أَمْنِ الْأَوْطَانِ مَسْؤُولِيَّةٌ عَظِيمَةٌ

محمد البدر
1447/03/26 - 2025/09/18 09:20AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾.وَقَالَﷺ:«إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا،ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا،فَيَرْضَى لَكُمْ أنْ تَعْبُدُوهُ،ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا،وَيَكْرَهُ لَكُمْ:قِيلَ وَقَالَ،وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.فَإِنَّ أَعْظَمِ مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ اجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِّ.

عِبَادَ اللَّهِ:اعْلَمُوا أَنَّ الْحِفَاظَ عَلَى أَمْنِ الْأَوْطَانِ مَسْؤُولِيَّةٌ عَظِيمَةٌ يَقومُ بها كُلِّ فَرْدٍ،وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ طَاعَتِهِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِﷺوَكَذَلِكَ طَاعَةِ أُولِي الْأَمْرِ،ولزوم الجماعة،وَالالْتِزَامِ بِالْأَنْظَمِةَ وَالتَّعِلْيِماَتِ التِي وَضَعَتْهَا الدَّوْلَةُ وفقها الله لِحِفْظِ الْحُقُوقِ وَصِيَانَةِ الْأَرْوَاحِ وَالْمُمْتَلَكَاتِ قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾.فدولتنا بحمدالله قامت وتأسست على الكتاب والسنة منذ عهد الإمامين محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على نشر التعاليم الاسلامية الصحيحة وطمس الممارسات التي تخالف التوحيد وفق كتاب الله وسنة رسولهﷺوهي مستمرة ولله الحمد إلى عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وأبنائه البررة إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان حفظهم الله وستستمر بإذن الله ما دامت متمسكة بهذا الأصل التي قامت عليه ولن يضرها من خالفها ولا من خذلها قَالَﷺ:«لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ،حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»رَوَاهُ مُسْلِمُ.

أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبادَ اللهِ:عَلَيْنَا جَمِيعًا أن نتعاون في الدعوة إلى تَعْزِيزِ مشاعر الِانْتِمَاءِ لِهَذِهِ الْبِلَادِ الْمُبَارَكَةِ والولاء للوطن ، والاعتزاز بما حباه الله من مكانة دينية،وحضارية واقتصادية،وريادة عالمية،فالمملكة تتمتع بمكانة دينية كقلب العالم الإسلامي وبلد الحرمين الشريفين ودينها هو الْإِسْلَامِ على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة الصالحين ،وتحتضن مكة المكرمة والمدينة النبوية،وهما أقدس مدينتين في الإسلام، ومكانة حضارية كمهد للعروبة ومركز تاريخي وتراثي عريق،ومكانة اقتصادية قوية كقوة نفطية كبرى ومحور للتجارة العالمية بفضل موقعها الاستراتيجي، بالإضافة إلى ريادة عالمية في الدبلوماسية والمساعدات الخارجية والجهود في محاربة الإرهاب .

عِبادَ اللهِ:إن ما تقوم به المملكة لخدمة الْحِرَمَيْنِ الشَّرِيفِيْنِ وللعالم الإسلامي أجمع فهو تأكيد، للاهْتِمَامَ الْكَبِيرَ من دَوْلَتُنَا عَلَى تَعَاقُبِ حُكَّامِهَا وَتَسَابَقُهم عَلَى خِدْمَةِ الْمَسْجِدَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ،وَعَلَى خِدْمَةِ الزُّوَّارِ وَالْعُمَّارِ وَالْحُجَّاج،وَقد تَوَالَتِ التَّوْسِعَاتُ الْعَظِيمَةُ التِي صُرِفَتْ فِيهَا الْمَلايِينُ عَلَى الْبِنَاءِ وَالتَّنْظِيفِ وَالتَّنْظِيمِ لِأَطْهَرِ الْبِقَاعِ من قبل الدولة وفقها الله،فالمسؤولية تقع على كل فرد في حفظ هذه النعمة وشكرها فنعمة الأمن تستوجب الشكر قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.وفيجب على كل فرد المشاركة في بناء وتنمية هذا الوطن الغالي والمحافظةعلى مقدراته وثرواته.

الاوَصَلُّوا عِبَادَ اللهِ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ،وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ كَمَا  أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَاحْفَظْ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا،اللّهمّ وَهيِّئْ لَهُ الْبِطَانَةَ

الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَالَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ ،واصرِفْ عَنه بِطانةَ السُّوءِ يَا رَبَّ العَالمينَ،وَاللّهمّ وَفِّقْ جَميعَ ولاةِ أَمرِ الْمُسْلِمِينَ لما تُحبهُ وَتَرضَاهُ لمَا فِيهِ صَلَاحُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ 

يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المرفقات

1758176381_أَمْنِ الْأَوْطَانِ مَسْؤُولِيَّةٌ عَظِيمَةٌ.pdf

المشاهدات 537 | التعليقات 0