خطبة أخطاء المصلين
الشيخ منصور بن صالح الجاسر
(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ والنورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أنتُمْ تَمْتَرُونَ )). وأشهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عليه، وعلَى آلِهِ وأصْحَابهِ وسَلَّمَ تَسلِيمًا كثيرًا، أمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ يا عبادَ اللهِ، واعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُم رَؤُوفٌ رَحِيمٌ بَرٌ كَرِيمٌ.
أيُّها المُؤْمِنُون: في أَحَدِ الأيَّامِ دَخَلَ رَجُلٌ المسْجِدَ فإذا المصْطفَى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ جَالِسٌ فَصَلَّى سَرِيعًا، ثم سَلَّمَ علَى النَّبِيِّ ﷺ ، فقالَ له النَّبِيُّ ﷺ : "ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لم تُصَلِّ"، ثم عَادَ ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ، والنَّبِيُّ ﷺ يقولُ: "ارْجِعْ فَصَلِّ فإِنَّكَ لم تُصَلِّ"، ثم قالَ: واللهِ ما أَحْسِنُ غَيْرَهذَا، فقالَ لَهُ الرَّسُولُ ﷺ : إِذا قُمْتَ إلى الصَّلاةِ، فَكَبِّر ثم اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مِن القُرْآنِ، ثم ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ......
عبادَ اللهِ: في هذِهِ اللَّحظَاتِ سَنَتَكَلَّمُ عَن بَعْضٍ مَا يَقْعُ فيه الْمُصَلُّون مِن أَخْطَاءٍ لِيَجْتَنِبُوها ويَحْذَرُوها ويُحِذِّرُوا مِنها، وقَدْ لا تَجْتَمِعُ هذِهِ الأخْطَاءُ في مُصَلِّ وَاحِدٍ، وإِلَيْكُمْ بَعْضَ هذِهِ الأخْطَاءِ ...
يَجِبُ على الْمُسلِمِ أنْ يُصَلِّي الصَّلاةَ لِوَقتِهَا، قالَ تعَالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاَة لِذِكْرِي ) ، ومَا يَقَعُ فيه البَعْضُ مِن التَّسَاهُلِ في الصَّلاةِ وإخْرَاجِهَا عَن وَقْتِها لَأمْرٌ عَظِيمٌ، قالَ تعَالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ على الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا )).
فالأَمْرُ في هَذَا خَطِيرٌ جِدُّ خَطِيرٍ، ومما يُنَبَّهُ عليه يا عبادَ اللهِ الصَّلاةُ في الثَّوْبِ الَّذِي فيه صُوَرٌ، قالَ البُخَارِيُّ: "بَابُ : إِنْ صَلَّى فِي ثَوْب مُصَلَّبٍ، أو تَصَاوِير هَلْ تَفْسَدُ صَلاتُهُ ؟ ثم ذَكَرَ حَدِيثَ عَائِشَةَ قَوْلُهُ ﷺ "أَمِيطُوهَا عَنِّي، فإنَّهُ لا تَزَالُ التَّصَاوِيرُ تُعْرَضُ عَلَيَّ في صَلاتِي".
ومِن التَّنْبِيهاتِ:
الصَّلاةُ في الثَّوْبِ الشَّفَّافِ، ويَكُونُ عليه سِرْوَالٌ قصِيرٌ مما يَظْهَرُ فيه الفَخْذُ ولا يُعَدُّ في الحقِيقَةِ سَاتِرًا لِعَوْرَتِهِ.
عبادَ اللهِ: هُناكَ بَعْضُ الْمُصَلِّين يَجْهَرُ بالنِّيَّةِ حَالَ الصَّلاةِ، وهذا لا يُشرع باتِّفَاقِ عُلَمَاءِ الإسْلامِ، قالَ الشَّافِعِيُّ: "الوَسْوَسَةُ في نِيَّةِ الصَّلاةِ والطَّهَارَةِ، إمَّا عَن جَهْلٍ بالشَّرْعِ أو خَبَلٍ في الْعَقْلِ".
فالْجَهْرُ بالنِّيَّةِ مِن البِدَعِ الَّتِي لم تَرِدْ عَن الرَّسُولِ ﷺ، ولا عَن الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِم ..
هُنَاكَ مِن الْمُصَلِّينَ مَن يَرْفَعُ بَصرَهُ إلى السَّمَاءِ وهذَا لا يَجُوزُ، لِقَوْلِهِ ﷺ "ليَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَن ذَلِك، أو لتُخطَفَنَّ أَبْصَارُهُم" .
هُناكَ مَسأَلةٌ خَطِيرَةٌ يَقَعُ فيها كَثِيرٌ مِن الْمُصَلِّينَ إِلا مَن رَحِمَ اللهُ مَسْأَلة تَرْكِ الطُّمَأْنِينَةِ في الصَّلاةِ، وهَذِهِ الظَّاهِرَةُ خَطِيرَةٌ جِدًا وخَاصَّةً عندَ مَن تَفُوتُهم الصَّلاةُ، ولِهَذا فإنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ : "ارْجِعْ" للمُسِيءِ لِصَلاتِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بِسَبَبِ تَرْكِهِ الطُّمَأْنِينَةَ، رَأَى حُذَيْفَةُ رجًلا لا يُتِمُّ الرُّكُوعَ ولا السُّجُودَ، قَالَ: "مَا صَلَّيْتَ ؟ ولَو مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ الفِطْرَةِ".
فّذَلِكُم الَّذِين لا يَطْمَئِنوُّنَ في صَلاتِهم، فاحْرِصْ علَى الطُّمَأْنِينَةِ في الصَّلاةِ وعَدَمِ العَجَلَةِ، قالَ ﷺ : "أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِن صَلاتِهِ لا يُتِمُّ رُكُوعَها ولا سُجُودَها ولا خُشُوعَها".
وقَدْ أَفْتَى النَّبِيُّ ﷺ أنَّ الَّذِي يَنْقُرُ صَلاتَهُ أَنَّهُ مُنَافِقٌ، فَاطْمِئِنْ في صَلاتِكَ فإذَا سَجَدْتَ فاسْجُدَّ حتَّى تَطْمِئِنَّ سَاجِدًا، وإذَا رَكَعْتَ فارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا.
ومما يُنَبَّهُ عليه عَدَمُ تَمْكِينِ أَعْضَاءِ السُّجُودِ في الأرْضِ قالَ ﷺ : "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ "، وهِيَ: (الْجَبْهَةُ والأَنْفُ واليَدَانِ والرُّكْبَتَانِ والقَدَمَانِ) ، فهُنَاكَ بَعْضُ الْمُصَلِّين عِنْدَ السُّجُودِ يَرْفَعُ أَنْفَهُ وبَعْضُهُم يَرْفَعُ جَبْهَتَهُ، وآخَرُ يَرْفَعُ أَطْرَافَ القَدَمَيْنِ عن الأَرْضِ إذَا سَجَدَ . كُلُّ ذَلِك خَطَأٌ، فَمن لم يَسْجُدْ على الأعضَاءِ السَّبْعَةِ ، أو لم يُمَكِّنْ أَعْضَاءَهُ السَّبْعَةَ في الأَرْضِ فلا تَصِحُّ صَلاتُهُ، لأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ".
عبادَ اللهِ: بَعْضُ الْمُصَلِّين يَقِفُ في الصَّفِّ وَحْدَهُ مَعَ أنَّهُ يُوجَدُ مَكَانٌ في الصَّفِّ الأَوَّلِ، وهَذَا خَطَأٌ، لِقَوْلِهِ ﷺ :" لا صَلاةَ لِمُنْفَرِدٍ خَلْفَ الصَّفِّ" ، وأمَّا مَن جَاءَ والصَّفُّ مُكْتَمِلٌ وبَحَثَ ولم يَجِدْ فُرْجَةً، فإنه يَقِفُ في الصَّفِّ وَحدَهُ ولا شَيْءَ عَلَيْهِ، لِقولِهِ تَعَالَى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )).
عبادَ اللهِ: هُناكَ بَعْضُ المأمُومِينَ يُسَابِقُونَ الإمَامَ في الصَّلاةِ، أو بُسَاؤونَهُ في أَفْعَالِ الصَّلاةِ، وهَذَا لا يَصِحُّ، قَالَ ﷺ : "أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمام أن يُحوّل اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ ، فالوَاجِبُ على الْمَأْمُومِ مُتَابَعَةُ الإِمَامِ، وَعَدَمُ مُسَابَقَتِهِ .
أخِي يَا مَن تُسَابِقُ الإِمَامَ، إِنَّكَ لَنْ تَنْتَهِيَ مِن الصَّلاةِ قَبْلَ الإمَامِ فاحْرِصْ علَى مُتَابَعَةِ إمَامِكَ، وإيَّاكَ أنْ تَرْفَعَ أو تَرْكَعَ أو تَسْجُدَ قَبْلَ الإمَامِ .
عبادَ اللهِ : يَسْأَلُ البَعْضُ عَن الصَّلاةِ فِي الطَّائِرَة، فَمَثَلًا بَعْضُ الرَّحَلاتِ تُقْلِعُ مِنَ الْمَطَارِ قَبْلَ أَذَانِ الفَجْرِ وَتَصِلُ إلى الْمَنْطِقَةِ الأُخَرَى بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَمَاذَا يَفْعَلُ؟ إنْ صَلاِّهَا فِي الْمَطَارِ قَبْلَ الإقْلاعِ صَلَّاَها قَبْلَ الوَقْتِ، وإنْ صَلاَّهَا بَعْد وُصُولِهِ المطَارِ الآخَرِ خَرَجَ الوَقْتُ فَمَاذَا يَفْعَلُ؟.
وَرَدَ هَذَا السُّؤالُ عَلَى اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ للبُحُوثِ العِلْمِيَّةِ، فَأَجَابَتْ:
الحمدُ للهِ، إذَا حَانَ وَقْتُ الصَّلاةِ والطَّائِرَةُ مُسْتَمِرَّةٌ في طَيَرَانِها ويُخْشَى فَوَاتُ وَقْتِ الصَّلاةِ قَبْلَ هُبُوطِها، فإنْ كانَ يَخرجُ وقت الصَّلاةَ فَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ على وُجُوبِ أدَائِهَا بِقَدْرِ الاسْتِطَاعَةِ رُكُوعًا وسُجُودًا واتَّجَاهًا وقِبْلَةً. انتهى.
إِذَا يُصِلِّيهَا ولو في الطَّائِرَةِ فَيُصَلِّيهَا قَائِمًا، فَإِنْ لم يَسْتَطِعْ يُصَلِّيها جَالِسًا إِيمَاءً بالرُّكُوعِ والسُّجُودِ، الْمُهِمُّ أنَّهُ لا يَتْرُكَ الصَّلاةَ، أَمَّا إِنْ كَانَتْ الصَّلاةُ تُجْمَعُ مع ما بَعْدَها أو قَبْلَها، فإنَّهُ يجمَعُهَا ولا حَرَجَ في ذلك.
أَقُولُ ما تَسْمعُون وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي ولكم، إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لهم أجرًا حَسَنًا ) . وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليه، وعلَى آلِهِ وأصحابه وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )).
أيُّها المؤمنون: علَى الْمُسلِمِ أنْ يَهْتَمَّ بِصَلاتِهِ، وأنْ يَحْرِصَ علَى أَدَائِهَا، وأنْ يُتِمَّ رُكُوعَها وسُجُودَها، فإنَّ الصَّلاةَ هِي أَوَّلُ ما يحاسَبُ عليها العَبْدُ، فإنْ قُبِلَتْ قُبِلَ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ رُدَّتْ رُدَّ سَائِرُ عَمَلِهِ.
عبادَ اللهِ: إنَّ مما يُنَبَّهُ عليه في الصَّلاةِ كَثْرَةُ الحرَكَةِ، فإنَّ الوَاجِبَ على الْمُسْلِمِ أنْ تَسْكُنَ جَوَارِحُهُ لِيَسْكُنَ قَلْبُهُ ويَخْشَعَ للهِ عزَّ وجلَّ.
عبادَ اللهِ: مَن جَاءَ إلى الجمُعَةِ، فأَدْرَكَ رَكْعَةً فأَكْثَرَ، فَإِنَّهُ يُصِلِّيها رَكْعَتَينِ، وإنْ جَاءَ والإمَامُ قَد قَامَ مِن الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةَ يُصلِّيها أَرْبَعًا، أي: ظُهْرًا ’ لأنَّهُ لم يُدْرِكْ الْجُمُعَةَ.
هَذِهِ بَعْضُ الأخْطّاءِ، فَيَجِبُ علَى الْمُسْلِمِ أنْ يَتَنَبَّهَ لَها ويَحْرِصَ على أنْ يُؤَدِّيَ الصَّلاةَ كَمَا شَرَعَ رَبُّنَا، وكَمَا فَعَلَ نَبِيُّنَا محمدٌ ﷺ حتَّى تَكُونَ الصَّلاةُ مُؤَثِّرَةً تَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ والْمُنْكَرِ.
قالَ تَعَالى: (( إنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )).
ثم صَلُّوا وسَلِّمُوا علَى نَبِيِّنَا محمدٍ، اللَّهم صَلِّ وسَلِّمْ على نَبِيِّنا محمدٍ وارْضَ اللَّهم عَن سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِين، وعَنَّا مَعَهُم بِفَضْلِك وَجُودِكَ وإِحْسَانِكَ يَا رَبَّ العَالَمِين.
اللَّهم إنَّا نَسْألُك يَا ذا الجلالِ والإكرامِ بِفَضْلِكَ وإحْسَانِكَ وَجُودِكَ أنْ تَغْفِرَ لنا ذُنُوبَنَا كُلَّها دِقَّهَا وَجِلَّهَا ، خَطَأَهَا وَعَمْدَهَا ، اللَّهم أَعِنَّا علَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وحُسْنِ عِبَادَتِكَ اللَّهم وَفِّقْنَا لِهُدَاكَ وجَنِّبْنَا أَسَبابَ سَخَطِكَ يا رَبَّ العَالَمِينَ .
عِبادَ اللهِ: إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فاذْكُرُوا اللهَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُم، واشْكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُم، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ واللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1759335674_خطبة أخطاء المصلين.docx
1759335687_خطبة أخطاء المصلين.pdf