عناصر الخطبة
1/العداوة بيننا وبين اليهود دينية 2/من العقائد الفاسدة لليهود 3/من مخططات اليهود ومكرهم 4/من أسباب النصر على اليهوداقتباس
إن اليهود يخططون ويمكرون، فمن مخططاتهم التي جاءت في وثائقهم السرية المسماة "بروتوكولات صهيون" استعمال العنف والقوة في حكم العالم، وإثارة الحروب بين الشعوب، وإشاعات الفوضى والخيانات والفساد، واستغلال الإعلام والسيطرة عليه لمصالحهم...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
عباد الله: إن العداوة بين اليهود وبين المسلمين هي عداوةٌ دينية، ليست كما يصورها البعض أنها عداوة من أجل مصالحَ دنيوية؛ فاليهود يرون أنهم شعب الله المختار، ويزعمون أن حدود دولتهم ستكون من العراق شرقاً إلى مصر غرباً، أي: من النيل إلى الفرات، ومن شمال الشام إلى يثرب، أي: المدينة شمالاً وجنوباً.
والعداوة بين المسلمين وبين اليهود ليست عداوة جديدة بل هي عداوة قديمة، ويهود اليوم هم يهود الأمس من جهة عقائدهم وأخلاقهم، إلا أنهم في هذا العصر أقوى نفوذاً وأكثر تنظيماً، فإذا أردنا أن نعرف عقائدهم وأخلاقهم، فعلينا أن تأمل كتاب الله -سبحانه وتعالى-، فلقد وصفهم الله -سبحانه وتعالى- وفضحهم في كتابه، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)[النساء: 122].
اليهود -عباد الله- عقائدهم فاسدة محرفة، فقد عبدوا العجل من دون الله، وغلوا في الأنبياء والصالحين، ثبت في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
ومن عقائدهم الفاسدة: أنهم نسبوا الابن إلى الله، قال -تعالى-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ)[التوبة: 30]، وعزير أحد أنبيائهم.
ومن عقائدهم الفاسدة: أنهم يصفون الله -سبحانه وتعالى- بصفات النقص، فوصفوا الله -تعالى- بأنه فقير وهم أغنياء، قال -تعالى-: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ)[آل عمران: 181]، ووصفوه بأن يده مغلولة، يعني: أنه بخيل وشحيح، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، قال -تعالى-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)[المائدة: 64].
وزعموا أن الله -سبحانه وتعالى- خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت، وهم يسمونه يوم الراحة، وحتى الآن عندهم هذا اليوم يوم راحة، فرد الله -سبحانه وتعالى- عليهم في كتابه فقال: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ)[ق: 38].
ومن عقائدهم الفاسدة في الأنبياء: أنهم يقتلونهم ويقتلون كل من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[آل عمران: 21].
وأما عقيدتهم في النبي -صلى الله عليه وسلم- فهم ينكرون نبوته، مع أنهم يعرفون نبوته كما يعرفون أبناءهَم، قال -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[البقرة: 146]، وهم اليهود لأنهم عرفوا الحق ولم يتبعوه؛ فغضب الله عليهم.
ومن صفاتهم وأخلاقهم: كتمان الحق وعدم العمل بالعلم، قال -تعالى-: (وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[البقرة: 146]، وقال -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[الجمعة: 5].
ذم الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية اليهود الذين أُعطوا التوراة وحمّلوها للعمل بها، ثم لم يعملوا بها، مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفارا، أي: كمثل الحمار إذا حمل كتبا لا يدري ما فيها، فهو يحملها حملا حسيا، ولا يدري ما عليه، وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي أوتوه، حفظوه لفظا ولم يتفهموه ولا عملوا بمقتضاه، بل أوَّلوه وحرفوه وبدلوه، فهم أسوأ حالا من الحمير؛ لأن الحمار لا فهم له، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يكفينا شرهم، وأن يعجل بزوال حكمهم في فلسطين، وهو القوي العزيز.
الخطبة الثانية:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: ومن صفات اليهود وأخلاقهم الحسد، يحسدون الناس على كل شيء حتى الوحي والهدى، قال -تعالى-: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ)[البقرة: 109].
ومن صفاتهم: الإفساد وإثارة الحروب والفتن، قال -تعالى-: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)[المائدة: 64].
ومن صفاتهم: الكذب والتحريف، قال -تعالى-: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا)[النساء: 46].
ومن صفاتهم: البذاءة وسوء الأدب، فقد ثبت في البخاري أنهم كانوا يمرون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ويقولون: "السام عليك"، أي: الموت عليك، يهمون النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم يسلمون عليه، فكان يقول لهم -صلى الله عليه وسلم-: "وعليكم".
ومن صفاتهم: قسوة القلب عقوبة من الله لهم لمخالفتهم أمره، قال -تعالى-: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[المائدة: 13].
ومن صفاتهم: الخيانة، قال -تعالى-: (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ)[المائدة: 13].
ومن صفاتهم: الكراهية الشديدة لأهل الإسلام، قال -تعالى-: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)[المائدة: 82].
ومن صفاتهم: الجشع والطمع والحرص على الدنيا؛ (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)[البقرة: 96].
ومن صفاتهم: الجبن والخوف، قال -تعالى-: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)[الحشر: 14].
عباد الله: إن اليهود يخططون ويمكرون، فمن مخططاتهم التي جاءت في وثائقهم السرية المسماة "بروتوكولات صهيون" استعمال العنف والقوة في حكم العالم، وإثارة الحروب بين الشعوب، وإشاعات الفوضى والخيانات والفساد، واستغلال الإعلام والسيطرة عليه لمصالحهم، والتحكم بالاقتصاد العالمي، والسيطرة على الدول النصرانية؛ لتكون أداة مستخدمة تخدم مصالحهم وتحمي دولة إسرائيل.
عباد الله: هذا شيء يسير من صفات اليهود ومكرهم، فنسأل الله -عز وجل- أن يجعل كيدهم في نحرهم، وأن يكفي المسلمين شرهم إنه على كل شيء قدير، وعلى المسلمين إذا أرادوا النصر على اليهود أن يرجعوا إلى الله، فلا نصر لأهل الإسلام إلا إذا نصروا الله، يقول -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد: 7]، ونصرُ الله يكون بتوحيده -سبحانه وتعالى-، وبالتحاكم لشريعته، وبإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصيام والحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
النصر على اليهود يكون باجتماع المسلمين يداً واحدة على كتابة الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فهذا هو الاجتماع الذي يحبه الله، يقول -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 103]، ويقول -تعالى-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الأنفال: 46]، فتلاحظ في الآيات يذكر قبل الاجتماع الاعتصام بحبل الله وطاعة الله ورسوله؛ لأن هذا الاجتماع الذي يحصل به النصر على اليهود.
أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يسلط على اليهود إنه على كل شيء قدير، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
عباد الله: صلوا على من أمرك الله بالصلاة عليه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، اللهم صل على محمد، اللهم ارضَ عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين.
عبادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90]، فأذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم