(خطبة ) حمد الله على نجاح الحج وشكر القائمين عليه
خالد الشايع
الخطبة الأولى (حمد الله على نجاح الحج وشكر القائمين عليه ) 17/12/1446
أما بعد فيا أيها الناس : لقد انقضى موسم الحج ، موسم حباه الله بالخيرات ، والبركات ، والنعم الدارات ، من رب الأرض والسموات ، موسم فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر ، ومن أبرز الأعمال فيه ، أداء فريضة الحج ، حيث يتقاطر الناس إلى بيت الله الحرام من جميع بقاع الأرض لأداء فريضة الحج ، يأتون بقلوب متلهفة ، وأرواح متعطشة ، يرجون ماعند الله من الخيرات ، البعض منهم باع بيته ، والآخر باع مزرعته ، والثالث باع كل ما يملك ليصل لبيت الله الحرام ، ومن نعم الله على أهل المملكة أن جعلهم سدنة البيت ، والقائمين على شؤونه ، بدءا بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ، إلى أصغر عامل في موسم الحج ، بل إن أهل البلد هم واجهة الدولة ، وكل من جاء ليحج فله علينا حق الضيافة والكرم ، فلا بد من إكرامهم ، وتحمل أذاهم ، ومساعدتهم حتى يعودوا لبلدهم سالمين ، ولقد بذلت الدولة مشكورة كل ما في وسعها ، لإنجاح حج هذه السنة ، والذي ولله ا لحمد تكلل بنجاح باهر فاق كل السنوات الماضية ، ولم تشهد البلد حجا مثله ، في تنظيم الحج ، وتوزيع الحجاج ، والقيام بشؤونهم ، فلا ترى إلا شاكرا داعيا ، معترفا بفضل الجهود المبذولة ، فعلينا جميعا أن نعرف هذه القيمة ، ونشكر كل من سعى فيها ، فالفضل كله لله الذي أولانا هذه النعم ويسرها ، قال سبحانه ( ومابكم من نعمة فمن الله ) ثم لقادة البلد الذين لم يألوا جهدا في تذليل الصعاب ، وخدمة الحجيج ، وكل من أبرزا وجها مشرقا وخلقا طيبا ، شكره الناس عليه ، وأكسبهم انطباعا عن البلد وأهلها .
عباد الله : لقد تبين للناس جميعا ، أن الحج العشوائي ، بلا تصريح ، هو سبب أساس في وجود مصاعب في الحج ، في خطط السير ، وكثرة المرضي والمصابين بل والموتى ، وهذا ما تنادي به الدولة كل سنة ، فلما شدت الوطأة على المخالفين ، سارت الأمور بكل سهولة ، فينبغي الامتثال للضوابط التي وضعتها الدولة لتنظيم الحج .
اللهم لك الحمد على مايسرت للحجاج ، اللهم فتقبل منا ومنهم ,,,,,
الخطبة الثانية
أما بعد فيا أيها الناس : هاقد انقضت أيام موسم عظيم ، وتصرمت أيام عام طويل ، طوى هذا العام أيامه ولياليه ، محملا بكل أعمال البشر ، فيجب علينا جميعا ، أن نتوب إلى الله من كل أعمال السوء التي ارتكبناها ، وأن نعزم على العمل الصالح ، وتغيير المسار إلى الاتجاه الصحيح ، فستنقضي أعمارنا ، كما انقضت أعوامنا ، وسنرحل من الدنيا كما رحل غيرنا ، ولن يبق معك إلا عملك الصالح .
عباد الله : إن في سرعة مرور الأيام عبرة لنا جميعا ، فلقد جعل الله فيها سرعة عظيمة ، وكل سنة تزداد السرعة شيئا مخيفا ، مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أخرج الترمذي وغيره من حديث أنس بن مالك قال صلى الله عليه وسلم ( لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ ، فتكونُ السنةُ كالشهرِ ، و الشهرُ كالجمعةِ ، و تكونُ الجمعةُ كاليومِ ، و يكونُ اليومُ كالساعةِ ، و تكونُ الساعةُ كالضَّرَمَةِ بالنارِ)
قال أهل العلم شرحا لهذا الحديث : تُنزَعَ البرَكةُ مِن الوقتِ فيَقِلَّ الزَّمنُ، وتُنزَعَ فائِدتُه، أو أنَّ النَّاسَ لِكَثرةِ انشِغالِهم بالفِتَنِ والنَّوازِلِ والشَّدائدِ، لا يَدْرون بالوقتِ ولا كيف تَنقَضي أيَّامُهم ولَياليهم، "فتَكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ"، أي: تَمُرُّ السَّنةُ كمُرورِ شهرٍ لا برَكةَ فيها، "والشَّهرُ كالجُمعةِ"، أي: ويَمُرُّ الشَّهرُ كأنَّه أسبوعٌ لا بركةَ فيه، "وتكونُ الجمعةُ كاليومِ"، أي: ويمُرُّ الأسبوعُ كمُرورِ النَّهارِ في اليومِ لا برَكةَ فيه، "ويَكونُ اليومُ كالسَّاعةِ"، أي: ويَمُرُّ اليومُ كأنَّه ساعةٌ مرَّت لا برَكةَ فيه، "وتَكونُ السَّاعةُ كالضَّرْمةِ بالنَّارِ"، أي: وتمُرُّ السَّاعةُ كأنَّها نَبتةٌ احتَرقَت بسُرعةٍ فلم تَأخُذْ وَقتًا ولا زمَنًا، وقيل: الضَّرمةُ ما يُشعَلُ به النَّارُ كالكِبْريتِ أو القَصبِ، وقيل: هي غُصْنُ نخلٍ في طرَفِه نارٌ، وهذا كلُّه يَدُلُّ على نزْعِ البرَكةِ مِن الزَّمانِ ومُرورِ الوقتِ سَريعًا، وعدَمِ الاستِفادةِ مِنه لِسُرعتِه، وقلَّةِ برَكتِه.
فالبدار البدار ، قبل حلول قاصف الأعمار ، والاستعداد ليوم الرحيل ، فغدا ننتقل لدار البرزخ ، ونعاين كل ما نقول
اللهم وفقنا لهداك واختم بالصالحات أعمالنا ...
المرفقات
1749739291_شكر الله على نعمة نجاح الحج.docx