هذه هي الصلاة 20 ــ 2 ــ 1447هـ

عبدالعزيز بن محمد
1447/03/19 - 2025/09/11 11:40AM

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أيها المسلمون: القَلْبُ أَكْرَمُ مَا حَوَى الجَسَدُ. هُو المُطاعُ والجَوارِحُ لَهُ تَبَع، هُوَ الإِمامُ والأَعْضاءُ لَهُ جُنُود «أَلا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ القَلْبُ» متفق عليه

وَحِيْنَ يُعْمَرُ القَلْبُ بالإِيْمانِ تَنْشَطُ الجَوارِحُ في عَمَلِ الصَّالحَات، وحِيْنَ يَـخْبُو نُورُ الإِيْمانِ في القَلْبِ، تَتَثَاقَلُ عَنِ العِبادَةِ الخُطُواتُ.

العِبادَةُ هِيَ مَادَةُ الفَلاحِ ويَنْبُوعُ السَّكِيْنَةِ، ومَصْدَرُ القُوَّةِ وبِسَاطُ الطُمأَنِيْنَةِ. ولَنْ يَطمئِنَ قَلْبٌ انْصَرَفَ عَنْ عِبادَةِ اللهِ.  ومِمَّا كَانَ يَقُوْلُهُ ابنُ تَيمِيَةَ رَحِمَهُ اللهُ: (مَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ الأَبَدِيَّةَ، فَلْيَلْزَمْ عَتَبَةَ العُبُوْدِيَّةِ).    

كُلُّ عِبادَةٍ شُرِعَتْ، فَإِنَّما هِيَ مَدَدٌ للقَلْبِ. وأَعْظَمُ العِبادَاتِ إِقامَةُ الصَلَوات. صَلاةٌ يَتَّصِلُ العَبْدُ فِيْها بِرَبِهِ، لَها في مِيزانِ الشَّرِيْعَةِ شَأَنٍ، ولَها في مَقامِ الدِيْنِ مَقَام. صَلاةٌ يَناجِيْ العَبْدُ فِيْها بِرَبِهِ، فَلا تَسَلْ عَنْ شَرَفِ تِلْكَ المُناجاة، العَبْدُ يَدْعُو، ورَبُ العَالَمِيْنَ يُجِيْب، في الحَدِيْثِ القُدْسِيِّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَل: (قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإِذَا قَالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذَا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هَذَا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ) رواه مسلم

الصَلاةُ عَزِيْزٌ مَقَامُها، مَنْ عَرَفَ حَقِيْقَتَها حَفِظَها وحافَظَ عليها، ومَنْ اسْتَشْعَرَ مَعانِيْها أَقامَها وسَارَعَ إِليها. أَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِهِ حِيْنَ يَشْرعُ يُصَلَّيْ، وأَقْرَبُ ما يَكُونُ المُصَلِّيْ مِنْ رَبِهِ حِيْنَ يَخِرُّ ساجِداً بَيْنَ يَدَيْه. عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ» رواه مسلم وفي القُرآنِ قالَ رَبُنا سُبْحانَهُ {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} اسْجُدْ، فَما أَكْرَمَكَ على رَبِكَ حِيْنَ تَسْجُد.  اسْجُد واقْتَرِبْ، فَإِنَّكَ إِنْ سَجَدْتَ اقْتَرَبْتَ. ومَنْ اقْتَرَبَ مِنَ اللهِ أَواه، وأَنالَهُ مِنْ عَطائِهِ وأَوْلاه.  اسْجُدْ «فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً» رواه مسلم والسُجُودُ مِنْ أَشرَفِ أَرْكانِ الصَلاةِ، والصَلاةُ هِيَ صِلَةُ العَبْدِ باللهِ.

كُلُّ العِبادَاتِ شَرَعَها اللهُ على رَسُولِهِ بِواسِطَةِ جِبْرِيْل. إِلا الصَلاةَ فإِنَّها شُرِعَتْ على رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِيْنَ عُرِجَ بِهِ إِلى السَماءِ. حِيْنَ تَجاوَزَ السَّبْعَ الطِّباقَ وبَلَغَ سِدْرَةَ المُنْتَهى فَوقَ السَّماءِ السَّابِعَةِ.  وهُناكَ كَلَّمَهُ رَبُهُ، وافْتَرَضَ عليهِ خَمْسِينَ صَلاةً كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ. ثُمَّ هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ وفي السَماءِ السَادِسَةِ أَتَى على مُوسَى عليهِ السلامُ فَقالَ لَهُ: يا مُحَمَّدُ، مَاذَا عَهِدَ إلَيْكَ رَبُّكَ؟ قالَ: عَهِدَ إلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، قَالَ: يا مُحَمَّد، إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْك، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم إِلى رَبِهِ فَسَأَلَهُ التَّخْفِيْفَ، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْراً، ثُمَّ هَبَطَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ فأَتَى على مُوْسَى عليهِ السَلامُ فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ قُلْتُ: جَعَلَها أَرْبَعِيْنَ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُوْلَى: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْك، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلى رَبِيْ عز وجل، فَجَعَلَهَا ثَلاثِيْنَ. فَأَتَيْتُ عَلَى مُوْسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَخْبَرْتُه، فَقَالَ لي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُوْلَى. فَرَجَعْتُ إِلى رَبِيْ، فَجَعَلَهَا عِشْرِيْنَ، ثم عَشْراً، ثُمَّ خَمْساً. قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَىَ مُوْسَى، فَقَالَ لي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُوْلَى، فَقُلْتُ: إِنِّيْ أَسْتَحِيْ مِنْ رَبِيْ عز وجل أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْهِ. فَنُوْدِيَ: (أَنْ قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيْضَتِيْ، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِيْ، وَأَجْزِيَ بِالحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِها) وقَالَ اللهُ لِنَبِيِّهِ: (إنَّه لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ في أُمِّ الكِتَابِ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ بعَشْرِ أمْثَالِهَا، فَهي خَمْسُونَ في أُمِّ الكِتَابِ، وهي خَمْسٌ عَلَيْكَ)

* إِنَّها الصَلاةُ، ما أَعْظَمَ شَأَنَها. فَرِيْضَةُ تُلازِمُ المُكَلَّفَ كُلَ أَيامِ عُمُرِهِ، ما بَقِيَ عَقْلُهُ وحَضَرَ إِدْراكَهُ.   قَدْ يَعْجَزُ المُكَلَّفُ عَنْ الحَرَكَةِ، وقَدْ تُشَلُّ أَرْكانُهُ عَنْ العَمَلِ، وقَدْ يَمْرَضُ المُكَلَّفُ ويَظَلُّ حَبِيسَ الفِراشِ. وتَبْقَى الصَلاةُ في حَقِهِ واجِبَةً، لا تَسْقُطُ عَنْهُ ولا يُعْذَرُ بِتَرْكِها، يُؤَدِيْها حَسَبَ طَاقَتِهِ، ويُقِيْمُها قَدْرِ اسْتِطَاعَتِه،  لَمَّا اشْتَدَّ المَرَضُ بِعُمْرَانَ بنِ الحُصَيْنِ رضي الله عنه قال: فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» رواه البخاري

وصَلاةُ الجَماعَةِ في حَقِّ الرَّجُلِ مِنْ آكَدِ الوَجِباتِ، وتَخَلُّفُهُ عَنْ الجَماعَةِ بِغَيِرِ عُذْرٍ مِنْ أَعْظَمِ المُنْكَراتِ، فَفِيْ مَواقِفِ الحَرْبِ، وفي مَنازِلِ النِّزالِ، شَرَعَ اللهُ لنَبِيِّهِ صَلاةَ الخَوفِ، لِتُؤَدَى جَماعَةً في أَحْلَكِ المَواقِف. قَالَ اللهُ سُبحانه {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ}

إِنَّها الصَلاةُ، إِنَّها عَمُودُ الدِّيْن، إِنَّها المُقَدَّمَةُ يَومَ الحِسَابِ، إِنَّها المُنْجِيَةُ يُومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِ العَالَمِيْن، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يَقُولُ : «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ» رواه الترمذي

{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} 

  بارك الله لي ولكم ..  

 

 

 

الحمد للهِ رَبِّ العَالمين، وأَشْهَدُ أَن لا إله إلا اللهُ ولي الصالحين، وأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رسول رب العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليماً  أما بعد:  فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون

أيها المسلمون: أَكْرَمُ اللهُ عِبادَهُ المؤْمِنِيْنَ بِهذهِ الصَلاةِ إِذْ شَرَعَها لَهُم، وأشَرَّفَهُم بِها إِذ أَوجَبَها عَلِيْهِم. وهُوَ الغَنِيُّ عَنهُم وعَنْ أَعْمالِهِم. فَما أَمَرَهُم بالصَلاةِ إِلا لِيَصِلَهُم، ولا دَعاهمْ إِلى مُناجاتِهِ إِلا لِيْقَرِّبَهُم.   الصَلاةُ هِيْ طَرِيْقُ كُلِّ فَلاح، وأَنَى لِمَنْ أَضاعَ صَلاتَهُ أَنْ يُدْرِكَ في الدَّارَيْنِ فَلاحاً. في النِداءِ للصَلاةِ، تَكْبِيْرٌ للهِ، وشَهادَةٌ لَهُ بالتَوْحِيْدِ، وشَهادَةٌ لِنَبِيِّهِ بالرِّسالَةِ، ثُم دَعوَةٌ إِلى الصلاةِ، تَعْقبُها دَعوةٌ إِلى الفَلاح (حَيَّ على الفَلاح، حَيَّ على الفَلاحِ)

هَذِهِ هِيَ الصَلاةُ.  فَهَل للعَبْدِ عَنِ الصَلاةِ مِنْ عِوَضٍ؟! وهُلَ لَهَ عَن الصَلاةِ مِنْ مَلْجَئٍ فِيْهِ يَسْعُدُ؟!  يَعْظُمُ قَدْرُ الصَّلاةِ في قَلْبِ المُؤْمِنِ، فَيَفْزَعُ إِليْها مُبادِراً، يُقْبِلُ إِليها مُشْرِقَ القَلْبِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ، مَسْرورَ الفُؤَاد.  لا يُلْهِيْهِ عَنْ صَلاتِهِ لَهْوٌ ولا لَعِب، ولا بَيْعٌ ولا تِجارَةٌ، ولا أَهْلٌ ولا مالٌ ولا ولَد {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}  {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}

يَتأَلَمُ المؤْمِنُ إِنْ فَاتَتْهُ صَلاةٌ، ويَشْتَدُّ غَمُّهُ إِنْ تَخَلَّفَ عَنْها وَلَو بِسَبَب. وأَما المُفَرِّطُ فإِنَّهُ غَارِقٌ في غَفْلَتِه، مُسْتَرْسِلٌ مَعَ شَهْوَتِه. لا يَزْجُرُهُ وعَظٌ، ولا يَهُزُّهُ تَذْكِيْر {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}   

وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يَومٍ مِنْ أَيَامِ غَزْوَةِ الأَحْزابِ مُرابِطاً أَمامَ جَيْشِ العَدوُّ، فَأَتْى عليهِ وَقْتُ صَلاةِ العَصْرِ، فَما قَدِرَ على أَدائِها في وَقْتِها ـــ وذاكَ قَبْلَ أَنْ تُشْرَعَ لَهُ صَلاةُ الخَوفِ ــــ فاشْتَدَّ أَلَمُهُ لِفَواتِ وَقْتِ الصَلاةِ. فَدَعا على الكَافِرِيْن أَقْسَى دَعْوَةٍ، وقَال: «شَغَلُونَا عن الصَّلاَة الوُسْطَى -صلاة العصر- مَلَأَ الله أَجْوَافَهُم وقُبُورَهم نَارًا» رواه مسلم   قُل لِمَنْ يَنامُ عَنْ الصَلَواتِ، أَو يَتَخَلَُّفُ عَنْ الجَماعَاتِ لأَوهَنِ سَبَبٍ.  أَما عَرَفْتَ قَدْرَ صَلاتِك؟  أَما عَلِمْتَ مَكانَتَها في الدِيْنِ؟ أَما أَدْرَكْتَ أَنَّ نَجاتَكَ في الآخِرَةِ مُقْتَرِنَةٌ بِنَجاحِ صَلاتِك؟

قُل لِمَنْ يَنامُ عَنْ الصَلَواتِ، أَو يَتَخَلَُّفُ عَنْ الجَماعَاتِ: أَما هَزَّكَ مِنَ اللهِ خَوْفٌ؟!  أَما أَوْجَعَكَ أَلَمُ التَفْرِيْطِ؟!  أَما لازَمَتْكَ حَسْرَةٌ؟! أَما أَقْلَقَكَ نَدَم؟!

أَما خَشِيْتَ أَنْ تَلقَى اللهَ وقَدْ أَضَعْتَ صَلاتَك، فَتَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ ولا حُجَةَ لَك. فَتَكونَ مِنْ الهالِكِيْن {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ}

قُلْ لِمَنْ وهَبَهُ اللهُ أُسْرَةً، وأَنْعَمَ اللهُ عليهِ بأَهْلٍ ورَزَقَهُ وَلَد: أَنْتَ مَسْؤُولٌ أَمامَ اللهِ عَنْ تَرْبِيَتِهِم وتَعْلِيْمِهِم. وأَنْتَ لَهُم في هذهِ الصَلاةِ قُدْوَة. عَظِّمْ قَدْرَ الصَلاةِ في نُفْسِ أَهْلِكَ وولَدِك، أَدْبْهُم على المُحافَظَةِ عليها في الجَماعَةِ، وأَمرْهُم بِها في كُلِّ الأَوقَاتِ {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ}

ربنا هب لنا من أزواجنا..

 

المرفقات

1757580043_هذهِ هي الصلاة 20 ــ 3 ــ 1437هـ.docx

المشاهدات 455 | التعليقات 0