خطبة بعنوان( عالم الذكاء الاصطناعي ) مختصرة

سعيد الشهراني
1447/01/28 - 2025/07/23 08:22AM

خطبة ( عالم الذكاء الاصطناعي )

سعيد سيف ال حلاش الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة

الخطبة الأولى:

الْـحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ وَعَلَّمَهُ الْبَيَانَ، وَفَضَّلَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى، فَهِيَ وَصِيَّةُ اللَّهِ لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ).

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إن مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ: أَنَّهُ عَلَّمَهُمْ مَا لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) وَقَالَ سُبْحَانَهُ (الرَّحْمَٰنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)، فَسُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا مِنَ النِّعَمِ مَا لَا يُعَدُّ وَلَا يُحْصَى، وَإن مِنْهَا مَا يَشْهَدُهُ عَصْرُنَا مِنْ تَطَوُّرٍ كَبِيرٍ فِي وَسَائِلِ الْمَعْرِفَةِ وَالتِّقْنِيَةِ، وَمِنْ أَبْرَزِهَا تِقْنِيَاتُ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ، الَّتِي أَصْبَحَتْ تُسْتَخْدَمُ فِي خِدْمَةِ الْعِلْمِ، وَالدَّعْوَةِ، وَالرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ، وفي مَيَادِينِ الطِّبِّ وَالتَّعْلِيمِ، وَخِدْمَةِ الْإِنْسَانِ وَتَيْسِيرِ حَيَاتِهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ تَسْخِيرِ اللَّهِ لِعِبَادِهِ (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فعلينا يا عباد الله أَنْ نَسْتَعْمِلَهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَفِيمَا يَعُودُ بِالنَّفْعِ عَلَى الدِّينِ وَالدُّنْيَا لَكِي لا تَنْقَلِبُ النِّعْمَةَ نِقْمَةً، إِنْ أُسِيءَ اسْتِعْمَالُهَا، فَكَمْ مِنْ أَدَوَاتٍ حَدِيثَةٍ أُفْسِدَتْ بِهَا الْقِيَمُ، وَشُوِّهَتْ بِهَا الْحَقَائِقُ، وَظُلِمَ بِهَا الْأَبْرِيَاءُ!

عباد الله: وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُحَذَّرُ مِنْهُ الْيَوْمَ: اسْتِعْمَالُ تِقْنِيَاتِ الذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيِّ وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ، مِنَ الْكَذِبِ، وَالِافْتِرَاءِ، وَتَزْوِيرِ الصُّوَرِ وَالْمَقَاطِعِ، وَانْتِحَالِ الشَّخْصِيَّاتِ، وَتَقْلِيدِ أَصْوَاتِ النَّاسِ وَالْعُلَمَاءِ، وَنَشْرِ الْفَتَاوَى الْمَكْذُوبَةِ، بِقَصْدِ قَلْبِ الْحَقَائِقِ، وَتَشْوِيهِ السُّمْعَةِ، وَالْإِضْرَارِ بِالنَّاسِ، وَقَدْ تُوُعِّدَ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) فَكُلُّ مَا يُكْتَبُ أَوْ يُنْشَرُ أَوْ يُسَجَّلُ مَحْفُوظٌ وَمَكْتُوبٌ، وَسَيُسْأَلُ الْعَبْدُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إن مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَتَثَبَّتَ مِنْ كُلِّ خَبَرٍ قَبْلَ أَنْ يُرَوِّجَهُ أَوْ يَنْشُرَهُ، خُصُوصًا فِي هَذَا الْعَصْرِ الَّذِي كَثُرَ فِيهِ الْكَذِبُ، وَسَهُلَ فِيهِ التَّزْوِيرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ) لَا تَكُنْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ أَدَاةً فِي يَدِ الْكَاذِبِينَ، وَلَا تَكُنْ جِسْرًا لِعُبُورِ الشَّائِعَاتِ، فَإِنَّكَ مُحَاسَبٌ عَلَى كُلِّ مَا تَنْشُرُ وَتُشَارِكُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَاحْذَرُوا اسْتِخْدَامَ التِّقْنِيَةِ فِيمَا يُسْخِطُ اللَّهَ، وَاشْكُرُوا نِعَمَهُ بِتَسْخِيرِهَا فِي الْخَيْرِ، وَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ إِذَا سَمِعُوا الْقَوْلَ اتَّبَعُوا أَحْسَنَهُ، فاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الشَّاكِرِينَ لِنِعَمِكَ، الْمُسْتَعْمِلِينَ لَهَا فِي طَاعَتِكَ، الْبَعِيدِينَ عَنْ سَخَطِكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَاهْدِنَا سَوَاءَ السَّبِيلِ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَىٰ واعلموا أن الذَّكَاءَ الِاصْطِنَاعِيَّ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ هَذَا الْعَصْرِ، وَفِيهِ مَنَافِعُ عَظِيمَةٌ لِلْبَشَرِيَّةِ، وَلَٰكِنْ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ صَارَتْ نِقْمَةً عَلَىٰ أَصْحَابِهَا بِسَبَبِ سُوءِ اسْتِعْمَالِهَا، وَتَجَاوُزِ حُدُودِ اللَّهِ فِيهَا، فَلْيَعْلَمْ كُلُّ عَبْدٍ أَنَّ مَا يَكْتُبُهُ أَوْ يَنْشُرُهُ أَوْ يُسَجِّلُهُ، فَإِنَّهُ مَرْصُودٌ وَمَسْؤُولٌ عَنْهُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَىٰ (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ).

عباد الله: وَإِنَّ مِنَ الْبَلَاءِ الْعَظِيمِ: أَنْ تَرَىٰ مَنْ يُزَوِّرُ الْمَقَاطِعَ، أَوْ يُقَلِّدُ أَصْوَاتَ الْعُلَمَاءِ وَالدُّعَاةِ، لِيَنْسِبَ إِلَيْهِمْ مَا لَمْ يَقُولُوهُ، وَيُضَلِّلَ النَّاسَ بِفَتَاوَىٰ مُلَفَّقَةٍ وَمَقَاطِعَ مَصْنُوعَةٍ! وَهَذَا مِنَ الْكَذِبِ الْوَاضِحِ وَالِافْتِرَاءِ الَّذِي يُغْضِبُ اللَّهَ، وَيَهْدِمُ ثِقَةَ النَّاسِ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ، وإِنَّ مِنْ تَمَامِ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ الْمُسْلِمُ صَادِقًا، مُتَثَبِّتًا، لَا يُرَوِّجُ لِكُلِّ مَا يَسْمَعُ، وَلَا يَنْقُلُ إِلَّا بَعْدَ تَأَكُّدٍ وَتَثَبُّتٍ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). فاتقوا الله عباد الله واجْعَلُوا تَقْوَى اللَّهِ نُصْبَ أَعْيُنِكُمْ، وَكُونُوا أُمَنَاءَ عَلَىٰ مَا يَصِلُ إِلَيْكُمْ، وَلَا تَكُونُوا جُسُورًا لِلْكَذِبِ، وَلَا مَطَايَا لِلْفِتَنِ، وَعَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمْ وَذَوِيكُمْ هَذَا الْوَعْيَ، فَإِنَّ التَّرْبِيَةَ التِّقْنِيَّةَ مَسْؤُولِيَّةٌ أُسْرِيَّةٌ وَمُجْتَمَعِيَّةٌ.

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد...(الدعاء مرفق)

المرفقات

1753248172_خطبة بعنوان (الذكاء الاصطناعي) مختصرة.docx

المشاهدات 1163 | التعليقات 1

  هذه الخطبة مستفادة ومختصرة من خطبة الشيخ إبراهيم بن سلطان العريفان جزاه الله خيرا