المسلم يتذكر حرَّ النار كلما لفحَتْهُ رِياح الصيف
عايد القزلان التميمي
1447/02/07 - 2025/08/01 06:07AM
إنّ الحمد لله نستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا من يهده الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعدُ فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
أيها المؤمنون : إن في اختلاف الليل والنهار، وتقلب الدهور والأزمان، وتبدّل الحرارة والبرودة، لآيات على عظمة الله جل وعلا، فهو سبحانه الذي يقلّب الأيام والشهور، والفصول والأعوام، يقول تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)
وإننا نعيش الآن في فصل الصيف المعروف بقوة شمسه، وشدة حره، ويهرب الناس فيه من الشمس إلى الظل،
وقد امتن الله على عِبَادِه بالوقاية مِن الحَـرِّ وهذا من نِعمة الله على عباده قال تعالى {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلَـلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَـناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} وقوله تعالى: { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلَـٰلاً } أي: مَا يقِيكُم حَرّ الشّمْس، وهو كُلُّ شيءٍ له ظِل من حائط، وسقف، وشجر، وجبل، وغير ذلك .
عباد الله وفي زَمَانِنا هذا يَسّرَ اللهُ أجهزةً يَتَحَكَّمُ بها الإنسِان كَيفَمَا شَاء لِتبريد الجو وتَلْطِيفه ,في بُيوتِهم ومَكَاتِبِهم وسياراتهم، فلا يَشْعُرونَ معَهَا بِالصَّيف، ولا يَشْتَكُون الحَّر إلا في أوقاتٍ قليلةٍ جِداً وهذه نعمٌ تستوجب الشكر.
عباد الله
إن كثيرًا من المسلمين تَخفى عليهم هذه الحقيقة التي أخبرنا عنها نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي أنَّ هذا الحر الذي نجده في الصيف إنَّما هو من فيح جهنَّم، أعاذنا الله وإياكم منها، فرسولنا - الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاَّ وحي يوحى - أخبر أن النار تتنفَّس مرتين في السَّنَة؛ مرة في الشتاء حيث يكون الزَّمهرير والبَرد القارص، ومرة في الصيف حيث تكون الحرارة مرتفعة، فهذا أبو هُريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((اشْتَكَت النار إلى ربِّها، فقالتْ: يا رب أكلَ بعْضي بعْضًا، فأذن لها بنفسَيْن؛ نفَسٍ في الشتاء، ونفسٍ في الصَّيف، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِّ، وأشد ما تَجِدون من الزمْهرير))؛ رواه مسلم.
فالمسلم يتذكر حرَّ النار كلما لفحَتْه رياح الصيف، وألهبت وجهه بحرِّها، ويقول في نفسه: إذا كان هذا من نفَسِ جهنم، فكيف بجهنم نفسها؟! عياذًا بالله منها.
فيا من تؤخِّر الصلاة عن وقتها؛ بسبب الحر، تذكَّر حرَّ جهنم، ويا من لا تزال تتعامل بالرِّبا وأنت تشعر بالحر، تذكَّر حر جهنم، ويا من تَظلِمُ الناسَ وأنت تشعر بالحر، تذكر حر جهنم، ويا من تُبارز الله بالمعاصي وأنت تشعر بالحر، تذكَّر نار جهنم، ويا من تتَّقون من حرِّ الدنيا تذكَّروا حر الآخرة.
عباد الله : إن المسلم العاقل الكيّس الفَطِن هو من جعل بينه وبين عذاب الله وِقاية، فحمى نفسه وحمى أهله وولده من عذاب النار ، قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )).
بارك الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق كل شيء بِقَدر، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ما طلع الشَمْسُ والقَمَر.
أما بعدُ فيا أيها المؤمنون : ومما يؤمَر بالصبر عليه في شدة الحر: المشيُ إلى المساجد لصلاة الجُمَع والجماعات، وصَوْم التَطَوُّع فقد جَاء عن عَددٍ من الصَّحَابة والتابعين أنهم لم يَحْزَنُوا على شيءٍ مِنَ الدُّنيا إلا على خِصَالٍ من العِبَادة، منها: ظَمَأُ الهَواجِر، وذلك لا يَكُون إلا بالصِّيام في الصيف حيثُ شِدة الحر، وطُول النَّهار.
عباد الله ومن أفْضَلِ الصَّدَقَات التي حثَّ النبي صلى الله وسلم عليها سُقْيَا الماء حيثُ يُسْتَحَبُ سُقْيَا الماء في كل زمانٍ صيفاً وشتاء، ولكنَّه في وَقْتِ الحَرِّ آكدُ اسْتِحْبَاباً , فقد جاء في الحديث (( أن سعد بن عبادة أتى إلى النَّبيَّ صلى الله
عليه وسلم فقالَ : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أُمِّي تُوفِّيَت ولم تُوصِ ، أفينفَعُها أن أتصدَّقَ عنها ؟ قال : نعَم ، و عليكَ بالماءِ)) حسّنه الألباني.
ومُوسَى عليه الصلاة والسلام لما سَقَى لابنتي شُعيب ودَعا ربه، (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) فإذا به بين عَشِيَّةٍ وضُحَاها، يَتَحَولُ من إنسانٍ طَريدٍ شَرَيد، إلى إنسانٍ ناجٍ آمن, ومن شَابٍ أَعْزَب، إلى شابٍ مُتَزَوج, ومن رجلٍ خَائِفٍ يَتَرَقَبْ، إلى رَجُلٍ واثقٍ مُطْمَئن, بَعْدَ أن قَام بهذا العملِ الصَّالح ودعا بِتلْكَ الدَّعوةِ المباركة.
فما أجمل أن نُعَوِّد أنفسنا ومن تحت أيدينا على مثل هذه الأعمال الخيرية في أيام شدة حرارة الشمس, ومن دل على خير فله مثل أجره ،
فَلْنَغْتَنِم صَيفنا بالطاعات، ولْنَسْتَزِد فيه مِن الحسَنَات .
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله
أما بعدُ فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
أيها المؤمنون : إن في اختلاف الليل والنهار، وتقلب الدهور والأزمان، وتبدّل الحرارة والبرودة، لآيات على عظمة الله جل وعلا، فهو سبحانه الذي يقلّب الأيام والشهور، والفصول والأعوام، يقول تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)
وإننا نعيش الآن في فصل الصيف المعروف بقوة شمسه، وشدة حره، ويهرب الناس فيه من الشمس إلى الظل،
وقد امتن الله على عِبَادِه بالوقاية مِن الحَـرِّ وهذا من نِعمة الله على عباده قال تعالى {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلَـلاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَـناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} وقوله تعالى: { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلَـٰلاً } أي: مَا يقِيكُم حَرّ الشّمْس، وهو كُلُّ شيءٍ له ظِل من حائط، وسقف، وشجر، وجبل، وغير ذلك .
عباد الله وفي زَمَانِنا هذا يَسّرَ اللهُ أجهزةً يَتَحَكَّمُ بها الإنسِان كَيفَمَا شَاء لِتبريد الجو وتَلْطِيفه ,في بُيوتِهم ومَكَاتِبِهم وسياراتهم، فلا يَشْعُرونَ معَهَا بِالصَّيف، ولا يَشْتَكُون الحَّر إلا في أوقاتٍ قليلةٍ جِداً وهذه نعمٌ تستوجب الشكر.
عباد الله
إن كثيرًا من المسلمين تَخفى عليهم هذه الحقيقة التي أخبرنا عنها نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي أنَّ هذا الحر الذي نجده في الصيف إنَّما هو من فيح جهنَّم، أعاذنا الله وإياكم منها، فرسولنا - الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاَّ وحي يوحى - أخبر أن النار تتنفَّس مرتين في السَّنَة؛ مرة في الشتاء حيث يكون الزَّمهرير والبَرد القارص، ومرة في الصيف حيث تكون الحرارة مرتفعة، فهذا أبو هُريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((اشْتَكَت النار إلى ربِّها، فقالتْ: يا رب أكلَ بعْضي بعْضًا، فأذن لها بنفسَيْن؛ نفَسٍ في الشتاء، ونفسٍ في الصَّيف، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِّ، وأشد ما تَجِدون من الزمْهرير))؛ رواه مسلم.
فالمسلم يتذكر حرَّ النار كلما لفحَتْه رياح الصيف، وألهبت وجهه بحرِّها، ويقول في نفسه: إذا كان هذا من نفَسِ جهنم، فكيف بجهنم نفسها؟! عياذًا بالله منها.
فيا من تؤخِّر الصلاة عن وقتها؛ بسبب الحر، تذكَّر حرَّ جهنم، ويا من لا تزال تتعامل بالرِّبا وأنت تشعر بالحر، تذكَّر حر جهنم، ويا من تَظلِمُ الناسَ وأنت تشعر بالحر، تذكر حر جهنم، ويا من تُبارز الله بالمعاصي وأنت تشعر بالحر، تذكَّر نار جهنم، ويا من تتَّقون من حرِّ الدنيا تذكَّروا حر الآخرة.
عباد الله : إن المسلم العاقل الكيّس الفَطِن هو من جعل بينه وبين عذاب الله وِقاية، فحمى نفسه وحمى أهله وولده من عذاب النار ، قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )).
بارك الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق كل شيء بِقَدر، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ما طلع الشَمْسُ والقَمَر.
أما بعدُ فيا أيها المؤمنون : ومما يؤمَر بالصبر عليه في شدة الحر: المشيُ إلى المساجد لصلاة الجُمَع والجماعات، وصَوْم التَطَوُّع فقد جَاء عن عَددٍ من الصَّحَابة والتابعين أنهم لم يَحْزَنُوا على شيءٍ مِنَ الدُّنيا إلا على خِصَالٍ من العِبَادة، منها: ظَمَأُ الهَواجِر، وذلك لا يَكُون إلا بالصِّيام في الصيف حيثُ شِدة الحر، وطُول النَّهار.
عباد الله ومن أفْضَلِ الصَّدَقَات التي حثَّ النبي صلى الله وسلم عليها سُقْيَا الماء حيثُ يُسْتَحَبُ سُقْيَا الماء في كل زمانٍ صيفاً وشتاء، ولكنَّه في وَقْتِ الحَرِّ آكدُ اسْتِحْبَاباً , فقد جاء في الحديث (( أن سعد بن عبادة أتى إلى النَّبيَّ صلى الله
عليه وسلم فقالَ : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أُمِّي تُوفِّيَت ولم تُوصِ ، أفينفَعُها أن أتصدَّقَ عنها ؟ قال : نعَم ، و عليكَ بالماءِ)) حسّنه الألباني.
ومُوسَى عليه الصلاة والسلام لما سَقَى لابنتي شُعيب ودَعا ربه، (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) فإذا به بين عَشِيَّةٍ وضُحَاها، يَتَحَولُ من إنسانٍ طَريدٍ شَرَيد، إلى إنسانٍ ناجٍ آمن, ومن شَابٍ أَعْزَب، إلى شابٍ مُتَزَوج, ومن رجلٍ خَائِفٍ يَتَرَقَبْ، إلى رَجُلٍ واثقٍ مُطْمَئن, بَعْدَ أن قَام بهذا العملِ الصَّالح ودعا بِتلْكَ الدَّعوةِ المباركة.
فما أجمل أن نُعَوِّد أنفسنا ومن تحت أيدينا على مثل هذه الأعمال الخيرية في أيام شدة حرارة الشمس, ومن دل على خير فله مثل أجره ،
فَلْنَغْتَنِم صَيفنا بالطاعات، ولْنَسْتَزِد فيه مِن الحسَنَات .
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله
المرفقات
1754017614_المسلم يتذكر حرَّ النار كلما لفحَتْه رياح الصيف.docx