خطبة استقبال عشر ذي الحجة 1446

حسين بن حمزة حسين
1446/11/22 - 2025/05/20 12:25PM

أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمُرُوا مَوَاسِمَ الْخَيْرَاتِ بالطَّاعَاتِ وَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللهُ تَعَالَى مِنَ الشَّعَائِرِ وَالْحُرُمَاتِ؛ فَإِنَّكُمْ تَسْتَقْبِلُونَ أَفْضَلَ أَيَّامِ الْعَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ عشر ذي الحجة ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ)، فاحمدوا الله تعالى واشكروه أن خصَّكم بأيام هي خير أيام الدنيا تضاعف فيه الحسنات، وترفع فيها الدرجات، فاغتنموا فضلها، وعظموا شأنها، أقسم الله فيها تعظيما لقدرها، فقال تعالى (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، من فضائلها أنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، فهي أحب الأيام إلى الله تعالى، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ( ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) وهذا يدل على أن العمل في أيام العشر أفضل من الجهاد بالنفس والمال، لأنه لا يفضل العمل فيها إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع لا بالنفس ولا بالمال، ومن أيسر وأعظم الأعمال المشروعة فيها: ذكر الله جل في علاه، يقول تعالى( لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنعام) قال صلى الله عليه وسلم (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواه أحمد، وكان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما إذا دخلت عشر ذي الحجة يخرجان إلى السوق يكبران، ويكبر الناس لتكبيرهما، وهذا هو التكبير المطلق، ويُكثر مع التكبير من التسبيح والتهليل والتحميد والذكر، وعليك بقراءة القرآن فإنه أفضل الذكر وفيه الهدى والنور والرحمة والبركة والشفاء، وعَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، ألاَّ يأخذَ منْ شعرِهِ ولا منْ أظفارِهِ شيئًا، إذا دخلت العشر حتى يضحِيَ، لقوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كما في الصحيح: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأُوَلُ فَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَلَا مِنْ بَشَرِهِ شَيْئًا)، وَفِي رِوَايَةٍ عند مُسْلِمٍ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أَهْلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعَرِهِ، وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ(، ومن أجمل ما يتقرب فيه المسلم إلى الله في هذه الأيام الفاضلة توبة نصوح مع أعمالٍ صالحةٍ في أزمنةٍ فاضلة، فذلك تقلَّد الفَلاح، وتوسَّم النجاح (فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ). فالبدار البدار والحرص الحرص على استغلال مواسم الخير بالعمل الصالح  بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ...   الخطبة الثانية                 أَمَّا بَعْدُ: إنَّ فَضِيلَةَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ تَشْمَلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَكَمَا يصام نَهَارِهَا ؛ ينبغي عمارة لَيْلِهَا ِبالْقِيَامِ؛ ألا فَلْنَتَّقِ اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ  وَلْنَتَزَوَّدْ مِن خَيرِ الزَّادِ في أَعظَمِ الأَيَّامِ ، وَلْيَكُنْ رَأسُ ذَلِكَ .....المُحَافَظَةَ عَلَى الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَةِ ؛ فَإِنَّهُ لا زَادَ أَفضَلُ وَلا أَكمَلُ وَلا عَمَلَ أَحَبُّ إِلى اللهِ وَأَعظَمُ عِندَهُ بَعدَ تَوحِيدِهِ مِن أداء الصلاة المفروضة،

المشاهدات 511 | التعليقات 0