إِشَادَةٌ بِنَجَاحِ مَوسِمِ الْحَجِّ

محمد ابراهيم السبر
1446/12/16 - 2025/06/12 10:49AM

إِشَادَةٌ بِنَجَاحِ مَوسِمِ الْحَجِّ ([1])
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْمَلِكِ الْمَعْبُودِ، ذِي الْمَنِّ وَالْجُودِ، لَهُ الْحَمْدُ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ، هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ، وَهُوَ الرَّحِيمُ الْوَدُودُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، الْعَزِيزُ الْحَمِيدُ، وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ذُو الْخُلْقِ الْحَمِيدِ، وَالْقَوْلِ السَّدِيدِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعَيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً.

أمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.

أيُّهَا المُسْلِمونَ، لَقَدْ اِنْتَهَى مَوْسِمُ الْحَجِّ الَّذِي أَدَّى فِيهِ الْمُسْلِمُونَ الرُّكْنَ الْخَامسَ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ وَمَبَانِيِهِ الْعِظَامِ، وَعَادُوا سَالِمَيْنَ غَانِمَيْنَ، بِالْأَجْرِ وَحُسْنِ الثَّوَابِ مَوْفُورَيْنَ، مُسْتَبْشِرِينَ بِفَضْلِ اللهِ وَنَعْمَائِهِ أَنَّ أُعَانِهُمْ عَلَى حَجِّهِمْ وَأَرَاهُمْ مَنَاسِكَهُمْ.

وَلَقَدْ تَجَلَّتْ فِي هَذَا الْمَوْسِمِ الْعَظِيمِ مَدْرَسَةُ الْحَجِّ الْكُبْرَى فِي أَجَلَى مَعَانِيُهَا وَأَبْهَى مَغَازِيِهَا مِنْ تَحْقِيقِ التَّوْحِيدِ وَإقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى وَالْوَحْدَةِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.

إِنَّ نِعَمَ اللهِ عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ لَا تُحْصَى؛ فَهِي بِلَادُ الْحَرَمَيْنِ، وَمَهْبِطُ الْوَحْي، وَمَنْبَعُ الرِّسَالَةِ، وَعَلَى ثَرَاِهَا عَاشَ رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدِ ﷺ.

وَإِنْ مِنَ النَّعَمِ الَّتِي تَجَدَّدَتْ لِهَذِهِ الْبِلَادِ الْمُبَارَكَةِ -بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا- نَجَّاحُ مَوْسِمِ حَجِّ هَذَا الْعَامِ 1446هـ عَلَى كَافَّةِ الْأَصْعِدَةِ، وَأدَى جُمُوعُ الْحُجَّاجِ مَنَاسِكَهُمُ مُلَبِّينَ ضَارِعِينَ بِسَلَّامِ آمِنِينَ.

فَالْحَمْدُ للهِ عَلَى فَضْلِهِ وَإِنْعَامِهِ: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾، فَإِنَّ اللهَ قَدْ سَهَّلَ الْحَجَّ وَيَسَّرَهُ، فَاِسْتَتَبَّ الْأَمْنُ وَعُبِّدَتْ الطُّرُقُ، وَجَاءَ الْحُجَّاجُ بَرَّاً وَجَوَّاً وَبَحْرَاً، ﴿يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾.

وَإِنَّ نِعَمُ اللهِ تَعَالَى تُدَوُمُ بِالشُّكْرِ؛ فَإِنَّ النَّعَمَ بِشُكْرِهَا تَقِرُّ وَبِكَفْرِهَا تَفِرُّ، وَمِنْ شُكْرِ النَّعَمِ: اِسْتِشْعَارُهَا وَالْحِرْصُ عَلَى اِسْتِدَامَتِهَا؛ يَقُولُ تَعَالَى عَنْ خَلِيلِهِ ابْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَّامُ: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا﴾، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾.

وَإِنَّ مِنْ شُكْرِ اللهِ عَلَى هَذِهِ النَّعَمَةِ التَّحَدُّثَ بِهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾. فَإِنَّ هَذِهِ الدَّوْلَةَ الْمُبَارَكَةَ قَامَتْ -بحَمِدَ اللهَ- عَلَى تَوْحِيدِ اللهِ وَسُنَةِ نَبِيِّهِ ﷺ، وَتَحْكِيمِ شَّرِيعَتِهِ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللهَ مَعَهُ يُؤَيِّدُهُ وَيَنْصُرُهُ، وَيُسْبِغُ عَلَيْهِ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾.

لِقَدَّ تَغَيَّرَتْ أَحْوَالُ الْحَجِّ وَالْحُجَّاجِ مُنْذُ قِيَامِ الدَّوْلَةِ السُّعُودِيَّةِ؛ وَالْحَمْدِ لله؛ فَعَمَّ الْأَمْنُ أَرْضَ الْجَزِيرَةَ كُلِّهَا، وَاِخْتَفَتْ عِصَابَاتُ السَّلْبِ وَالنَّهْبِ الَّتِي كَانَتْ تَعْتَرِضُ قَوَافِلُ الْحَجِيجِ، نَاهِيَكُمْ عَنْ انْدِثَارِ الْبِدَعِ وَالْخُرَافَاتِ وَالْمَحَامِلِ الْبِدْعِيَّةِ، يُضَافُ إِلَى ذَلِكَ تَعْظِيمُ الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ، وَرِعَايَةُ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَبْذُلُ الْغَالِي وَالنَّفِيسِ فِي عِمَارَتِهِمَا؛ وَخِدْمَةِ قَاصِدِيهِمَا؛ عَملاً بِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾.

لِقَدْ قَفَلَتْ قَوَافِلُ الْحَجيجِ إِلَى دَيَّارِهَا، بَعْدَ مَوْسِمٍ نَاجِحٍ وَحَافِلٍ بِخِدْمَاتٍ مُتَكَامِلَةٍ، وَإِنْجَازَاتٍ جَلِيلَةٍ، وَجُهُودٍ تَعَاضَدَتْ فِيهَا كُلُّ الْقِطَاعَاتِ الَّتِي بَذَلَتْ عَمَلًا دَؤُوبَاً، وَطَوَّرَتْ فِكْرَاً حَديثَاً لِخِدْمَةِ الْحُجَّاجِ، وَفِي مُقَدَّمَتِهَا الْجَانِبُ الصِّحِّيُّ وَالْوِقَائِيُّ، وَتَوْفِيرُ الدُعَاةِ وَالْمُرْشِدِينَ، وَتهِيِئَةُ الْمَوَاقِيتِ وَالْبَرَامِجُ التَّوْعَوِيَّةُ وَتَوْزِيعَ الْمَصَاحِفِ عَلَى الْحُجَّاجِ وَالْمُعْتَمِرِينَ.

وَإِنْ مِنَ النَّمَاذِجِ الْبَارِزَةِ التَّفَانِيَ فِي خِدْمَةِ الْحَجيجِ مِنْ قِبَلِ رِجَالِ الْأَمْنِ وَالْعَامِلِينَ فِي الْحَجِّ، وَكَيْفَ كَانُوَا الْقَلُوبَ الرَّحِيمَةَ مَعَ الْحُجَّاجِ وَالزُّوَّارِ يُوقِرُونَ الْكَبِيرَ وَيَرْحَمُونَ الصَّغِيرَ، وَيُعَيِّنُونَ الْعَاجِزَ، وَيُعَامِلُونَ ضُيُوفَ الرَّحْمَنِ مُعَامَلَةً حَسَنَةً؛ فَلِهُمْ مَنَّا الدُّعَاءُ وَالثَّنَاءُ.

وَجَزَى اللهُ خَيْرَاً وُلَاةَ أَمْرِ هَذِهِ الْبِلَادِ الَّذِينَ أَنْفَقُوا بِسَخَاءٍ، وَأَشْرَفُوا بِوَفَاءٍ، وَأًتْقَنَوا فِي إِدَارَةِ الْحَجِّ، فَأُخْرِسَتِ الْأبْوَاقُ النَّاعِقَةُ الَّتِي تُشَوِّهُ الْحَقَائِقَ، وَأَشِعَّةُ الشَّمْسِ لَا يَحْجِبُهَا غِرْبَالٌ.

وَلَقَدْ ظَهْرَ فِي مَوْسِمِ حَجِّ هَذَا الْعَامِ مِنَ الْآثَارِ الْحَمِيدَةِ لِاِلْتِزَامِ ضُيُوفِ الرَّحْمَنِ وَتَقَيُّدِهِمْ بِالْأَنْظِمَةِ وَالتَّعْلِيمَاتِ وَاِسْتِخْرَاجِ تَصْرِيحِ الْحَجِّ، اِمْتِثَالاَ لِقَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾. حَيْثُ ظَهَرَ أثَرُ ذَلِكَ جَلِيَّاً فِي سَلَاَمَتِهِمُ، وَسَلَاَسَةِ تَنَقُّلِهِمْ بَيْنَ الْمَشَاعِرِ وَأَدَائِهِمِ الْمَنَاسِكَ بِطُمَأْنِينَةٍ وَيُسْرٍ.

وَهَكَذَا عِبَادِ اللهِ كَانَ الْحَجُّ مُدَرِّسَةً فِي الْإِخْلَاَصِ وَالتَّعَاوُنِ، وَرِسَالَةً تَبْرُزُ لِلْعَالَمِ عَظْمَةَ الْإِسْلَامِ وَأَخْلَاَقَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَّهُ دِينُ السَّلَّامِ فِي مَشَاعِرِهِ وَمَنَاسِكِهِ وَعِبَادَتِهِ.

اللَّهُمُّ تَقْبَلْ مِنْ الْحُجَّاجِ حَجَّهُمْ، وَاِجْعَلْ حَجَّهُمْ مَبْرُورَاً، وَسْعْيَهُمْ مَشْكُورَاً، وَاِجْزِ وُلَاةَ الْأَمْرِ خَيْرَ الْجَزَاءِ عَلَى مَا يُولُونَهُ مِنْ خِدْمَةٍ وَرِعَايَةٍ لِلْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ؛ يَاذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيةُ

الْحَمْدُ للّهِ وَكَفَى، وَسَلَاَمٌ عَلى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى، وَبَعْدُ؛ فَاِتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِحْمَدُوا اللهَ عَلَى نِعَمِهِ وَتَوَافُرِ آلَائِهِ، وَإقَامَةِ الْحَجِّ وَالْمَشَاعِرِ عَلَى التَّوْحِيدِ وَالسَّنَةِ، وَخَلَّوْهَا مِنْ مَظَاهِرِ الشَّرَكِ وَالْبِدْعَةِ، وَسَلَاَمَتِهَا مِنَ الرَّايَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالشِّعَارَاتِ السِّيَاسِيَّةِ، مَعَ أَمِنٍ وَارِفٍ، وَتَذْليلٍ لِلصِّعَابِ، وَحُسْنِ وِفَادَةٍ لِلْحُجَّاجِ وَالزُّوَّارِ، فَالْحَمْدُ للهِ أَوَلَاً وآخِرَاً، وَظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً.

هَذَا وَصِلُوا- عِبَادَ اللهِ- عَلَى رَسُولِ الْهُدَى؛ فَقَدْ أَمَرَكُمِ اللهُ بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً﴾، الَّلهُمَّ صِلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إبراهيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَاِرْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الْأَرْبَعَةِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بِكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَعَنِ الآلِ وَالصَّحْبِ الْكِرَامِ، وَعَنَا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَإحْسَانِكَ يَا أَرَحِمَ الرَّاحِمَيْنِ.

الَّلهُمَّ أعِزَّ الإسْلامَ والمُسلمينَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ، وَاجْعلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئنًّا وَسَائرَ بِلادِ المُسْلِمينَ.

اللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَاَنَا، وَارْحَمْ مَوتَانَا، وَتَوَلَّ أَمْرَنَا يَا رَبَّ الْعَالِمِينَ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادَمَ الحَرَمَينِ الشَرِيفَينِ، وَوَليَ عَهدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ.

عِبَادَ اللَّهِ: اذكُرُوْا اللَّهَ ذِكْرَاً كَثِيرَاً، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً، وَآخِرُ دَعوَانَا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

.....................................................................

•• | ‏لمتابعة الخطب على: (قناة التليجرام) /  https://t.me/alsaberm



([1]) للشيخ محمد السبر قناة التلغرام https://t.me/alsaberm

المرفقات

1749714807_إِشَادَةٌ بِنَجَاحِ مَوسِمِ الْحَجِّ.docx

1749714807_إِشَادَةٌ بِنَجَاحِ مَوسِمِ الْحَجِّ.pdf

المشاهدات 1585 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا


آمين وإياك أخي الكريم