خطر الجشع والمبالغة في رفع الإيجار
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيِّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعْلَمُوا أَنَّ المَالَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنيَا وَلَمَّا كَانَت النُّفُوسُ مَفْطُورَةً عَلَى حُبِّ المَالِ وَالحِرْصِ عَلَيهِ وَطَلَبِ الاِسْتِكْثَارِ مِنْهُ جَاءَتْ الشَّرِيعَةُ الإِسْلَامِيَةُ بِتَنْظِيمِ تَحْصِيلِهِ وَطُرُقِ اِكْتِسَابِهِ وَحَرَّمَتْ أَخْذَهُ بِغَيرِ حَقِّهِ يَقُولُ سَمَاحَةُ الشَّيخ العَلَّامَةُ عَبْدُ العَزِيز ابنُ بَاز رَحِمَهُ اللهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ حُبُّ المالِ مُقَيَّدًا بِالشَّرِيْعَةِ فَمَنْ تَقَيَّدَ بِهَا أَفْلَحَ وبَارَكَ اللهُ لَهُ فِيمَا رَزَقَهُ وكَفَاهُ القَلِيْلُ عَنِ الكَثِير ا.هـ فَوَصِيَتِي لِتُجَارِ وَمُلَاكِ العَقَارِ تَقْوَى اللهِ تَعَالَى وَمُرَاقَبَتُهُ سُبْحَانَهُ وَالقَنَاعَةُ بِالرِّبْحِ اليَسِيرِ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ خَيْرٌ وَبَرَكَةٌ وَعَلَيهِمْ مُرَاعَاةُ أَحْوَالِ النَّاسِ المُسْتَأْجِرِينَ بِالتَّيسِيرِ عَلَيهِمْ وَاحْتِسَابِ الأَجْرِ فِي التَّخْفِيفِ عَنْهُمْ وَالتَّحَلِّي بِالسَّمَاحَةِ وَالرِّفْقِ فِي التَّعَامُلِ مَعَهُمْ
فَإِنَّ العِلَاقَةَ بَيْنَ النَّاسِ قَائِمَةٌ عَلَى المَحَبَةِ وَالرَّحْمَةِ مِصْدَاقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) وَقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ ( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُم الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ) وَالأَنْظِمَةُ الصَّادِرَةُ بِتَوْجِيهَاتٍ مِنْ وَلِيِّ العَهْدِ رَئِيسِ مَجْلِسِ الوُزَرَاءِ صَاحِبَ السُّمُوِ المَلَكِي الأَمِيرَ مُحَمَّد بِن سَلَمَانَ حَفِظَهُ اللهُ تَسْعَى إِلَى تَحْقِيق التَّوَازِن فِي القِطَاعِ العَقَارِي بِهَدَفِ تَسْهِيلِ تَأْمِينِ السَّكَنِ لِلمُوَاطِنِينَ وَالمُقِيمِينَ وَالتَّيْسِيرِ عَلَيهِمْ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ حُصُولِ الاِسْتِقْرَارِ النَّفْسِي وَالاجْتِمَاعِي لِكَثِيرٍ مِنْ الأُسَرِ وَلْيَعْلَمْ مُلَاكُ العَقَارِ أَنَّ المُبَالَغَةَ فِي رَفْعِ الإِيجَارِ طَلبًا لِلرِّبْحِ الزَّائِدِ أَنَّ ذَلِكَ إِضْرَارًا بِالمُسْتَأْجِر وَتَضْيِيقًا عَلَيهِ فِي المَعِيشِةِ وَدِيْنُ الإِسْلَامِ نَهَى عَنْ الإِضْرَارِ بِالمُسْلِمِ فِي الحَدِيثِ قَالَ ﷺ ( مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللهُ بِهِ وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللهُ عَلَيهِ ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُ
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الكِتَابِ والسُّنِةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ والحِكْمَةِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ولِلْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ حِينَمَا تَتَشَرَبُ النُّفُوسُ العَدْلَ فَيَكُونُ سَجِيَةً لَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَقُودُهَا إِلَى مَكَارِم الأَخْلَاقِ وَمَحَاسِن المُرُوْءَاتِ وَكُلُّ تَعَامُلٍ فَقَدْ العَدْلَ فَهُوَ ضَرَرٌ وَإِضْرَارٌ وَفَسَادٌ وَإِفُسَادٌ (( وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )) هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُم اللهُ عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَوْلاً كَرِيماً ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نبيِّنا مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيِبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ الَّذِيْنَ قَضَواْ بِالحَقِّ وَبِهِ كَانُوا يَعْدِلُوْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ بَقِيَةِ أَصْحَابِ نَبِيِّكَ أَجْمَعِينَ وَعَنْ التَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ
وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُوْدِكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَالْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِيْنَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِيْنَ وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِيْنَ وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرضَى الْمُسْلِمِيْنَ وارْحمْ مَوتَانَا وَمَوتَى الْمُسْلِمِيْنَ وَخُصَّ مِنْهُم الآبَاءَ والأُمَّهَاتِ اللَّهُمَّ الْطُفْ بِحَالِ إِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِيْنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي فِلِسْطِينَ (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1760011451_خطبة الجمعة 18 ربيع الثاني 1447هـ حث ملاك العقار على تجنب الجشع ومراعاة أحوال المستأجرين والتيسير عليهم.pdf
1760011467_خطبة الجمعة 18 ربيع الثاني 1447هـ حث ملاك العقار على تجنب الجشع ومراعاة أحوال المستأجرين والتيسير عليهم.docx