شُكْرٌ وَعِرْفَانٌ عَلَى انْتِهَاءِ الحَجِّ بَأَمَانٍ
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الهويمل
شُكْرٌ وَعِرْفَانٌ عَلَى انْتِهَاءِ الحَجِّ بَأَمَانٍ
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وأشهدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ :-
فأوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والمداومة على حُسن عبادته ، والمواظبة على مراقبته وطاعته في جميع الأحيان .
عِبَادَ اللَّهِ : إن نعم الله على هذه البلاد لا تحصى فهي بلاد الحرمين ، ومهبط الوحي ، ومنبع الرسالة ، ومنطلق الدعوة الإسلامية ، وعلى ثراها عاش رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن من النعم التي تجددت لهذه البلاد المباركة ، بل للمسلمين جميعا : نجاح موسم حج هذا العام 1446هـ على كافة الأصعدة . فلقد رجع الحَجيج إلى بلادهم بعد قضاء حجهم في أمن وأمان ، بعد موسمٍ ناجحٍ ، فالحمد لله على ما يسّر ، والشكر له على ما وفق ، نسأله سبحانه أن يتقبل منهم عملهم قبولاً حسناً ، ويجعل حجهم مبروراً ، وسعيهم مشكوراً .
ولقد جاء هذا النجاح والتيسير بفضل الله أولاً ، ثم بالجهودِ الجبّارةِ التي قدّمها خادمُ الحرمينِ الشريفينِ وسمو وليّ عهدهِ الأمينِ وسائرِ القطاعاتِ في إدارةِ شؤونِ الحجِّ ، ومن خلالِ منظومةٍ متكاملةٍ منَ المشروعاتِ العملاقةِ والتقنيّاتِ والخدماتِ والمواردِ البشريّةِ والماليّةِ الضّخمةِ التي بُذلت من أجلِ راحةِ الحجيجِ وتيسيرًا لهمْ في أداءِ الحجِّ بيسرٍ وسهولةٍ وأمنٍ وأمانٍ ؛ استشعاراً وعملاً بقول الله جلّ وعلا : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) ، ولقد رأى الجميع رجال الأمن الذين بذلوا الجهود الأمنية والإنسانية وخدموا الحجيج وسطروا أروع الأمثلة الإنسانية لخدمة حجاج بيت الله ، حيث لم تمنعهم أجواء المشاعر المقدسة الساخنة ، فحولوا تلك الأجواء إلى روحانية ؛ حملت نسائم العمل الإنساني وحسن التعامل الراقي مع ضيوف الرحمن ، وَلَقَدْ شَاهَدْنَا رِجَالَ الْأَمْنِ مَعَ حُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ فِي كَافَّةِ رُتَبِهِمُ الْعَسْكَرِيَّةِ ؛ مُبْتَسِمِينَ وَمُوَجِّهِينَ ، يُسَاعِدُونَ الْعَاجِزَ ؛ وَيُرْشِدُونَ التَّائِهَ ؛ وَيُسْعِفُونَ الْمَرِيضَ ؛ وَيُخَاطِبُونَ الْحُجَّاجَ بِأَرَقِّ عِبَارَةٍ وَأَعْذَبِ كَلِمَةٍ ، وَلَئِنْ كَانَ رِجَالُ الْأَمْنِ فِي وُجُوهِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ مُبْتَسِمِينَ مُتَعَاوِنِينَ ، لَكِنَّهُمْ أُسُودٌ فِي وُجُوهِ الْأَعْدَاءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْإِخْلَالَ بِالْأَمْنِ ، حَتَّى جَعَلُوا الْأَعْدَاءَ فِي جُحُورِهِمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ ، أَوْ يُسِيئُوا إِلَيْهِمْ ، إِلَّا عَبْرَ أَبْوَاقِهِمْ الْإِعْلَامِيَّةِ ، الَّتِي تَدُلُّ عَلَى عَجْزِهِمْ وَانْدِحَارِهِمْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَمِنَّتِهِ . وكذلك لاننسى جهود جميع الجهات الحكومية المشاركة في الحج كل حسب ما أوكل إليه ، وكل هذا بمتابعة مباشرة من ولاة أمرنا حفظهم الله ، فكان من الواجب علينا ذكر ذلك والشكر لهم بعد شكر الله ؛ فمن لايشكر الناس لايشكر الله ، وأن ندعوا لهم أن يجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين وأن ينصرهم على أعداء الدين ، جهود كبيرة وجبارة من ولاة أمرٍ مخلصين في أعمالهم راجين رحمة الله وتوفيقه . فالحمد لله على فضله وإنعامه : ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ) وإن النعم تدوم بالشكر ، وإن من شكر الله على هذه النعمة التحدث بها ؛ كما قال تعالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) . فنبارك للمملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً هذا النجاح الباهر . ولقد استحقّ موسمُ حَجِّ هذا العام أنْ يكونَ مِنْ أنجحِ مواسمِ الحجِّ التي مرَّتْ على المملكةِ ، منْ ناحيةِ التنظيمِ والتجهيزِ المبكّرِ ، ومنْ ناحيةِ خِطط تفويجِ الحجاجِ بين المشاعرِ المقدّسةِ في يسرٍ وسهولةٍ ، فضلاً عن استثمارهِ في توعيةِ ضيوفِ الرّحمنِ بأهميةِ هذه الشعيرةِ الإيمانيّةِ ، وضرورةُ أدائِها كما أمرَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ، وعدمِ ربطها بأيّ توجُّهاتٍ دنيويةٍ أو سياسيةٍ أو طائفيةٍ أو مذهبيةٍ .
عِبَادَ اللَّهِ : لقد تغيرت أحوال الحج وأحوال الحجاج منذ قيام الدولة السعودية ، والحمد لله ، فعم الأمن أرض الجزيرة كلها ، واختفت عصابات السلب والنهب التي كانت تعترض قوافل الحجيج فتقتلهم وتسلبهم ؛ من اللصوص وقطاع الطريق ، فجزَى الله خيراً وُلاةَ أمر هذه البلاد الذين كانوا سبباً في ذلك بعد الله ، الذين أنفقُوا بسَخاء ، وأشرَفُوا بوفاء . اللهم تقبل من الحجاج حجهم ، واجعل حجهم مبروراً ، وسعيهم مشكوراً ، واجز ولاة الأمر خير الجزاء وأعظم الثواب على ما يُولُونه من خدمة ورعاية للحرمين الشريفين وقاصديهما . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين . أقول هذا القول ، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . أمَّا بَعْدُ :-
فَلَقَدْ وَاللَّهِ اعْتَنَتْ هَذِهِ الدَّوْلَةُ الْمُبَارَكَةُ بِحُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ عِنَايَةً عَظِيمَةً ، مُنْذُ نَشْأتِهَا عَلَى يَدِ الْمُؤَسِّسِ الْمَلِكِ عَبْدِ الْعَزِيزِ طَيَبَ اللهُ ثَرَاه ، وَرَحِمَنَا وَإِيَاه . إلى يومنا هذا ، فَخِدْمَة حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ شَرَفٌ لِهَذِهِ الدَّوْلَةُ الْمُبَارَكَةُ ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ شَهِدَ الْقَاصِي وَالدَّانِي عَلَى النَّجَاحَاتِ الْمُتَوَالِيَةَ فِي الْحَجِّ ، فَكُلُّ عَامٍ أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ ، وَلَقَدْ حَقَّقَ حَجُ هَذَا الْعَامِ كَمَا أَسْلَفْنَا بِفضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ نَجَاحًا عَظِيْمَا باهرًا مُنْقَطِعَ النَّظِير، وَلَلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَه ، وَكَيْفَ لاَ يَنْجَح وقَدْ حَشَدَتْ وَسَخَرتْ دَوْلَةُ التوْحِيْد - الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَةُ الْسُّعُودِيَة - كُلَّ إِمْكَانَاتِهَا لِتَيْسِيرِ الْحَجِّ ، حتى أن نَائِب قَائِدَ مَسِيرَةِ ْبِلَادِنَا – صَاحِبُ السُّمُوِ المَلَكِي الأَمِيْرُ : مُحَمَّدُ ابْنُ سَلْمَان - حَفِظَهُ الله وَوَفَّقَهُ ؛ يَتَوَلَّى بِنَفْسِهِ الْإِشْرَافَ عَلَى حُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ ، وَيُتَابِعُ كُلَّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ ، وهو فِي مقر إقامته في مكة ، فقَدْ بَذَلَ هُوَ وَرِجَالَهُ المُخْلِصِيْنَ - وَفَّقَهُم اللَّهُ وَأَعَزَهُم وَسَدَدهُم - وَقْتَهُمْ وَجُهْدَهُمْ لِرَاحَةِ الْحُجَّاجِ ، وَسَخَّراَ كُلَّ إِمْكَانَاتِ الدَّوْلَةِ الْمَادِّيَّةِ وَالْبَشَرِيَّةِ ، لِتَيْسِيرِ الْحَجِّ وَرَاحَةِ الْحُجَّاجِ ، وَاسْتَضَافُوا الْآلَافِ مِنَ الْحُجَّاجِ مِنْ كَافَّةِ الدُّوَلِ . كما تَابَعَ الوزراء والمسؤولين أَدَقَّ الْأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْحُجَّاجِ ، وَأَشْرَفُوا عَلَى مَصَالِحِهِمْ . كما سَاهَمَتْ جَمِيعُ الْقِطَاعَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ مِنْ الْقَادَةِ وَالضُّبَّاطِ والْأَفْرَادِ ، فِي أَمْنِ الْحُجَّاجِ ، فكانوا حَاجِزًا بَيْنَ الْحُجَّاجِ وَبَيْنَ مَنْ يُرِيدُونَ الْإِخْلَالَ بِأَمْنِهِمْ . كما اعْتَنَتِ بلادنا الْمُبَارَكَةُ فِي صِحَّةِ الْحَجِيجِ ، فَأَنْشَأَتْ عَشَرَاتِ الْمُسْتَشْفَيَاتِ غَالِبُهَا ثَابِتٌ ، وَبَعْضُهَا مُتَنَقِّلٌ ، جُهِّزَتْ بِأَدَقِّ الْأَجْهِزَةِ الطِّبِّيَّةِ ، وَتُجْرَى لَهُمُ الْعَمَلِيَّاتُ الَّتِي يَحْتَاجُونهَا ، مَهْمَا كَانَتْ دِقَّتُهَا وَكُّلْفَتُهَا ، كَذَلِكَ ْ وَفَّرَتْ لَهُمُ الدَّوْلَةُ الْأَطِبَّاءِ وَالْمُمَرِّضِينَ وَالْمُسْعِفِينَ ، بَلْ إِنَّ هُنَاكَ مِنَ الْمَرْضَى مَنْ لَمْ يَجِدْ عِلَاجًا لِمَرَضِهِ إِلَّا فِي هَذِهِ الدِّيَارِ الْمُقَدَّسَةِ ، عِلَاجَاتٌ تُقَدَّمُ لِلْحُجَّاجِ بِالْمَجَّانِ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ ، مَعَ ابْتِسَامَاتٍ وَدَعَوَاتٍ لَهُمْ بِالشِفَاء ، وَالْحُجَّاجَ يَلْهَجُونَ بِالدُّعَاءِ وَالثَّنَاءِ عَلَى مَا يُقَدَّمُ لَهُمْ . كما أن جميع المسؤولين والمكلفين ساهموا مشكورين فِيْ نَجَاحِ الحَجِّ بِفَضْلِ اللهِ ، حَيْثُ تَمَكَّنَ الْحُجَّاجُ مِنْ أَدَاءِ الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ ورمي الجمرات ، والتنقلات بِكُلِّ يُسْرٍ وَسُهُولَةٍ وَانْسِيَابِيَّةٍ ، وإِنَّ مَا قُدِّمَ مِنْ خَدَمَاتٍ فِي الْحَجِّ لَوْ سُطِّرَتْ عَلَى الْأَوْرَاقِ ، لَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهَا نَظَّرِّيَات مُسْتَحِيلَة التَطْبِيق ، لَكِنَّهَا بِفَضل الله ، ثم وَتَوجِيهَاتِ وِلاَةِ الأَمِرْ ، وَعَمَلِ الرِجَالِ المُخْلِصِين أَصْبَحَتْ وَاقِعًا مَلْمُوسًا مُشَاهَدًا لَا يَطْمُسُهُ نَعِيقُ نَاعِقٍ ، أَوْ بُوقُ حَاقِدٍ ، ولا ينكر ذلك إلا من أعمى الله بصيرته ، وأراد الشر والسوء والفتنة بالمملكة . وإِنَّنا حِيْنَمَا نَثْنِي عَلَى هَذِهِ الجُهُود وَنَذْكُرَهَا ، إِنَّمَا من أجل أَنْ نُبْرِزهَا لِلعَالَم ، بَعْدَ أَنْ حَاوَلَت بَعْضُ وَسَائِلِ الإعْلاَمِ المُسِيْئَةِ طَمسِ الحَقِيقَة .
وَقَدْ اصْطَفَا اللَّهُ هذه البلاد وولاة أمرها لِهَذَا الشَّرَفِ الْعَظِيمِ فَرَعَوْهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ . فَيَجِبُ أَنْ تُبَيَّنَ لِلنَّاسِ هَذِهِ الْجُهُودُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي كَلَّفَتْ عَشَرَاتِ الْمِلْيَارَاتِ ، تُنْفَقُ بِسَخَاءٍ ، وَتُبذَلُّ بطِيبِ نَفْسٍ ، دُونَ اسْتِكْثَارٍ أَوْ مِنَّةٍ ، فلِلَّهِ الْفَضْلُ وَالْمِنَّةُ ، الَّذِي امْتَنَّ عَلَيْنَا بِفَضْلِهِ ، وَأَسَبَغَ عَلَيْنَا بِنِعَمِهِ ، ولَقَدْ أَجْمَعَ الْحُجَّاجُ أَنَّ حَجَّ هَذَا الْعَامِ بَلَغَ الْغَايَةَ فِي الرَّاحَةِ وَالْيُسْرِ وَالسُّهُولَةِ ، فلِلَّهِ الْفَضْلُ وَالْمِنَّةُ . نسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده وحكومته الرشيدة ، لما يحب و يرضى ، وأن يسدد على طريق الخير خطاهم ، وأن يجزيهم خير الجزاء ، وأن يصلح لهم البطانة ، ويجمع بهم كلمة المسلمين . هذا وصلُّوا وسلموا على رسولِ الله ، فقد أمرَكم الله بذلك فقال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائه الراشدين ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التَّابِعين وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين ، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحمَ الراحمين . اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين حكاماً ومحكومين ، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين ، وأذلَّ الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين . اللهم من أرادنا وأراد ديننا وجماعتنا بسوء فأشغله بنفسه ورُدّ كيده في نحره وافضح أمره يا قوي يا عزيز ، اللهم ارحم المستضعفين من المسلمين في كل مكان ، اللهم ارفع البلاء عنهم ، اللهم احقن دماءهم ، واحفظ عليهم دينهم وأمنهم وأعراضهم وأموالهم يا رب العالمين ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين . { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } . وأقم الصلاة .
( خطبة الجمعة 17/12/1446هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل للتواصل جوال و واتساب / 0504750883 ) .
المرفقات
1749488950_شُكْرٌ وَعِرْفَانٌ عَلَى انْتِهَاءِ الحَجِّ بَأَمَانٍ.docx