شَهْرُنَا شَهْرُ صُلْحٍ وَفَتْحٍ مُبِينٍ 25/11/1446هـ
خالد محمد القرعاوي
1446/11/22 - 2025/05/20 18:44PM
شَهْرُنَا شَهْرُ صُلْحٍ وَفَتْحٍ مُبِينٍ 25/11/1446هـ
الحمدُ لله رَزَقَ الْمؤمنينَ فَتْحَاً مُبِينَاً, أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له ربَّاً عليماً حكيماً, وَأشهدُ أنَّ محمداً عبد ُالله وَرَسُولُه أَرْسَلَهُ اللهُ شَاهِدَاً وَمُبَشِّرِاً ونَذَيرَاً, صلَّى الله وسلَّم وَبَارَكَ عليه وعلى آله وأصحَابِه, وَمَنْ اتَّبعَ سَبِيلَهُمْ وَسَلَّمَ تَسلِيماً مَزيداً, أمَّا بعدُ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . عبادَ اللهِ: مَنْ مِنَّا مَنْ لا يَشْتَاقُ لِبيتِ اللهِ الحرامِ؟ كَيفَ وَقَدْ قالَ الشَّيخُ السَّعديُّ رَحِمَهُ اللهُ:(إنَّ اللهَ جَعَلَ في الحجِّ سِرَّاً عَجِيبَاً جَاذِبَاً لِلقُلوبِ، فَكُلَّمَا أَكْثَرَ العبدُ التَّرَدُّدَ إليه ازدادَ شُوقُهُ وَعَظُمَ وَلَعُهُ وَتَوْقُهُ إليهِ).
أيُّها الكرامُ: هذا الشَّوقُ يكونُ لعامَّةِ النَّاسِ, فَكَيفَ بِمَنْ وُلِدوا فيها؟ وَطَافُوا بينَ أَركانِ بَيتِهِ وَشَرِبُوا من زَمْزَمِهِ لِسِنِينَ طَوِاَلٍ؟ فَقْ أَخَذَ الشَّوقُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وصحابتِه كُلَّ مَأْخَذٍ بَعْدَ غَيابٍ دَامَ سِتَّ سنواتٍ لم يُؤدُّوا فيه حَجَّاً ولا عمرةً, ومِن الْمُبَشِّرَاتِ ِأنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّه دَخَلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ الْمَسْجِدَ الحَرَامَ وَأَخَذَ مِفْتاحَ الكعبة! وَطَافُوا وَاعتَمَرُوا وَحَلـَّقَ بَعْضُهم وَقَصـَّرَ آخَرُونَ! فاستبشرَ الرَّسُولُ بِذِلِكَ وَبَشَّـرَ أَصحَابَهُ فَفَرِحُوا وَحَسِبُوا أنَّهم دَاخِلُونَ مَكَّةَ عَامَهُم هذا, وفي شَهْرِ ذِي القَعدَةِ من السَّنةِ السَّادسةِ للهجرةِ النَّبويةِ أعلنَ رسولُ اللهِ في الحاضرةِ والباديةِ أنَّه يريدُ مَكَّة َلِأَدَاءِ العُمْرةِ فَقَطْ لا يُريدُ لا حَرْباً, ركِبَ ناقتَهُ القَصْواءَ وَخَرَجَ بِأَلْفٍ وَأَرْبَعِ مِائَةِ رَجُلٍ وَمَعَهُ زَوجَتُهُ أُمُّ سَلَمةَ رضي اللهُ عنها, وَسَاقَ مَعَهُ مِنْ الهَدْيِّ سَبْعِينَ بَدَنَةً وَأَحْرَمَوا مِنْ ذِي الحُلَيفَةِ وأهلَّ بالعمرةِ وقال: لبيكَ اللهمَّ لبيك لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لكَ والْملكُ لا شريكَ لكَ, فأخذَ النَّاسُ يُلبُّون وَأَمَامَ أَعْيُنِهم بَيتُ اللهِ الحَرَامِ, وانتشر خَبَرُ خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى مكة َ مُعتَمِرَاً مُسالِماً, ولكنَّ قُرَيْشَاً غَاضَهَا هَذَا الخُرُوجُ واعْتَبْرَتُهُ تَحدٍّ صَارِخٍ يَمَسُّ كرامتَها وأَحَقِيتَها في البيتِ الحرامِ, فاجتمعوا وَقَرَّروا أَلاَّ يَدخُلَ مُحَمَّدٌ وَأَصحَابُهُ مَكَّة َ عامَهم هذا فأعلنوا حالةَ الحربِ, وخَرَجُوا بِأَطفَالِهم وَنِسَاءِهم دَلِيلاً على بَسَالتِهم وطولِ مُقامِهم, وَأَمـَّـروا خالدَ بنَ الوليدِ وحَشَدوا ما يُقاربُ ثمانيةَ آلافِ مُقَاتلٍ وَعَسْكَرُوا في عَددٍ من الْمَوَاقِعِ حَولَ مَكَّةَ, فَقَال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (يَا ويحَ قُرُيشٍ لَقد أَكلَتهُمُ الحَرْبُ، ماذا عليهم لو خَلَّوا بيني وبينَ سَائِرِ النَّاسِ). فَسَلَكَ رَسُولُ اللهِ طَرِيقَاً وَعِراً بين الشِّعابِ لِيَتَحَاشَى القِتَالَ ولِيَحقنَ الدِّمَاءَ, حَتَّى اضْطَرَّهُمُ خالدُ بنُ الوليدِ إلى طَرِيقِ الحُدَيْبِيةِ بَدَلاً من التَّنعيم, فَخَرَجَت قريشٌ إلى الْحُدَيْبِيَةِ وعَسْكَرَتْ دَاخِلَ الْحَرَمِ مُصَمِّمةً على الْمَنْعِ والقِتَالِ. وَأَثْنَاءَ سَيرِ النَّبِيِّ بَرَكَتْ ناقتُهُ وَكَانَت مِنْ أَجْوَدِ النُّوق ِالْمَطَاويِعِ فَقَالُوا: خَلأَتِ القَصْوَاءَ يعني حَرَنت فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(ما خَلأتْ وما هو لها بِخُلُقٍ ولكنْ حَبَسَها حابسُ الفيلِ عن مَكَّةَ).
اللهُ أكبرُ عِبَادَ اللهِ: حِينَهَا قَال:(والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَسْأَلُونِي خُطةً يُعظِّمونَ فيها حُرُمَاتِ اللهِ إلَّا أَعْطَيتُهُمْ إيَّاهَا). فَنَزَلُوا على بِئْرِ الْحُدَيبِيَةِ وكانت قَلِيلةَ الْماءِ فانْتَزَعَ سَهْمَاً فَجَعَلَهُ فيها فَجَاشَ بالرَّي فارتَووا جَمِيعاً, أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجِيمِ: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا .أقولُ ما سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُم فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية /
الحمد لله لا مُعقِّبَ لِحُكْمِهِ لَهُ الْمُلْكُ وإليه تُرجَعُونَ, أَشهدُ ألَّا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ يُحِقُّ الْحَقَّ ويُبطِلُ البَاطِلَ ولو كَرِهَ الكَافِرُونَ، وَأَشْهَدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِهِ والتَّابعينَ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحسَانٍ إلى يومِ الدِّينِ, أَمَّا بعدُ.
أَيُّهَا الْمُؤمِنُون: لقد أعلنَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ لِقُرَيشٍ أنَّه جاءَ زائراً للبيتِ وَأَرْسَلَ مَبْعوثَهُ إليهم فَرَدُّوه, فَأرْسَلَتْ قُرَيشٌ لرَسُولِ اللهِ بُديلَ بنَ وَرْقَاءَ في رِجَال ٍمِنْ خُزاعةَ وبَيَّنَ لَهُ أنَّ قريشاً تَعْزِمُ صَدَّهُم! فَأَوضَحَ لهم الرَّسُولُ أنَّه جَاءَ مُعْتَمِرِاً فَلْتَحْذَرْ قريشٌ من الحربِ والْموَاجَهةِ, واقتَرَحَ أنْ يَكُونَ بَينهُم هُدنةٌ إلى وَقْتٍ مَعْلُومٍ, فَعَادَ بُديلٌ إلى قُريشٍ وَقَال لَهُم: إنَّكُم تَعجَلُون على مُحمَّدٍ إنَّه لَمْ يَأْتِ لِقِتَالٍ وإنَّما جاء زائراً. فلم يُعجبْهم كلامَهُ واتَّهَمُوهُ بِالتَّواطُؤ والخِيَانَةِ, ثُمَّ أَرْسَلَتْ عُروةَ بنَ مَسْعُودٍ سَيِّدٌ من ثَقِيفٍ فَقَالَ يَا مُحمَّدُ: هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِن العَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَـَه قَبلَكَ؟ وكان يُمسِكُ بلحيةِ رسولِ الله ويستَجدِيهِ بِأَنْ يَرْجِعَ, والْمُغِيرَةُ بنُ شُعبةَ رضي الله عنه, واقِفَاً على رأسِ الرَّسولِ, وكُلَّما مدَّ عُروةٌ يَدَهُ لِلِحيةِ رَسُول ِالله قَرَعَهَا الْمُغِيرةُ بِقَائِمِ السَّيفِ ويقولُ: أُكْفُفْ يدَكَ عن لِحيةِ رَسُولِ اللهِ قَبْلَ ألَّا تَصِلَ إليك! فَعَادَ الوَسِيطُ إلى قُريشٍ فَنَصَحَهُم أنْ يُخلُّوا بينَهُ وبينَ البَيتِ وَأَخْبَرَهُمْ عَن حُبِّ الصَّحابةِ لِمحمدٍ وعن وِحْدَتِهم وقالَ: اعلموا أنَّكم إنْ أردتُم السَّيفَ بَذَلُوهُ لكم! فلم يُعجبهم كلامُه ثم بَعَثَتْ قُرَيشٌ الحُلَيسَ الكَنَانِي فَلَمَّا رَآهُ الرَّسولُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ إنَّ هَذَا مِنْ قَوْمٍ يَتَأَلَّهُونَ فَابْعَثُوا الهديَ في وجْهِهِ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَرَفَعُوا أَصْواتَهم بالتَّلبيةِ فَلَمَّا رَآهُم على هذه الحالِ عادَ من وَسَطِ الطَّريق ِواعتبرَ قُريشاً أنَّهم ظالِمونَ ومُعتدونَ. عندَ ذلكَ تَخَلْخَلَت صُفُوفُ قُريشٍ, فَعَمَدَ مُتمَرِّدِونَ من الْمُشركينَ إلى مُعسكرِ الْمُسلِمِينَ ليلاً وَغَدَرُوا بِهم إلَّا أنَّ حُرَّاسَ الْمُسلِمينَ استطاعوا أن يأسِروهم جميعاً فأٌحضروا أمامَ رسولِ اللهِ مُقَيَّدينَ غيرَ أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَفَا عنهم جَمِيعَاً وَأَطْلَقَ سَرَاحَهُم مِمَّا زَادَ موقِفُ قريشٍ حَرَجاً, وبهذا أَنْزَلَ اللهُ قَولَهُ: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا . فَبْعَثَ رسولُ اللهِ عُثمَانَ بنَ عفانَ رضي الله عنه لهم فَاجْتَمَعَ بِسَادَاتِ قريشٍ وَعَرَضَ عليهم إمَّا الدُّخولَ في الإسلامِ؟ وإمَّا إقَامَةَ سَلامٍ بينهم وتَرْكِ النَّبيِّ كَسَائِرِ العَرَبِ؟ فَرَفَضَتْ قُريْشٌ ذَلكَ! وَقَالُوا لهُ: إنْ أَرَدتَ أَنْ تَطُوفَ أَنْتَ بِالبَيتِ فَافْعَل أَمَّا صاحِبُكَ وَمَنْ مَعَهُ فلا, فقالَ: ما كنتُ لأفعلَ حتى يطوفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
تَصَوَّرُوا عباد الله: بَقِيَ الصَّحابةُ مُحرِمِينَ مَحصُورِينَ في الْحدَيبِيةِ قُرْبَ الحرَمِ عشرينَ ليلةٍ قد شَعَثَتْ شُعُورُهم واتَّسخت أبْدانُهم ونَفَدَ طَعَامُهُم وَضَاقَتْ حِيَلُهم وفَشِلت جميعُ مَسَاعِي السِّلْمِ معَ قُريشٍ, وَانْتَشَرَ خَبَرُ مَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَتَحوَّلَ موقفُ الرَّسُولِ فأعلنَ الحربَ وأخذ يُبَايِعُ أصحابَه تحتَ الشَّجرةِ يُبَايِعُهم على الْمَوتِ وأَلَّا يَفِرُّوا. ثُمَّ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِيدِهِ اليُمْنَى فَضَرَبَ بِها يَدَه الأُخْرَى وَقَالَ: (هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ). حَقًّا: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا . حِينَهَا بَشَّرَ النَّبيُّ أَصْحَابَهُ أنَّه لَن يَدخُلَ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحتَ الشَّجَرَةِ, فَضَاقَ الْمُشركُونَ ذَرْعاً وخَافُوا وأَدْرَكُوا خُطُورَةَ الْمَرْحَلَةِ! فَأَرسَلُوا سُهيلَ بنَ عمروٍ على مُصَالَحَةِ الرَّسُولِ, فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ مُقْبِلاً قَالَ: قَدْ سَهَّلَ اللهُ أَمرَكُم لقد أرادَ القومُ الصُّلْحَ!
أيُّها الْمؤمنونَ. لقد كانت مُفَاوَضَاتٌ وَأَحْدَاثٌ, وَصُلْحٌ كُتبت شُرُوطُه, فَكيفَ تَلَقَّى الصَّحابةُ هذا التَّحوُّلَ السَّرِيعَ؟ وهل كان الصُّلحُ هَزيمَةً أم نَصْرَاً ؟ هذا ما نَتَعَرَّفُ عليهِ بِإذْنِ اللهِ في جمعةٍ قادمةٍ.
يَا مُؤمِنُونَ: تَحِلُّ بِنَا قَرِيبًا أَيَّامُ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ! وَهِيَ أَفْضَلُ أَيَّامِ العَامِ على الإطلاقِ! أَيَّامٌ أَقسَمَ اللهُ بها فَقَالَ: وَالْفَجْر *وَلَيَالٍ عَشْرٍ . وَصَفَها الْمُصطَفى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فَقَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ». يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: «وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ». وَمِن أَفْضَلِ أَعمَالِ الْعَشْرِ التَّقرُّبُ إلى اللهِ بِذَبْحِ الأَضَاحِي وَقَدْ أَرْشَدَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِيَ أَنَّهُ لا يَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهِ وَلا بَشَرَتِهِ شَيئَاً مِنْ حِينِ دُخُولِ العَشْرِ. فَعَظِّمُوهَا فَهِيَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ . فَالَّلهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا وَزكِّهَا أَنْتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَولاهَا. الَّلهُمَّ أَعِنَّا عَلى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ. وَاجْعَلْنَا ممنْ يَسْتَمِعُ القَولَ فَيَتَّبِعُ أَحْسَنَهُ، الَّلهُمَّ سَهّْلْ عَلى الحُجَّاجِ حَجَّهم, وَيَسِّر لهم أُمُورَهم, وَوَفِّقْ وُلاتَنا لِخِدْمَتِهِمْ وَلِما تُحبُّ وتَرْضَى, وَاجْزِهِمْ خَيرًا على خِدْمَةِ الإسْلامِ والْمُسْلِمِينَ, وَانْصُرْ جُنُودَنَا وَاحْفَظُ حُدُودَنَا والْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) .
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق