خطبة بعنوان ( بشـــــــــائـــر الفــــــــرج ) مختصرة
سعيد الشهراني
خطبة (بشـــــــــائـــر الفــــــــرج )
سعيد سيف ال حلاش الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة
الخطبة الأُولى:
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى.
أَمَّا بَعْدُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: كَمْ هِيَ جَمِيلَةٌ تِلْكَ الْبَشَائِرُ الَّتِي تُسَاقُ لِنُفُوسِنَا، وَتُجَدَّدُ بِهَا آمَالُنَا، وَتُخَفَّفُ آلاَمُنَا مَهْمَا اشْتَدَّتْ بِنَا الأَحْوَالُ، وَمَهْمَا عَصَفَتْ بِنَا ظُرُوفُ الْحَيَاةِ؛ لِيَبْقَى الأَمَلُ بِاللهِ دَائِمًا يُشْرِقُ فِي قُلُوبِنَا! مَا دَامَ اللهُ رَبُّنَا، وَمَا دُمْنَا مُؤْمِنِينَ بِالله إِيمَانًا قَطْعِيًّا تَامًّا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾، وَقَالَ: ﴿فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾.
نَعَمْ – يا عِبَادَ اللهِ - قَدْ يَقَعُ لِلإِنْسَانِ شَيْءٌ مِنَ الأَقْدَارِ الْمُؤْلِمَةِ، وَالْمَصَائِبِ الْمُوجِعَةِ، الَّتِي تَكْرَهُهَا نَفْسُهُ؛ فَرُبَّمَا جَزِعَ، أَوْ أَصَابَهُ الْحُزْنُ، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ الْمَقْدُورَ هُوَ الضَّرْبَةُ الْقَاضِيَةُ، وَالْفَاجِعَةُ الْمُهْلِكَةُ لآمَالِهِ وَحَيَاتِهِ، فَإِذَا بِذَلِكَ الْمَقْدُورِ مِنْحَةٌ فِي ثَوْبِ مِحْنَةٍ، وَعَطِيَّةٌ فِي رِدَاءِ بَلِيَّةٍ، وَفَوَائِدُ لأَقْوَامٍ ظَنُّوهَا مَصَائِبَ، وَكَمْ أَتَى نَفْعُ الإِنْسَانِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ!. وَلَوْ قَلَّبْنَا قَصَصَ الْقُرْآنِ، وَصَفَحَاتِ التَّارِيخِ، أَوْ نَظَرْنَا فِي الْوَاقِعِ لَوَجَدْنَا مِنْ ذَلِكَ عِبَرًا وَشَوَاهِدَ كَثِيرَةً، لَعَلَّنَا نُذَكِّرُ بِبَعْضٍ مِنْهَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ سَلْوَةٌ لِكُلِّ مَحْزُونٍ، وَعَزَاءٌ لِكُلِّ مَهْمُومٍ. وَمِنْ ذَلِكَ: قصة أمُّ سَلَمةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِي اللهُ عنها- تُخْبِرُ أَنَّ النَّبيَّ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا» قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَيْ أَنَّهُ لاَ أَفْضَلَ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَلَمْ تَكُنْ تَطْمَعُ أَنْ يَتزوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ؛ لِأَنَّهَا لَا تَتَوَقَّعُ ذَلَكَ؛ ثُمَّ بَيَّنَتْ خَيْرِيَّةَ أَبِي سَلَمةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي أَنَّ بَيْتَهُ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، تَقُولُ: ثُمَّ إنِّي قُلْتُهَا، فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي رَسُولَ اللهِ ﷺ.
إِذَا ضَاقَتْ بِكَ الأَحْوَالُ يَوْمًا فَثِقْ بِالْوَاحِدِ الْفَرْدِ الْعَلِيِّ
وَلاَ تَجْزَعْ إِذَا مَا نَابَ خَطْبٌ فَكَمْ للهِ مِنْ لُطْفٍ خَفِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعدِ عُسْرٍ فَفَرَّجَ كُرْبَة َ الْقَلْبِ الشَّجِيِّ
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأَمِينِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ .
أَمَّا بَعْدُ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكُمْ وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ، وَافْعَلُوا الأَسْبَابَ الْمَشْرُوعَةَ، فَإِذَا رَأَيْتَ -يَا عَبْدَ اللهِ- أَنَّ بَعْضَ الأُمُورِ تَتَحَوَّلُ خِلاَفَ آمَالِكَ وَرَغَبَاتِكَ فَلاَ تَقْلَقْ، وَثِقْ أَنَّ بَعْدَ ضِيقِكَ بِإِذْنِ اللهِ فَرَجًا، وَبَعْدَ دَمْعِكَ ضَحِكًا وَأُنْسًا، وَبَعْدَ لَيْلِكَ فَجْرًا مُحَمَّلاً بِالْبَشَائِرِ وَاﻷمَلِ؛ مِنْ عِنْدِ الْكَرِيمِ الرَّحِيمِ الْحَلِيمِ، قَالَ تعالى ﴿لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا﴾.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم محمد...(الدعاء مرفق)
المرفقات
1760509000_خطبة بعنوان (بشــــــائـــر الفـــــرج) مختصرة.docx