خطبة حقوق كبار السن 1447

حسين بن حمزة حسين
1447/03/12 - 2025/09/04 15:06PM
أخوة الإيمان من الواجبات العَظيمةِ، التي كَفَلَهَا الإسلامُ ودَعَا وأَكَّدَ عليهَا: مُراعَاةُ حقوق كِبارِ السِّنِّ، وحِفظُ حقوقهم وواجباتهم، والتَّأدُّبُ مَعهُم، الكَبِيرُ في السِنِّ؛ لَهُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَة، وفي الإسلامِ شَرَفٌ ومَنزِلَة؛ لِكَونِهِ تَقَلَّبَ في عُبُودِيَّةِ اللهِ عَدَدَ سِنِين؛ وسَبَقَ غَيرَهُ في طاعةِ رَبِّ العالِمين! قال ﷺ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، ويَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا)، ومَنْ شَابَ شَيْبَةً في الإِسلامِ، كانت لَهُ نُورًا يومَ القيامةِ!) صححه الألباني، والصالِحُونَ مِنْ كِبَارِ السِنِّ: هُمْ مِنْ خَيرِ البَشَر، وقال صلى الله عليه وسلم( لا يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا)رواه مسلم، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا) رواهُ أبو دَاودَ. وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ) رواهُ أَحمدُ، تصوروا إخوة الإيمان هذا الحديث الشريف جعل الإسلام إجلال الكبير مِنْ إِجْلَالِ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ، وَتَعْظِيمِهِ لَهُ؛ وَذَلِكَ لِحُرْمَةِ الْكَبِيرِ عِنْدَ اللَّهِ؛ وَلِمَا لَهُ مِنَ السَّابِقَةِ فِي الْإِسْلَامِ؛ وَلِمَا لَهُ مِنَ الْحَقِّ عَلَى غَيْرِهِ. معاشر الشّباب: إذا رأيتم الكبير فارحموا ضعفه، ووقّروا شيبته، وقدِّروا منزلته، وارفعوا درجته، وفرّجوا كربته يعظم الله لك الثواب، ويجزل لكم العطايا يوم لقياه، أحسنوا لكبار السن لاسيّما الآباء والأمهات (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا  وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، أكرموا كبار السنّ من الآباء والأعمام والعمات والأخوال والخالات والجيران وكبار السنّ من المسلمين، بَادِروهم بالسَّلامِ وَتقْبِيلِ الرَّأْسِ واليَدَينِ، لاطِفُوهُمْ بالكلامِ، مَازِحُوهُمْ بِمَا يَشْرَحُ صُدُورَهُم، لا تتقدّموهم بمجلس ولا مشيٍ ولا بكلام، امْلَؤا فَرَاغَهُم بِمَا يُسعدهم، ذكّروهم بالله وذِكر الله، صلّوا معهم، زُورُوهُمْ وآنِسُوهُمْ، جالسوهم، أدخلوا السرور عليهم، شاركوهم مناسباتكم الجميلة، أنشروا حسناتهم واذكروها لهم، واصفحوا ما كان من السيئات فاغفروها واستروها، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، . أيها الشباب : لا يخلوا كبار السن وخصوصاً – الآباء والأمهات - من  أمراض وقد يكون منهم القعيد والمريض بل ومنهم منْ يُردُّ إلى أرذلِ العمرِ لكيْلا يعْلم بعد علمٍ شيئاً، فيُصاب بالخرف والزهايمر حتى يكون كالطفل الصغير فاقد الأهلية، طعامه وشرابه بل وتُحمَلُ العذرةُ من تحته، أوصيكم بتقوى الله فيهم، فهذا زمن الوفاء وردّ الدّين، لا تتركوهم وحْدهم، لا تترْكوهم مع الخدم دون حسيب ولا رقيب، وتحسبون أنكم وفّيتم حقّهم، لا تتركوهم يتألمّون من أمراض وإهمال وأنتم تستطيعون رفع ذلك عنهم، لا تبخلوا عليهم بأموالكم وعطاياكم وخصوصاً وقت الضرورة من علاج وغذاء، تنافسوا في برّهم وخدمتهم، تذكّروا فضْلهم عليْكم وأنتم صغاراً وكباراً، وكم آثروكم على أنفسهم، واذكروا كم صبروا عليْكم وضحّوا من أجلكم، أعطوكُم كلّ أعمارهم، ووالله لن تجازوهم حقهم ولو حملتموهم على ظهوركم وجعلتم خدودكم لهم أرضا وأبدانَكم وطاء، وما ندِم أحدٌ كمداً وحزناً ما ندِم مفرّطٌ في برّ أبويه أو أحدهما كان في حاجته وفرّط حتى ذهب ومات.-نسأل الله السلامة- أقول ما تسمعون... الخطبة الثانية  إنّ من نعم الله على العبد أن يُطيل الله في عمره ويحسنُ العبْدُ في عبادتهِ، فعن أَبِي بَكْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ" قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ). معاشر كبار السنّ: أنتم كبارٌ في قلوبنا، كبارٌ في نفوسنا، كبارٌ في عيونِنا، كبارٌ بعظيم حسناتكم وفضلكم بعد الله علينا، أنتم الذين علّمتم وربّيتم وبنيْتم وقدّمتم وضحّيتم، لئن نسي بعض الناس فضلكم، فإن الله لا ينْسى، ولئن جحَدوا معروفَكم، فإنّ المعروف لا يَبْلى، ولئن طال العهد على ما قدمتموه، فإن الله لا ينسى ثم إلى ربك المنتهى، وعنده الجزاء الأوفى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً). معاشر كبار السنّ: أمّا الآلام والأسقام فالملائكة تكتب حسناتها، والله عظّم أجورها، وستجدونها بين يدي الله، فاصبروا واحتسبوا عند الله جزيل الأجر والثواب. رفع الله قدركم، وأعلى شأنكم، وشفى مرضاكم ..
المشاهدات 346 | التعليقات 0