اغتنام الوقت في أيام الإجازة
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الْحَمْدُ لِلَّهِ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِنِعَمٍ لَا تُعَدُ ولا تُحصَى وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ نبيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى وَالرَّسُولُ الْمُجْتَبَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللهِ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )) فَاتَّقُوا اللَّهَ رَحِمَكُم اللَّهُ واذكرُوا نِعَمَةَ اللهِ عَلَيكُمْ وَاسْأَلُوهُ تَعَالَىُ أنْ يُعِينَكُمْ عَلَى شُكْرِهِ جَاءَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) وَالسَّبَبُ فِي كَوْنِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ مَغْبُونِينَ فِي هَاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ لِأَنَّهُمْ لَا يُحْسِنُونَ اِسْتِعْمَالَهُمَا فِيمَا يَنْبَغِي وَلَا يَشْكُرُونَ اللهَ عَلَيْهِمَا وَقَدْ أَرْشَدَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى اغْتِنَامِ الْحَيَاةِ قَبْلَ الْفَوَاتِ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ )
عِبَادَ اللَّهِ يَنْبَغِي أَنْ تُسْتَغَلُّ أَوْقَاتُ الْإِجَازَةِ فِيمَا يَنْفَعُ المُسْلِمُ ومِنْ أَفْضَلِ مَا تُسْتَغَلُّ فِيهِ أَوْقَاتُ الْإِجَازَةِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ تِلَاوَةً وَقِرَاءَةً وَحِفْظًا ولَابُدَّ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى نَصِيبٌ فِي جَدْوَلِهِ الْيَوْمِيِّ لِأَنَّهُ أَفْضَلُ وَخَيْرُ مَا تُقْضَي بِهِ الْأَوْقَاتُ وَمِمَّا تُسْتَغَلُّ فِيهِ أَوْقَاتُ الْإِجَازَةِ زِيَارَةُ الأَقَارِبِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ فَهِيَ سَبَبٌ لبَرَكَةِ الْعُمْرِ وَكَثْرَةِ الرِّزْقِ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ )
وَمِمَّا يَحْسُنُ فِي الْإِجَازَةِ السَّفَرُ إِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ لِأَدَاءِ العُمْرَةِ وَالصَّلَاةُ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ وَإنْ حَصَلَ زِيَارَةُ المَسْجِدِ النَّبَوِيِ وَالصَّلَاةُ فِيهِ فَحَسَنٌ وَزِيَادَةُ خَيرٍ وَكَذَلِكَ السَّفَرُ إِلَى المَصَائِفِ أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا وَرِزْقًا طَيِّبًا وَعَمَلاً صَالِحًا مُتَقَبَلاً باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم ولِلْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّ رَبِي غَفُورٌ رَحِيمٌ
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أمَّا بَعْدُ فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ أَيَّامَ الْإِجَازَةِ مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي سَنسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَسَنُحَاسَبُ عَنْ تِلْكَ الْأَوْقَاتِ وَعَنْ هَذِهِ النِّعَمِ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِينَا هَلْ أَدَّيْنَا شُكْرَهَا قَالَ سُبْحَانَهُ (( ثُمَّ لَتُسْـئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ))
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ أَيْ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ شُكْرِ مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْكُمْ مِنَ الصِّحَّةِ وَالْأَمْنِ وَالرِّزْقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ . ا.هـ وَقَالَ مُجَاهِدٌ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ كُلِّ لَذَّةٍ مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا . ا.هـ عِبَادَ اللهِ اِسْتَغِلُوا الأَوْقَاتِ أَيَّامَ الْإِجَازَةِ بِمَا يَعُودُ عَلَيْكُمْ بِالخَيْرِ وَبِالنَّفْعِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا (( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ))
أَلَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وقَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات
1753971767_خطبة الجمعة الموافق 7 صفر 1447هـ عن استغلال الإجازة.pdf
1753971780_خطبة الجمعة الموافق 7 صفر 1447هـ عن استغلال الإجازة.docx