شجرة المحبة
تركي بن عبدالله الميمان
شجـرة المحبَّة
خطبة الأسبوع
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
إِنَّ الحمدَ لِله، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ، ونَستَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إليه، مَنْ يَهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصيكُم ونَفْسِي بتقوَى اللهِ ﷻ: ﴿فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
عِبادَ الله: إنها أَطْيَبُ ما في هذه الدنيا[1]؛ وهِيَ مُحَرِّكَةُ القُلُوبِ إلى علَّامِ الغُيوب[2]؛ إِنَّهَا مَحَبَّةُ الله!
وإذا غُرِسَتْ شَجَرَةُ الحُبِّ في القَلبِ، وسُقِيَتْ بِمَاءِ الإخلاصِ، ومُتَابَعَةِ الحَبِيبِ؛ أَثْمَرَتْ أنواعَ الثمارِ، و﴿آتَتْ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾[3]. قال ابنُ القيّم: (المحَبَّةُ شَجَرَةٌ في القَلْب: عُرُوْقُهَا: الذُّلُّ للمَحْبُوب. وساقُهَا: مَعْرِفَتُه. وأَغْصَانُهَا: خَشْيَتُه. ووَرَقُهَا: الحياءُ منه. وثَمَرَتُهَا: طاعَتُه. ومادَّتُهَا التي تَسْقِيَها: ذِكْرُه)[4].
وليسَ في الوُجُودِ ما يَسْتَحِقُّ أَنْ يُحَبَّ لِذَاتِهِ إلَّّا الله ﷻ؛ ومَحَبَّةُ غيرِه تَبَعٌ لِحُبِّهِ U.
وأَعظَمُ المحَبَّةِ: محبَّةُ المؤمنينَ لِرَبِّهِم![5] قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله﴾[6].
ولمَّا كَثُرَ المُدَّعُونَ للمَحَبَّة: طُولِبُوا بإقامَةِ البَيِّنَةِ: فَهَرَبَ البَطَّالُونَ، وأقبلَ المُحِبُّون!
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾[7].
ومَحَبَّةُ اللهِ؛ نُوْرٌ يَقْذِفُهُ اللهُ[8]؛ فاطْلُبُوهَا مِنَ الله! ومِنْ دعاءِ النبيِّ ﷺ: (اللَّهمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ حُبَّك، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّك، والعَمَلَ الَّذي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ)[9].
ومُطَالَعَةُ نِعَمِ اللهِ؛ تُقَوِّي محبةَ الله؛ فالقلُوبُ مجبولةٌ على حُبِّ من أَحْسَنَ إليها[10]؛ فـ(أَحِبُّوا اللهَ؛ لِمَا يَغْذُوكُم مِنْ نِعَمِهِ[11])[12].
وعلامةُ حُبِّ اللهِ: دَوَامُ ذِكْرِهِ؛ لأنَّ مَنْ أَحَبَّ شيئًا؛ أَكْثَرَ ذِكْرَهُ![13] قال ابنُ تيمية: (كَثْرَةُ ذِكْرِ اللهِ؛ تُعَلِّقُ القُلُوبَ بِهِ! ولهذا أَمَرَ اللهُ بالذكرِ الكثيرِ)[14].
وإذا أَكْثَرْتَ مِنَ النَّوَافِل؛ فأبشِرْ بمحبَّةِ اللهِ لك![15] قال تعالى -في الحديث القدسي-: (ولا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ)[16]
ولا يُحِبَّكَ اللَّهُ؛ إِلَّا إذا اتَّبَعْتَ حَبِيْبَهُ ﷺ[17] ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾[18].
ومُطَالَعَةُ أسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، تزيدُ في محبَّةِ الموصُوفِ بها؛ لأنَّها صفاتُ كمالِ، ونُعُوتُ جلالٍ وجَمال! [19] قال ابنُ القَيّم: (مَنْ عَرَفَ اللهَ بأسمائِهِ وصفاتِه وأفعالِه: أَحَبَّهُ لا مَحَالَة!)[20].
ومن علاماتِ المحبَّة: تَرْكُ مَا تُحِبُّ لِـمَنْ تُحِبُّ![21] والنبيٌّ ﷺ أَحَبُّ إلى المُؤْمِنِ مِنْ كُلِّ مَخْلُوق![22] وفي الحديث: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُم؛ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ ووَالِدِهِ والناسِ أَجْمَعِين)[23]. وقال ﷺ: (مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُم لو رَآنِي بِأَهْلِهِ ومَالِهِ!)[24].
والقلبُ الفَارِغُ مِنْ مَحَبَّةِ اللَّهِ؛ يُبتَلَى بِعَذَابِ العِشْق، والتعلُّقِ بالخَلْق! فإذا امتلأَ بمحبَّةِ اللهِ: عافَاهُ مِنْ ذلكَ كُلِّه، وأذاقَهُ حلاوةَ الإِيمان[25]، وصَرَفَ عنهُ الإثمَ والعصيان!
قال تعالى -في حَقِّ يوسُفَ u-: ﴿كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا المُخْلَصِين﴾[26].
أَقُولُ قَولِي هذا، وأستَغْفِرُ اللهَ لي ولَكُم مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فاستَغفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمدُ للهِ على إِحسَانِه، والشُّكرُ لَهُ على توفِيقِهِ وامتِنَانِه، وأَشْهَدُ أَن لا إلهَ إِلَّا الله، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُه.
عِبادَ الله: إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ![27] وذلكَ لِمَصْلَحَتِهِم؛ فإنَّ (عامَّةَ مصالِحِ النُّفُوسِ في مكروهاتِهَا!)[28].
وإذا أَحَبَّكَ اللَّهُ؛ أَحَبَّكَ أهلُ السماءِ، ووَضَعَ لكَ القبولَ في الأرضِ[29]، وحَفِظَ جَوَارِحَك، وأَجَابَ مَطَالِبَك! قال Q -في الحديث القدسي-: (فإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، ويَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، ورِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، ولَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)[30].
ولا تَجْعَلْ مَحَبَّتَكَ إلَّا لِمَنْ تَرْجُوْ صُحْبَتَهُ في الآخِرَة![31] قال ﷺ: (المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ)[32].
والمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ: لهم منابرُ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُم النبيُّونَ والشهداءُ![33] (لا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ الناسُ، ولا يَحزَنُونَ إذا حَزِنَ الناسُ)[34].
والمُتَحَابُّونَ في الله: عُمْلَةٌ نَادِرَة! تَجْمَعُهُم الآخِرَةُ، ولا تُفَرِّقُهُم الدنيا الفانيَة!
قال ابنُ عَبَّاس t: (وقَدْ صارَتْ عامَّةُ مُؤَاخَاةِ الناسِ على أَمْرِ الدنيا، وذلكَ لا يُجْدِي على أهلِهِ شيئًا!)[35].
والمحَبَّةُ في اللهِ؛ شَجَرَةٌ طَيِّبَة؛ أُكُلُهَا دائِمٌ، وظِلُّهَا مُمتَدٌّ إلى يومِ القيامة! قال ﷺ: (إِنَّ اللهَ يقولُ يومَ القيامةِ: «أَينَ المُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، اليومَ أُظِلُّهُم في ظِلِّي، يومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي»)[36].
والمُتَحَابُّونَ في اللهِ؛ قَومٌ تَصَاحَبُوا للهِ، فالأيَّامُ واللَّيَالي مراحِلُهُم في طريقِ الجنَّةِ![37] ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ولَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُم تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا* ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾.
************
* اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم وزِدْ وبارِكْ على نبيِّكَ محمدٍ ﷺ، اللَّهُمَّ احْشُرْنا في زُمْرَتِه، وأَدْخِلْنَا في شفاعتِه، وأَحْيِنَا على سُنَّتِه، وتوفَّنَا على مِلَّتِه، وأَوْرِثْنَا عِلْمَه، وأَوْرِدْنَا حوضَه، وأَسْقِنَا بكأسِه شَرْبَةً لا نظمأُ بعدَها أبدًا، وارْزُقْنَا مُرافَقتَهُ في الفردوسِ الأعلى.
* اللَّهُمَّ ارضَ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين: أَبِي بَكرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، وعَلِيّ؛ وعن الصحابةِ والتابعِين، ومَن تَبِعَهُم بِإِحسَانٍ إلى يومِ الدِّين.
* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسلامَ والمُسلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّركَ والمُشرِكِين، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهمُومِينَ، ونَفِّسْ كَرْبَ المَكرُوبِين، واقْضِ الدَّينَ عَنِ المَدِينِين، واشْفِ مَرضَى المسلمين.
* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا ووُلَاةَ أُمُورِنَا، ووَفِّقْ (وَلِيَّ أَمرِنَا ووَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وتَرضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِما لِلبِرِّ والتَّقوَى.
* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
* فَاذكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُم، واشكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُم ﴿ولَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
قناة الخُطَب الوَجِيْزَة
https://t.me/alkhutab
[1] قال بعضُ السلف: (مساكِينُ أهلِ الدنيا: خَرَجُوا مِنها، وما ذاقوا أطيبَ ما فيها!)، قالوا: (وما أطيَبُ ما فيها؟)، قال: (مَحَبَّةُ اللهِ، والأُنْسُ بِه). مدارج السالكين، ابن القيم (1/452).
[2] فائدة: المَحَبَّةُ الصحيحة: هي التي تكونُ معَ الخوفِ والرجاء. قال ابنُ القَيّم: (القلبُ في سَيْرِهِ إلى اللهِ، بِمَنْزِلَةِ الطَّائِرِ: فالمحَبَّة: رَأْسُهُ، والخوفُ والرجاءُ: جَنَاحَاهُ!). وقال أيضًا: (المحبَّةُ: هي المركَبُ. والرجاءُ: حَادٍ. والخوفُ: سَائِقٌ. واللهُ: المُوَصِّلُ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ). مدارج السالكين (1/513). وقال شيخُ الإسلام: (الحُبُّ يُحَرّكُ إِرَادَة الْقلب، فَكُلَّما قَوِيَت المَحَبَّةُ في القلب؛ طَلَبَ القلبُ فِعْلَ المحبوبات، وإِن كان عاجزًا عنها؛ كان له أجرٌ كأجرِ الفاعل). العبودية (95). وقال أيضًا: (مُحَرِّكَاتِ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ: المحبةُ، وَالخوفُ، والرجاءُ. فالمحَبَّةُ: تَلْقَى العَبْدَ في السَّيرِ إلى مَحْبُوبِهِ، والخوفُ: يَمْنَعُهُ أَنْ يَخْرُجَ عن طرِيقِ المحبوبِ. والرجاءُ: يَقُودُهُ). مجموع الفتاوى (1/95). مختصرًا
[3] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (3/15).
[4] روضة المحبين، ابن القيم (409).
[5] حقيقةُ العبادة: هيَ الحبُّ والذُّلُّ؛ ومحبَّةُ العبودية الخاصة: مُستلْزِمَةٌ للذلِّ والخضوعِ والتعظيمِ وكمالِ الطاعة، وإيثارِ اللهِ على غَيرِه؛ وكمالُ المحبَّة: أن تُقْرَنَ بالتعظيمِ والهيبةِ، فالمحبة بلا هَيْبَة ولا تعظيم: نَاقِصَة؛ والهيبة والتعظيم من غير محبَّة: نقص؛ والكمال: أن تجتمع (المحبَّةُ والتعظيمُ والإجلال)، وهذا لا يُوجَدُ إلَّا إذا كان في (المحبوب) صفاتُ الكمال، ولما كانَ اللهُ أحق بهذا؛ استَحَقَّ أَنْ (يُعَظَّمَ ويُحَبَّ ويُهَابَ)، بكل جزءٍ مِن أجزاءِ القلب، ولا يَجْعَل لهُ شريك في ذلك؛ فَمَنْ أَحَبَّ شيئًا غيرَ اللهِ، مِثْلَ حُبِّهِ لله؛ فقد اتَّخَذَهُ نِدًّا؛ قال تعالى: ﴿وَمن النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله﴾. انظر: طريق الهجرتين (296)، جلاء الأفهام، ابن القيم (185-186).
[6] انظر: مجموع الفتاوى، ابن تيمية (10/649).
[7] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (3/23).
[8] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (3/39).
[9] ثُمَّ قال: (اللَّهمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي، ومالي، وأَهْلي، وَمِنْ الماءِ البارِد). رواه الترمذي (3485)، وقال الحاكم: (صَحِيحُ الإِسنَادِ). المستدرك (3621).
[10] انظر: مدارج السالكين، ابن القيم (3/18).
[11] قال البيهقي: (وهذا يَحتَمِلُ أَنْ يكونَ عامَّةً لأَنْعُمِهِ كُلِّهَا، وأَنْ يكونَ اسمُ الغذاءِ في الطعامِ والشرابِ حقيقةً، ولِمَا عداهُمَا مِنَ التوفيقِ والهداية). شعب الإيمان (404).
[12] رواه الترمذي (3789)، وقال: (هذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ).
[13] انظر: شعب الإيمان، البيهقي (2/49).
[14] مجموع الفتاوى (1/95). مختصرًا. قال ابنُ القَيّم: (دَوَامُ الذِّكْرِ؛ سَبَبٌ لِدَوامِ المحبَّة، فالذِّكْرُ لِلْقَلْبِ، كالماءِ للزَّرْع، بل كالماءِ للسمَك، لا حياةَ له إِلَّا بِهِ).
جلاء الأفهام (451).
[15] انظر: شرح الأربعين النووية، ابن عثيمين (380).
[16] رواه البخاري (6137).
[17] فائدة: ليسَ الشَّأْنُ أَنْ تُحِبَّ اللهَ، بَلِ الشَّأْنُ أَنْ يُحِبَّكَ اللهُ، فَكُلُّ مَنِ ادَّعَى مَحَبَّةَ اللهِ، وليسَ هُو على الطريقةِ المُحَمَّدِيَّةِ؛ فَهُوَ كَاذِبٌ في دعواهُ، فالمحبَّةُ بالاتِّبَاع، لا بالغُلُوِّ والابتداع! انظر: تفسير ابن كثير (2/26)، صَبُّ العذاب على مَنْ سَبَّ الأصحاب، الألوسي (323).
[18] قال بعضُ السلف: (زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ اللهَ؛ فابتلاهُمُ اللهُ بهذهِ الآية!). تفسير ابن كثير (2/32). وصَدَقَ القائل:
تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ * عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ شَنِيعُ!
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لَأَطَعْتَهُ * إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ أَحَبَّ مُطِيعُ
انظر: شُعَبُ الإيمان، البيهقي (2/44).
[19] قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام﴾. والجلال: هُوَ التعظِيم. والإكرام: هُوَ الحُبّ. انظر: مدارج السالكين (3/40-41)، جلاء الأفهام، ابن القيم (186).
[20] مدارج السالكين (3/18). وفي الحديثِ: أَنَّ رَجُلًا يقرأُ لأصحابِهِ في الصلاة، فَيَخْتِمُ بِـ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، فذَكَرُوا ذلكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ، فقال: (سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟)، فَسَأَلُوهُ فقال: (لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا)، فقال ﷺ: (أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ). رواه البخاري (7375)، ومسلم (813).
[21] انظر: شُعَبُ الإيمان، البيهقي (467).
[22] انظر: جلاء الأفهام، ابن القيم (185).
[23] رواه مسلم (44). قال ابن القيم: (المحبَّة: 1- إمَّا محبَّة إجلالٍ وتعظيم: كمحبة الوالد. 2- وإمَّا محبَّةُ تَحَنُّن وود ولطف: كمحبة الولَد. 3- وإمَّا محبَّةٌ لأجل الإحسانِ وصفاتِ الكمال: كمحبة الناسِ بعضهم بعضًا؛ ولا يُؤمنُ العبد حتى يكونَ حبُّ الرسولِ ﷺ عندَه أشدَّ من هذه المحابِّ كُلِّهَا!). جلاء الأفهام (392).
[24] رواه مسلم (2832).
[25] قال ﷺ: (ثَلَاثٌ مِنْ كُنَّ فِيهِ؛ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ ورَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلَّا لِله، وأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ -بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ - كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى في النارِ). رواه البخاري (16)، ومسلم (43).
[26] انظر: زاد المعاد، ابن القيم (4 / 268).
[27] رواه الترمذي وحسّنه (2396)، وصحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة (146).
[28] الفوائد، ابن القيم (92).
[29] رواه البخاري (3209)، ومسلم (2637).
[30] رواه البخاري (6502).
[31] قال ﷺ: (إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ في الله، وَتُبْغِضَ فِي الله). رواه أحمد (18524)، وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3030).
[32] رواه البخاري (6168)، ومسلم (2640).
[33] رواه الترمذي (2390)، وقال: (حديثٌ حَسَنٌ صَحِيح).
[34] رواه أبو داود (3527)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
[35] جامع العلوم والحكم، ابن رجب (125).
[36] رواه مسلم (2566).
[37] انظر: صيد الخاطر، ابن الجوزي (31).
المرفقات
1762329732_شجرة المحبة (نسخة مختصرة).pdf
1762329732_شجرة المحبة (نسخة للطباعة).pdf
1762329732_شجرة المحبة (نسخة للطباعة).docx
1762329732_شجرة المحبة.pdf
1762329732_شجرة المحبة (نسخة مختصرة).docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق