برّ الوالدين (تعميم) مختصرة
يوسف العوض
الْخُطْبَةُ الْأُولَى:
اَلْـحَمْدُ لِلَّهِ نَـحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ، وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ: أُحَدِّثُكُمُ الْيَوْمَ عَنْ خُلُقٍ عَظِيمٍ، وَعِبَادَةٍ جَلِيلَةٍ، أَمَرَ اللَّهُ بِهَا بَعْدَ أَنْ أَمَرَ بِعِبَادَتِهِ، وَقَرَنَ طَاعَتَهُمَا بِطَاعَتِهِ، إِنَّهُ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ فَانْظُرُوا كَيْفَ قَرَنَ اللَّهُ حَقَّهُ بِحَقِّ الْوَالِدَيْنِ، وَجَعَلَ الْإِحْسَانَ إِلَيْهِمَا عِبَادَةً وَقُرْبَةً.
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:"رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ" وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُرِيدُ أَنْ أُجَاهِدَ مَعَكَ، وَقَدْ تَرَكْتُ وَالِدَيَّ يَبْكِيَانِ، فَقَالَ: "ارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا"
.« وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ..».
فَإِيَّاكُمْ وَالْعُقُوقَ، فَإِنَّهُ يُنْزِلُ الْبَلَاءَ، وَيَحْرِمُ الرِّزْقَ، وَيُغْضِبُ الْـخَالِقَ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْبِرَّ لَا يَكُونُ بِالْـمَالِ فَقَطْ، بَلْ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، وَالِابْتِسَامَةِ، وَحُسْنِ الْخُلُقِ، وَالدُّعَاءِ، وَالْخِدْمَةِ، وَالصَّبْرِ عَلَى الْوَالِدَيْنِ خُصُوصًا عِنْدَ الْكِبَرِ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْبَارِّينَ بِوَالِدِينَا، وَارْزُقْنَا دُعَاءَهُمَا، وَاجْعَلْنَا قُرَّةَ عَيْنٍ لَهُمَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :
اَلْـحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى نِعْمَائِهِ وَآلَائِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْبِرِّ بَعْدَ الْـمَوْتِ أَنْ تَدْعُوَ لِوَالِدَيْكَ، وَتَتَصَدَّقَ عَنْهُمَا، وَتَصِلَ أَرْحَامَهُمَا، وَتَذْكُرَهُمَا بِالْـخَيْرِ :« وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : "إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ".
فَلَا تَحْرِمْ نَفْسَكَ هَذَا الْـخَيْرَ، وَكُنْ بَارًّا حَتَّى بَعْدَ الْوَفَاةِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِوَالِدِينَا، وَارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ، وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانَا صِغَارًا.
المرفقات
1754982034_بر الوالد.docx