عناصر الخطبة
1/إرسال الرسل نعمة عظمى 2/أمثلة لتحدي الكفار والمشركين لرسالات الله 3/بعض الحكم من عدم استجابة الله تعالى لاقتراحات المعاندين 4/القرآن الكريم المعجزة العظمى الخالدة 5/وجوب تحقيق التوحيد واتباع النبي لمن أراد النجاةاقتباس
مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ إِذَا أَرْسَلَ نَبِيًّا وَأَتَى بِآيَةٍ دَالَّةٍ عَلَى صِدْقِهِ قَامَتْ بها الْحُجَّةُ، وَظَهَرَتْ بها الْمَحَجَّةُ، فَمَنْ طَالَبَهُمْ بِآيَةٍ ثَانِيَةٍ لَمْ تَجِبْ إِجَابَتُهُ إِلَى ذَلِكَ، بَلْ وَقَدْ لَا يَنْبَغِي ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ إِذَا جَاءَ بِآيَةٍ ثَانِيَةٍ طُولِبَ بِثَالِثَةٍ، وَإِذَا جَاءَ بِثَالِثَةٍ طُولِبَ بِرَابِعَةٍ، وَطَلَبُ الْمُتَعَنِّتِينَ لَا أَمَدَ لَهُ...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، ورَاقِبُوه في السِّرِّ والنَّجْوَى.
أيها المسلمون: مِنْ نِعَم اللهِ العُظمى على عباده إرسال الرسل إليهم؛ إذ لا سبيلَ إلى السعادة والفَلَاح في الدنيا والآخرة إلا من طريقهم، ولا معرفة للطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم، ولا يُنال رضا اللهِ البتةَ إلا على أيديهم، فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه، ولا بقاء لأهل الأرض إلا بآثار الرسالة الموجودة فيهم.
وقد أيَّد اللهُ المرسلينَ بآيات وبراهين تدل على صدق رسالتهم، قال -سبحانه-: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ)[إِبْرَاهِيمَ: 9]، والآيات والبيِّنات الدالَّة على نبوة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- كثيرة متنوعة، وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء، قال -تعالى-: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا في الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)[فُصِّلَتْ: 53].
وبعدَ ظهورِ نبوةِ نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- كثرت طلبات المشركين وتنوعت اعتراضاتهم؛ فاقترحوا عليه آيات يأتيهم بها تكبُّرًا وعنادًا، فقالوا: لو أنزل علينا كتاب لأخلصنا العبادة لله، قال -سبحانه-: (وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)[الصَّافَّاتِ: 167-170].
وبعد أن نزل القرآن ورأوا ما فيه من المعجزات الباهرات قالوا: لولا نزل هذا القرآن على رجل عظيم كبير مبجل في أعينهم، من أهل مكة والطائف؛ (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)[الزُّخْرُفِ: 31].
ولَمَّا عجَزُوا عن تحدي الله لهم بأن يأتوا بمثل القرآن أو ببعضه طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- استبدال هذا القرآن بغيره؛ (قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي)[يُونُسَ: 15]، وحين علموا أن استبداله ليس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ورأوا القرآنَ ينزل مُنجَّمًا على الوقائع والحوادث سألوه أن ينزل جملةً واحدةً مكتوبًا؛ (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً)[الْفُرْقَانِ: 32]، ثم زادوا في استكبارهم وعنادهم، فاقترحوا عليه أن يصعد في سلم إلى السماء وهم ينظرون إليه، ثم ينزل على كل واحد منهم كتابًا من السماء خاصًّا به يقرؤه، قال -تعالى-: (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً)[الْمُدَّثِّرِ: 52]، قال مجاهد -رحمه الله-: "مكتوب فيه إلى واحد صحيفة: هذا كتاب من الله لفلان بن فلان".
وحين أيقنوا أن الله أيد محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بمعجزة القرآن قابلوا رسالته بالتعنُّت والاستكبار، فقالوا: لولا أُنزِلَ عليه مَلَكٌ يُعِينُهُ على ما هو عليه، ثم زادوا في طلبتهم وقالوا: هلَّا نزلت علينا ملائكة مقترن بعضهم ببعض، متتابعين فوجا بعد فوج، يخبروننا بأنك رسول الله إلينا؟! ثم استكبروا على الخالق -سبحانه- وطلبوا أن يكملهم مشافهة من غير واسطة بأن محمدًا رسوله إليهم؛ (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ)[الْبَقَرَةِ: 118]، بل طلبوا أن يروا الله عيانًا بأبصارهم ليخبرهم بصدق رسالته إليهم؛ (أَوْ نَرَى رَبَّنَا)[الْفُرْقَانِ: 21]، ثم أعجبوا بأنفسهم فعلقوا إيمانهم برسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- بإتيان الملائكة بالرسالة إليهم كما تأتي إلى الرسل؛ (وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ)[الْأَنْعَامِ: 124]، فرد الله عليهم: (أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)[الْأَنْعَامِ: 124].
ولَمَّا أعيَتْهم اقتراحاتُهم الدينيَّة عمدوا إلى اقتراحات دنيويَّة للنبي -صلى الله عليه وسلم- تعجيزًا له في زعمهم، فطلبوا منه وهو في مكة وفي وادٍ قفرٍ لا زرعَ فيه أن يكون له بستان من نخيل وعنب، ويفجر الأنهار خلالها تفجيرا، وسألوه وهو لا يجد قوت يومه أن يكون له بيت من ذهب؛ (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ)[الْإِسْرَاءِ: 93]، وطلبوا منه أن يلقى إليه كنز من السماء ينتفع، وأمَّا ما يخصهم من الدنيا فقالوا: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا في أرض مكة عيونًا تجري هاهنا وهاهنا، ولما لم يتحقق لهم ما سألوا طلبوا من النبي -صلى الله عليه وسلم- إنزال العذاب عليهم؛ (أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[الْأَنْفَالِ: 32].
ومن اغترارهم بأنفسهم سألوه تعجيلَ العذاب؛ (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ)[الْحَجِّ: 47]، بل عينوا نوعين من العذاب يريدون؛ وهما إسقاط السماء عليهم قطعًا تهلكهم؛ (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا)[الْإِسْرَاءِ: 92]، أو إمطار حجارة عليهم من السماء؛ (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ)[الْأَنْفَالِ: 32]، ومن عتوهم إذا تأخرت إجابة اقتراحيهم في آية من الآيات قالوا للرسول -صلى الله عليه وسلم- مستهزئين به: هلا أنشأت آية من عندك؛ (وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي)[الْأَعْرَافِ: 203].
وقد بيَّن -سبحانه- أنَّه قادر على إنزال الآيات، وأنها ليست إلا عنده؛ (قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ)[الْعَنْكَبُوتِ: 50]، ولا شأن لرسله ولا لأحد من خلقه فيها؛ (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)[الرَّعْدِ: 38]، ولم يحقق لهم الرب -سبحانه- ما يقترحونه لجهلهم بحكمة الله في ذلك؛ (قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[الْأَنْعَامِ: 37]، ولأن ما طلبوه من الآيات لا يوجب إيمانًا، فقد سألها الأولون وأعطوها ولم يؤمنوا، فكان هلاكهم واستئصالهم، قال -تعالى- عنهم: (فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ * مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا)[الْأَنْبِيَاءِ: 5-6].
وحين سأل حوارِيُّو عيسى ابن مريم أن يُنَزِّلَ عليهم مائدةً من السماء قال الله لهم: (إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ)[الْمَائِدَةِ: 115].
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضيق صدره من أقوالهم واقتراحاتهم؛ (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ)[الْحِجْرِ: 97]، وكان عليه الصلاة والسلام يقول: "لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد"، والله يأمره بالصبر وكثرة العبادة والإعراض عن الجاهلين، ويخبره بمقصد الرسالة وهي النذارة والبشارة.
وبعد أيها المسلمون: فالله أرسَل محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بآيات وبراهين ظهرت قبل مولده؛ كالبشارة به في الكتب السابقة وذكر صفاته، وفي حياته لم تزل الآيات متتابعةً يتلو بعضُها بعضًا، وتُوفي رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وهي أكثر ما كانت، وهي باقية إلى يوم القيامة، وأعظمها القرآن الكريم الذي أعجز أهل الأرض بفصاحته وبلاغته ومعانيه، قال -سبحانه-: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)[الْعَنْكَبُوتِ: 50-51]، فمن أراد معرفة صدق الرسالة وجلاء براهينها فعليه بالقرآن العظيم، قال -عليه الصلاة والسلام-: "من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنَّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة"(مُتفَق عليه).
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ إِذَا أَرْسَلَ نَبِيًّا وَأَتَى بِآيَةٍ دَالَّةٍ عَلَى صِدْقِهِ قَامَتْ بها الْحُجَّةُ، وَظَهَرَتْ بها الْمَحَجَّةُ، فَمَنْ طَالَبَهُمْ بِآيَةٍ ثَانِيَةٍ لَمْ تَجِبْ إِجَابَتُهُ إِلَى ذَلِكَ، بَلْ وَقَدْ لَا يَنْبَغِي ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ إِذَا جَاءَ بِآيَةٍ ثَانِيَةٍ طُولِبَ بِثَالِثَةٍ، وَإِذَا جَاءَ بِثَالِثَةٍ طُولِبَ بِرَابِعَةٍ، وَطَلَبُ الْمُتَعَنِّتِينَ لَا أَمَدَ لَهُ"، وليس للمرسل إليهم أن يقترحوا من الآيات ما يريدون، ولا يشترط لصدق النبوة وتقرير الرسالة تحقيق اقتراحات المشركين، وما سألوه لا يستلزم الْهُدَى؛ بل يستلزم إقامة الحجة، والله لم يجر العادة بإظهار الآيات المقترَحة إلا للأمة التي حتم بعذابها واستئصالها، فليحذر العبد الاستهانة بجناب الربوبية، أو الاستهانة بمقام الرسالة، فمن لم يعظمهما هلك.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ)[الْبَقَرَةِ: 119].
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أيها المسلمون: دينُ الإسلامِ مبنيٌّ على أصلينِ؛ تحقيقِ شهادةِ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وكُلَّما كان الرجل أتبَع لمحمد -صلى الله عليه وسلم- كان أعظم توحيدًا لله وإخلاصًا له في الدين، وإذا بَعُدَ عن متابعتِه نَقَصَ مِنْ دِينِه بحسب ذلك، وقد نال أبو بكر -رضي الله عنه- منزلةَ الصديقية لمبادَرته بتصديق النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال -عليه الصلاة والسلام-: "إِنِّي قُلْتُ: يا أيها النَّاسُ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا، فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتَ"(رواه البخاري)، فَمَنْ قَبِلَ رسالةَ اللهِ واستقام عليها فهو من خير البرية.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيِّه، فقال في محكم التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهمَّ عن خلفائه الراشدينَ، الذين قَضَوْا بالحقِّ وبه كانوا يَعدِلونَ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن سائر الصحابة أجمعينَ، وعنَّا معهم بجودكَ وكرمكَ يا أكرمَ الأكرمينَ.
اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، ودَمِّر أعداءَ الدِّينِ، واجعل اللهمَّ هذا البلد آمنًا مطمئنًّا رخاءً وسائرَ بلاد المسلمينَ، اللهمَّ انصر عبادك المؤمنين المستضعَفين في فلسطين، اللهمَّ كن لهم وليًّا ونصيرًا، ومُعينًا وظهيرًا، واجعل بلادهم آمنة مطمئنة يا ربَّ العالمينَ، وارزقهم من واسع فضلك العظيم، وافتح لهم من بركات السماء والأرض، فإنك أنت المتين العزيز ذو القوة يا ربَّ العالمينَ.
اللهمَّ ادفع البلاء والمحن والفتن عن بلاد المسلمين في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام.
اللهمَّ وفِّقْ إمامنا وولي عهده لما تحبُّ وترضى، وخُذْ بناصيتهما للبِرِّ والتقوى، وانفع اللهمَّ بهما الإسلامَ والمسلمينَ، وأصلح جميع ولاة أمور المسلمين في كل مكان يا ربَّ العالمينَ.
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201].
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يَذْكُرْكُمْ، واشكُرُوه على آلائه ونعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم