الطريق إلى الله منتهاه الجنة

د.عبدالحميد المحيمد
1447/05/09 - 2025/10/31 22:29PM
  • الطريق إلى اللَّه منتهاه الجنة

     

    إن الحمد للّه، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللّه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له،  وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله  اللَّهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، في العالمين إنك حميدٌ مجيد وبارك على محمدٍ وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، في العالمين إنك حميدٌ مجيد .

    عباد اللّه ، أوصيكم ونفسي بتقوى اللّه.

    "  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "

    أيها الأحبة في اللَّه، الطريقُ إلى اللهِ طريقٌ طويلٌ، ولكنه طريقٌ آمنٌ.

    مَنِ استقامَ عليه فله النجاح، ومَن سلك هذا الطريقَ فإنَّه بإمكانه أن يزيدَ من سرعته، لأنَّه لا توجد كاميراتٌ تُحذِّرُه من السرعة الزائدة. ولكن سارعوا؛ فقد أمرنا اللهُ بالمسارعة، وسابقوا؛ فقد أمرنا بالمسابقة.

    لماذا؟ حتى لا تتركوا مجالًا للشيطان.

    هذا الطريقُ رسمه لنا رسولُ اللهِ صلى اللَّه عليه وسلم حين كان جالسًامع الصحابة، فخطَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطًّا بيدِه ثم قال : هذا سبيلُ اللهِ مستقيمًا، وخطَّ خطوطًا عن يمينِه وشمالِه، ثم قال :

    « هذه السبلُ ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه»

    ثم قرأ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ :

    " وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ "

    الطريقُ إلى اللهِ، أيها الأحبة، هو بالالتزامِ بما أمرنا اللهُ، وبما أمرنا به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وليس بمجردِ الرأي، ولا باتباعِ هوى النفس، ولا باتباعِ العاداتِ والعُرف، وإنما هو التزامٌ بأمرِ الله وصبرٌ، وعدمُ خروجٍ يَمينًا أو شِمالًا عن هذا الصراط. ولكن أبشِر، فإنَّ مَن سلك هذا الطريقَ فهو في أمانٍ، وهو في خيرٍ.

    وهذا الطريقُ ليس بالضرورةِ أن تبلُغَ آخرَه، فقد تموتُ وأنتَ على هذا الطريق، فهذا هو المطلوب.فمَن ماتَ وهو على الصراطِ المستقيم، وعلى الطريقِ الحق، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقبله. ولكن مَن خرج أنملةً عن اليمينِ أو عن الشمال، فقد زاغَ وضَلَّ عن هذا الطريق .

    وتعالوا بنا نأخذ هذه البشارةَ النبويةَ التي يُخبرنا بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن آخرِ مَن يدخل الجنة.

    يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

    آخرُ مَن يدخلُ الجنَّةَ، رجلٌ يمشي على الصِّراطِ ، فهوَ يمشي مرَّةً ، ويكبو مرَّةً ، وتسفعُهُ النَّارُ مرَّةً ، فإذا جاوزَها التفتَ إليها ، فقال : تباركَ الَّذي نجَّاني منكَ ، لقد أعطاني اللهُ شيئًا ما أعطاهُ أحدًا مِن الأوَّلينَ والآخرينَ ، فتُرْفَعُ لهُ شجرةٌ ، فيقولُ : أيْ ربِّ أدْنِنِي مِن هذهِ الشَّجرةِ فلأستظِلَّ بظلِّها ، وأشربَ مِن مائِها ، فيقولُ اللَّه : يا ابنَ آدمَلعلِّي إن أعطيتُكَها سألْتَنِي غيرَها ؟ فيقولُ : لا يا ربِّ ، ويُعاهدُهُ أن لايسألَهُ غيرَها ، وربُّهُ يعذرُهُ ، لأنَّهُ يرَى ما لا صبرَ لهُ عليهِ ، فيُدنيِه منها ، فيستَظِلَّ بظلِّها ، ويشربَ من مائِها ، ثمَّ تُرْفَعُ لهُ شجرةٌ أُخرَى ، هيَأحسنُ مِن الأُولىَ ، فيقولُ : أيْ ربِّ أدْنِنِي من هذهِ ، لأشرَب من مائِها ، وأستَظِلَّ بظلِّها ، لا أسألُك غيرَها ! فيقولُ : يا ابنَ آدمَ ألَم تُعاهِدني أنلا تسألني غيرَها ؟ فيقولُ لعلِّي إن أدنَيتُك منها تسألْني غيرَها ؟ فيُعاهدُهُ أن لا يسألَهُ غيرَها ، وربُّهُ يعذرُهُ ، لأنَّه يرَى ما لا صبرَ لهُ عليهِ ، فيُدنيِه منها ، فيستظِلَّ بظلِّها ، ويشربَ من مائِها ،  ثمَّ تُرْفَعُ لهُ شجرةٌعندَ بابِ الجنَّة ، هيَ أحسنُ من الأُوليَيْن ، فيقولُ : أيْ ربِّ ! أَدْنِنِي مِنهذهِ ، فلأستظلِّ بظلِّها وأشربَ من مائِها ، لا أسألُكَ غيرَها ! فيقولُ : ياابنَ آدمَ ألَم تُعاهدْني أن لا تسأَلني غيرَها ؟ قال : بلَى يا ربِّ ، أدْنِنِيمِن هذهِ لا أسألُكَ غيرَها ، وربُّهُ يعذرُهُ ، لأنَّه يرَى ما لا صبرَ لهُ عليهِ ، فيُدنيِه منها ، فإذا أدناهُ منها سمِعَ أصواتَ أهلِ الجنَّةِ ، فيقولُ : أيْربِّ أدخلْنِيها ، فيقولُ : يا ابنَ آدمَ ما [ يَصريني ] منكَ ؟ أيُرضيك أنأُعطيَكَ الدُّنيا ومثلَها معها ؟ فيقولُ : أيْ ربِّ أتستهزئُ منِّي وأنتَ ربُّالعالمينَ ؟ فيقولُ : إنِّي لا أستهزئُ منكَ ولكنِّي على ما أشاءُ قادرٌ.

     

    فتخيَّلْ – أخي – وأنت تسلك هذا الطريق، وتجد صعوبةً في التزام أمرِ اللَّه ومنهجِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم،

    تخيَّلْ أنَّ هذا هو أدنى أهلِ الجنة منزلةً ، وتذكَّر أنَّ اللهَ غفورٌ رحيمٌ.

    أسألُ اللهَ أن يتوبَ علينا، وأن يردَّنا إليه ردًّا جميلًا.

    أقولُ ما تسمعون، وأستغفرُ اللهَ .

     

     

    الخطبة الثانية

     

    الحمدُ للَّه، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللَّه.

    أحبَّتي في اللَّه، الطريقُ إلى اللَّه يبدأ من الآن ، حافظ على الصلواتِ الخمس، وحافظ على الجماعة، وحافظ على أذكارِ الصباح والمساء، وحافظ على التوحيدِ الخالص، على منهجِ رسولِ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كما علَّمنا.

    ولا تضع في عنقِك مظلمةً لأحد، حتى لا يأخذوا منك الحسناتِ يوم القيامة ، فإذا متَّ على التوحيدِ، وأنتَ على الإيمان، فابشِرْ بالخير، فإنَّ اللهَ غفورٌ رحيمٌ، ورحمتَه عزَّ وجلَّ تسَعُك، وإنَّ اللَّه على كلِّ شيءٍقدير.

    فقط الزَمْ منهجَ النبيِّ عليه الصلاة والسلام، ولا تذهبْ يَمينًا ولا شِمالًا، ولا تبتدِعْ، ولا تتَّبعْ هواك، واصبِرْ إذا وجدتَ مشقَّةَ الطريق، فاصبِرْ، فإنَّ نهايتَه إلى الجنة.

    أسألُ اللهَ أن يجعلَنا وإيَّاكم من أهلِ الجِنان، وأن يغفرَ ذنوبَنا، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

    اللَّهم فرِّج عن إخواننا في السودان، اللَّهم تولَّ أمَرهم، اللَّهم فرِّجكربَهم، اللَّهم احقِن دماءَهم، اللَّهم اكسُ عُريانهم، اللَّهم أطعِمْ جِياعهم

    اللَّهم تولَّ أمرَهم يا رحمنُ يا رحيم.

    اللَّهم اسقِنا الغيثَ، ولا تجعلْنا من القانطين، اللَّهم أغِثِ البلادَ والعباد، اللَّهم أغِثِ البلادَ والعباد، سُقيا رحمةٍ لا سُقيا عذابٍ،

    تُحيي بها الزرعَ، وتُدرُّ بها الضرعَ، وتجعلها رحمةً لنا يا رحمنُ يارحيم.

    اللَّهم أغِثْنا، اللَّهم أغِثْنا، اللَّهم أغِثْنا.

     

    وصلى اللَّه على نبيِّنا محمدٍ .

المرفقات

1761938992_الطريق إلى اللَّه منتهاه الجنة.docx

المشاهدات 87 | التعليقات 0