(خطبة ) حقيقة الصوفية

خالد الشايع
1447/05/08 - 2025/10/30 18:56PM

الخطبة الأولى ( حقيقة الصوفية )  9 جماد الأولى 1447

أما بعد فيا أيها الناس : لقد كان الناس قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في جاهلية عمياء ، يأكلون الميتة والدم ، ويعبدون الحجارة والقبور ، ويقتل بعضهم بعضا على التافه والحقير ، والسيادة للأقوياء .

حتى بعث نبينا صلى الله عليه وسلم ، فأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور ، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن الجهل إلى العلم ، ومن سوء الأخلاق إلى معاليها .

وبعد القرون الأولى الثلاثة المفضلة دبت في الإسلام فرق ضالة ، ابتدعوا في الدين ، وحرفوه ، بمسميات عدة ، ولقد حذر منها أهل العلم أشد التنفير ، فمنها الذي اندثر ومنها الذي ضعف ، ومنها الباقي وله قوة وانتشار للأسف في جهال المسلمين ، ومن ذلك فرقة الصوفية المبتدعة ، بحيث تنتشر بكثرة في أفريقيا ، وفي ووسط وشرق آسيا ، وهي فرق وليست فرقة وكلها على ضلال ، منها ماتخرجه بدعته من الدين ومنها مالا تخرجه  عن الدين وهو قريب من الخروج لشدة بدعته ، ويجتمعون جميعا في حرب الإسلام والمسلمين ، وتشويه الإسلام والتنفير منه بخزعبلاتهم .

معاشر المسلمين : أول ما نشأت الصوفية في أواخر القرن الثاني تقريبا كانت على الكتاب والسنة ، آثرت الاعتزال عن الناس والزهد في الدنيا ولبس الصوف الذي به سموا صوفية ، ثم دخل فيهم من أفسد وسار على طريقة الشيطان ، فانحرف عن الإسلام ، وانقرضت الصوفية المعتدلة ، ولم يبق إلا أهل الطرق والضلال ، ولهم ضلالات عدة نذكر منها ، ابتداعهم في طريقة الذكر ، حيث الذكر الجماعي ، بألفاظ مبتدعة لم ترد شرعا ، والتراقص والتمايل أثناء الذكر ، وانشاد الأشعار الشركية ، ومن ذلك اعتقاد حضور النبي صلى الله عليه وسلم لاحتفالاتهم ، ومن ذلك اعتقادهم أن الأولياء من الصوفية يتحكمون في الكون وأن لهم قدرة ليست للأنبياء ، والبعض منهم دخل في عقيدة الحلولية ، واعتقاد أن الله في كل شيء ، تعالى الله عن قولهم ، ومنهم من يعتقد في قبور الأولياء ، وأنهم ينفعون ويضرون ، فتجدهم يتمسحون بعتبات قبورهم ويسجدون لهم ويطلبون منهم المدد والغوث وشفاء مرضاهم ، متناسين قوله تعالى ( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) حتى بنت الدول مقامات كبيرة على القبور التي يزعم الصوفية أن أصحابها صالحين ، وأصبحت القبور من موارد الدولة ، ومن أشهر القبور التي تعبد من دون الله مثلا في مصر قبر البدوي الذي يزعمون أنه من أولياء الله وهو رافضي مبتدع بعيد عن الولاية ، ومنهم قبر الحسين في مصر ، وليس بقبر له بل لم يدخل الحسين مصر أبدا كما رجح ذلك ابن تيمية رحمه الله فالحسين دفن بالعراق بكربلاء ورأسه بالشام ، وكذلك قبر السيدة زينب والسيدة نفسية ، وغيرها من القبور التي أحدثها أهل التصوف ، وعلقوا الناس بها ، وأخرجوهم من الدين بدعاء الأموات والاستغاثة بهم ، وفي السودان قبور تعبد من دون الله على طرق الصوفية الكفرية ، من أشهرها ضريح الشيخ حمد النيل في مدينة أم درمان ، وقبة الشيخ محمد عثمان البرهاني شيخ الطريقة البرهانية ، في الخرطوم ، وغيرها قبور واضرحة تعبد من دون الله ، وفي المغرب وليبيا والجزائر والسنغال وغيرها من دول أفريقيا ، ثم انتقل لآسيا تجد القبور في كل بلد إسلامي للأسف  وعلى رأسها إيران والعراق وتركيا وسوريا ، وفي شرق آسيا حيث أندونيسيا والهند وباكستان ، ولا يكاد يخلو بلد إسلامي من هذه الأضرحة التي تعتني بها فرق الصوفية .

وقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة قالت : لَمَّا نَزَلَ برَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً علَى وجْهِهِ، فإذا اغْتَمَّ كَشَفَها عن وجْهِهِ، فقالَ وهو كَذلكَ: لَعْنَةُ اللَّهِ علَى اليَهُودِ والنَّصارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيائِهِمْ مَساجِدَ. يُحَذِّرُ ما صَنَعُوا.

عدا جزيرة العرب التي طهرها الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من الشرك والأضرحة واستمر أئمة الدعوة على ذلك بمباركة ومساندة من الدولة المباركة المملكة العربية السعودية الأولى والثانية والثالثة ثبتهم الله على العقيدة الصافية .

اللهم أعذنا من البدع كلها وارزقنا اتباع السنة يارب العالمين

الخطبة الثانية

أما بعد فيا أيها الناس : لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع ، وأمر بالتمسك بهديه وهدي الخلفاء الراشدين من بعده ، ولقد خرجت فرق صوفية اشتهرت وروجت لها دول الكفر والإسلام ، حتى في زمننا هذا ، ومن تلك الطرق : الطريقة القادرية: تُنسب إلى عبد القادر الجيلاني، وتنتشر في مناطق عديدة ، وقبر الجيلاني في العراق .                                              
الطريقة الشاذلية: تُنسب إلى أبي الحسن الشاذلي، وتنشر بكثرة في تركيا وسوريا .
الطريقة الرفاعية: تُنسب إلى أحمد الرفاعي،
الطريقة النقشبندية: تُنسب إلى محمد بهاء الدين نقشبند، وتنتشر في بلاد الشام وخارجها.
الطريقة التيجانية: تُنسب إلى أحمد التيجاني، ولها أتباع في السنقال والجزائر والمغرب وتونس ومصر.
الطريقة البدوية: تُنسب إلى أحمد البدوي، وتشتهر بوجود ضريح له في طنطا وله احتفال سنوي بمولده، ترى فيه الشرك الصريح وبعادة غير الله .
وغيرها من الطرق الصوفية التي ينبغي للعلماء أن يحذروا منها ويتصدوا لها حتى تندثر ويحل محلها التوحيد والإخلاص لله وحده

عباد الله : إن القبور لا تنفع ولا تضر ، وأهلها الذين دفنوا فيها هم بحاجة للدعاء ، فلا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا فضلا عن غيرهم ، وهذه القبور سواء كان أهلها من الأولياء أو من الفسقة ، لا يجوز البناء عليها ولا تعظيمها ، بل تزار الزيارة الشرعية بالدعاء لأهلها فقط .

اللهم أجعلنا من أهل السنة الذين يعملون بها  ويدعون لها ويموتون عليها ......

المرفقات

1761880227_حقيقة الصوفية.docx

المشاهدات 228 | التعليقات 0