بِشَارَةٌ لِلْمُتَّقِينَ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلَا: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ، هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ، ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ، لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}[ق 31 – 35]
فِي هَذِهِ الآيَاتِ بِشَارَةٌ لِلْمُتَّقِينَ، بِشَارَةٌ لِلْأَوَّابِينَ التَّائِبِينَ، بِشَارَةٌ لِلَّذِينَ يَخْشَونَ رَبَّهُمْ بِالغَيبِ؛ بِشَارَةٌ لِأَصْحَابِ القُلُوبِ السَّلِيمَةِ؛ المُنِيبَةِ إِلَى اللهِ، الخَاضِعَةِ لَهُ؛ بِشَارَةٌ بِالجَنَّةِ وَالخُلُودِ فِيهَا، وَالنَّعِيمِ العَظِيمِ، وَالمَزِيدِ مِنَ الكَرِيمِ جَلَّ وَعَلا.
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ هَيَّأَ اللهُ تَعَالَى جَنَّتَهُ، وَأَعَدَّهَا وَأَدْنَاهَا وَقَرَّبَهَا لِلْمُتَّقِينِ؛ فَقَالَ: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} وَقَالَ: {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ}[التكوير 13] وَقَالَ: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران 133] وَفِي الحَدِيثِ القُدْسِيِّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ، مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ...) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
يُقَالُ لَهُمْ عَلَى وَجْهِ التَّهْنِئَةِ: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} هَذِهِ الجَنَّةُ وَمَا فِيهَا؛ مِمَّا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ، وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ، هُوَ مَا كُنْتُمْ تُوعَدُونَ عَلَى أَلْسِنَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
هَذَا الوَعْدُ {لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} لِكُلِّ رَجَّاعٍ إِلَى اللهِ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ، لِكُلِّ مُحَافِظٍ عَلَى أَوَامِرِ اللهِ مُمْتَثِلٍ لَهَا، مُجْتَنِبٍ لِنَوَاهِيهِ مُبْتَعِدٍ عَنْهَا.
أَلَا فَلْنَكُنْ - عِبَادَ اللهِ - أَوَّابِينَ؛ مُكْثِرِينَ مِنَ التَّوبَةِ؛ مُمْتَثِلِينَ أَمْرَ اللهِ تَعَالَى إِذْ يَقُولُ: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور 31] وَأَمْرَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ يَقُولُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
هَكَذَا كَانَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ؛ وَكَذَلِكَ وَصَفَ اللهُ تَعَالَى الخَلِيلَ عَلَيهِ السَّلَامُ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}[هود75]
وَوَصَفَ اللهُ تَعَالَى دَاوُودَ وسُلَيْمَانَ وأَيُّوبَ عَلَيهِمُ السَّلامُ بِهَذَا الوَصْفِ{إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
وَقَالَ تَعَالَى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِـينَ فَإِنَّهُ كَـانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً}[الإسراء25]
والأوَّابُ: كَثِيرُ الرُّجُوعِ إِلَى اللهِ تَعَالَى.
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} أَيْ: مَنْ خَافَ اللَّهَ فِي سِرِّهِ حَيْثُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ. وَهَذِهِ رَحِمَكُمُ اللهُ هِيَ الخَشْيَةُ الحَقِيقِيَّةُ النَّافِعَةُ.
فَإِنَّ الإِنْسَانَ قَدْ يَخْلُوا بِالمَعَاصِي، وَقَدْ يُبْتَلَى بِيُسْرِهَا، وَقُرْبِهَا، وَكَثْرَةِ الدَّوَاعِي إِلَيْهَا؛ فَلَا يَكُفُّهُ عَنْهَا إِلَّا خَشْيَةُ اللهِ بِالغَيْبِ، لَا يَكُفُّهُ عَنْهَا إلَّا خَوفُ اللهِ تَعَالَى وَرَجَاؤُهُ، وَعِلْمُهُ أَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ، سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد 9- 10]
وَقَالَ تَعَالَى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الرَّجُلُ يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ فَيَذْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَتْرُكُهَا.
وَقَولُهُ تَعَالَى: {وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} أَيْ: وَلَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ مُنِيبٍ إِلَيْهِ خَاضِعٍ لَدَيْهِ.
رَزَقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ قُلُوبًا سَلِيمَةً مُنِيبَة خَاضِعَةً لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا.
وَبَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ. أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} قَالَ قَتَادَةُ: سَلِمُوا مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ مَـلَائِكَةُ اللهِ.
جَاءَ فِي الحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا صَارَ أَهْلُ الجَنَّةِ إِلَى الجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جِيءَ بِالْمَوْتِ، حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، لَا مَوْتَ، يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ)
يَخْلُدُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِيهَا؛ فَلَا يَمُوتُونَ أَبَدًا، وَلَا يَظْعَنُونَ أَبَدًا، وَلَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلَا، لَهُمْ فِيْهَا مَا يَشَاءُونَ، مَهْمَا طَلَبُوا وَجَدُوا، وَمَهْمَا تَمَنَّوا أدْرَكُوا؛{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[الزخرف 71 ]
وَأَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَفْضَلُ مِنْهُ!! المَزِيْدُ الَّذِي وَعَدَ اللهُ بِهِ: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسـْنَى وَزِيَادَةٌ}{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ، قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ؛ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
عِبَادَ اللهِ: أَلَا فَالْزَمُوا تَقْوَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا تَفُوزُوا بِمَا تَطْلُبُونَ، وَتُنَجَّونَ مِمَّا تَرْهَبُونَ؛ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[يونس 62 – 64]
تُوبُوا إِلَى اللهِ تُفْلِحُوا وَتَسْعَدُوا؛ تُوبُوا إِلَى اللهِ يَغْفِرْ ذُنُوبَكُمْ، وَيَسْتُرْ عُيُوبَكُمْ، وَيَرْفَعْ دَرَجَاتِكُمْ؛ تُوبُوا إِلَى اللهِ؛ يُبَدِّلْ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ.
وَمَنْ بَدَرَتْ مِنْهُ مَعْصِيَةٌ؛ فَلْيُبَادِرْهَا بِتَوبَةٍ؛ قَبْلَ أَنْ يُبَادَرَ بِالأَجَلِ، وَلْيُتْبِعْهَا بِحَسَنَةٍ تَمْحُهَا وَإِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ.
اِغْتَنِمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - حَيَاتَكُمْ قَبْلَ اِنْقِضَائِهَا، وَنِعَمَكُمْ قَبْلَ زَوَالِهَا، وَعَافِيَتَكُمْ قَبْلَ تَحَوُّلِهَا.
اِجْتَهِدُوا فِيْمَا يُرْضِي اللهَ، وَإِيَّاكُمْ ثُمَّ إِيَّاكُمْ مَا يُسْخِطُ اللهَ؛ فَالوَيْلُ لِمَنْ سَخِطَ عَلَيْهِ اللهُ.
أَحْسِنُوا العَمَلَ لِلَّهِ، وَأَحْسِنُوا الظَّنَّ باللهِ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتجدون هذه الخطبة وغيرها على قناة التليجرام (احرص على ما ينفعك)
https://t.me/benefits11111/2890
المرفقات
1759422021_بِشَارَةٌ لِلْمُتَّقِينَ.pdf
1759422031_بِشَارَةٌ لِلْمُتَّقِينَ.docx