خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ«إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ فَأَجِبْ دَاَعِيَ اللَّهِ»
محمد البدر
الْخُطْبَةُ الأُولَى: خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ:«إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ فَأَجِبْ دَاَعِيَ اللَّهِ»
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى﴿إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً﴾وَقَالَﷺ«إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ فَأَجِبْ دَاَعِيَ اللَّهِ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ«مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ،فَلاَ صَلاَةَ لَهُ،إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. كان السلف-رحمهم الله- أكثر الناس تعظيمًا لأوامر الله وإتيانًا لفرائض الله؛بل كانوا أعظم الناس اشتياقًا للقاء الله ومناجاته والوقوف بين يديه؛ وكانوا يُلبون نداء الصلاة،فاحذروا من أوصافِ المنافقين مثل التكاسلَ في القيامِ إلى الصلاةِ.
عِبَادَ اللَّهِ:حث النبيﷺعلى إجابة داعي الله وإتيان الصلاة في جماعة في المسجد،والتبكير في شهود الجمع والجماعات،والحرص على الصف الأول في الصلاة وإدراك تكبيرة الإحرام خلف الإمام؛قَالَﷺ «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَفِّ الأَوَّلِ،ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا،وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ،وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ«لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ«مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِى جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَّسَنهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:الكثير من المصلين هذه الأيام لا يحضر إلى الصلاة إلا عندما يسمع الإقامة، وهذا قد فاته خير عظيم ويلاحظ أيضاً ظاهرة انتشرت في الكثير من المساجد البعض يصلي السنة في المسجد اثناء إقامة الصلاة فتفوته تكبيرة الإحرام أو قد تفوته الركعة الأولى والله المستعان قَالَﷺ« إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَة »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:
عِبَادَ اللَّهِ:بعض المصلين يأتي مبكرا لصلاة الْجُمُعَةِ فيجلس في مؤخرة المسجد،أوالملحق الخارجي للمسجد مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد،والسنة هو القرب من الإمام فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِﷺرَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا فَقَالَ لَهُمْ«تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي،وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ،لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عِبَادَ اللَّهِ:بعض المصلين إذا دخل الْمَسْجِدِ وسمع الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ للْخُطْبَةِ،وَقَف يَنْتَظِرُ،والمُتَابَعَةَ للْمُؤَذِّنِ سُنَّةٌ،وَاسْتِمَاعَ الْخُطْبَةِ وَاجِبٌ،وَالْوَاجِبُ مُقَدَّمٌ عَلَى السَّنَةِ وَالصَّوَابُ هُوَ أَنْ يَبْدَأَ بِتَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ لِيَتَفَرَّغَ لِسَمَاعِ الْخُطْبَةِ فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ:جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،وَرَسُولُ اللهِﷺيَخْطُبُ،فَجَلَسَ،فَقَالَ لَهُ«يَا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ،وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا»ثُمَّ قَالَ«إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ،فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ،وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وينبغي أن نبتعد عن كلِّ ما يَشغَل عن الاستماع والإنصات، للخطبة قَالَﷺ«مَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.الاوَصَلُّوا ..
المرفقات
1758837204_خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ«إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ فَأَجِبْ دَاَعِيَ اللَّهِ».pdf