قليلٌ من الأدب
تركي بن عبدالله الميمان
خطبة الأسبوع
قليلٌ من الأدب
الخُطبَةُ الأُولَى
إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ، ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْد: فَاتَّقُوا اللهَ في السِّرِّ والنَّجْوَى، واسْتَعِدُّوا للدَّارِ الأُخْرَى، فالآخِرَةُ خَيرٌ وأبقَى؛ ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.
عِبَادَ الله: أَدَبُ المَرْءِ: عُنْوَانُ عَقْلِهِ وسَعَادَتِه؛ وقِلَّةُ أَدَبِهِ: عُنوَانُ جَهْلِهِ وشَقَاوَتِه؛ فما استُجْلِبَ خَيرُ الدنيا والآخرةِ بِمِثْلِ الأَدَبِ![1] قال الماوردي: (لو كانَ العَقلُ مُغْنِيًا عن الأَدَب؛ لكَانَ أَنبِيَاءُ اللهِ عن الأدَبِ مُسْتَغْنِين، وبِعُقُولِهِم مُكتَفِين!)[2].
وقال ابنُ المبارك: (نحنُ إلى قَلِيلٍ مِنَ الأَدَبِ؛ أَحوَجُ مِنَّا إلى كَثِيرٍ مِنَ العِلْم)[3].
يقول الإمام مالك: (تَعَلَّمِ الأَدَبُ قَبْلَ أَنْ تَتَعَلَّمَ العِلْمَ)[4].
والقُرآنُ الكَرِيْم: مُستَودَعُ الآدَاب! قال ابنُ مَسعُود t: (إِنَّ هذا القُرآنَ مَأْدُبَةُ الله؛ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِه)[5]. قال ابنُ رجب: (حُسنُ الخُلُقِ: هو التَّخَلُّقُ بِأَخلَاقِ الشَّرِيعَةِ، والتَّأَدُّبُ بِآدَابِ اللهِ التي أَدَّبَ بِهَا عِبَادَهُ في كِتَابِهِ، كما قال تعالى لِرَسُولِهِ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، قالت عَائِشَةُ: "كَانَ خُلُقُهُ ﷺ القُرْآنَ": يعني أنَّهُ يَتَأَدَّبُ بآدَابِهِ، فَيَفْعَلُ أَوَامِرَهُ، ويَتَجَنَّبُ نَوَاهِيَه)[6].
والأَدَبُ ثلاثةُ أنواع: أَدَبٌ معَ اللهِ I، وأَدَبٌ معَ رَسُولِهِ ﷺ، وأَدَبٌ معَ النَّاس[7].
فالأَدَبُ معَ اللَّهِ: فِعْلُ أوامِرِهِ على مُقْتَضَى الإِجلَالِ والحيَاءِ، ومَعرِفَةُ ما يُحِبُّ وما يَكرَه[8]. ومِقدَارُ الأَدَبِ معَ اللهِ: على حَسَبِ القُربِ مِنْهُ، ومَعرِفَةِ عَظَمَتِه![9] قال ﷻ: ﴿ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلهِ وَقارًا﴾. يقول ابنُ عَبَّاس t: (ما لَكُم لا تُعَظِّمُونَ اللهَ حَقَّ عَظَمَتِه!)[10].
ومَن تَأَدَّبَ بِأَدَبِ اللَّهِ؛ أَحَبَّهُ الله[11]. ومِنَ الأَدَبِ معَ الله: إِعطَاءُ الصَّلَاةِ حَقَّهَا مِنَ الزِّينَةِ والسَّكِينَة. قال بعضُ السَّلَف: (رَبِّي أَحَقُّ مَنْ تَجَمَّلْتُ لَهُ في صَلَاتِي)[12].
وقيل لِبَعْضِهِم: (هل تُحَدِّثُ نَفْسَكَ في الصلاةِ بِشَيء؟) قال: (نَعَمْ، بِوُقُوفي بَينَ يَدَي الله)، قيل: (فهل تَجِدُ شيئًا مِمَّا نَجِدُهُ مِنْ أُمُورِ الدنيا؟) فقال: (لَأَنْ تَختَلِفَ الأَسِنَّةُ فيَّ؛ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَجِدَ شَيئًا في الصَّلَاةِ مِمَّا تَجِدُون!)[13].
وحقيقةُ العبوديةِ: التأدُّبُ بآدابِ رسولِ اللهِ ﷺ ظاهرًا وباطنًا؛ ورَأْسُ الأَدَبِ معَ النَّبِيِّ ﷺ: كَمَالُ التَّسْلِيمِ لَهُ، والانقِيَادُ لِأَمْرِهِ، وتَلَقِّي خَبَرَهُ بالقَبُولِ والتَّصدِيقِ، دُوْنَ مُعَارَضَةٍ أو تَشْكِيك، وأَلَّا يُستَشكَلَ قولُه ﷺ، بل تُستَشكَلُ الآراءُ لِقَولِه! وأَلَّا تُرفَعَ الأَصوَاتُ فوقَ صَوتِه؛ فإنَّهُ سَبَبٌ لِحُبُوطِ الأعمَالِ، فما الظَّنُّ بِرَفْعِ الآرَاءِ والأفكَارِ، على سُنَّةِ سَيِّدِ الأبرار![14] قال I: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ورَسُولِهِ واتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ولا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ﴾. قال ابنُ القَيِّم: (وهذا بَاقٍ إلى يَومِ القِيَامَةِ؛ فالتَّقَدُّمُ بَينَ يَدَي سُنَّتِهِ بَعدَ وفَاتِهِ، كالتَّقَدُّمِ بينَ يَدَيهِ في حَيَّاتِه)[15]. قال عَمرُو بنُ العَاصِ t: (ما كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِن رَسُولِ اللهِ ﷺ، ولا أَجَلَّ في عَيْنِي مِنْهُ، وما كُنتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنهُ؛ إِجْلَالًا لَهُ!)[16].
ومَنْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ آدَابَ السُّنَّةِ: نَوَّرَ اللهُ قَلْبَهُ بِنُورِ المعرِفَةِ، فإنَّ أشرفَ الأعمال: مُتَابَعَةُ الحَبِيبِ ﷺ، والتَّأَدُّبُ بآدَابِهِ قَولًا وفِعلًا[17]؛ قال U: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾.
والأَدَبُ مَعَ النَّاس: هُوَ مُعَامَلَتُهُم على اختِلَافِ مَرَاتِبِهِم، بِمَا يَلِيقُ بِهِم[18]؛ قالت عائشة رضيَ اللهُ عنها: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نُنَزِّلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُم)[19]. قال العلماء: (هذا الحديث مما أدَّبَ بهِ النبيُّ أُمَّتَهُ في إيفاءِ الناسِ حقوقَهُم: مِنْ تعظيمِ العلماء، وإكرامِ ذي الشيبة، وإجلالِ الكبير، وما أَشْبَهَه)[20].
ومِنَ الأَدَبِ والإِكرَام: إِجلالُ ذَوِي القَدْرِ والاِحتِرَام؛ قال ﷺ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لم يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، ويَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنا)[21].
والأَدَبُ معَ الوَالِدَين أَوْجَب، والتَّفرِيطُ في حَقِّهِم أَقْبَح! قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾. قال ابنُ القَيِّم: (اُنْظُرْ إلى الأَدَبِ معَ الوَالِدَينِ: كَيفَ نَجَّى صَاحِبَهُ مِنْ حَبْسِ الغَارِ، حِينَ أَطْبَقَتْ علَيهِم الصَّخرة!)[22].
ومِنْ أَعظَمُ المَسؤُولِيَّة: التَّربِيَةُ الأَدَبِيَّة: قال Q: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ والْحِجَارَة﴾. قال المُفَسِّرُون: (عَلِّمُوهُم وأَدِّبُوهُم)[23]. قال ابنُ القيم: (مِنْ رحمةِ الأبِ بِوَلَدِهِ: أنْ يُكْرِهَهُ على التأدُّبِ بالعلمِ والعمل، ويَمْنَعَهُ شهواتِه التي تعودُ بِضَرَرِه)[24].
ومِنَ الأَدَبِ فِيْمَن اشْتَبَهَ عليهِ العِلم: أَنْ يَرُدَّهُ إلى عَالِمِه، وأَنْ يَقِفَ عِنْدَ حَدِّه![25] ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وأستَغفِرُ اللهَ لي ولَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فاستَغفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيم
الخُطبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ على إِحْسَانِه، والشُّكرُ لَهُ على تَوفِيقِهِ وامتِنَانِه، وأَشهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُه.
عِبَادَ الله: مِنَ الأَدَبِ معَ المُخَالِف: أَنْ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ، وتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَك، وتَصِلَ مَنْ قَطَعَك، قال الحَسَن: (أَفْضَلُ أَخلاقِ المُؤمِنِ: العَفُو!)[26]. قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيم﴾.
ومِنْ أُصُوْلِ الأَدَبِ مَعَ النَّاس: الصَّبرُ على أَذَاهُم، وتَرْكُ الإنسانِ ما لَا يَعْنِيهِ، وأَنْ يَقُولَ خَيرًا أو يَصمُت، ويَمْلِكَ نَفْسَهُ عند الغَضَب، وأَنْ يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِه[27].
ومِنَ الأَدَبِ معَ النَّاس: إِصلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، وغَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلاَمِ، والأَمرُ بِالمَعْرُوفِ؛ وإِغَاثَةُ المَلْهُوف، وسَتْرُ العَورَات، والتَّغَافُلُ عن الزَّلَّات! قال تعالى: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ من نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ* وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.
* * * *
* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِين.
* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، ونَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين.
* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا ووُلَاةَ أُمُوْرِنَا، ووَفِّقْ (وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.
* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، واشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
قناة الخُطَب الوَجِيْزَة
https://t.me/alkhutab
[1] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (2/368)، تفسير السعدي (799).
[2] أدب الدنيا والدين (226).
[3] الرسالة القشيرية (2/447).
[4] حلية الأولياء، أبو نعيم (6/330).
[5] مصنف عبد الرزاق (6017).
[6] جامع العلوم والحكم (2/99). بتصرف
[7] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (2/356).
قال أبو عثمانَ النيسابوري: (الصُّحبَةُ معَ اللهِ: بِحُسْنِ الأَدَبِ، ودَوَامِ الهَيْبَةِ والمرَاقَبَةِ؛ والصُّحبَةُ معَ الرَّسُولِ ﷺ: بِاتِّبَاعِ سُنَّتِهِ، ولُزُومِ العِلْمِ؛ ومعَ أَولِيَاءِ اللهِ: بِالِاحتِرَامِ والخِدمَةِ؛ ومعَ الأَهلِ: بِحُسْنِ الخُلُقِ؛ ومعَ الإِخوَانِ: بِدَوَامِ البِشْرِ؛ ومعَ الجُهَّالِ: بِالدُّعَاءِ لهُم والرَّحمَة). صفة الصفوة، ابن الجوزي (2/302).
[8] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (2/365، 357). سُئِلَ الحَسَنُ البَصرِي: عن أنفع الأَدَبِ؟ فقال: (التَّفَقُّهُ في الدِّينِ، والزُّهدُ في الدنيا، والمَعرِفَةُ بما لِلهِ عليك). المصدر السابق (2/356).
[9] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (2/360).
[10] تفسير الطبري (23/296).
[11] انظر: الرسالة القشيرية (2/447).
[12] غذاء الألباب، السفاريني (2/363).
[13] قوت القلوب، أبو طالب المكي (2/169).
[14] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (2/365-367).
[15] مدارج السالكين (2/367). بتصرف
[16] رواه مسلم (121).
[17] انظر: الزهد الكبير، البيهقي (287).
[18] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (2/368).
[19] مقدمة صحيح مسلم (1/6).
[20] دليل الفالحين، ابن علان (3/215).
[21] رواه الترمذي (1921)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5444).
* وقال ﷺ: (مَنْ لَمْ يَرحَمْ صَغِيرَنَا، ويَعْرِفْ حقَّ كبيرنا؛ فَلَيسَ مِنَّا). رواه أبو داود (4943)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (6540).
[22] مدارج السالكين (2/368).
[23] تفسير الطبري (23/103).
[24] إغاثة اللهفان (2/174). باختصار
[25] انظر: تفسير السعدي (472).
[26] الآداب الشرعية، ابن مفلح (1/71).
[27] انظر: جامع العلوم والحكم، ابن رجب (1/288).
المرفقات
1751437531_قليل من الأدب (نسخة للطباعة).docx
1751437540_قليل من الأدب (نسخة للطباعة).pdf
1751437552_قليل من الأدب (نسخة مختصرة).docx
1751437564_قليل من الأدب (نسخة مختصرة).pdf
1751437587_قليل من الأدب.docx
1751437634_قليل من الأدب.pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق