تقنية الذكاء الاصطناعي فوائدها وخطورتها

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1447/01/29 - 2025/07/24 16:34PM
الْحَمْدُ لِلَّهِ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِلَهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ صَلَّىَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَأَصَحْابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ نِعَمَ اللهِ عَلَى عِبَادَهِ لَا حَدَّ لَهَا وَمِنْ تِلْكَ النِّعَمِ نِعْمَةُ تَقْنِيَةِ المَعْلُومَاتِ عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ وَالَّتِي أَصْبَحَتْ جُزْءًا مِنْ اِسْتِخْدَامَاتِنَا اليَوْمِيَةِ فَعَنْ طَرِيقِهَا يَتِمُ التَّوَاصُلُ الاِجْتِمَاعي وَيَسْتَخْدِمُهَا الكَثِيرُ فِي التَّسَوُقِ الإِلكْتُرُونِي بَلْ إِنَّهَا تُعْتَبَرُ مَصْدَرًا مِن أَهَمِ مَصَادِرِ التَّعَلُّمِ فِي عَصْرِنَا الحَاضِرِ وَمَعَ سُرْعَةِ التَّطَورِ فِي وَسَائِلِ التَّقْنِيَةَ أَصْبَحَ الذَّكَاءُ الاِصْطِنَاعِيُ وَسِيلَةً لِنَشْر الخَيرِ وَالعِلْمِ النَّافِعِ وَتَبْصِيرِ النَّاسِ بِمَا يُفِيدُهُمْ وَيَخْدِمُ مَصَالِحَهُمْ فِي الطِّبِّ وَالتَّعْلِيمِ وَالصِّنَاعَةِ وَمَا يَحْتَاجُونَهُ لَكِنْ لَا يَجُوزُ لِلمُسْلِمِ اِسْتِخْدَامَ التَّقْنِيَةَ فِي نَشْرِ الْكَذِبِ وَالتَّزْييفِ وَتَّزْوِيرِ الحَقَائِقِ وَنَشْرِ الشَّائِعَاتِ وَالْإِضْرَارِ بِالنَّاسِ وَالتَّقَوُّلِ عَلَى الْعُلَمَاءِ وَنَسْبِ الفَتْوَى إلَيْهِمْ كَذِبًا وَزُوْرًا يَقُولُ ﷺ ( مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ إِنَّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَثَبَّتَ فِي كُلِّ مَا يَسْمَعُ أَوْ يَقْرَأُ أَوْ يُرْسِلُ خُصُوصًا وَنَحْنُ فِي زَمَنٍ اِنْتَشَرَتْ فِيهِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ وَهَذَا مِمَّا أَمَرَ بِهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ قَالَ تَعَالَى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ ‌فَاسِقٌ ‌بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ ﷺ ( كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ ) فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَاسْتَعْمِلُوا النِّعَمَ فِيمَا يُرْضِي اللَّهَ وَاحْذَرُوا أَنْ تَكُونَ التِّقْنِيَةُ سَبِيلًا لِلْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَا يُغْضِبُ اللَّهَ تَعَالَى وَمِنْ أَخْطَرِ ذَلِكَ الِافْتِرَاءُ عَلَى الْعُلَمَاءِ وَبَثُّ الْفَتَاوَى الْمَكْذُوبَةِ عَلَيْهِمْ أَوْ تَرْكِيبُ صُوَرِهِمْ وَأَصْوَاتِهِمْ قَالَ جَلَّ وَعَلَا ( وَلَا تَقُولُوا لِمَا ‌تَصِفُ ‌أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ )) أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَنَا سَوَاءَ السَّبِيلِ وَيَجْعَلَنَا جَمِيعًا هُدَاةً مُهْتَدِينَ باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم ولِلْمُسْلِمِين وَالمُسْلِمَاتِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لَا عِزَّ إلّا فِي طَاعَتِهِ وَلَا سَعَادَةَ إلّا فِي رِضَاهُ وَلَا نَعِيمَ إلّا فِي ذِكْرِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا فِي هَذَا الزَّمَانِ أَنْ عَلَّمَنَا مَا لَمْ نَكُنْ نَعْلَمُ وَيَسَّرَ لَنَا مَا لَمْ يَتَيَسَّرْ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا وَمِنْ ذَلِكَ مَا نَشْهَدُهُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ مِنْ تَطَوُّرٍ فِي الِاخْتِرَاعَاتِ وَتَقَدُّمٍ فِي التِّقْنِيَاتِ وَمِنْهُ مَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ الَّذِي لَا يَشُكُّ عَاقِلٌ بِأَنَّهُ مِنْ تَسْخِيرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ تَعَالَى (( ‌وَسَخَّرَ ‌لَكُمْ ‌مَا ‌فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ )) يَقُولُ الشَّيِخُ ابْنُ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ عِنْدَ كَلَامِهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَمِنْهُ جَوَازُ اسْتِخْدَامِ مَا فِي هَذَا الْكَوْنِ لِمَصَالِحِنَا لِأَنَّهُ مُسَخَّرٌ لَنَا فَإِذَا كَانَ مُسَخَّرًا لَنَا فَلَنَا أَنْ نَنْتَفِعَ بِهِ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا . ا.ه ومَعَ تَطَورِ التِّقَنِيَّاتِ أَصْبَحَ لِزَامًا عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَتَثَبَّتَ مِمَّا يَسْمَعُ وَيَرَى فَالأَصْوَات والأَشْخَاص والأَشْكَال أَصْبَحَتْ كُلّهَا مُتَاحَة لِلتَّغْيِيرِ خَاضِعَةً لِلتَّعْدِيلِ فَلَا بُدَّ مِنْ التَّأَكُّد مِنْ صِحَّتِهَا قَبْلَ نَقْلِهَا وَنَشْرِهَا
أَلَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُم اللهُ عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وقَالَ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَأَزْوَاجِهِ أُمْهَاتِ المُؤْمِنِينَ وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ اُلْطُفْ بِحَالِ إِخْوَانَنَا الْمُسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِينَ فِي فِلَسْطِينَ اللَّهُمَّ اِرْحَمْ ضَعْفَهُمْ وَقِلَةَ حِيلَتَهُمْ اللَّهُمَّ اُرْبُطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ
اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٌ للِبِلَادِ وَالعِبَادِ ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات

1753364056_خطبة الجمعة 30 من شهر الله المحرم 1447هـ عن الذكاء الاصطناعي.pdf

1753364065_خطبة الجمعة 30 من شهر الله المحرم 1447هـ عن الذكاء الاصطناعي.docx

المشاهدات 813 | التعليقات 0