خطبة نعمة الأمن. ( مختصرة جداً )

فهد فالح الشاكر
1447/03/26 - 2025/09/18 21:54PM

الحمدُ للهِ الذي أنعمَ علينا بنِعَمٍ تُعَدُّ ولا تُحصى، وتفضَّلَ علينا بخيراتٍ ظاهرةٍ وباطنة، 
وامتـنَّ علينا بدينِ الإسلام، وجعلَنا من أُمَّةِ خيرِ الأنام، محمدٍ عليهِ الصلاةُ والسلام. 
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، صلّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.

أمّا بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فهي وصيّةُ الله للأوّلين والآخرين:
﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾
عبادَ الله:
مِن أعظمِ ما امتنَّ اللهُ بهِ علينا نِعَمُهُ الكثيرةُ التي تُعَدُّ ولا تُحصى، كما قال جلَّ وعلا: 
﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾.
فهو سبحانه الذي خلقَنا ورزقَنا، وهدانا وعلَّمَنا، وأكرمَنا بنعمةِ الإسلام، 
وجعلَنا إخوةً متحابّين متعاونين، وجعلَ لنا أرضاً نعيشُ عليها في طمأنينةٍ وأمن.
ومن أعظمِ النِّعَم بعد نعمةِ الإسلام: نِعمةُ الأمنِ في الأوطان، التي لا يعرفُ قدرَها إلا من فقدَها. 
يقولُ النبي ﷺ: «مَن أصبحَ منكم آمناً في سِربِه، معافىً في بدنِه، عنده قوتُ يومِه، فكأنما حيزت له الدنيا» [رواه الترمذي].
تأمّلوا يا عبادَ الله، لو فُقدَ الأمن: تعطّلت العبادات، وضاعت الأموال، وتفرّق الأحباب، وانتشرت الفتنُ والجرائم. 
ولذا امتنَّ الله على قريشٍ بقوله: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ • الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾.
فاشكروا الله تعالى على هذه النعمةِ الجليلة، وأكثروا من حمدِه آناءَ الليلِ وأطرافَ النهار، 
واعلموا أن دوامَ النِّعَمِ مربوطٌ بشكرِها، وزوالَها يكونُ بكفرانِها.
واحذروا من الفتنِ والشائعاتِ التي تُفرّق الصفَّ وتُضعف اللحمة، فالواجبُ علينا جميعاً أن نكونَ يداً واحدةً لحمايةِ أمنِنا ووطنِنا.
فالواجبُ علينا أن نشكرَ اللهَ على هذه النعمةِ العظيمة، وأن نحافظَ عليها بطاعةِ الله، 
والاجتماعِ على كتابِه وسنّةِ نبيّه ﷺ، والسمعِ والطاعةِ لولاةِ أمرِنا في المعروف، 
والدعاءِ لهم، فبذلك تدومُ النِّعم وتزولُ النِّقم.

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإيّاكم بما فيهِ من الآيِ والذِّكرِ الحكيم. 
أقولُ ما سمعتم، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِّ ذنبٍ، 
فاستغفروه إنّه هو الغفورُ الرحيم.

                        الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، 
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه.

عبادَ الله:
إن شكرَ النِّعَمِ يكونُ بثلاثةِ أمور:
1. شكرٌ بالقلب: اعترافُ العبدِ بأنها من عندِ الله وحدَه.
2. شكرٌ باللسان: كثرةُ حمدِ الله والثناءُ عليه.
3. شكرٌ بالجوارح: استعمالُ النِّعَمِ في طاعةِ الله، لا في معصيته.
ومن شكرِ نعمةِ الأمن: أن نكونَ لَبِناتٍ في بناءِ أوطانِنا، عاملينَ على وحدتِها، 
متعاونينَ على البرِّ والتقوى، محذّرينَ من أسبابِ الفتنِ والفُرقة.
أكثروا من الصلاةِ والسلامِ على خيرِ الأنام، فقد أمركم الملكُ العلام، فقال سبحانه: 
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
اللهم صلِّ وسلّم وبارك على نبيّنا محمد، وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.
اللهم اجعلنا من عبادِك الشاكرين، ووفّقنا لطاعتِك أجمعين.
اللهم أدمْ علينا نعمةَ الأمنِ والإيمان، والسلامةِ والإسلام.
اللهم من أراد بلادَنا وبلادَ المسلمينَ بسوءٍ فاجعل كيدَه في نحرِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه، 
وردَّه خائباً خاسراً يا قويُّ يا متين.
اللهم وفّق ولاةَ أمرِنا لما تحبُّ وترضى، وخُذ بنواصيهم للبرِّ والتقوى، 
وهيّئ لهم البطانةَ الصالحةَ الناصحة.
عبادَ الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى 
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكركم، واشكروه على نعمِه يزدْكم، 
ولذكرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

المرفقات

1758221666_خطبة نعمة الأمن في الأوطان .pdf

المشاهدات 648 | التعليقات 0