خطبة استسقاء
الشيخ محمد بن هديب المهيدب رحمه الله
خطبة استسقاء([1])
الحمدُ للهِ مُستوجِبِ الحمْدِ برزقِه المبسوط، وكاشِفِ الضُّرِّ بعد القُنُوط، أحمدُهُ وهو بكل لسان محمود، لا إلهَ إلا اللهُ يحكُمُ ما يشاءُ ويفعلُ ما يُريد، لا إلهَ إلا اللهُ الوليُّ الحميد، كافي مَن استكفاه، ومُنجي مَن يخشاه، كفى به وليا، وكفى به وكيلا، يغفِرُ ذنوبَ المذنبين، ويعفو عن التائبين، ويُقيل عِثارَ النادمين، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحْدَهُ، لاشريكَ له في ألوهيتِه ورُبُوبيَّتِهِ وأسمائِهِ وصفاتِه، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسُولُه، المخصوصُ بالمَقامِ المحمود، والحوضِ المورود، أصدقُ العِبادِ شُكرا، وأعظمُهُم لربِّه ذِكرا، وأكثرهم له استغفارا، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آلِه وصَحبِه والتابعين، ومَن تبعهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
نستغفِرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلا هو الحيَّ القيومَ ونتوبُ إليه.
اللهُمَّ أنت الملكُ لا إلهَ إلا أنت، أنت ربُّنا ونحنُ عبيدُك، ظلمْنا أنفُسنَا، واعترفْنا بذنُوبِنا؛ فإنه لا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت.
اللهُمَّ اغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أسْرَرنا وما أعْلَنَّا، وما أنت أعلمُ به مِنَّا، أنت المقدِّمُ وأنت المؤخِّرُ لا إلهَ إلا أنت.
اللهُمَّ سبحانك ربَّنا لا إلهَ إلا أنت، نستغفرُك ونتوبُ إليك.
سُبحان مَن خَضَعَت لعَظَمتِه الرِّقاب، وذَلَّت لجبرُوتِه الصِّعاب، ولانت لقُدرتِه الشدائدُ الصِّلاب، الحيِّ القيومِ ربِّ الأرباب، ومُسَبِّبِ الأسباب، وخالقِ خَلْقِه من تراب، استدَلَّ على حكمتِه وقُدرتِه بصَنعتِه أولو الألباب، غافرِ الذنبِ وقابلِ التوبِ شديدِ العقاب، ذي الطولِ لا إلهَ إلا هو إليه المصير، سُبحان ذي الجلالِ والإكرام، الجبارِ الذي لا يُرام، العزيزِ الذي لا يُضام، له الأسماءُ العِظام، والأفعالُ الكِرام، والمواهبُ الجِسام، والإفضالُ والإنعام ﴿تُسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم﴾ ([2])، لا إلهَ إلا هو الملكُ القُدُّوسُ السلام.
اللهُمَّ فاطرَ السماواتِ والأرض، عالمَ الغيبِ والشهادة، ذا الجلال والإكرام، إنا نَعهَدُ إليكَ في هذه الحياة الدنيا، ونُشهِدُك وكفى بك شهيدا، أنه لا إلهَ إلا أنت وحدَكَ لا شريكَ لك، لك الملكُ ولك الحمدُ وأنت على كلِّ شيءٍ قدير، فاغفِر لنا ذُنوبَنا، وكَفِّر عنا سيئاتِنا، فإنه لا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت؛ فإنك أنت الغفورُ الرحيم.
اللهُمَّ يا رَبَّ البريات، ويا عالمَ الخفِيَّات، ربَّ الأرضِ والسماوات، نسألُك يا حيُّ يا قيومُ أن تُغيثَ قلوبَنا بالإيمان، وأرضَنا بالمطرِ النافعِ يا رحمن.
يا فَرَجَنا إذا ضاقت بنا الأسباب، ويا رَجاءنا إذا غُلِّقت الأبواب.
نسألُك باسمِكَ الطاهِرِ الطيِّبِ المباركِ الأحَبِّ إليك، الذي إذا دُعيتَ به أجَبْت، وإذا سُئلتَ به أعطيت، وإذا استُنصِرتَ به نَصَرْت، وإذا استُرحِمْتَ به رَحِمْت، وإذا استُفْرِجْت به فَرَّجْت، أن تُرسل السماءَ علينا مِدرارا، وأن تَزِدْنا قوةً إلى قوتِنا، وألا تؤاخِذَنا بذنوبنا، وأنت رجاؤنا.
اللهُمَّ إنا نسألُك بأنك أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنت، الأحدُ الصمد، الذي لم يَلِد ولم يولَد، ولم يكن له كُفوًا أحد، أن تغفِر لنا وترحمَنا، وألا تؤاخِذنا بما فعل السفهاءُ منا، يا إلهَنا يا رَبَّ العالمين، ويا رجاءَ المنقطعين.
سُبحان مَن تواضَعَ كلُّ شيءٍ لعظمتِه، سُبحان مَن استسلم كلُّ شيءٍ لقُدرتِه، سُبحان مَن خَضَع كلُّ شيءٍ لمُلكِه.
سُبحان مَن تُسبِّح له الجبالُ الرَّواسي، سبحان مَن هو حليمٌ لا يَعجَل، سُبحان مَن هو جوادٌ لا يَبخَل.
سُبحانك لا إلهَ إلا أنت، ما أفضلَ ثوابَك، وأجزلَ عطاءك.
سُبحانك لا إلهَ إلا أنت، ما أوسعَ رحمتَك.
سُبحانك لا إلهَ إلا أنت، تَصاغَر كلُّ شيءٍ لجبرُوتِك، وانقاد كلُّ شيءٍ لسُلطانِك، وذلَّ كلُّ شيءٍ لعِزَّتِك، وخَضَعَ كلُّ شيءٍ لمُلكِك، واستسلم كلُّ شيءٍ لقُدرتِك.
اللهُمَّ أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحنُ الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلْنا من القانطين.
اللهُمَّ أغِثْنَا، اللهُمَّ أغِثْنَا، اللهُمَّ أغِثْنَا غيثًا مُغيثا، هنيئًا مَريئا، مَرِيعًا غَدَقًا مُجلِّلا، سَحًّا عامَّا، طَبَقًا دائمًا، نافعًا غيرَ ضار، عاجلًا غيرَ آجِل.
اللهُمَّ اسْقِ عبادَك وبهائِمَك، وانشُر رحمتَك، وأحيي بلَدَك الميت.
اللهُمَّ اسْقِنا الغيثَ ولا تَجعلْنا من القانطين.
اللهُمَّ سُقيا رحمة، لا سُقيا عَذابٍ ولا بَلاءٍ ولا عَذابٍ ولا هَدْمٍ ولا غَرَق.
اللهُمَّ أنبِتْ لنا الزَّرْع، وأدِرَّ لنا الضَّرْع، واسْقِنا من بركاتِ السماء، وأنزِلْ علينا من بركاتك.
اللهُمَّ إنا كنت نستغفرُك إنك كنت غَفَّارا، فأرسِلِ السماءَ علينا مِدرارا.
عبادَ الله:
أكثِروا من الاستغفار، وأكثِروا من الصلاةِ والسلامِ على النبيِّ المصطفى المختار؛ فقد أمَرَكُم بذلك ربُّكُم.
اللهُمَّ صلِّ وسَلِّم وزِد وبارِك على نبيِّنا محمد، وعلى آلِه الطيبينَ الطاهرين، وعلى أزواجِه أمَّهاتِ المؤمنين، وارْضَ اللهُمَّ عن الخُلَفاء الراشدين، الأئمةِ المَهْدِيِّين: أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وعن سائرِ الصحابةِ أجمعين، والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يَومِ الدين.
﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.
﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
واقلِبوا أرديتَكم؛ تأسِّيًا بنبيِّكُم محمدٍ ﷺ، ثم أكثِروا من الدعاءِ مُستقبِلي القبلة.
(1) أُلقيت في 21/9/1425هـ.
(1) الإسراء: 44.