الإشادة بنجاح حج هذا العام 1446هـ
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لَا عِزَّ إلّا فِي طَاعَتِهِ وَلَا سَعَادَةَ إلّا فِي رِضَاهُ وَلَا نَعِيمَ إلّا فِي ذِكْرِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كَثِيرًا أمَّا بعدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ تُورِثُ الْمَرْءَ فِي الدُّنْيَا سَعَادَةً وَانْشِرَاحًا وَفِي الْآخِرَةِ فَوْزًا وَفَلاَحًا عِبَادَ اللهِ انْتَهَى مَوسِمُ الحَجِّ لِهَذَا العَام وَبِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى كَانَ حَجًّا نَاجِحًا بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقِهِ ثُمَّ بِالجُهوُدِ الَّتِي بَذَلَتْهَا حُكوُمَةُ خَادِمِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَينِ المَلِكِ سَلْمَانَ بِنِ عِبْدَ العَزِيزِ وَسُمُوُ وَلِيُّ عَهْدِهِ الأَمِينِ الأَمْيرَ مُحَمَّد بِنِ سَلْمَان حَفِظَهُمَا اللهُ وَجَميعُ أَجْهِزَةِ الدَّوْلَةَ المَدَنِيِّةِ وَالعَسْكَرِيَّةِ حَتَّىَ تَمَكَّنَ الحُجَّاجُ مِنْ أَداءِ حَجِّهِمْ عَلَىَ أَكْمَلِ وَجْهٍ في أَمْنٍ وَأَمانٍ وَيُسْرٍ وَطُمَأْنيِنَةٍ أسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَتَقْبَلَ مِنَ حُجَّاجِ بَيِّتِ اللهِ الحَرَامِ حَجَّهُمْ وَأَنْ يَجْزِيَ الْقَائِمِينَ عَلَى خِدْمَةِ ضُيُوفِ الرَّحْمَنِ خَيْرَ الجَزَاءَ عَلَى مَا قَدْمُوا وَبَذَلَوا مِنْ أَعْمَالٍ وخَدَمَاتٍ جَلِيلَةٍ تُذْكَرُ فَتُشْكَرُ
وَكَمَا أَكْرَمَ اللهُ الْحُجَّاجَ بِأَدَاءِ الْحَجِّ فَقَدْ أَنْعَمَ عَلَى مَا سِوَاهُم بِنِعَمٍ عَظِيمَةٍ وَيَسَّرَ لَهُمْ عِبَادَاتٍ جَلِيلَةً فمَرَّتْ بِهِمْ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ الَّتِي هِيَ أفْضَلُ أيَّامِ الدُّنْيا عِنْدَ اللهِ وَمَرَّ بِهِمْ يَوْمُ عَرَفَةَ الَّذِي صِيَامُهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ فَصَامُوا وَدَعَوا اللهِ وَتَضَرْعُوا إِلَيهِ وَمَرَّ بِهِمْ يَوْمُ النَّحْرِ وَصَلَّوا العِيدِ وَضَحُوا وَذَكَرُوا اللهِ وَكَبْرُوهُ ثُمَّ تَوَالَتْ عَلَيهِمْ أيَّامُ التَّشْرِيقِ فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَذَكَرُوا اللهَ تَعَالَى وَحَمِدُوهُ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ فَعَلَينَا أَنْ نُظْهِرَ فَرَحَنَا بِذَلِكَ ونَتَحَدَثَ بِنِعَمِ اللهِ عَلَينَا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ إِنَّ التَّحَدُّثَ بِنِعْمَةِ اللهِ دَاعٍ لِشُكْرِهَا وَمُوجِبٌ لِتَحْبِيبِ الْقُلُوبِ إِلَى مَنْ أَنْعَمَ بِهَا . ا.هـ أَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا الاِسْتِقامَةَ عَلَى طَاعَتِهِ وَأَنْ يُعِينَنَا عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِه وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ لَهُ الْحَمْدُ وَلَهُ الثَّناءُ الحَسَنُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واسْتقِيمُوا علَى طَاعَتِهِ وَدَاوِمُوا عَلَى الأَعمَالِ الصَّالِحَةِ فَأَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللهِ أَدوَمُهَا وَإِن قَلَّ وَقَدْ كَانَ مِنْ هَدِيِ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ أَنَّهُ إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثبَتَهُ وَمَا يَزَالُ العَبدُ يَتَقَرَّبُ إِلى اللهِ بِالنَّوَافِلِ حَتى يُحِبَّهُ اللهُ تَعَالَى كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي الحَدِيثِ القُدْسِيِ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَمَا يَزالُ عَبْدِي يَتَقرَّبُ إِليَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ... وَمَن تَعَرَّفَ إِلَى اللهِ في الرَّخَاءِ بِالطَّاعَةِ عَرَفَهُ رَبُّهُ في الشِّدَّةِ فَقَدْ قَالَ النَّبِيِّ ﷺ تَعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاء يَعْرِفْك في الشِّدَّةِ وَجَعَلَ لَهُ مِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيثُ لَا يَحْتَسِبْ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ))
أَلَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَوْلاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ آلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ عِبَادَ اللهِ اِذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1749568207_خطبة الجمعة الموافق 17 من ذي الحجة 1446هـ الإشادة بنجاح الحج.pdf
1749568220_خطبة الجمعة الموافق 17 من ذي الحجة 1446هـ الإشادة بنجاح الحج.docx
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
عضو نشطخطبة الجمعة الموافق 17 من ذي الحجة لهذا العام 1446هـ
خطبة قصير ومختصرة في الإشادة بنجاح موسم حج هذا العام
فالحمد لله أولاً وآخرًا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
تعديل التعليق