من محاسن ديننا الإسلامي

من محاسن ديننا الإسلامي

الخطبة الأولى

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ ، وَهَدَانَا لِلْإسلام والسُّنَّةِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، له الفضل والمنّة ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، من أطاعه دخل الجنّة ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الذين حفظوا لنا الملّة  ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلى يوم الدين . أَمَّا بَعْدُ :-

فأُوصِي نَفْسِي وَأُوصِيكُمْ بِوَصِيَّةِ اللهَ لَنَا حَيْثُ قَالَ : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فمَنِ اسْتَمْسَكَ بِالتقوى رَبِحَ ، وَمَنْ حَادَ عَنْهَا خَسِرَ .

أيُّها المسلمون : عن حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه قال : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله ﷺ عَنْ الْخَيْر ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ ؛ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا الله بِهَذَا الْخَيْر؛ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ .

نعم يا عباد الله ؛ لقد عاشَ النَّاسُ قبل بِعثةِ النَّبيِّ ﷺ في جاهليَّةٍ وضلالٍ ، يعبُدُون الأشجارَ والأحجار ، ويدعُون مِنْ دون اللَّه ما لا يَنفعُهم ولا يَضُرُّهم ، واتَّخذُوا الشَّياطينَ أولياءَ مِن دُون اللَّه ويحسَبُون أنهم مُهتَدُون ، حتى طُمِسَت معالِمُ الدِّين ، وانتَكَسَت الفِطَر ، قال أبو رجاءٍ العُطارديُّ رحمه اللَّه : « كُنَّا نَعْبُدُ الحَجَرَ ، فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَراً هُوَ أَخْيَرُ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ ، وَأَخَذْنَا الآخَرَ ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَراً جَمَعْنَا جُثْوَةً مِنْ تُرَابٍ ، ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُفْنَا بِهِ » (رواه البخاري) .

كانوا حَيَارَى في أمورِهم ، الشُّؤم والتَّطيُّر طابَعُ حياتهم ، ولا غايةَ نبيلةَ لهم ، يقتُلُ بعضُهم بعضاً ، لا شريعةَ تحكُمُهم ؛ فيأكُلُون الميتةَ ، ويأتُون الفواحِشَ ، ويشرَبُون الدَّمَ والخمرَ ، ويطُوفُون بالبيتِ عُراةً ، يقتُلُون أولادَهم خوفَ الفَقر ، ويدفنُون بناتَهم خشيةَ العارِ : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } . المرأةُ عندهم مُبتذَلةٌ مَهِينة ، تُعلَّقُ وتُعضَلُ ، وتُورَثُ ولا تَرِثُ ، الظُّلمُ شِعارُهم ، والجهلُ دِثارُهم : { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } .

جاهليَّةٌ وشر ؛ كما قال ذلك حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه ، فبعثَ اللَّهُ نبيَّه مُحَمَّداً ﷺ على حينِ فترةٍ مِن الرُّسُل ، فشعَّ نُورُ الإسلام ، وانقَشَعَ الظَّلام ، وأشرَقَت  الأرضُ بنُور الهدى والبيِّنات ؛ قال سبحانه : { قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ } ، فالإِسْلامُ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ لَا تَعْدِلُهَا نِعْمَةٌ مهما بَلَغَتْ ، ومَنِ انْحَرَفَ عَنْه فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ، بِهِ خرَجَ الناسُ مِن الظُّلمات إلى النُّور : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } . كما قال ذلك حُذَيْفَةَ بن اليمان رضي الله عنه : فَجَاءَنَا الله بِهَذَا الْخَيْر . فالإسلامُ كله خير ، وليس للَّهِ في الأرضِ دينٌ حقٌّ سِواه ؛ قال سبحانه : { إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلَامُ } . دينٌ كامِلٌ لا نقصَ فيه بوجهٍ مِن الوجُوه ؛ ورضِيَه لعبادِه ؛ فقال : { اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً } ، ولا يقبَلُ اللَّه مِن الخلق دِيناً سِواه : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } ، ولا يدخُلُ أحدٌ الجنَّةَ إلَّا مَن كان مِن أهلِ الإسلام ؛ قال عز وجل : { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } . وهو أحسنُ الأديان ، وأتباعُهُ أحسنُ النَّاسِ ديناً ؛ قال سبحانه : { وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } ، ولحُسنِه يوَدُّ الكافِرُ أن يكون مِن أهلِه ، قال تعالى : { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ } .

أصلُه ومصدره كِتابٌ مُحكَمٌ مُفصَّلٌ ، قال تعالى : { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } ، شامِلٌ لجميعِ أمورِ الدُّنيا والدِّين ، قال تعالى : { مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } ، جامِعٌ لكلِّ ما تحتاجُه البشريَّة ؛ قال عز وجل : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ } . دينُ الإسلام صالِحٌ لكلِّ الأجيَال ، لا يختَصُّ بلَونٍ أو جِنسٍ ، ولا زمانٍ أو مكانٍ ، قال تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } .  قائِمٌ على اليُسر والسَّماحَة ، فلا مشقَّةَ فيه ؛ قال سبحانه : { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ } . وسَطٌ في عقائِدِه وعباداتِه ، ومُعاملاته وأخلاقِه ، فلا إفراطَ فيه ولا تفريط ، ولا غلُوَّ ولا جفَاء ؛ قال عز وجل : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } . وشرَفُ كلِّ مُسلمٍ التَّمسُّكُ به، والاعتِزازُ بذلك ، والثَّباتُ عليه ، ودعوةُ الخَلقِ إليه وترغيبُهم فيه ، وإظهارُ محاسِنِ الإسلام قَولاً وفِعلاً ، سُلوكاً ومنهَجاً ..  بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني إيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم . أقولٌ قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفورٌ الرحيم .

 

 

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله عظيم الإحسان ، واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد :-

فاتقوا الله تعالى حق التقوى ، وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه .

أيها المسلمون : دينُ الإسلام ؛ دِينٌ يهدِي إلى السَّعادة ويمحُو الشَّقاء ؛ قال سبحانه : { طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى } ، مُتوافِقٌ مَعَ العُقولِ والفِطَر ؛ قال عز وجل : { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ } ، أحكامُه وشرائِعُه مُؤتلِفةٌ غيرُ مُختلِفة أو متناقضة ؛ قال تعالى : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً } . لم يأمُرْ إلَّا بخيرٍ خالِصٍ أو راجِحٍ ، ولا ينهَى إلَّا عن شرٍّ مَحضٍ أو راجِحٍ . رحمةٌ لجميعِ البشرِ على تعاقُبِ الأزمانِ والدُّهور ، قال عز وجل : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } . بِهِ استِقامةُ الدُّنيا والآخرة ، حكِيمٌ في مقاصِدِه ومطالِبِه ، يفتَحُ بابَ الأمل والفأْلِ ، وينهَى عن اليَأسِ والقُنُوط ، قائِمٌ على الصِّدقِ والنَّصيحَة ؛ قال الرَّسُولُ ﷺ : « الدِّينُ النَّصِيحَةُ » (رواه مسلم) ، لا خَيرَ إلَّا دعَا إليه ، ولا شرَّ إلَّا حذَّر مِنه ، جمَعَ الفضائلِ والمحاسِنَ كلَّها ، لكمالِ علمِ اللَّه وحِكمتِه ، وصِدْقِ نبيِّه وشُمولِ رسالتِه .

الإسلامُ كرَّم الإنسانَ وشرَّفَه وفضَّله ؛ كما قال سبحانه : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } . واستوفَى الحُقوقَ وأنصف أهلَها ، وشرَعَ بين العِباد ما فِيه صلاحُ معاشِهم ومعادِهم ، فأمَرَ ببرِّ الوالدَين ، وصِلَة الرَّحِم ، ورِعايةِ الذُّريَّة وإصلاحِها ، والإحسانِ للجِيران والضُّعفاء ، واحتِرامِ الكبير ، ورحمةِ الصغير ، وأكرَمَ المرأةَ ، وحمَى عِرضَها ، وجعلَ لها حُقوقاً ودفعَ ظُلمَ الجاهليَّةِ عنها . حلالُه بيِّنٌ وحرامُه بيِّنٌ ؛ أباحَ الطَّيِّباتِ ، وحرَّمَ الخبائِثَ ، وما حرَّمَ شيئاً إلَّا وفتَحَ مِن الخيرِ أضعافَه ، المعاملةُ فيه مبناها على الصِّدقِ والتَّسامُحِ والمحبَّةِ والإخاءِ والنُّصحِ لكلِّ مخلُوقٍ .

مقاصِدُه في حفظِ ضَرورات الخلقِ وحاجاتِهم ، وما فِيه كمالٌ ومصلَحةٌ لهم ، تشريعاتُه فيها حِفظُ الدِّين ، وحِمايةُ أصولِه . وفي أحكامِه ما يكفَلُ حِفظَ الأنفُس ؛ فدعَا للنِّكاح وحثَّ عليه ، ورغَّبَ في كثرةِ النَّسل ، ورِعايةِ الأبناء ، وحرَّم القتلَ وأسبابَه . جاء بما يحفَظُ العقلَ ويُزكِّيه ، فحِفْظُ العُقول وتزكيتُها مقصدٌ شرعيٌّ . في الإسلام صلاحُ الأموال وحِفظُها ؛ فأحَلَّ البيعَ ، وحرَّمَ أكلَ المالِ بالباطلِ . وحَفِظَ أعراضَ النَّاسِ وأنسابَهم ؛ فنهَى عن الغِيبَة ، والطَّعنِ في الأحسابِ والأنسابِ ، وحرَّم القَذفَ ولعَنَ أهلَه ، وشدَّدَ في الزِّنى ، وحذَّرَ القُربَ مِنه .

وأصلُ دينِ الإسلام وبُنيانُه : عبوديَّةُ اللَّه وتوحيدُه ، وبذلك بعَثَ اللَّه جميعَ أنبيائِه ورُسُله ؛ قال سبحانه : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } ، لا يُفرِّقُ بين أنبياءِ اللَّه ورُسُله ، فكلُّهم صادِقُون مُصدَّقُون . ومِن الوفاءِ في الإسلام : حُبُّ نَقَلَةِ هذا الدِّينِ مِن الصَّحابةِ ومَن بعدَهم مِن التَّابِعِين ، ومِن محاسِنِه : إنزالُ الكِبار منازِلهم ؛ فدعَا لتوقيرِ العُلماء والرُّجوع إليهم ، وأمَرَ بالنَّصِيحة لولاةِ الأمرِ وطاعتِهم بالمعروفِ والدُّعاءِ لهم ، ويَقْدُرُ لحُماةِ الدِّين ومُقدَّساتِه قَدرَهم ، والنَّاسُ في الإسلام سواسِيةٌ ، لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ إلَّا بالتَّقوَى . فالإسلامُ سعادةُ الخَلق ، ولا غِنَى لهم عنه ، ولا صلاحَ لأحوالِ النَّاسِ إلَّا به ، وهو المُخرِجُ مِن الفِتَنِ والمِحَن والمصائِبِ والأحزانِ ، وما ابتعَدَ عنه أحدٌ أو تنقَّصه أو استهزَأَ به أو بأهلِه إلَّا لجَهلِه به .

وصلوا وسلموا عباد الله على محمد بن عبد الله كما أمركم الله في كتابه فقال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ ، اللهم صل وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وأشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ، وانصر عبادك المؤمنين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين . اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحب وترضى ، وخذ بهم للبر والتقوى ، اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة واصرف عنهم بطانة السوء ، واجمع بهم كلمة المسلمين على الحق والهدى يارب العالمين ، اللهم كن لهم على الحق معيناً ونصيراً ومؤيداً وظهيراً . اللهم احفظ جنودنا المرابطين على حدودنا . اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين يارب العالمين . ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

 

( خطبة الجمعة 23/1/1447هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل                          للتواصل جوال و واتساب /  0504750883  ) .

 

المرفقات

1752772744_من محاسن ديننا الإسلامي.docx

المشاهدات 343 | التعليقات 0