نِعْمَةُ إِدْرَاكِ العَشْرِ وَوَصَايَا لِمَنْ أَرَادَ الحَجَّ 1446 هـ

مبارك العشوان 1
1446/12/02 - 2025/05/29 17:49PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ هَذِهِ العَشْرَ المُبَارَكَةَ لَيْسَتْ كَغَيْرِهَا، وَلَيْسَ فِي العَامِ مِثْلُهَا؛ هِيَ أَيَّامٌ تَجْتَمِعُ أُمَّهَاتُ العِبَادَةِ فِيهَا، هِيَ أَيَّامٌ مَيَّزَهَا الشَّرْعُ وَعَظَّمَ شَأْنَهَا؛ فَمَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ.

وَإِنَّ إِدْرَاكَ هَذِهِ الأَيَّامِ لَنِعْمَةٌ جَلِيلَةٌ، وَفُرْصَةٌ ثَمِينَةٌ، وَمَغْنَمٌ عَظِيمٌ؛ يَنْبَغِي لِمَنْ أَدْرَكَهُ أَنْ يَعْرِفَ قَدْرَهُ، وَأَنْ يُمَيِّزَهُ بِكَثْرَةِ الِاجْتِهَادِ فِيهِ؛ فَيَلْزَمُ الطَّاعَاتِ؛ فَرَائِضِهَا وَنَوَافِلِهَا، وَيَجْتَنِبُ المَنْهِيَّاتِ؛ مُحَرَّمَاتِهَا وَمَكْرُوهَاتِهَا.

لِنُكْثِرْ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - فِي هَذِهِ العَشْرِ وَفِي سَائِرِ العُمُرِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا؛ تَسْبِيحًا، وَتَحْمِيدًا، وَتَكْبِيرًا، وَتَهْلِيلاً  وَاسْتِغْفَارًا، وَقِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ الكَرِيمِ؛ فَالذِّكْرُ مِنْ أَيْسَرِ الأَعْمَالِ وَأَفْضَلِهَا وَأَزْكَاهَا وَأَرْفَعِهَا فِي الدَّرَجَاتِ؛ وَإِذَا كَانَ فِي المَوَاسِمِ الفَاضِلَةِ؛ كَانَ خَيرًا عَلَى خَيرٍ.

لِنُكْثِرْ مِنَ التَّكْبِيرِ:

اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ وَلِلهِ الحَمْد.

ثُمَّ إِنَّ التَّكْبِيرَ مُطْلَقٌ وَمُقَيَّدٌ.

فَالمُطْلَقُ فِي كُلِّ العَشْرِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ لَيْلِهَا وَنَهَارِهَا؛ وَقَدْ بَدَأَ مِنْ دُخُولِ العَشْرِ وَيَسْتَمِرُّ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

وَالمُقَيَّدُ يَكُونُ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَةِ؛ وَيَبْدَأُ لِغَيرِ الحَاجِّ مِنْ فَجْرِ عَرَفَةَ وَيَسْتَمِرُّ إِلَى عَصْرِ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

عِبَادَ اللهِ: وَلِنُكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ؛ لِنَدْعُ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً؛ نُقْبِلُ بِقُلُوبِنَا، وَنُلِحُّ فِي دُعَائِنَا.

مَنْ أَسَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ بِالذُّنُوبِ فَلْيَتُبْ إِلَى اللهِ، وَلْيَسْأَلْهُ المَغْفِرَةَ؛ فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر 53]

مَنِ ابْتُلِيَ بِالضُّرِّ؛ فَلْيَلْجَأْ إِلَى اللهِ؛ فَهُوَ تَعَالَى مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ.

مَنْ قُدِرَ عَلَيهِ رِزْقُهُ؛ مَنْ أَرْهَقَتُهُ الدُّيُونُ؛ مَنْ ضَاقَتْ بِهِ السُّبُلُ؛ الْجَأْ إِلَى اللهِ؛ فَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، وَهُوَ: {الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات 58]

لِنَسْأَلِ اللهَ تَعَالَى كُلَّ حَوَائِجِنَا؛ فَإِنَّهُ جَلَّ وَعَلَا قَرِيبٌ؛ يُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَاهُ؛ وَفِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: (يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ  إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ؛ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ...) الخ [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]

يَقُولُ ابنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: [وَفِي الحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يَسْأَلَهُ العِبَادُ جَمِيعَ مَصَالِحِ دِيْنِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالكِسْوَةِ وَغَيرِ ذَلِكَ؛ كَمَا يَسْأَلُونَهُ الهِدَايَةَ وَالمَغْفِرَةَ.... وَكَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَسْأَلُ اللهَ فِي صَلَاتِهِ كُلَّ حَوَائِجِهِ حَتَّى مِلْحَ عَجِينِةِ وَعَلَفَ شَاتِهِ] الخ.

عِبَادَ اللهِ: وَقَدْ مَضَى مِنْ عَشْرِنَا مَا مَضَى؛ فَقَدْ بَقِيَ مِنْ خَيْرَاتِهَا الكَثِيرَ؛ فَمَنْ أَحَسَنَ فَلْيَسْتَمِرَّ؛ وَمَنْ فَرَّطَ فَلْيَتَدَارَكْ.

وَإِنَّ أَمَامَنَا يَومُ عَرَفَةَ؛ يَومُ إِكْمَالِ الدِّينِ وَإِتْمَامِ النِّعْمَةِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]

يَومٌ وَاحِدٌ؛ قَالَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]

فَلْنَحْرِصْ عَلَى صِيَامِ ذَلِكَ اليَومِ، وَلْنَتَوَاصَ بِصِيَامِهِ.

عِبَادَ اللهِ: وَأَمَامَنَا مِنَ الأَيَّامِ المُبَارَكَةِ: يَومُ العِيْدِ، يَوْمُ النَّحْرِ  وَيَومُ الحَجِّ الأَكْبَرِ؛ فَلْنَحْرِصْ عَلَى صَلَاةِ العِيدِ مَعَ الجَمَاعَةِ  وَلْنَأْخُذْ لَهَا زِينَتَنَا؛ بِالاغْتِسَالِ وَالطِّيبِ وَلُبْسِ أَحْسَنِ الثِّيَابِ.

وَأَمَامَنَا - رَحِمَكُمُ اللهُ - أَيَّامُ التَّشْرِيقِ؛ الحَادِي عَشَرَ وَالثَّانِي عَشَرَ وَالثَّالِثَ عَشَرَ؛ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ.

وَمِنَ الأَعْمَالِ الفَاضِلَةِ يَومَ العِيْدِ وَأَيَّامَ التَّشْرِيقِ: الأُضْحِيَةُ  يَقُولُ أَنَسٌ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ  وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا) [ رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ]

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: [لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ الأُضْحِيَةَ] ا هـ

وَقَالَ الشَّيخُ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ: [وَلَا حَرَجَ أنْ يَسْتَدِينَ الْمُسْلِمُ لِيُضَحِّيَ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ قُدْرَةٌ عَلَى الوَفَاءِ] ا هـ

وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ وَجَنَّبَنَا مَعْصِيَتَهُ.

وبَارَكَ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ، وَغَفَرَ لَنَا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية: 

الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِنَ العِبَادَاتِ الجَلِيلَةِ: (الحَجُّ) وَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: (وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ)

وَمَنْ عَزَمَ عَلَى الحَجِّ؛ فَلْيَحْرِصْ أَنْ يَكُونَ حَجُّهُ مَبْرُورًا   (خَالِصًا لِوَجْهِ اللَّهِ، مُوَافَقًا لِشَرْعِ اللهِ) يَمْتَثِلُ فِيهِ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة  197]

وَقَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) [مُتَّفَقٌ عَلَيهِ]

وَقَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]

ثُمَّ عَلَى الحَاجِّ أَنْ يَتَجَمَّلَ بِالحِلْمِ وَالصَّبْرِ، وَأَنْ يَلْزَمَ السَّكِينَةَ وَالرِّفْقَ؛ فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ: يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى النَّاسِ: (أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]  

وَلْيَرْفُقِ الحَاجُّ بِنَفْسِهِ وَبِمَنْ مَعَهُ؛ وَلَا يَشُقُّ عَلَيهِمْ.

وَلْيَأْخُذْ بِالأَسْبَابِ المَشْرُوعَةِ لِحِفْظِ الصَّحَّةِ وَالنَّفْسِ.

وَعَلَيهِ أَنْ يَلْتَزِمَ بِالأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ الَّتِي تَصْدُرُ عَنِ الجِهَاتِ الرَّسْمِيَّةِ؛ وَيَحْذَرَ مِنَ المُخَالَفَاتِ.

نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ العَمَلِ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

 

:لمتابعة الخطب وغيرها من الفوائد على التليجرام 

https://t.me/benefits11111

 

المرفقات

1748530154_نِعْمَةُ إِدْرَاكِ العَشْرِ وَوَصَايَا لِمَنْ أَرَادَ الحَجَّ 1446 هـ.pdf

1748530171_نِعْمَةُ إِدْرَاكِ العَشْرِ وَوَصَايَا لِمَنْ أَرَادَ الحَجَّ 1446 هـ.docx

المشاهدات 571 | التعليقات 0