خطبة الجمعة الثاني من المحرم 1447هـ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/12/28 - 2025/06/24 21:24PM

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ للهِ جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً أمّا بَعْدُ فَاتَقُوا اللهَ عَبَادَ اللهِ وَتَفَكَرُوا بِمُرُورِ الأَعْوَامِ وَاسْتَعِدُّوا لِلدَارِ الآخِرَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) قَالَ الاِمَامُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ أيْ حَاسِبُوا أنفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ‌وَانْظُرُوا ‌مَاذَا ‌ادَّخَرْتُمْ ‌لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ لِيَومِ مَعَادِكُمْ وَعَرْضِكُمْ عَلَى ربِّكُمْ ا.ه

 

عِبَادَ اللَّهِ لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَدَّ فِي أَعْمَارِنَا حَتَّى بَلَغَنَا هَذَا الشَّهْرُ الْعَظِيمُ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ شَهْرٌ أَضَافَهُ ﷺ إِلَى اللهِ فَسَمَّاهُ شَهْرَ اللهِ الْمُحَرَّمَ تَعْظِيمًا وَتَشْرِيفًا وَأَحَدُ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ وَقَدْ وَرَدَ الْفَضْلُ فِي الْإِكْثَارِ مِنْ الصِيَامِ فِيه قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ )

 

عِبَادَ اللَّهِ وَمِنْ أَفْضَلِ الْأَيَّامِ فِي شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ لمّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ ﷺ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى قَالَ ﷺ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ ﷺ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ رواه البخاري وروى اِبْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال حِينَ صَامَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ أَيْ مَعَ الْيَوْمَ العَاشِرِ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رواه مسلم

 

فَاحْرِصُوا عَلَى صِيَامِ يَوْمِ عَاشُوْرَاءِ إِتِّبَاعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ ﷺ وَاحْتِسَابًا لِلْأَجْرِ فَفِي الحَدِيثِ يَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ ( صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءِ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى الله أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التِي قَبْلَهُ ) وَمُخَالَفَةً لِليَهُودِ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُصَامَ يَوْمًا قَبْلَهُ أَو يَومًا بَعْدَهُ وَلَا يُكْرَهُ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ أَقْوَالِ أَهْلِ العِلْمِ إِفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ

 

أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِه وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تعظيمًا لِشَأْنِه وَأَشْهَدُ أَنَّ محمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إلَى رِضْوَانِهِ صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ

 

أَمَّا بَعْدُ فاتقوا الله عبادَ اللَّه وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ قَدْ أَكْرَمَنَا وَأَمَدَّ فِي أَعْمَارِنَا حَتَّى أّدْرَكْنَا هَذَا العَامَ الهِجْرِي الجَدِيد بَعْدَ أَنِ انْطَوَتْ صَفَحَاتُ عَامٍ مَضَى وَانْقَضَى وَهُوَ يُذَكِّرُنَا بَأَنَّ الأَيَّامَ خَزَائِنُ الأَعْمَالِ وَمَرَاحِلُ الأَعْمَارِ وَيَدْفَعُنَا أَنْ نُحَاسِبَ أَنْفُسَنَا يَقُولُ اللهُ تَعَالَى (( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ))

 

 
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمْ اللهُ عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيِبِينَ الطَّاهِرِين وَارْضَ

 

اللَّهُمَّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ ورَحْمَتِكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمّ أعزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاَحْمِ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ وَاَجْعَلْ بَلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ يَا رَبَ العَالَمِينَ اللَّهُمّ آمِنَّا فِي أَوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَتَنَا وَوُلاَةَ أَمْرِنَا وَأَيِّدْهُم بِالحَقِّ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ وَلَمَّا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَام اللَّهمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ اللَّهمَّ اخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا وَبِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا وَبَلِّغْنَا فِيمَا يُرْضِـيكَ آمَالَنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) عِبَاْدَ اَللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))

المرفقات

1750789467_خطبة الجمعة الثاني من المحرم 1447هـ.pdf

1750789476_خطبة الجمعة الثاني من المحرم 1447هـ.docx

المشاهدات 4431 | التعليقات 1

خطبة الجمعة الأولى من شهر الله المحرم للعام الهجري الجديد 1447هـ 

خطبة قصيرة وموجزة عن استقبال العام وذكر فضائل شهر الله المحرم

والتذكير بصيام يوم عاشوراء واستحباب صوم يوماً قبله أو يوماً بعده