خطبة مختصرة عن الأسرة

فهد فالح الشاكر
1447/02/13 - 2025/08/07 18:29PM

                                   الخُطْبَةُ الأُولَى:

الحمدُ للهِ الَّذِي أَمَرَ بِالإِحْسَانِ، وَنَهَى عَنِ العُقُوقِ وَالعِصْيَانِ، وَجَعَلَ فِي الأُسْرَةِ سَكَنًا وَرَحْمَةً وَأَمَانًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:

فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي المُقَصِّرَةَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهَا وَصِيَّةُ اللهِ لِلأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، قَالَ تَعَالَى:

﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ .

عِبَادَ اللهِ:

الأُسْرَةُ هِيَ اللَّبِنَةُ الأُولَى فِي بِنَاءِ المُجْتَمَعِ، وَهِيَ المَدْرَسَةُ الأُولَى الَّتِي يَتَرَبَّى فِيهَا الأَبْنَاءُ عَلَى القِيَمِ وَالمَبَادِئِ، فَصَلَاحُ الأُسْرَةِ صَلَاحٌ لِلْمُجْتَمَعِ، وَفَسَادُهَا فَسَادٌ لِلأُمَّةِ.

قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:

«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» [متفقٌ عليه].

فَالأَبُ مَسْؤُولٌ عَنْ تَرْبِيَةِ أَبْنَائِهِ، وَالأُمُّ أَمِينَةٌ عَلَى بَيْتِهَا، وَالأَبْنَاءُ أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِ الوَالِدَيْنِ، فَاحْرِصُوا عَلَى غَرْسِ الإِيمَانِ، وَالأَخْلَاقِ، وَالصَّلَاةِ، وَالصِّدْقِ، وَالحَيَاءِ، فِي قُلُوبِهِمْ مُنْذُ الصِّغَرِ.

 

 

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ:

إِنَّ بُيُوتَنَا بِحَاجَةٍ إِلَى رَحْمَةٍ، وَحِوَارٍ، وَتَعَاوُنٍ، لَا إِلَى صُرَاخٍ وَشِقَاقٍ وَهَجْرَانٍ.

قَالَ اللهُ تَعَالَى:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾

نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بُيُوتَنَا، وَأَنْ يَهْدِيَ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مُغَالِيقَ لِلشَّرِّ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 


الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، أَمَرَ بِصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَنَهَى عَنِ العُقُوقِ وَالخِصَامِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ:

اعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ البَرَكَةِ فِي البُيُوتِ: الصَّلَاةُ، وَقِرَاءَةُ القُرْآنِ، وَالدُّعَاءُ، وَالبُعْدُ عَنِ المَعَاصِي، فَإِنَّ البَيْتَ الَّذِي لَا يُذْكَرُ فِيهِ اللهُ بَيْتٌ خَرَابٌ، وَإِنْ كَثُرَ فِيهِ الأَثَاثُ وَالزِّينَةُ.

وَحَافِظُوا عَلَى الأَمَانَةِ فِي العَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ، وَأَحْسِنُوا العِشْرَةَ، وَاصْبِرُوا عَلَى بَعْضِكُمْ، وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ النَّبِيِّ ﷺ:

«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي» [رواه الترمذي].

وَلَا تَنْسَوْا الدُّعَاءَ لِأَبْنَائِكُمْ، فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى:

﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا أَزْوَاجَنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَاجْعَلْ بُيُوتَنَا عَامِرَةً بِطَاعَتِكَ، وَوَفِّقْنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاجْعَلْنَا مِنَ الهُدَاةِ المُهْتَدِينَ، غَيْرَ الضَّالِّينَ وَلَا المُضِلِّينَ.

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الحَبِيبِ المُصْطَفَى، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ:

﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾

عِبَادَ اللهِ:

إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.

فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

المرفقات

1754580556_الأسرة.pdf

المشاهدات 232 | التعليقات 0