خطبة بعنوان (نجاح الحج +الاختبارات) مختصرة
سعيد الشهراني
خطبة ( نجاح الحج +الاختبارات )
سعيد سيف الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ للهِ ربِّ العالمين، أكرمَ بلادَنا بفضلِهِ، وأعانهَا على كلِّ خيرٍ بتوفيقهِ وجودِه، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُاللهِ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابهِ ومَن تبعهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعدُ: أوصيكم ونفسي بتقوى الله )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون(.
أيها المسلمون: لقد انتهى موسم الحج الذي أدى فيه المسلمون الركن الخامس من أركان الإسلام ومبانيه العظام وكثيرٌ منهم زار مسجد رسول الله ﷺ وتشرفوا بالسلام عليه وعلى صاحبيه، وعادو سالمين غانمين، وبالأجر وحسن الثواب موفورين مستبشرين بفضل الله ونعمائه أن يسر لهم حج بيته الحرام وأعانهم على حجهم وأراهم مناسكهم.
أيها المسلمون: إن نعم الله على هذه البلاد لا تعد ولا تحصى ولله الحمد والمنة، فهي بلاد الحرمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة ومنطلق الدعوة الإسلامية وعلى ثراها عاش رسول الله محمد ﷺ؛ وإن من النعم التي تجددت لهذه البلاد المباركة بل للمسلمين جميعا نجاح موسم حج هذا العام على كافة الأصعدة؛ فالحمد لله على فضله وإنعامه" وما بكم من نعمة فمن الله " فإن الله قد سهل الحج ويسره فاستتب الأمن وعبدت الطرق وجاء الحجاج برا وجوا وبحرا.. " يأتين من كل فج عميق ".
عبادالله: لقد بدأت قوافِلُ الحَجيج تعود إلى ديارِها، بعد موسمٍ ناجحٍ وحافِلٍ بخدماتٍ مُتكاملةٍ، وإنجازاتٍ جليلة، وجهودٍ تعاضدَت فيها كلُّ القطاعات التي بذلَت عملاً دؤُوبًا ، وطوَّرَت فِكرًا حديثًا لخدمةِ الحُجَّاج والزوَّار، فجزَى الله خيراً وُلاةَ أمر هذه البلاد الذين أنفقُوا بسَخاء، وأشرَفُوا بوفاء، وبارَكَ في رجالٍ صادِقين صنَعُوا مجدًا وإتقانًا في خُطط الحجِّ، فأُخرِسَت الأبواقُ الناعِقة التي تُشوِّهُ الحقائِق، وتُزيِّفُ الأحداث، وأشعةُ الشمس لا يحجُبُها غِربال؛ وإن من النماذج الظاهرة البارزة في التفاني في خدمة الحجيج ما رأيناه من أبنائنا وإخواننا رجال الأمن والجنود البواسل وكذلك الجهود المقدمة في الجانب الصحي والوقائي، كيف كانوا القلوب الرحيمة والعواطف الجياشة مع الحجاج والعمار والزوار يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويعينون العاجز ويعاملون ضيوف الرحمن معاملة حسنة طيبة، فلله درهم وعلى الله أجرهم فلهم منا الدعاء والثناء وحسن الذكر.فاللهم تقبل من حجاج بيت الله حجهم، واجعل حجهم مبروراً، وسعيهم مشكوراً، واجز ولاة الأمر خير الجزاء وأعظم الثواب على ما يولونه من خدمة ورعاية للحرمين الشريفين وقاصديهما.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدلله الذي أمرنا بالتزود من العلم وبين لنا فضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمداً رسول رب العالمين الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: اتقوا الله حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى.
عباد الله: ونحن على أبواب الاختبارات الدراسية لفِتيَانِنا وفَتَياتِنا وفقهم الله إلى كل خير فحرِيٌّ بالآباء والأمهات، أن يكونوا عونًا لأولادهم في مُذَاكرتهم، وتَهيئة ما يناسبهم، وأن يَزْرعوا فيهم التَّفاؤل مع الجِدِّ في التحصيل، وأنْ ينظِّموا أوقاتهم، ويُبْعدوا عنهم الشَّواغل التي تضيع وقتهم من غير فائدة؛ ومما تجدر الإشارةُ إليه في أيام الاختبارات بشهادة الواقع، وتتَبُّع كثير من رِجال التربية والتعليم، أنَّ الفترة التي تَعْقب أداء الاختبارات مِن أصعب ما يمرُّ بالفتى المُراهق والشابِّ اليافع؛ إذْ يَجد فيها الطُّلاَّبُ مِن الفراغ وانشغال الأهل عنهم، ما يخفف عليه الرقابة والمتابعة، وقد يصحبون رفقاءَ سوءٍ يؤثرون فيهم بسيء الأخلاق والعادات، أو يوقعونهم في شَرَكِ الفساد والمهلكات، وقد يُؤْذون أنفسهم ويضرون غيرهم بتنقُّلهم في الشوارع وتهورهم بالمركبات، ومِن هنا فالحرْصَ الحرصَ على العناية بأبنائنا في هذه الفترة المهمة بتشجيعهم وحثهم على المذاكرة واستغلال أوقاتهم من جهة، ومتابعتهم بعد الانتهاء منها ، والحرص على عودتهم باكرا إلى منازلهم من جهة أخرى؛ حفاظًا على صَلاحهم ، وتحقيقا لسلامتهم مِن كل سُوء ومكروه. ولا يُقبلُ التهاونُ في هذا، فهم أغلى ما نملك، نَسأل الله بمَنِّه وكرَمِه أنْ يَحفظهم، وأن يوفِّقهم في اختباراتهم، ويكلِّل اجتهادهم بالتفوُّق والنجاح.
(هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد...(الدعاء مرفق
المرفقات
1749688845_خطبة بعنوان(نجاح الحج ^M الاختبارات) مختصرة.pdf