دور الأسرة والمعلمين والطلاب
محمد البدر
الْخُطْبَةُ الأُولَى:
خُطْبَةٌ عَنْ:تفعيل رسالة المنابر في ترسيخ القيم الإسلامية،وتعزيز وعي المجتمع بأهمية العلم وأهله،وتكامل دور الأسرة والمعلمين والطلاب في بناء جيل واعٍ يسهم في نهضة الوطن، وفق تطلعات القيادة الرشيدة–أيدها الله.إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالى﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾وَقَالَ تَعَالى﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾وَقَالَﷺ«وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً،سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.فَالْعِلْمَ شَرَفٌ عَظِيمٌ،وَالعِلْمُ نورٌ يُستضاءُ بِهِ فَالله عَزَّ وَجَلَّ رَفَعَ شَأنَ الْعِلْمَ وَأهلِه،فَطَلَبِ الْعِلْمِ شرفٌ عظيم،وَنورٌ ينير دروب أهله،فاطلبوا الْعِلْمَ النافع لترفعوا عن أنفسكم الجَهْلِ،واطلبوا الْعِلْمَ لتنفعوا غيركم وأمتكم،فطَلَبِ الْعِلْمِ له فضل وأثر في بناء الفرد والمجتمع قَالَﷺ:«سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَﷺ:«احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ،وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلا تَعْجَزْ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.أَيُّهَا الطلاب لابد من إدراك أهمية الاجتهاد في طلب العلم والانضباط وحسن استثمار الوقت،واستغلال الفرَص فيما يَنفع ويفيد الأمَّة قَالَﷺ:«اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ،
شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ،وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ،وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ،وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ،وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ»رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:أَيُّهَا الْمُعَلِّمُونَ وَالْمُعَلِّمَاتُ:إِنَّ الطُّلاَّبَ والطَّالِبَاتِ حِمْلٌ كَبِيرٌ،فَتَذَكَّرُوا أَنَّكُمْ دُعَاةٌ إِلَى اللهِ وَعَلَى ثَغْرٍ عَظِيمٍ،وَأَنَّكُمْ مَفَاتِيحَ خَيرٍ مَغَالِيقَ شَرٍّ،وَسَوَاعِدُ بِنَاءٍ أَمَامَ مَعَاوِلِ هَدْمٍ،فَاحْتَسِبُوا الْأَجْرَ وَالثَّوَابَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ،وَأبْشِرُوا بِقَولِ اللهِ تَعَالى:﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾.كفاكَ شَرفًا أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الْعَظِيمُ أنَّكَ تَقِفُ مَقَامِ الرَّسُولِﷺقَالَ تَعَالى:﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾.قَالَﷺ:«إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِى جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:وَيَا أَيُّهَا الْآبَاءُ،وَيَا أَيُّهَا الْمُرَبُّونَ:احْرِصُوا عَلَى وَسَائِلِ التَرْبِيَةِ الصَّالِحَةُ النافعة،مثل الْمَوَاقِعُ الْإِلِيكْتُرُونِيَّةُ الصَّالِحَةُ،وَوَسَائِلُ الْإِعْلَامِ الصادقة،وَوَسَائِلُ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ الموثوقة.أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ،وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ,وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
عِبَادَ اللَّهِ:أَيُّهَا الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ:انتم اللبنة الأولى وأنتم الأساس والقدوة الحسنة للْأَبْنَاءِ ،فعلموهم العقيدة الصحيحة وعلموهم التوحيد والسنة وما عليه سلف الأمة،علموهم كل خصال الخير،عودوهم المحافظة على الصلاة في أوقاتها جماعة في المساجد واحترام المسجد وإلتزام الأدب والسكينة فيه قَالَ تَعَالَى:﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ﴾أَيُّهَا الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ:عليكم بتربة بناتكن على الستر والحشمة والعفاف وحسن الأخلاق.
أَيُّهَا الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ:قَالَﷺ:«كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.فمسؤولية الأسرة كبيرة في متابعة الأبناء في تحصيل العلم النافع،وانضباطهم وحسن سلوكهم في المدرسة مع المعلمين والزملاء وغيرهم،فاجعلوا من الأبناء مواطنين صالحين نافعين لأمتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم،مطيعين لولاة الأمر محبين للعلماء قَالَ تَعَالَى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ﴾وحذروهم من خطر الجماعات المنحرفة المخالفة للكتاب والسنة،مثل الخوارج والاخوان والتبليغ والروافض وغيرهم.
عِبَادَ اللَّهِ:نحن مقبلون كما تعلمون على عام دراسي جديد فلابد من تعاون الجميع على البر والتقوى ومن ذلك تفقد المحتاجين من الأقارب والجيران واليتامى والمساكين والأرامل والمطلقات وغيرهم فالبعض يحتاج لأبنائه ملابس وحقيبة ومستلزمات دراسية وغيرها فلا يستطيع توفير ذلك والله المستعان فاتقوا الله في ذلك وخاصة من عنده سعة من مال.الا وصلوا عِبَادَ اللهِ على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ،وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ،وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ،وَاحْفَظْ اللّهمّ ولاةَ أمورنا،وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا،اللّهمّ وَهيِّئْ لَهُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَالَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ،واصرِفْ عَنه بِطانةَ السُّوءِ يَا رَبَّ العَالمينَ،وَاللّهمّ وَفِّقْ جَميعَ ولاةِ أَمرِ الْمُسْلِمِينَ لما تُحبهُ وَتَرضَاهُ لمَا فِيهِ صَلَاحُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:اذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ
يَزِدْكُمْ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المرفقات
1755644214_دور الأسرة والمعلمين والطلاب.pdf