صديق المنفعة صديق اللذة صديق الفضيلة

محمد البدر
1447/02/06 - 2025/07/31 07:21AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾.وَقَالَﷺ«لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا،وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ»رواه ابوداوود وحسنه الالباني.وَقَالَﷺ«خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ،وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فالصداقة هي من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان فالصديق هو كأخ وسند وكنز الأسرار ولا يمكن تعويضه بأي شئ في الحياة،فالصداقة الحقيقية تكمن في أختيار الصديق الحقيقي الذي يستطيع أن يقف بجانب صاحبه في أوقات الضيق ويرشده إلى الطريق الصحيح ويكون معه في أوقات الفرح والنجاح وأوقات الحزن والمحن،والصديق الصالح  هو الذي أن جلس في مجلس لم يكن صديقه فيه ذكره بمحاسنه وأخلاقه،ويرشده دائما إلي طريق التقرب من الله وإذا رأى أن صديقه يبتعد عن الله ويقترب من المعاصي هداه إلى طريق العودة الي الله،هو الذي يرى في نجاح صديقه نجاح له وفرحتة فرحاً له،وهو الذي لا يحقد ولا يحسد صديقه ويتمنى له الخير دائما.يقول الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:صديق منفعة:وهو الذي يصادقك ما دام ينتفع منك بمال أو جاه أو غير ذلك،فإذا انقطع الانتفاع فهو عدوك لا يعرفك ولا تعرفه،والثاني صديق لذة:يعني لا يصادقك إلا لأنه يتمتع بالجلوس إليك والمحادثات والمآنسات والمسامرات،ولكنه لا ينفعك،ولا تنتفع منه أنت،كل واحد منكم لا ينفع الآخر  ليس الا ضياع وقت فقط،هذا أيضا احذر منه أن يضيع أوقاتك.

والثالث صديق فضيلة:يحملك على ما يزين وينهاك عن ما يشين،ويفتح لك أبواب الخير ويدلك عليه، وإذا زللت نبهك على وجه لا يخدش كرامتك،هذا هو صديق الفضيلة .

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ,وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَﷺ«إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ:كَحَامِلِ المِسْكِ،وَنَافِخِ الْكِيرِ،فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ،وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ،وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً،ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ،وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً»مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.حَذَّرَ المُصْطَفَىﷺمِنْ مُجَالَسَةِ الأَشْرَارِ وَمُصَاحَبَةِ أَهْـلِ السُّوءِ،فَالصَّدِيقُ السَّيِّئُ ضَرَرٌ عَلَى صَاحِبِهِ،فَكَمْ مِنْ رَجُلٍ كَانَ يَنْعَمُ بِهُدُوءِ البَالِ وَاستِقْرَارِ الحَالِ تَبَدَّلَتْ أَحْوَالُهُ وَسَاءَ مَآلُهُ بِسَبَبِ صُحْـبَةِ أَهْلِ المُخَدِّراتِ أَوِ المُفَتِّراتِ،و أخطر من ذلك الصُّحْبَةِ السَّيِّئَةِ التي تغمسك في أوحال البِدَع،فالبِدَع تُشَوِّه الدِّين،وتطمس معالم السُّنن،وتُحدِث الفتنة،وتضلُّ الناس عن طريق الجنَّة،وتفرِّق الناس وتجعلهم يتفرَّقون شِيَعًا وأحزابًا،قَالَ تَعَالَى:﴿وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ(31)مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾كَذَلِكَ الصَّدَاقَاتِ السَّيِّئَةِ الَّتِي تتم عَنْ طَرِيقِ شَبَكَاتِ التَّوَاصُلِ الاجتِمَاعِيِّ.فَاتَّقُوا اللهَ–عِبَادَ اللهِ-وَاحذَرُوا الصَّدَاقَاتِ الوَهْـمِيَّةَ الضَّارَّةَ،سَوَاءً أَكَانَتْ فِي الوَاقِعِ أَمْ عَبْرَ شَبَكَاتِ التَّوَاصُلِ الاجتِمَاعِيِّ.الاوَصَلُّواعِبَادَ اللهِ على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ،وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ،وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ،وَاحْفَظْ اللّهمّ ولاةَ أمورنا،وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا،اللّهمّ وَهيِّئْ  لَهُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَالَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ،واصرِفْ عَنه بِطانةَ السُّوءِ يَا رَبَّ العَالمينَ،وَاللّهمّ وَفِّقْ جَميعَ ولاةِ أَمرِ الْمُسْلِمِينَ لما تُحبهُ وَتَرضَاهُ لمَا فِيهِ صَلَاحُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ 

يَزِدْكُمْ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.

المرفقات

1753935622_صديق المنفعة صديق اللذة صديق الفضيلة.pdf

المشاهدات 291 | التعليقات 0