: «أجيبوه»، قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: اللهُ أعلى وأجلُّ»، قال أبو سفيان: "لنا العُزّى ولا عُزّى لكم"، فقال النبي ﷺ: «أجيبوه»، قالوا: ما نقول؟ قال: «قولوا: اللهُ مولانا ولا مولى لكم». ﵟأَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ وَهُوَ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ 9ﵞ نعم، إنه الوليُّ سبحانه، والوليُّ: هو المتولِّي لأمورِ الخلقِ جميعًا والقائمُ بها، وحده سبحانه: ﵟوَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ 28 ﵞ.  وولايةُ اللهِ تعالى على نوعينِ: الأولى: ولايةٌ عامةٌ: بمعنى تدبيرِه وتصريفِه لجميعِ الكائناتِ، وقيامِه بأمورهم وشؤونهم، فهو سبحانه خالقُهم ورازقُهم ومالكُهم. وهذه الولايةُ تشملُ المؤمنَ والكافرَ، والبَرَّ والفاجرَ، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾. وأما الولايةُ المنفيّةُ في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ فهي ليست الولايةَ بالمعنى العام، وإنما هي: الثانية: الولايةُ الخاصةُ: وهي بمعنى النصرةِ والمحبةِ، والتأييدِ والحفظِ، والتوفيقِ والهدايةِ، وهذه الولايةُ خاصةٌ بعباده المؤمنينَ وأوليائه الصالحين. قال تعالى:﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾. ولذا كان من الممنوعِ شرعًا أن يُقال: "اللهُ وليُّ الكافرين"؛ لأن هذا الإطلاقَ ينصرف إلى الولايةِ بالمعنى الخاص. ويا سعادةَ من تولاه الله، فمن تولاه اللهُ وفّقه للهدايةِ والإيمانِ، وجنّبه سبلَ الضلالِ والخسرانِ، قال سبحانه: ﵟٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ 257ﵞ.

وهذه الولايةُ تقتضي غفرانَ ذنوبهم ورحمتَهم، فقد كان من دعاءِ نبيِّ الله موسى: ﵟأَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۖ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡغَٰفِرِينَ 155 ﵞ. وتقتضي التأييدَ والنصرَ على الأعداء، قال الله مُثبِّتًا عباده:

﴿ بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴾. ومن دعاءِ المؤمنين المستجيبين لله: ﵟأَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ 286 ﵞ. وولايةُ اللهِ لا تزال مع عباده المؤمنين حتى تُدخِلَهم الجنة، وتُنجّيهم من النار، قال تعالى: ﵟ لَهُمۡ دَارُ ٱلسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمۡۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ 127ﵞ.  ومن كان اللهُ وليَّهُ اجتهدَ في تصفيةِ أعمالِه وإخلاصِها، واجتهدَ في تركِ المعاصي والذنوبِ، وكلِّ ما يُغضبُ الله، حتى لا تفوتَه ولايةُ الله، لأن الله يقول: ﵟمَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﵞ.

ومن مقتضياتِ هذا الاسمِ أن يتبرأ المسلمُ من كلِّ الولاءاتِ لغيرِ الله، ويتبرأ من كلِّ الروابط إذا خالفتِ الدين قال الله:  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾.  وعن عمرو بن العاص قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «إنَّ آلَ فلانٍ ليسوا لي بأولياء، إنما وليّيَ اللهُ وصالحُ المؤمنين».

 ومن معاني ولايةِ اللهِ للذين آمنوا: حصولُ الكفايةِ والنصرةِ الربانيةِ، قال سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا ﴾ فهو السميعُ لدعائهم وذكرِهم، القريبُ منهم، يعتزونَ به، ويستنصرونه في قتالِهم، فينصرُهم؛ فمن عاش هذا المعنى وجد في ثناياه ما يبعث على القوةِ والطمأنينةِ، وعدمِ الخوفِ من الأعداءِ مهما كان عددُهم وعتادهم: ﵟقُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ 51ﵞ.  وكان الصالحون يتعبّدون الله باسمه الوليّ، ويلهجون به في الشدائد.

لما تولّى الحجاجُ بنُ يوسف أمرَ العراق، طغى وتجبر، وكان من القلائل الذين جهروا بالحقِّ في وجهه؛ الحسنُ البصري. فبلغ الحجاجَ أن الحسنَ يتكلم فيه علنًا، فغضب وأمر بإحضاره، وهيّأ السيفَ والنطعَ والجلادَ ليقتله. ودخل الحسنُ على هذا المشهدِ المرعب، فحرّك شفتيه بدعاءٍ خفيّ، ثم وقف بين يدي الحجاج بثباتِ المؤمنِ ووقارِ العالم. وما إن رآه الحجاجُ حتى هابه وتغير حالُه، فأكرمه وأجلسه إلى جانبه، وجعل يسألُه بعض المسائل، والحسنُ يجيبُه بعلمٍ وطمأنينةٍ، حتى قال له الحجاج: «أنت سيّدُ العلماءِ يا أبا سعيد»، وطيَّب لحيته، وودّعه. ولما خرج، تبعه حاجبُ الحجاج، وقال: "لقد دعاك ليقتلك، ولكني رأيتك تحرك شفتيك حين رأيت السيف، فماذا قلت؟ فقال الحسن: "قلت: يا وليَّ نعمتي وملاذي عند كربتي، اجعل نقمته بردًا وسلامًا عليَّ كما جعلتَ النارَ بردًا وسلامًا على إبراهيم".

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا وإياكم بما فيهما من العلم والحكمة، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات.

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ وليِّ المؤمنين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ النبيين، وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعين، أمّا بعد:

عبادَ الله: لقد تجلَّت ولايةُ اللهِ ليوسفَ عليه السلام، فلما تولّى اللهُ أمرَ يوسف؛ أحوَج القافلةَ في الصحراءِ إلى الماءِ ليصلَ يوسفُ عليه السلامُ إلى الخلاص، ثم أحوجَ عزيزَ مصرَ إلى الأولادِ ليتبنّاه، ثم أحوجَ الملكَ إلى تفسيرِ رؤياه ليُخرجه من السجن، ثم أحوجَ مصرَ كلَّها إلى الطعام، ليصبحَ عزيزَ مصر.

فقال عليه السلام ممتنًّا بولايةِ اللهِ العظيمةِ عليه في حياتِه: ﵟرَبِّ قَدۡ ءَاتَيۡتَنِي مِنَ ٱلۡمُلۡكِ وَعَلَّمۡتَنِي مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَنتَ وَلِيِّۦ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ تَوَفَّنِي مُسۡلِمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّٰلِحِينَ 101ﵞ.   وجميلٌ بالمسلمِ أن يتعبّدَ إلى اللهِ بهذا الاسمِ العظيم، ويتوسّلَ إلى اللهِ به؛ فقد كان نبينا ﷺ يفعلُ ذلك. قال أنسٌ رضي الله عنه: كان رسولُ الله ﷺ يقول في دعائه: «يا وليَّ الإسلامِ وأهلِه، مسِّكني به حتى ألقاك». وكان من دعائه ﷺ: «اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكّها أنت خيرُ من زكّاها، أنت وليُّها ومولاها». وعلّم النبيُ ﷺ الحسنَ بن عليٍّ رضي الله عنهما أن يقول في دعاءِ القنوتِ في الوتر: «اللهم اهدِنا فيمن هديتَ، وعافِنا فيمن عافيتَ، وتولَّنا فيمن توليتَ، وبارك لنا فيما أعطيتَ، وقِنا شرَّ ما قضيتَ، إنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذلُّ من واليتَ".

فإن سألتم – عبادَ الله – عن الطريقِ الموصِّلةِ إلى شرفِ الولاية، فاعلموا أنّ من بيده الرشدُ سبحانه قد دلّ السائرين، وأرشد الحائرين، وبسط بين أيديهم السبلَ الواضحة لتحصيلِ ولايته؛ وإليكم طَرْفًا منها:

أولًا: تقوى اللهِ سبحانه  والإيمانُ به؛ فهي أساسُ الولاية، وعتبتُها التي لا يُجاوزها أحدٌ إلا بشهادةِ الصدق. قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾.

قال شيخُ الإسلام: "فكل من كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا". وقال أيضًا:" فبحسب إيمانِ العبدِ وتقواه تكون ولايتُه لله تعالى، فمن كان أكملَ إيمانًا وتقوى كان أكملَ ولايةً لله، فالناس متفاضلون في ولاية الله عز وجل بحسب تفاضلهم في الإيمان والتقوى".

ثانيًا: التقربُ إلى اللهِ عزّ وجلّ بالمحافظةِ على الفرائض، ثم الإكثارِ من النوافل؛ فإن الفرائضَ سياجُ الولاية، والنوافلُ بابُ محبةِ الله لعبدِه. قال اللهُ في الحديثِ القدسي:" من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه، كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصرُ به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه".

ثالثًا: اتباعُ السنةِ، وحسنُ الاقتداء، ولزومُ جماعةِ المسلمين؛ ففي الاستمساكِ بهدي النبوّةِ آصرةُ الولاية وروحُها، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾.

وبعدُ، يا عبادَ الله: إن أصدقَ صفةٍ في العبدِ هي الضَّعفُ؛ وفقرُه، وحاجتُه إلى وليِّه القريبِ المجيب، قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾. فهو في كلِّ أحوالِه محتاجٌ إلى ربه الوليِّ أن يرعاه، ويدبّرَ شؤونَه، ويقضيَ مصالحَه، ويُقوّيه عند النوازل، ويثبّته عند الشدائد ﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾. ومتى انتظم العبدُ في ولايةِ الله عز وجل، كان في حصنٍ منيع، وركنٍ شديد، فلا يخلصُ إليه شرٌّ، ولا يدنو منه خوفٌ أو أذًى، وينالُ السعادةَ الأبدية. قال سبحانه: ﵟإِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ 30 نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ 31 نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖﵞ.  

 وفي الختام، أوصيكم – عبادَ الله – ونفسي أن نُكثر من الدعوةِ النبويةِ الجامعة: "وتولَّنا فيمن تولّيت"، ففيها لُبُّ الأمر، وجِماعُ الرشد، ومَعقِدُ الفلاح. فمن لازمها بقلبٍ حاضر، وعلّق بها رجاءه، فاز من الخيراتِ بأوفرِها، ومن البركاتِ بأعظمِها، وسدّده اللهُ في أمرِه كلِّه، وجعل له من كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومن كلِّ همٍّ فرجًا.

اللهمَّ اهدِنا فيمن هديتَ، وتولّنا فيمن تولّيتَ، وباركْ لنا فيما أعطيتَ. اللهمَّ آتِ نفوسَنا تقواها، زكِّها أنتَ خيرُ من زكّاها، أنت وليُّها ومولاها.

 

المرفقات

1763638083_��الولي جل جلاله�.pdf

1763638085_��الوليُّ جلَّ جلاله�.docx

المشاهدات 185 | التعليقات 0