خطبة استسقاء الخميس 1447/5/22ه
يوسف العوض
الخُطْبَةُ الأُولَى
الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، أَحْمَدُهُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَأَسْتَغْفِرُهُ اسْتِغْفَارَ التَّائِبِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، البَشِيرُ النَّذِيرُ، وَالسِّرَاجُ المُنِيرُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَيُّهَا النَّاسُ: اِتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَا نَزَلَ بِنَا مِنْ جَدْبٍ وَقَحْطٍ وَتَأَخُّرِ الغُيُوثِ، إِلَّا بِذُنُوبٍ وَتَفْرِيطٍ وَغَفْلَةٍ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ: كَمْ أَمْسَتْ الأَرْضُ قَاحِلَةً بَعْدَ أَنْ كَانَتْ خَضْرَاءَ نَضِرَةً، وَكَمْ نَظَرْنَا إِلَى السَّمَاءِ فَلَمْ نَرَ سَحَابًا، وَأَصْبَحَتِ المَوَاشِي تَضْعُفُ، وَالأَرْضُ تَشْكُو، وَالعِبَادُ يَضِجُّونَ إِلَى اللَّهِ طَلَبًا لِرَحْمَتِهِ.
فَارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ، وَأَخْلِصُوا لَهُ دُعَاءَكُمْ، وَأَصْلِحُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ.
تُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَمَعْصِيَةٍ، وَرُدُّوا المَظَالِمَ إِلَى أَهْلِهَا، وَأَطْعِمُوا المِسَاكِينَ، وَارْحَمُوا الضُّعَفَاءَ وَاليَتَامَى، يُرْحَمْكُمُ اللَّهُ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلَّا مُنِعُوا القَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا البَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا» .
وَقَالَ سُبْحَانَهُ:﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾.
فَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ، فَإِنَّهُ غَفَّارٌ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ، وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا.
نَعَمْ، هَكَذَا كَانَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُذَكِّرُ قَوْمَهُ، وَيَرْبِطُ بَيْنَ الاسْتِغْفَارِ وَنُزُولِ الأَمْطَارِ، فَهَلَّا اسْتَغْفَرْنَا رَبَّنَا تَوْبَةً نَصُوحًا؟
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ وَنَتُوبُ إِلَيْكَ، نَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يَحْبِسُ مَطَرَكَ، أَوْ يَرُدُّ بَرَكَتَكَ، أَوْ يَمْنَعُ فَضْلَكَ، فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة
الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الرَّحِيمِ بِعِبَادِهِ، القَابِلِ تَوْبَةَ التَّائِبِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَيُّهَا النَّاسُ : جِئْنَا نَرْجُو رَحْمَةَ رَبٍّ كَرِيمٍ، يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ، وَيَكْشِفُ السُّوءَ، وَيُغِيثُ العِبَادَ بَعْدَ القُحُوطِ وَالجَدْبِ.
قَالَ تَعَالَى:﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ ﴾.
فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ خُضُوعًا وَذُلًّا، وَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ سُقْيَا رَحْمَةٍ لَا سُقْيَا عَذَابٍ، وَلَا بَلَاءٍ، وَلَا مِحْقٍ.
الدعــــــــــــاء
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، هَنِيئًا مَرِيئًا، سَحًّا غَدَقًا، طَبَقًا عَامًّا، تُحْيِي بِهِ البِلَادَ، وَتُرْوِي بِهِ العِبَادَ، وَتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ وَالبَادِ.
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ خَيْرِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا مَاءً طَيِّبًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، تُرْوَى بِهِ الأَرْضُ وَتَمْتَلِئُ بِهِ الآبَارُ وَالجِبَالُ وَالأَوْدِيَةُ وَالمَزَارِعُ.
اللَّهُمَّ رُحْمَتَكَ نَرْجُو، فَلَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ.
اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَارْزُقْنَا، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، وَاجْعَلْ سُقْيَانَا هَذِهِ سُقْيَا رَحْمَةٍ وَإِحْسَانٍ، لَا سُقْيَا عَذَابٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ.
اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ المَيِّتَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الشَّاكِرِينَ عِنْدَ النِّعَمِ، وَمِنَ الصَّابِرِينَ عِنْدَ البَلَاءِ، وَمِنَ التَّائِبِينَ إِلَيْكَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
المرفقات
1762848649_خطبة استسقاء جديدة.docx