عناية الإِسلام بالمرأة وحفظه لحقوقها
أسامة بن سعود عبد الله التميمي
عِنَايَةُ الْإِسْلَامِ بِالْمَرْأَةِ وَحِفْظُهُ لِحُقُوقِهَا
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَأَكْرَمَ الْإِنْسَانَ ذَكَرًا وَأُنْثَى، نَحْمَدُهُ – سُبْحَانَهُ – عَلَى جَمِيلِ آلَائِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى تَتَابُعِ نَعْمَائِهِ، وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، أَحَلَّ لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَحَرَّمَ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِهِ، وَجَعَلَهُ بَيْنَ الْعِبَادِ مُحَرَّمًا.
وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، أَرْفَقُ النَّاسِ بِالنِّسَاءِ، وَأَحْسَنُهُمْ خُلُقًا مَعَهُنَّ، وَأَكْمَلُهُمْ فِي الْعَدْلِ بَيْنَ أَهْلِهِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَأُوصِيكُمْ – عِبَادَ اللَّهِ – وَنَفْسِي الْمُقَصِّرَةَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَالتَّقْوَى زَادُ الْقُلُوبِ، وَزِينَةُ الْحَيَاةِ وَالْقُبُورِ، ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ…
الْحَدِيثُ عَنِ الْمَرْأَةِ لَيْسَ حَدِيثًا عَنْ «نِصْفِ الْمُجْتَمَعِ» فَقَطْ؛ بَلْ هُوَ حَدِيثٌ عَنْ أُمِّي وَأُمِّكَ…
عَنْ أُخْتِي وَأُخْتِكَ…
عَنْ زَوْجَتِي وَزَوْجَتِكَ…
عَنْ بِنْتِي وَبِنْتِكَ…
عَنْ مَنْ جَعَلَ اللَّهُ سَعَادَتَنَا فِي إِسْعَادِهَا، وَرِضَاهُ فِي إِرْضَائِهَا، وَالْجَنَّةَ فِي الْإِحْسَانِ إِلَيْهَا.
خَلَقَ اللَّهُ الْمَرْأَةَ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ؛ لِيَقُولَ لِلْبَشَرِ كُلِّهِمْ:
هِيَ لَيْسَتْ جِنْسًا أَدْنَى، وَلَا إِنْسَانًا دُونًا؛ بَلْ هِيَ شَقِيقَةُ الرَّجُلِ فِي التَّكْلِيفِ، وَالْكَرَامَةِ، وَالْجَزَاءِ.
قَالَ رَبُّنَا – جَلَّ وَعَلَا –:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾.
وَمِنْ أَعْظَمِ مَا بَيَّنَ بِهِ الْقُرْآنُ مَنْزِلَةَ الْمَرْأَةِ؛ أَمْرُهُ الْأَزْوَاجَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهَا، وَحُسْنِ مُعَاشَرَتِهَا، فَقَالَ – سُبْحَانَهُ –:
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾.
وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾.
مَعْنَى ذَلِكَ – عِبَادَ اللَّهِ –:
لَا صُرَاخَ وَلَا إِهَانَةَ،
لَا سَبَّ وَلَا شَتْمَ،
لَا تَحْقِيرَ وَلَا اسْتِهْزَاءَ،
بَلْ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ، وَبَشَاشَةُ وَجْهٍ، وَعَدْلٌ فِي النَّفَقَةِ، وَصَبْرٌ عَلَى مَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ مِنْ ضَعْفٍ أَوْ غَلَبَةِ عَاطِفَةٍ.
وَقَدْ أَكَّدَ النَّبِيُّ ﷺ ذَلِكَ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ، مِنْهَا قَوْلُهُ ﷺ:
«اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»؛
وَقَوْلُهُ ﷺ – كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ –:
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي».
وَقَوْلُهُ ﷺ:
«أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ». أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.
> تَأَمَّلُوا – رَحِمَكُمُ اللَّهُ –:
مِعْيَارُ الْخَيْرِيَّةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَيْسَ مَنْصِبَكَ، وَلَا وَظِيفَتَكَ، وَلَا مَالَكَ؛ بَلْ كَيْفَ تَكُونُ فِي بَيْتِكَ، مَعَ زَوْجَتِكَ وَبَنَاتِكَ وَأُمِّكَ، فَمَا أَعْظَمَ هَذَا الدِّينَ الْحَنِيفَ.
عِبَادَ اللَّهِ،
مِنْ تَكْرِيمِ الشَّرْعِ لِلْمَرْأَةِ أَنَّهُ اعْتَبَرَ خُصُوصِيَّتَهَا الْجَسَدِيَّةَ وَالنَّفْسِيَّةَ:
فَهِيَ تَمُرُّ بِعُذْرٍ شَهْرِيٍّ يُتْعِبُ الْبَدَنَ وَيُؤَثِّرُ عَلَى الْمِزَاجِ؛ فَرَخَّصَ لَهَا رَبُّهَا فِي الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَهِيَ حَائِضٌ، وَجَعَلَ ذَلِكَ رَحْمَةً، لَا نَقْصًا وَلَا طَعْنًا.
وَجَعَلَ لِلْأُمِّ مَكَانَةً رَفِيعَةً عَظِيمَةً..
> وَلَيْسَ عَجَبًا – عِبَادَ اللَّهِ – أَنْ يَخْتَصَّ الْإِسْلَامُ الْأُمَّ بِمَنْزِلَةٍ لَا يُدَانِيهَا أَحَدٌ.
فَهِيَ الَّتِي تَحْمِلُ وَلَدَهَا تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَتَضَعُهُ بِأَلَمٍ وَجَسَارَةٍ، وَتُرْضِعُهُ مِنْ جَسَدِهَا، وَتَسْهَرُ اللَّيَالِي عَلَى رِعَايَتِهِ؛ قَالَ تَعَالَى:
﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾.
وَلِهَذَا جَعَلَ اللَّهُ – سُبْحَانَهُ – حَقَّ الْأُمِّ مُقَدَّمًا عَلَى غَيْرِهَا، وَجَعَلَ بِرَّهَا فَضْلًا لَا يُدَانِيهِ فَضْلٌ.
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يَسْأَلُ:
«يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟»
فَقَالَ ﷺ: «أُمُّكَ».
قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ: «أُمُّكَ».
قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ: «أُمُّكَ».
قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟
قَالَ: «أَبُوكَ».
ثَلَاثُ مَرَّاتٍ يُكَرِّرُ النَّبِيُّ ﷺ: «أُمُّكَ»…
لِيُعْلِمَنَا أَنَّ تَعَبَهَا أَعْظَمُ، وَتَضْحِيَتَهَا أَبْلَغُ، وَحَقَّهَا أَكْبَرُ.
فَهِيَ الَّتِي حَمَلَتْ، وَوَلَدَتْ، وَأَرْضَعَتْ، وَرَبَّتْ…
فَصَارَ لَهَا ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ فِي الْبِرِّ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ دَوْرُ الْأَبِ.
وَحِينَ أَخْبَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ النساء «نَاقِصَاتُ عَقْلٍ وَدِينٍ»، لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ لِإِزْدِرَائِهَا؛ بَلْ شَرَحَ أَنَّ نُقْصَانَ عَقْلِهَا فِي نَاحِيَةِ «الضبط وَالتَّذَكُّرِ فِي الشَّهَادَةِ»، فَجُعِلَتْ أُخْرَى تُذَكِّرُهَا؛ وَأَنَّ نُقْصَانَ دِينِهَا فِي تَرْكِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ أَيَّامَ الْحَيْضِ؛ رُخْصَةً وَرَحْمَةً، لَا نَقْصَانَ قِيمَةٍ وَعَقْل ومكانه.
وَلَقَدْ ظَهَرَ فِي زَمَانِنَا والأزمنة الماضية؛ نِسَاءٌ فَاقَتْ عُقُولُهُنَّ عُقُولَ كَثِيرٍ مِنَ الرِّجَالِ، عِلْمًا وَعَمَلًا وَفَهْمًا، فَلَيْسَ الْقَصْدُ إِلَى إِهَانَةِ الْمَرْأَةِ، بَلْ إِلَى مُرَاعَاةِ طَبِيعَتِهَا وَدَعْمِهَا وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهَا، وَأَنْ لَا تُحَمَّلَ مَا لَا تُطِيقُ.
إِذًا فَعَاطِفَتُهَا الْقَوِيَّةُ، وَرِقَّةُ قَلْبِهَا، وَحَيَاؤُهَا، لَيْسَتْ نِقَاطَ ضَعْفٍ لِإِهَانَتِهَا، بَلْ مَوَاطِنُ رَحْمَةٍ تُوجِبُ عَلَيْنَا زِيَادَةَ الْمُرَاعَاةِ لَهَا.
عِبَادَ اللَّهِ،
مَعَ وُضُوحِ هَذِهِ النُّصُوصِ؛ إِلَّا أَنَّ الْوَاقِعَ يَشْهَدُ بِصُوَرٍ مُؤْلِمَةٍ مِنَ التَّعَدِّي عَلَى حُقُوقِ الْمَرْأَةِ وَهُوَ قَلِيلٌ فِي مُجْتَمَعِنَا وَلِلَّهِ الْحَمْدُ، وَمِنْ ذَلِكَ:
1. ظُلْمُهَا فِي الْمِيرَاثِ
رُبَّ أَبٍ أَوْ أَخٍ يَمُوتُ الْوَالِدُ، فَيَمْلِكُونَ الْأَمْوَالَ وَالْعَقَارَاتِ، ثُمَّ يَقُولُونَ لِلْبَنَاتِ وَالْأَخَوَاتِ: «لَا حَقَّ لَكُنَّ، الْعُرْفُ أَنَّ الْبَنَاتِ لَا يَأْخُذْنَ شَيْئًا»، أَوْ يَقُولُونَ: «كُلُّهَا لِلْأَبْنَاءِ الذُّكُورِ»، أَوْ يُجْبِرُونَهُنَّ عَلَى التَّنَازُلِ عَنْ نَصِيبِهِنَّ أَوِ التَّقْلِيلِ مِنْهُ.
هَذَا – عِبَادَ اللَّهِ – ظُلْمٌ بَيِّنٌ، وَاعْتِدَاءٌ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى:
﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾.
فَالْمِيرَاثُ «نَصِيبٌ مَفْرُوضٌ»، لَيْسَ فَضْلًا يُمْنَحُ، وَلَا هِبَةً تُسْتَرَدُّ، وَلَا عُرْفًا يُقَدَّمُ عَلَى شَرْعِ اللَّهِ.
2. عَضْلُهَا وَمَنْعُهَا مِنَ الزَّوَاجِ
رُبَّ وَلِيٍّ يَأْتِيهِ مَنْ يَطْلُبُ ابْنَتَهُ أَوْ أُخْتَهُ، دِينٌ وَخُلُقٌ، فَيَمْنَعُهُ لِهَوًى أَوْ لِمَالٍ أَوْ لِمُجَرَّدِ التَّحَكُّمِ.
وَقَدْ نَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْعَضْلِ، فَقَالَ:
﴿فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ﴾،
وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:
«إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ».
فَيَا مَنْ وَلَّاكَ اللَّهُ أَمْرَ امْرَأَةٍ؛ اتَّقِ اللَّهَ فِي بِنْتِكَ وَأُخْتِكَ، وَلَا تَجْعَلْهَا حَبِيسَةً لِأَهْوَائِكَ.
3. احْتِقَارُ الْمَرْأَةِ وَعَدَمُ سَمَاعِ رَأْيِهَا
فَفِي عَدَدٍ مِنَ الْبُيُوتِ لَا يُسْمَعُ لِلْمَرْأَةِ رَأْيٌ فِي تَرْبِيَةِ الْأَبْنَاءِ، وَلَا فِي اتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ لِلْأَوْلَادِ، مَعَ أَنَّهَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَحْوَالِ أَوْلَادِهَا، وَأَقْرَبُهُمْ إِلَى قُلُوبِهِمْ.
وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَسْتَمِعُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَخَذَ بِمَشُورَتِهَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَكَانَ فِي رَأْيِهَا فَرَجٌ لِلْأُمَّةِ.
4. سُوءُ التَّعَامُلِ مَعَهَا فِي التَّوَاصُلِ وَالْخُصُوصِيَّةِ.
مِنْ ظُلْمِ الْمَرْأَةِ أَنْ تُفْضَحَ أَسْرَارُهَا فِي الْمَجَالِسِ أَوْ فِي وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ، أَوْ تُهَانَ أَمَامَ الْأَبْنَاءِ، أَوْ تُسْتَخْدَمَ صُوَرُهَا لِلتَّهْدِيدِ أَوِ الِابْتِزَازِ.
الْمُؤْمِنُ الْحَقُّ يَسْتُرُ أَهْلَهُ وَلَا يَفْضَحُهُمْ، وَيُكْرِمُهُمْ وَلَا يُهِينُهُمْ.
هَذِهِ – عِبَادَ اللَّهِ – لَقَطَاتٌ سَرِيعَةٌ، وَإِلَّا فَصُوَرُ الظُّلْمِ أَكْثَرُ، وَالشَّرْعُ كُلُّهُ يَنْطِقُ بِحُرْمَةِ ذَلِكَ.
فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي نِسَائِكُمْ، فَالْمَرْأَةُ أَمَانَةٌ فِي عُنُقِكَ، سَتُسْأَلُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: هَلْ حَفِظْتَ حَقَّهَا، أَمْ ضَيَّعْتَهُ وَقَهَرْتَهَا؟
اللَّهُمَّ احْفَظْ نِسَاءَنَا وَبَنَاتِنَا، وَأَلْهِمْهُنَّ رُشْدَهُنَّ، وَاصْرِفْ عَنْهُنَّ كَيْدَ الْمُفْسِدِينَ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَحْوَالَ الْبُيُوتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ الْقُلُوبِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ مَنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ وَيَعْمَلُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ.
إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
---
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ، اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ التُّقَى، وَاسْتَمْسِكُوا بِهَدْيِ نَبِيِّكُمْ الْمُصْطَفَى ﷺ لِتُفْلِحُوا وَتَفْرَحُوا فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ..
عِبَادَ اللَّهِ!
مِنْ أَعْظَمِ مَا يَدُلُّ عَلَى تَكْرِيمِ الْإِسْلَامِ لِلْمَرْأَةِ: مَا جَاءَ فِي الْإِحْسَانِ إِلَى الْبَنَاتِ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ – كَمَا فِي حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –:
«مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ» وَضَمَّ أَصَابِعَهُ.
وَفِي رِوَايَةٍ: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ».
> فَأَيْنَ مَنْ يَتَضَجَّرُ مِنْ وِلَادَةِ الْبَنَاتِ؟
وَأَيْنَ مَنْ يُعْلِنُ فَرَحَهُ بِالْوَلَدِ الذَّكَرِ، وَيُخْفِي فَرَحَهُ بِالْبِنْتِ كَأَنَّهَا عَارٌ؟
إِنَّ الْبَنَاتِ حَيَاةٌ فِي مَنَازِلِنَا
كُلُّ الْبَنَاتِ مَسَرَّاتٌ وَأَفْرَاحُ.
بَلِ الْبِنْتُ رِزْقٌ، وَرَحْمَةٌ، وَبَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِذَا حَفِظْتَ حَقَّهَا.
يَقُولُ أَحَدُهُمْ:
إِنْ بَشَّرُونِي بِالْإِنَاثِ تَهَلَّلَتْ
مِنِّي أَسَارِيرِي وَزَادَ وِدَادِي
وَلَقَدْ سَمِعْتُ بِأَنَّ رُسْلَ اللَّهِ قَدْ
رُزِقُوا بَنَاتٍ جَاءَ فِي الْإِسْنَادِ
وَأَقُولُ أَيُّهَا الزَّوْجُ!
اتَّقِ اللَّهَ فِي زَوْجَتِكَ؛ فَهِيَ لَيْسَتْ خَادِمَةً، وَلَا آلَةً لِلْإِنْجَابِ فَقَطْ؛ بَلْ شَرِيكَةُ عُمْرٍ، وَأُنْسٌ، وَسَكَنٌ، ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾.
احْفَظْ لَهَا حَقَّهَا فِي الْمَسْكَنِ الْكَرِيمِ، وَالنَّفَقَةِ الْمُعْتَدِلَةِ، وَالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، وَالِابْتِسَامَةِ الصَّادِقَةِ؛ فَلَعَلَّ كَلِمَةً وَاحِدَةً تُدْخِلُ بِهَا السُّرُورَ عَلَى قَلْبِهَا تَكُونُ سَبَبًا فِي رِضَا الرَّحْمٰنِ عَنْكَ.
أَيُّهَا الْآبَاءُ وَالْأَوْلِيَاءُ
اعْدِلُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ فِي الْعَطَايَا وَالْمَشَاعِرِ، لَا تَظْلِمُوا بِنْتًا لِأَجْلِ أَخِيهَا، وَلَا تُهْمِلُوا رَأْيَهَا فِي زَوَاجِهَا وَتَعْلِيمِهَا.
لَا تَحْبِسُوا بَنَاتِكُمْ فِي زَوَاجٍ فَاشِلٍ خَوْفًا مِنْ «كَلَامِ النَّاسِ»، وَلَا تَمْنَعُوهُنَّ مِنَ الزَّوَاجِ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ وَالْخُلُقِ، فَأَنْتُمْ مَسْؤُولُونَ أَمَامَ اللَّهِ عَنْ هَذَا الْعَضْلِ.
بَادِرُوا بِتَوْثِيقِ الْمَوَارِيثِ وَتَقْسِيمِهَا عَلَى الْوَجْهِ الشَّرْعِيِّ، وَلَا تُؤَخِّرُوهَا سَنَوَاتٍ حَتَّى تَضِيعَ حُقُوقُ النِّسَاءِ وَالضُّعَفَةِ.
أَيُّهَا الرِّجَالُ، لِيُوصِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا أَهْلَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي نَفْسِهَا وَبَيْتِهَا:
وَلْتُحَافِظْ عَلَى حَيَائِهَا وَعِفَّتِهَا، فَذَلِكَ تَاجُ كَرَامَتِهَا.
وَذَكِّرُوهُنَّ بِطَاعَةِ أَزْوَاجِهِنَّ فِي الْمَعْرُوفِ، وَلَا يَكُنِ الْحَدِيثُ عَنْ «حُقُوقِ الْمَرْأَةِ» جِسْرًا لِلْعُقُوقِ وَالتَّمَرُّدِ وَتَرْكِ الْبُيُوتِ.
وَلْتَكُنْ عَوْنًا لِزَوْجِهَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَتَرْبِيَةِ الْأَوْلَادِ، وَحِفْظِ الْبَيْتِ، فَالْبَيْتُ لَا يَسْتَقِيمُ بِدُونِ أُنْثَى صَالِحَةٍ.
فَالشَّرِيعَةُ – عِبَادَ اللَّهِ – لَيْسَتْ مَعَ فِئَةٍ ضِدَّ فِئَةٍ؛ وَلَا مَعَ الرَّجُلِ ضِدَّ الْمَرْأَةِ، وَلَا مَعَ الْمَرْأَةِ ضِدَّ الرَّجُلِ؛ إِنَّمَا هِيَ مَعَ الْعَدْلِ، مَعَ الرَّحْمَةِ، مَعَ الْإِنْصَافِ.
> أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ،
إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَعْرِفَ مَكَانَةَ الْمَرْأَةِ فِي الْإِسْلَامِ؛ فَلْنَنْظُرْ أَوَّلًا إِلَى مَا يَجْرِي فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمُجْتَمَعَاتِ الْبَشَرِيَّةِ الْيَوْمَ…
مُجْتَمَعَاتٌ تَدَّعِي تَحْرِيرَ الْمَرْأَةِ وَإِكْرَامَهَا، ثُمَّ لَا تَرَاهَا إِلَّا جَسَدًا يُسْتَهْلَكُ، وَصُورَةً تُسْتَغَلُّ، وَسِلْعَةً تُعْرَضُ فِي الْإِعْلَانَاتِ وَالشَّاشَاتِ وَمَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ؛ تُجَرَّدُ مِنْ حَيَائِهَا وَكَرَامَتِهَا، لِتَكُونَ أَدَاةً لِإِثَارَةِ الشَّهْوَاتِ، وَجَذْبِ الْأَنْظَارِ، وَتَسْوِيقِ السِّلَعِ.
تُقَالُ لَهَا شِعَارَاتٌ بِرَّاقَةٌ، وَلَكِنَّ الْحَقِيقَةَ أَنَّهَا تُسْتَعْمَلُ لِمَصَالِحِ غَيْرِهَا، وَلَا يُنْظَرُ إِلَيْهَا إِلَّا مِنْ مَنْظُورٍ مَادِّيٍّ ضَيِّقٍ.
وَفِي بَعْضِ الْبِيئَاتِ – مَعَ الْأَسَفِ – تُسْتَخْدَمُ الْمَرْأَةُ فِي أَعْمَالٍ شَاقَّةٍ تَجْتَثُّ أُنُوثَتَهَا وَتُهْلِكُ بَدَنَهَا، بِلَا مُرَاعَاةٍ لِضَعْفِهَا الْجِبِلِّيِّ، وَلَا لِخُصُوصِيَّتِهَا الْجَسَدِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ، وَلَا لِحَقِّهَا فِي السَّتْرِ وَالصِّيَانَةِ. تُزَاحِمُ الرِّجَالَ فِي أَيِّ عَمَلٍ وَلَوْ أَضَرَّ بِصِحَّتِهَا وَأُنُوثَتِهَا؛ ثُمَّ يُقَالُ لَهَا: هَذِهِ هِيَ الْحُرِّيَّةُ!
أَمَّا فِي الْإِسْلَامِ؛ فَالْمَرْأَةُ إِنْسَانٌ مُكَرَّمٌ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ جَسَدًا، وَرُوحٌ لَهَا حَقُّهَا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ صُورَةً. الْإِسْلَامُ لَمْ يَسْمَحْ أَنْ تُعْرِضَ نَفْسَهَا كَاشِفَةً مُتَبَرِّجَةً، وَلَا أَنْ تُسْتَخْدَمَ كَأَدَاةٍ رَخِيصَةٍ لِلتَّسْلِيَةِ؛ بَلْ صَانَهَا بِالْحِجَابِ وَالْحَيَاءِ، وَأَمَرَ بِغَضِّ الْبَصَرِ عَنْهَا، وَنَهَى عَنْ خَلْوَةٍ تُفْضِي إِلَى الْفِتْنَةِ وَالْفَسَادِ.
الْإِسْلَامُ يَعْرِفُ أَنَّ لَهَا تَرْكِيبًا خَاصًّا؛ تَمُرُّ بِعُذْرٍ شَرْعِيٍّ، وَحَمْلٍ، وَوِلَادَةٍ، وَرَضَاعٍ، وَعَاطِفَةٍ جَيَّاشَةٍ، فَأَعْطَاهَا مِنَ الرُّخَصِ وَالتَّخْفِيفَاتِ مَا يُنَاسِبُ فِطْرَتَهَا؛ فَلَا تُصَلِّي وَلَا تَصُومُ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَةٍ رَحْمَةً بِهَا، وَلَا تُكَلَّفُ بِأَعْمَالٍ تُهْلِكُ بَدَنَهَا وَتُضَيِّعُ أَوْلَادَهَا.
فَهِيَ فِي نَظَرِ الْإِسْلَامِ:
أُمٌّ مُكَرَّمَةٌ «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِهَا»،
وَزَوْجَةٌ مُحْتَرَمَةٌ لَهَا حَقُّهَا فِي النَّفَقَةِ وَالْمَسْكَنِ وَالْمُعَامَلَةِ بِالْمَعْرُوفِ،
وَبِنْتٌ مَحْفُوظَةٌ لَهَا نَصِيبُهَا مِنَ الْعِنَايَةِ وَالِاحْتِرَامِ، وَهِيَ وَارِثَةٌ شَرْعِيَّةٌ لَهَا نَصِيبُهَا الْمَفْرُوضُ فِي الْمِيرَاثِ،
وَلَيْسَتْ – فِي شَرْعِ رَبِّنَا – مَسْرَحًا لِلْأَهْوَاءِ، وَلَا سِلْعَةً لِلْإِعْلَانَاتِ، وَلَا أَرْقَامًا فِي شَاشَاتِ الْمُتَابِعِينَ.
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نِعْمَةِ الْإِسْلَامِ الَّذِي كَرَّمَ الْمَرْأَةَ حِينَ جَعَلَهَا أُمًّا عَظِيمَةً، وَأُخْتًا كَرِيمَةً، وَزَوْجَةً مُكَرَّمَةً، وَبِنْتًا مَصُونَةً.
فَمَنْ أَرَادَ تَكْرِيمَ الْمَرْأَةِ حَقًّا؛ فَلْيَسْلُكْ طَرِيقَ الْوَحْيَيْنِ: كِتَابَ اللَّهِ، وَسُنَّةَ رَسُولِهِ ﷺ، لَا طَرِيقَ الدَّعَوَاتِ الْمُنْفَلِتَةِ، وَلَا أَهْلَ الْأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ الْمُدَمِّرَةِ.
وَإِذْ نَتَحَدَّثُ – عِبَادَ اللَّهِ – عَنِ الرَّحْمَةِ بِالنِّسَاءِ، وَحُسْنِ الْعِشْرَةِ، وَإِقَامَةِ الْعَدْلِ فِي الْبُيُوتِ… فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَسَّدَ الرَّحْمَةَ وَالْعَدْلَ فِي أَهْلِهِ هُوَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ ﷺ.
فَحَقِيقٌ بِنَا – وَنَحْنُ نَذْكُرُ هَدْيَهُ – أَنْ نُكْثِرَ مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا بِذَلِكَ قَائِلًا:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ نِسَاءَنَا وَبَنَاتِنَا، وَاحْفَظْهُنَّ بِحِفْظِكَ، وَأَلْهِمْهُنَّ رُشْدَهُنَّ، وَاصْرِفْ عَنْهُنَّ كَيْدَ الْمُفْسِدِينَ وَضَلَالَةَ الْمُضِلِّينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْهُنَّ قُرَّةَ عَيْنٍ لِآبَائِهِنَّ وَأَزْوَاجِهِنَّ وَأَوْلَادِهِنَّ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ زَوْجَاتِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَاجْعَلْ بُيُوتَنَا سَكِينَةً عَلَى طَاعَتِكَ، مَلِيئَةً بِالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ.
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْهُمْ رَحْمَةً لِلْبِلَادِ وَالْعِبَادِ.
اللَّهُمَّ وَاحْفَظْ بِلَادَ الْمُسْلِمِينَ وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَادْحَرْ أَعْدَاءَهُمْ، أَعِزَّ اللَّهُمَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِينَ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.