حقوق النبي عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

حقوق النبي عليه السلام

الحمد لله...

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله... )

لا يتم إيمان عبد لله حتى يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ويصدقه في كل ما يقول، قال تعالى: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ وهل أكثر إيماناً من أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي قال له المشركون لما أُسرِيَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى المسجدِ الأقْصى: هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ ؟ قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ، قالوا : أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ و جاء قبل أن يُصبِحَ ؟ قال : نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه ، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ.

وبعد الإيمان به صلى الله عليه وسلم تجب طاعته - صلى الله عليه وسلم – ومن لم يطعه لم يطع الله، قال تعالى﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ وقال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى" قالوا يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى". البخاري

قال عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه: كان إذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له"، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: "أي قوم والله، لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا".

ومن طاعته صلى الله عليه وسلم اتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ وقال ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ ولما لبس النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب لبسوا الخواتيم، ولما نزعه وألقاه نزعوها وألقوها، وكان صلى الله عليه وسلم يصلي بنعليه ثم خلعهما في أثناء الصلاة فخلعوا نعالهم، فلما فرغ صلى الله عليه وسلم قال:   (ما حملكم على إلقاء نِعالكم؟) قالوا: رأيناك ألقيتَ نعلَيك فألقَينا نِعالنا، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيها قذرًا)، رواه أبوداود

ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إلى الله سبحانه، فقد فضله على جميع الأنبياء وأعطاه من المنح الإلهية والخصائص النبوية والشمائل العلية ما ليس لغيره من الخلق حتى رفعه الله سبحانه عند سدرة المنتهى ليوحي إليه، ولم يكن ذلك لغيره من الأنبياء، فلما كانت تلك منزلته عند الله فكذلك يجب أن تكون منزلته عند المسلمين فتقدم محبته أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ 

وبات علي رضي الله عنه في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة وهو يعلم أنه قد يقتل فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

 ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن عبدالله بن أبيّ رضي الله عنه يوماً فقال له: (ألا ترى ما يقول أبوك)؟! قال: "ما يقول بأبي أنت وأمي"؟ قال:(يقول: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل). فقال: "فقد صدق والله يا رسول الله، أنت والله الأعز، وهو الأذل، 

ولئن كان الصحابة رضي الله عنهم ينصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ، فنحن ننصر دينه وسنته بعد وفاته، قال الله تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ روى البخاري ومسلم من حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: بينما أنا واقف في الصف يوم بدر إذ التفتُّ عن يميني وعن شمالي، فرأيت غلامين من الأنصار، فغمزني أحدهما سراً من صاحبه وقال لي: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ فقال له عبد الرحمن: نعم، وماذا تصنع بـأبي جهل يا ابن أخي؟! فقال له: لقد سمعت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، يقول عبدالرحمن بن عوف: فتعجبت لذلك! يقول: فغمزني الغلام الآخر وقال لي سراً من صاحبه: ياعم، هل تعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم يا ابن أخي، وماذا تصنع بـأبي جهل؟! فقال: لقد سمعت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد عاهدت الله جل وعلا إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه. يقول: فتعجبت! والله ما يسرني أني بين رجلين مكانهما،

************

ولا بد لكل مسلم من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ".. من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"، رواه مسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليّ"، رواه الترمذي، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام)، رواه النسائي.

ومن مواطن الصلاة عليه: الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - عند دخول المسجد، وعند الخروج منه، وبعد إجابة المؤذن، وعند الإقامة، وعند الدعاء، وفي التشهد في الصلاة، وفي صلاة الجنازة، وفي الصباح والمساء، وفي يوم الجمعة، وعند اجتماع القوم قبل تفرقهم، وفي الخطب: كخطبتي صلاة الجمعة، وعند كتابة اسمه... وغيرها.

المرفقات

1756364357_حقوق النبي عليه السلام.docx

1756364357_حقوق النبي عليه السلام.pdf

المشاهدات 61 | التعليقات 0